الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسطلانيّ (1) وجمعه في جزء.
وخرج أبو عبد الله من مصر إلى بيت المقدس، فأقام به إلى حين وفاته في عشيّة الخميس السادس من ذي الحجّة سنة تسع وتسعين وخمسمائة، [عن خمس وخمسين سنة]، ودفن هناك. وقبره ظاهر يقصد للزيارة والتبرّك به.
[بعض كلامه]
من لم يدخل في الأمور بالأدب لم يدرك مطلوبه منها.
وقال: الزم الأدب وحدك من العبوديّة ولا تتعرّض لشيء، فإن أرادك له أوصلك إليه.
وقال: العاقل يأخذ ما صفا ويدع التكلّف، فإنّه تعالى يقول: وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ [يونس: 107].
وقال: من لم يراع حقوق الإخوان بترك حقوقه حرم بركة الصحبة.
وقال: من لم يكن له مقام من التوكّل، فهو ناقص في توحيده.
وقال: دوام الألفة بين الإخوان من علامة الصفاء، ووقوع الوحشة من رزيّة النفوس وعدم طهارتها.
وقال: العالم من ملك الأشياء فلم تملكه وتصرّف فيها بالخلافة واسترقّها بالحريّة.
وقال: العالم كلّما اختبرته زاد حسنه وجماله.
والجاهل كلّما اختبرته ظهر نقصه واختلاله.
وقال: من اشتغل في الوقت بما لم يأت به الوقت، فهو متكلّف.
وقال: لن يبلغ العبد من قلوب الرجال بعمل ما
يبلغه بمحاسن الأخلاق.
وقال: الشأن كلّه في التخلّق، وعلى قدره يكون كبر الرجال.
وقال: من حفظ آداب الشريعة صار إماما للمتّقين.
وقال: عليكم بهذه القبلة، فما فتح على أحد إلّا منها.
وقال: إيّاكم ومخالطة الأحداث ومعاشرة النسوان وصحبة الأضداد.
وقال: كيف يفلح من يقيم الأيام، بل الأعوام، لا يخطر بباله أنّ الله يراه؟
وقال: أكثر ما يقطع بالمريدين في ابتداء الإرادة الاشتغال بهمّ الرزق.
وقال: من علامة الوليّ: إذا طال عمره كثر عمله، وإذا كثر فقره زاد سخاؤه، وإذا زاد علمه كثر تواضعه.
وقال: إذا فرّغ الله قلب المريد في ابتداء إرادته من إشغال خاطره بهذه الكسرة، فقد لطف به.
وقال: من لم تكن السّنّة مصحوبة في توحيده، فهو مبتدع.
وقال: إذا استقام العبد على الطاعة أتته المعونة من حيث لا يحتسب.
وقال: الرضى عن النفس [55 ب] من قلّة المعرفة.
وقال: الغفلة سبب المعصية، وفيها تظهر.
وقال: العبد مطالب بالتقوى في كلّ أحواله، والعمل بغير سنّة بطالة. ومن لم يكن له دليل في طريقه ضلّ التدبير. والاختيار من علامة الغفلة، واحتقار الفقراء سبب لكلّ رذيلة. والوليّ لا يؤكل إلّا حلالا. ومن لم يصحب الفقراء بالأدب حرم
(1) وتزوّج أرملة الشيخ فولدت له القطب ابن القسطلاني الآتي برقم 1784. انظر مرآة الجنان 4/ 74.
بركتهم. وإذا انقطعت الأسباب من العبد فزع إلى مولاه. النفس مجبولة على الفزع إلى العوائد عند ورود الشدائد.
(وقال): الصادق له في كلّ عمل وجهة. لكلّ مقام علم يخصّه، ولكلّ حال أدب يلزمه.
الفقير إذا لم يكن له معلوم ولم يحسن الأدب أكل الشبهة.
للطريق آداب وسنن تخصّها، فمن جهلها لم يصلح للاقتداء.
إذا جبل الله المريد على حسن الظنّ، فهي علامة الأخذ بيده.
العالم هو الذي يعرف مراتب العلوم، فلا يتكلّم بعلم إلّا مع أهله في وقته.
أوّل ما يؤمر به المريد بعد التوبة هجر قرناء السّوء، والبعد من المواطن التي تدعوه إلى المخالفة.
من لم يتأدّب في الأخذ وقع في الكدية.
من كان الخير عادته فهو ملطوف به.
من لم يكن له سابقة عناية لم يقدر أحد على نفعه.
الحاجة إذا تحقّقت أقبلت الأعيان.
الوقت يأتي بما فيه.
من لم يكن في قلبه شاهد يستحي منه في حركاته لم يتمّ له أمر.
قلّة البحث عن النفوس تورث الدعوى.
المتوجّه إلى الله غنيّ عن الاعتداد.
البداية دليل النهاية.
علامة الصادق أن يفتقر بإيمانه إلى كلّ إيمان، وبعقله إلى كلّ عقل، وبعمله إلى كلّ عمل.
تيسير الطاعة على العبد من أعظم الكرامات، والهداية للعمل من أجلّ العطيّات.
من تزيّن بشيء من الدنيا فقد أظهر خساسته.
من أنكر على شيخه بخاطره لا يجيء منه شيء.
لا تطلب شيئا حتّى تحتاج إليه.
الأمانة هي التزام القيام بما أخذ على العبد من العهد والميثاق إذا وفّى العبد الأمانة خلعت عليه خلعة الإمامة.
الحاذق في الرمي يعلم سداد سهمه عند خروجه من يده.
من يتكلّم بكلام لم يبلغه حاله كان فتنة عليه وعلى سامعه.
للأعمال أوقات تختصّ بها، فمن عمل عملا في غير وقته لم ينجح.
رياضة القلوب أشدّ من رياضة الأبدان وأعظم خطرا.
من أخلاق أهل الفتوّة احتقار الكثير منهم وإعظام القليل إليهم.
العالم يأنس به كلّ شيء ولا يستوحش منه شيء.
آفة المريد [56 أ] صحبة الضدّ.
المتوكّل يحتاج إلى آداب في معاملته، وإلّا سقط.
الشّطح بالأحوال من رعونة البشريّة.
من لم يأنف من مشاركة الأضداد في الأسباب فهو خسيس الهمّة.
من علامة الخصوص: إذا نظروا إلى شيء سلّط عليهم، وإذا استشرفوا إلى شيء حرموه.
من فرح بالمدح أو رضي به فهو محجوب.
إذا تولّى الله العبد ولّاه على نفسه فقهرها بقهره وأذلّها بعزّه.
من سعادة المرء أن يوافق رفقه فاقة وحاجة من أخيه.
المؤمن البخيل مقيّد، والسخيّ مطلق.
تفريغ قلوب المريدين وتسكين خواطرهم من أعظم القرب.
كلّ أحد يحسن أن يعطي، وليس كلّ أحد يحسن التخلّق في العطاء.
العالم من يدعوك من الجهل إلى العلم، ومن الغفلة إلى الذكر، ومن المعصية إلى الطاعة.
إنّما لم تستمرّ أحوالهم على الاستقامة لوضعهم الأمور على غير مراتبها، وحكمهم عليها بغير أحكامها، ولو جعلوا دليلهم الكتاب والسنّة لجرت أمورهم على الاستقامة.
الآفات تدخل على العبد من مكان الهوى.
الدليل نعم المعين على الوصول.
كثرة الكلام تشتيت للهمّ وتفريق للجمع.
المتأدّب راحته تصل إلى القلوب، والموفّق راحته لا تتعدّى الأبدان.
الفقير الصادق ليس لأحد عليه منّة لأنّه يأكل رزقه ويشكر رازقه ولا يرى سواه.
عليكم بمجالسة العارفين، وإيّاكم وصحبة الأضداد! فإنّ الطباع تميل من [حيث] لا يشعر العبد.
النفس إذا طالبت ألحّت حتى تنال مطلوبها، والشيطان يلقي: فإن قبل منه، وإلّا انصرف عن إلقائه وأتى بأمر آخر، لأنّ مطلوبه وقوع المخالفة من أيّ جهة وقعت. والنفس مطلوبها منال شهوتها، وحصول مقصودها.
ليس شيء أنفع للمريد من ترك الفضول.
استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون. قال الله تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ [الأحقاف: 5].
من أعظم المحن ورود النقص على العبد وهو لا يشعر، فيتوب ويستغفر.
كلّ عمل تحبّ أن يفجأك الموت وأنت عليه، فالزمه.
حقّق رجاءك فإنّه سبحانه يراك ويسمع شكواك ويرفع بلواك.
الفتوّة ترك مالك والقيام بما يجب عليك.
الاجتهاد والمطالبة خير من العجز والمسامحة.
كلما تأكدت المحبة زاد الاحترام وكثر الأدب.
للنفس حقّ إن لم تعطه وقفت [56 ب] عن السير.
كفى بالمرء جهلا دعواه في الأعمال قدرته على إتمامها وإكمالها.
المتوكّل مشاهده اسمه الوكيل.
المتخلّق معاملته مع مولاه، لا ينظر إلى سواه.
إهمال النفس وترك المطالبة لها من قلّة المعرفة.
ما دامت الأسباب قائمة في النفس، فالاكتساب أولى.
يصحّ التوكّل للإنسان مع الأسباب والعلوم.
المريد الصادق يفرغ قلبه من كلّ ما يشغله في خلوته.
من طلب الغايات في المبادئ فلقد أخطأ الطريق.