الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقالت: أستودعك الله خير مستودع.
فتودّعت منها وخرجت. ثمّ عدت إلى مصر بعد سنين وسألت عنها، فقيل لي: هي على أفضل ما تركتها [عليه] من العبادة والاجتهاد.
2344 - محمّد بن شريح الإشبيليّ [392 - 476]
(1)
[276 ب] محمّد بن شريح بن أحمد بن محمّد بن شريح بن يوسف بن عبد الله بن شريح، أبو عبد الله، الرعينيّ، الإشبيليّ.
قدم مصر وسمع بها من أبي العبّاس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس، وأبي العبّاس أحمد بن عليّ بن هاشم، وأبي عليّ الحسن بن محمّد بن إبراهيم البغداديّ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز النحويّ، وأبي القاسم محمّد بن الطيّب البغداديّ الكاتب وبمكّة من أبي ذرّ عبد بن أحمد الهرويّ. وروى بإشبيليّة. قال ابن بشكوال:
كان من جلّة المقرئين وخيارهم، ثقة في روايته، وكانت رحلته إلى المشرق سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. ومولده يوم الأضحى سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. وتوفّي يوم الجمعة الرابع من شوّال سنة ستّ وسبعين وأربعمائة، وله من العمر أربع وثمانون سنة إلّا خمسة وخمسين يوما.
2345 - ابن شريح المهريّ [- 128]
(2)
محمّد بن شريح بن ميمون، أبو أحمد، المهريّ. كان ممّن رأس بمصر.
فلمّا قدم حوثرة بن سهيل أميرا على مصر، وقبض رجاء بن الأشيم وحفص بن الوليد وقيّدهما، انهزم أهل مصر، فبعث الخيل في طلب رؤساء الفتنة ووجوههم، فجمعوا عامّتهم، وفيهم محمّد بن شريح هذا، فقتله فيمن قتل في المحرّم سنة ثمان وعشرين ومائة.
2346 - أبو الحسن ابن شريح [- 431]
محمّد بن شريح، أبو الحسن، ابن أبي شريح.
سمع من القاضي أبي الطاهر الذهليّ، وأبي الحسن النيسابوريّ وطبقتهما. وكان معدّلا.
توفّي يوم الاثنين تاسع جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
2347 - ابن الوحيد الزرعيّ الخطّاط [647 - 711]
(3)
[277 أ] محمّد بن شريف بن يوسف، شرف الدين، أبو عبد الله، ابن الوحيد، الزرعيّ، الدمشقيّ.
ولد ليلة العاشر من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وستّمائة. وصار شيخ التجويد (4) يضرب بجودة خطّه المثل. ورتّب من جملة كتّاب الإنشاء بديار مصر، وسكن القاهرة. وعرف بالشجاعة والإقدام. قال الذهبيّ: كان مقداما متكلّما ملسنا، يتّهم في دينه ويرمى بعظائم.
وقال الصلاح خليل بن أبيك الصفديّ: كان صاحب الخطّ الفائق، والنظم والنثر الجيّد الرائق، تامّ الشكل، حسن البزّة، موصوفا بالشجاعة،
(1) الصلة 523 (1212)، وقد نقل عنها باختصار، أعلام النبلاء 18/ 554 (284)، غاية النهاية 2/ 153 (3062).
(2)
الكندي 90.
(3)
الوافي 3/ 150 (1104)، الدرر 3/ 3 (3740)، فوات 3/ 390. أعيان العصر رقم 1591.
(4)
التجويد: تحسين الخطّ، والمجوّد: الخطّاط.
يتكلّم بعدّة ألسن. سافر إلى العراق، واجتمع بياقوت المجوّد (1). واتّهم في دينه: قيل إنّه وضع الخمر في الدواة وكتب بها المصحف الكريم.
واتّصل بخدمة الملك المظفّر ركن الدين بيبرس الجاشنكير، وكتب له ختمة في سبعة أجزاء بليقة ذهبيّة (2) في قطع البغداديّ أعطاه لها برسمالليقة لا غير ألفا وأربعمائة دينار. فدخل في الختمة ستّمائة دينار وأخذ الباقي. فقيل له في ذلك فقال:
متى يعود آخر مثل هذا يكتب مثل هذه الختمة؟
وأخذ منه جملة في أجرة نسخها، وجعله في ديوان الإنشاء فما أنجب. وكانت الكتب التي تدفع إليه ليكتبها في الديوان بأشغال الناس تبيت عنده وما تنجز. وعدّ هذا تعجيزا من الله له، فإنّه كان كاتبا عظيما، كتب الأقلام السبعة طبقة، ولم يكتب أحد فصاح النسخ والمحقّق والريحان (3) أحسن منه.
وله رسائل كثيرة وقصيدة سمّاها «سرد اللام»
عارض بها لاميّة العجم للطغرائيّ. ونظمه فيه يبس.
وتوفّي بالمارستان المنصوريّ من القاهرة يوم الثلاثاء سادس عشر شعبان سنة إحدى عشرة وسبعمائة. ومن شعره في الحشيشة [الطويل]:
وخضراء لا الحمراء تفعل فعلها
…
لها وثبات في الحشا وثبات
تؤجّج نارا في الحشا وهي جنّة
…
وتبدي مرير الطعم وهي نبات
وقوله [الكامل]:
جهد المغفّل في الزمان مضيّع
…
وإن ارتضى أستاذه وزمانه
كالثور في الدولاب يسعى وهو لا
…
يدري الطريق، فلا يزال مكانه
ولناصر الدين شافع بن عليّ يمدح خطّه [الطويل]:
أرتنا يراع ابن الوحيد بدائعا
…
تروق بما قد أنهجته من الطرق
[277 ب]
بها فاق كلّ الناس سبقا فحبّذا
…
يمين له قد أحرزت قصب السبق
وبلغ شافعا بعد ما عمي أنّ ابن الوحيد قال لمّا بلغه ثناؤه على شعره وقرظه:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ..
فهجاه بقوله [البسيط]:
نعم، نظرت ولكن لم أجد أدبا
…
يا من غدا واحدا في قلّة الأدب
عيّرتني بعمى أصبحت تذكره
…
والعيب في الرأس دون العيب في الذنب
يعرّض بما كتبه محيي الدين ابن البغداديّ على هامش كتاب خواصّ الحيوان بإزاء قوله: «من
(1) ياقوت بن عبد الله (فأصله روميّ) مولى المستعصم العبّاسي، فنسب إليه: خطّاط مشهور، علّم الخطّ لأهل بغداد وألّف فيه كتابا (ت 698). ابن كثير 14/ 6، الأعلام 9/ 157.
(2)
الليقة هي الصوفة التي تبلّ بالمداد، وينقع فيها القلم.
وهي هنا مادّة الذهب التي يمزج بها الحبر.
(3)
هذه مصطلحات الخطّاطين: فالبغدادي حجم معيّن من الورق. والأقلام السبعة كما حدّدها ابن مقلة (ت 328) ثمّ ابن البوّاب (ت 413)، ثمّ طوّرها ياقوت المستعصمي هي ضروب من أساليب الكتابة: خطّ الثلث، والمحقّق، والتوقيع، والنسخ، والرقاع، والريحان، والتعليق أو النستعليق الفارسيّ. انظر فصل «خطّ» المطوّل في دائرة المعارف الإسلاميّة 4/ 1155، وفضل قلم بها 3/ 759، وكذلك ترجمتي ابن مقلة «مبتكر الخطّ المنسوب» 3/ 910، وابن البوّاب 3/ 759.
وانظر مصوّر الخطّ العربي لناجي زين الدين ص 334 وما يليها.