الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مات ليلة الاثنين خامس ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وستّمائة.
2377 - محمّد بن طاهر الدانيّ النحويّ [512 - 619]
(1)
محمّد بن طاهر بن عليّ بن عيسى، أبو عبد الله، الأنصاريّ، الخزرجيّ، الأندلسيّ، الدانيّ، النحويّ، أخو أبي العبّاس ابن عيسى.
سمع بدانية من أبي داود المقرئ وغيره.
وخرج حاجّا فقدم دمشق سنة أربع وخمسين وخمسمائة، وأقرأ بها النّحو مدّة. وكان شديد الوسوسة لا يستعمل ماء نهر ثوراء (2) لما يخرج من سقاية الربوة إليه. ويبقى الأيّام لا يصلّي لأنّه لا يتهيّأ له الوضوء على الوجه الذي يريده.
ثمّ خرج إلى بغداد وأقام بها حتّى مات سنة تسع عشرة وستّمائة. ومولده سنة ثنتي عشرة وخمسمائة. وقدومه إلى مصر في شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
وله من المصنّفات: كتاب تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب.
ومن كلامه: ليست هيبة الشيخ لشيبته ولا لسنّه ولا لشخصه، ولكن لكمال عقله، والعقل هو المهاب. ولو رأيت شخصا جمع جميع الخصال وعدم العقل لما هبته.
وقال: من جهل شيئا عابه، ومن قصّر عن شيء هابه.
2378 - ابن القيسرانيّ [448 - 507]
(3)
محمّد بن طاهر بن علي بن أحمد، الشيبانيّ، أبو الفضل، ابن أبي الحسين، المقدسيّ، يعرف بابن القيسرانيّ، الحافظ، صاحب التصانيف المشهورة، أحد الرحّالين في طلب الحديث، حافظ له.
سمع بمصر والثغور الشاميّة، وبلاد الشام، والحجاز، والجزيرة، والعراق، والجبال، وفارس، وخراسان. قال ابن السمعانيّ: وما أظنّ أحدا رحل في عصره مثل رحلته. وكتب بخطّه كثيرا من الكتب والمصنّفات الكبار والمسانيد والأجزاء المنثورة.
سمع بمصر أبا إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبّال، وأبا الحسن عليّ بن الحسن الخلعيّ.
وبالإسكندريّة وتنّيس من جماعة. وببيت المقدس الفقيه نصر بن إبراهيم النابلسيّ، وهو أوّل من سمع منه. وبدمشق أبا القاسم عليّ بن محمّد بن أبي العلاء المصّيصيّ. وبمكّة سعد بن عليّ الزنجانيّ الحافظ، وأبا عليّ الحسن بن عبد الرحمن الشافعيّ، وهيّاج بن عبيد الحطّينيّ. وببغداد أبا الحسن ابن النقور، وأبا محمّد ابن هزار مرد وغيره.
وتوجّه إلى العراق فسمع من جماعة. وسمع بأصبهان أبا عمرو عبد الوهاب ابن الحافظ أبي عبد الله بن مندة، وأبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ. وبجرجان أبا القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيليّ. وبنيسابور أبا القاسم الفضل بن عبد الله بن المحبّ وغيره. وبمرو أبا عبد الله محمّد بن الحسن، وخلقا كثيرا غير هؤلاء.
(1) الوافي 3/ 168 (1136)، بغية الوعاة 49، نفح الطيب 2/ 142 (91)، وتكرّرت عنده باختلاف ص 154 (104).
(2)
نهر ثورا عند ياقوت، جعله من روافد بردى في دمشق.
(3)
الوافي 3/ 166 (1133)، والترجمة نقلها ناشر كتاب الأنساب المتّفقة لابن القيسرانيّ هذا في مقدمة الكتاب، ليدن 1865، مختصر ابن عساكر 22/ 247 (304).
وله من المصنّفات: كتاب اليواقيت المخرج على الاتّفاق والتفرّد في عشرة أجزاء. وكتاب تكملة الكامل لابن عديّ في الضعفاء، مجلّدة.
وكتاب المصباح في أطراف أحاديث المسانيد الستّة. وكتاب ذخيرة الحفّاظ المخرج على الحروف والألفاظ، على نسق كتاب الكامل لابن عديّ. وكتاب تلخيص الكامل لابن عديّ. وكتاب تراجم الجرح والتعديل للدارقطنيّ. وكتاب أطراف الغرائب. وكتاب أسماء رجال من الضعفاء شذّت عن ابن عديّ ذكرهم أبو حاتم بن حبّان في كتابه، جزءان. [و] كتاب أطراف حديث مالك بن أنس. وكتاب رواة أنس بن مالك. وكتاب أطراف أحاديث أبي حنيفة. وكتاب الذبّ عن فقيه الإسلام أبي حنيفة وكتاب مشايخ سفيان بن عيينة [282 ب]، جزءان. وكتاب معرفة مشايخ الإمامين الذين أخرجا عنهم في الصحيحين، جزءان.
وكتاب موافقات البخاريّ ومسلم، جزءان.
وكتاب معرفة من لم يخرّج له في الصحيحين إلّا حديث واحد من الصحابة، وكتاب رواية الأكابر والأعلام عن مالك بن أنس، ثمانية أجزاء. وكتاب أطراف أحاديث الشيخين للدارقطنيّ. وكتاب ذكر الطرق العالية إلى البخاريّ ومسلم، ثمانية أجزاء.
وكتاب تصحيح العلل. وكتاب مشايخ أبي داود السجستانيّ. وكتاب معجم البلاد، جزءان.
وكتاب الرباعيّات من رواية الصحابة بعضهم عن بعض. وكتاب خماسيّات أبي الحسين [أحمد بن محمّد] بن النقور. وكتاب حديث اجتمع فيه في الإسناد عشرة من الرواة أسماؤهم محمّد. وكتاب الأنساب المتّفقة في النقط والضبط. وكتاب عوالي الطرق إلى البخاري. وكتاب عوالي الفضيل بن عياض. وكتاب العوالي بالتاريخ. وكتاب عوالي الطرق إلى سفيان بن عيينة. وكتاب عوالي مالك بن أنس. وكتاب عوالي الموافقات إلى مشايخ أبي داود السجستانيّ. وكتاب عوالي الموافقات إلى مشايخ أبي عيسى الترمذيّ. وكتاب عوالي الطرق إلى محمّد بن شهاب. وكتاب الفوائد المنتقاة من الصحاح. والغرائب والأفراد وغير ذلك من حديث القاضي الخلعيّ. وكتاب كفاية المداخل في أصول أبي عليّ الحسن بن عبد الرحمن المكّي المعروف بالشافعيّ وكتاب الفوائد الصحاح على شرط الإمامين، ومسألة في معرفة العلوّ والنزول. ومسألة في معرفة الإسناد.
وكتاب مجلس أبي القاسم البغويّ. وكتاب عوالي الطرق إلى البخاريّ (1). وكتاب علّة حديث معاذ في القياس. وكتاب الناسخ والمنسوخ. وكتاب طرق [حديث]«من كذب عليّ متعمّدا» . وكتاب الإجازات ومذاهبها، وكتاب العمل بإجازة الإجازة، وكتاب طرق حديث «لا تزال طائفة من أمّتي
…
»، وكتاب طرق حديث معاذ وأبي موسى وقوله:«يسرّ ولا تعسّر» ، وكتاب طرق حديث «إنّي تارك فيكم الثقلين» ، وكتاب صفوة التصوّف.
وكتاب الحجر على تارك المحجّة، وكتاب فرائض الطعام وسننه، وكتاب الشيب، وكتاب رفع القرطاس صيانة لما فيه من الأدناس. وحديث أبي الأزهر بمتابعاته. ومسند أبي ليلى الجعديّ.
وكتاب الكشف عن أحاديث الشهاب ومعرفة الخطإ فيها والصواب. وكتاب اللباب، المرتّب على الحروف والأبواب. ومسألة إيجاب الوضوء من مسّ الذكر [283 أ] وترك الوضوء من لمسه، وكتاب جواب المتعنّت على البخاريّ. وكتاب الشامل لأسماء الصحابة، وكتاب السماع، ومسألة الإباحة والاستباحة. وكتاب تاريخ أهل الشام ومعرفة الأئمّة منهم والأعلام، مجلّدتان. وكتاب
(1) سبق ذكره في هذا السرد الطويل.
أطراف مسند أبي عيسى الترمذيّ، عشرة أجزاء.
وكتاب أطراف السنن لابن ماجة، وكتاب أطراف سنن النسائي، سبعة أجزاء. وكتاب التذكرة في غرائب الأحاديث ومنكراتها. وكتاب إيضاح الإشكال فيما لم يسمّ من رواة الأحاديث والصحابة. وكتاب الألفاظ التي رويت في الأحاديث فصحّفها بعض النقلة. وكتاب أسامي ما اشتمل عليه الصحيحان. وكتاب المتّفق والمفترق في الأنساب، وكتاب المنثور، وغير ذلك.
وحدّث باليسير من مسموعاته لأنّه لم يعمّر.
وروى عنه الحفّاظ والكبار كشيرويه بن شهردار الديلميّ، ويحيى بن عبد الوهّاب بن مندة الأصبهانيّ، وأبي جعفر محمّد بن أبي عليّ الهمذانيّ وغيرهم. وروى عنه من شيوخه أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النقور البغداديّ.
وحدّث ببغداد آخرا وأدركه أجله بها.
ومن شعره [الكامل]:
يا من يدلّ بخدّه
…
وبقدّه والمقلتين
ويصول بالصّدغ المعق
…
رب منه لام فوق عين
ارحم فديتك مدنفا
…
وسط الفلاة صريع بين
قتلته أسهمك التي
…
من تحت قوس الحاجبين
5 الله ما بين الفرا
…
ق وبين من أهوى وبيني
صدّت فلي في كلّ عا
…
م وقفة بالمشعرين
أشكو تباريح الجوى
…
وأفضّ ختم الدمعتين
سل من حوت عرفات أو
…
ساع (1) سعى بالمروتين
أو نازلا شطّي منى
…
أو من رمى بالجمرتين
10 كلّ يخبّر أنّه
…
إن دام صدّك حان حيني
وقال [الكامل]:
أضحى العذول يلومني في حبّهم
…
فأجبته والنار حشو فؤادي
يا عاذلي لو بتّ محترق الحشا
…
لعرفت كيف تفتّت الأكباد
صدّ الحبيب وغاب عن عيني الكرى
…
وكأنّما كانا على ميعاد
وقال [البسيط]:
لمّا رأيت فتاة الحيّ قد برزت
…
من الحطيم تروم السعي في الظلم
ضوء الصباح بدا من ضوء بهجتها
…
وظلمة الليل من مسودّها الفحم
خدعتها بكلام يستلذّ به
…
وإنّما تخدع الأحرار بالكلم
وقال [البسيط]:
قالت أتى العيد بالبشرى فقلت لها:
…
العيد والبشر عندي يوم ألقاك
الله يعلم أنّ الناس قد فرحوا
…
فيه وما فرحي إلّا برؤياك
وسئل عن مولده، فقال: ولدت سنة ثمان وأربعين وأربعمائة في السادس من شوّال [283 ب] ببيت المقدس. وأوّل ما سمعت سنة ستّين، ورحلت إلى بغداد سنة سبع وستّين. ثمّ رجعت إلى بيت المقدس، فأحرمت من ثمّ إلى مكّة.
(1) الصواب: ساعيا.
وأوّل من سمعت منه الفقيه نصر المقدسيّ، كتبت عنه إملاء. (وقال): بلت الدم في طلب الحديث مرّتين: مرّة ببغداد، ومرّة بمكّة. وذلك أنّي كنت أمشي حافيا في حرّ الهواجر بهما فلحقني ذلك، وما ركبت قطّ دابّة في طلب الحديث. وكنت أحمل كتبي على ظهري إلى أن استوطنت البلاد.
وما سألت في حال طلبي أحدا وكنت أعيش على ما يأتي من غير سؤال.
وقال عبد الله بن محمّد الأنصاريّ الهرويّ:
ينبغي لصاحب الحديث أن يكون سريع النسخ سريع المشي، وقد رزق الله تعالى هذه الخصال هذا الشابّ- وأشار إلى محمّد بن طاهر المقدسي وكان قاعدا بين يديه.
وكان ابن طاهر مرّة بالمدينة فقال: لا أعلم أحدا أعلم بنسب هذا السيّد، وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره وأحواله، منّي.
وقال السمعانيّ: سمعت بعض المشايخ يقول:
كان محمّد بن طاهر يمشي في ليلة واحدة قريبا من سبعة عشر فرسخا، وكان يمشي على الدوام بالليل والنهار عشرين فرسخا، وكان داوديّ المذهب.
وسئل عن مذهبه، فقال: اخترت مذهب داود.
وقال شيرويه بن شهردار الديلميّ في تاريخ همذان: محمّد بن طاهر المقدسي: سكن همذان وبنى بها دارا، ودخل الشام والحجاز ومصر والعراق وخراسان وكتب عن عامّة مشايخ الوقت وروى عنهم. وكان ثقة صدوقا حافظا عالما بالصحيح والسقيم حسن المعرفة بالرجال والمتون كثير التصانيف جيّد الخطّ لازما للأثر بعيدا من الفضول والتعصّب خفيف الروح قويّ السير في السفر كثير الحجّ والعمرة. مات ببغداد منصرفا من الحجّ في شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسمائة.
وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر عن أبي القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ أنّه قال: أحفظ من رأيت محمّد بن طاهر.
وقال يحيى بن عبد الوهاب بن مندة: محمّد بن طاهر أحد الحفّاظ، حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، كان صدوقا عالما بالصحيح والسقيم، كثير التصانيف لازما للأثر.
وقال ابن النجّار: كان حافظا متقنا سريع القلم حسن التصنيف ذكيّ النفس حادّ الخاطر جيّد القريحة.
وقال السلفيّ: سمعت الحافظ أبا [284 أ] الفضل محمّد بن طاهر المقدسي يقول: كتبت صحيح البخاريّ ومسلم وأبي داود سبع مرّات بالوراقة وكتبت سنن ابن ماجة عشر مرّات بالوراقة سوى التفاريق بالريّ. (وقال ابن طاهر): رحلت من طوس إلى أصبهان لأجل حديث أبي زرعة الرازيّ الذي أخرجه مسلم في الصحيح، ذاكراني به بعض الرجّالة بالليل، فلمّا أصبحت شددت على رحلي وخرجت إلى أصبهان، ولم أحلل عنّي حتّى دخلت على الشيخ أبي عمرو، فقرأته عليه عن أبيه عن أبي بكر القطّان عن أبي زرعة. ودفع إليّ ثلاثة أرغفة وكمثّراتين وما كان وقع إليّ تلك الليلة قوتي، ولم يكن لي قوت غيره. ثمّ لزمته إلى أن حصل ما كنت أريد ثمّ خرجت إلى بغداد. فلمّا عدت كان توفّي رحمه الله. (وقال): كنت أقرأ يوما على أبي إسحاق الحبّال جزءا، فجاءني رجل من أهل بلدي وأسرّ إليّ كلاما قال فيه: إنّ أخاك قد وصل من الشام، وذلك بعد دخول الأتراك بيت المقدّس وقتل الناس بها. فأخذت في القراءة، فاختلطت ولم يمكنّي أن أقرأ. فقال أبو إسحاق: ما لك؟
قلت: خير.
قال: لا بدّ أن تخبرني ما قال لك هذا الرجل.
فأخبرته، فقال: وكم لك لم تر أخاك؟
قلت: سنين.
قال: ولم لا تذهب إليه؟
قلت: حتّى أتمّم الجزء.
فقال: ما أعظم حرصكم يا أصحاب الحديث! قد تمّ المجلس، وصلّى الله على محمّد- وانصرف. (وقال): أقمت بتنّيس مدّة على أبي محمّد ابن الحدّاد ونظرائه فضاق بي فلم يبق معي غير درهم. وكنت في ذلك اليوم أحتاج إلى خبز وإلى كاغد، فكنت أتردّد: إن صرفته في الخبز لم يكن لي كاغد، وإن صرفته في الكاغد لم يكن لي خبز. ومضى على هذا ثلاثة أيّام ولياليهنّ لم أطعم فيها. فلمّا كان بكرة اليوم الرابع قلت في نفسي:
لو كان لي اليوم كاغد لم يمكنّي أن أكتب فيه شيئا لما بي من الجوع- فجعلت الدرهم في فمي، وخرجت لأشتري الخبز، فبلعته. ووقع عليّ الضحك فلقيني أبو طاهر ابن خطّاب الصائغ المواقيتي بها وأنا أضحك. فقال: ما أضحكك؟
قلت: خير.
فألحّ عليّ وأبيت أن أخبره فحلف بالطلاق لتصدّقني لم تضحك؟
فأخبرته، فأخذ بيدي وأدخلني منزله وتكلّف لي ذلك اليوم ما أطعمه. فلمّا كان وقت الظهر خرجت أنا وهو إلى الصلاة، فاجتمع به بعض وكلاء عامل كان يتنيس يعرف بابن قادوس، فسأله عنّي. فقال: هو هذا؟
فقال: إنّ صاحبي منذ شهر أمرني أن أوصل إليه كلّ يوم عشرة دراهم قيمتها ربع [284 ب] دينار وسهوت عنه.
فأخذ منه ثلاثمائة درهم وجاءني وقال: قد سهّل الله رزقا لم يكن في الحساب- وأخبرني بالقصّة.
فقلت: نكون عندك ونكون على ما نحن عليه من الاجتماع إلى وقت الخروج، فإنّني وحدي وليس لي من يقوم بأمري.
ففعل، وكان بعد ذلك يصلني ذلك القدر إلى أن خرجت إلى الشام.
وقال أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد الدقّاق الأصبهاني الحافظ: رأيت من الشبّان الواردين علينا محمّد بن طاهر المقدسيّ: كان صوفيّا ملامتيّا، سكن الريّ وفارقها ثمّ سكن همذان. له كتاب سمّاه «صفوة الصوفيّة» ، كان له أدنى معرفة بالحديث في باب شيوخ البخاريّ ومسلم وغيرها.
وقال السمعانيّ عن أبي الفضل بن ناصر:
محمّد بن طاهر ممّن لا يحتجّ به، صنّف كتابا في جواز النظر إلى المرد. كان يذهب مذهب الإباحة (قال): وسألت إسماعيل بن الفضل الحافظ عن ابن طاهر، فتوقّف ثمّ أساء الثناء عليه، وكان سيّئ الرأي فيه. (قال): وسمعت أبا الحسن عليّ بن الحسن بن هبة الله الحافظ بدمشق يقول: جمع محمّد بن طاهر أطراف الصحيحين وكتاب أبي داود وأبي عيسى الترمذي وأبي عبد الرحمن النسائيّ وابن ماجة وأخطأ فيه في مواضع خطأ فاحشا.
وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: وله مصنّفات كثيرة، إلّا أنّه كثير الوهم. وله شعر حسن مع أنّه لا يحسن النحو (1). وسمعت أبا العلاء الحسنبن أحمد يذكر أنّ ابن طاهر ابتلي بهوى امرأة من أهل الرستاق كانت تسكن قرية على ستّة فراسخ، فكان يذهب كلّ يوم إلى قريتها فيراها تغزل في ضوء السراج، ثمّ يرجع إلى
(1) قد مرّ بنا نموذج من خطئه في النحو.