الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قتيبة مع أحد عشر رجلا، منهم منهال، وإسحاق، وقيس، و [
…
] الذي بالحوف، وابن بشير، ومحمد بن هارون، وحوثرة، وسعيد بن سعدون، وفهد بن موسى، ومحمد بن إبراهيم الموّاز، وعلي بن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. فدفع إليهم مالا وأخرجهم. فلمّا صاروا إلى ابن طولون دعاهم إلى خلع الموفّق، فأجاب جميع الفقهاء، خلا بكّار وفهد بن موسى وابن الموّاز. فأمر بحبسهم [45 أ] بدمشق، فمن هنا وقع الاختلاف في موضع موته.
1631 - أبو عبد الله الطيالسيّ [- 313]
(1)
محمد بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن ميمون بن مهران، أبو عبد الله، الطيالسيّ، الرازيّ.
قال الخطيب البغداديّ: كان جوّالا، حدّث ببغداد وبمصر وطرسوس. وسكن قرميسين.
وعمّر طويلا.
وقال ابن عساكر: حدّث بدمشق وحلب سنة تسعين ومائتين عن محمد بن مهران الجمّال وأبي مصعب الزهريّ، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.
وقال ابن عديّ: لو أنّه اقتصر على سماعه لكان له مقنع، ولكنّه حدّث عن شيوخ لم يدركهم.
وقال الدارقطنيّ: متروك.- ومرّة قال:
ضعيف.
وقال أبو بكر البرقانيّ: بئس الرجل!
وقال ابن ميسّر: توفّي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
1632 - القاضي بدر الدين ابن جماعة [639 - 733]
(2)
محمد بن إبراهيم بن سعد بن جماعة بن عليّ بن جماعة بن حازم- بحاء مهملة وزاي- بن صخر بن عبد الله، بدر الدين، أبو عبد الله، ابن أبي إسحاق، ابن أبي الفضل، الكنانيّ، الشافعيّ، الحمويّ.
مولده بمدينة حماة عشيّة الجمعة رابع عشر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وستّمائة. وسمع سنة خمسين وستّمائة من شيخ الشيوخ الأنصاريّ (3)، ومن والده، ومن عبد الله بن علّاق وجماعة.
وسمع بمصر من الرضيّ والبرهان والرشيد العطّار وإسماعيل بن عزّون في آخرين. وبدمشق من ابن أبي اليسر. وبمكّة وغيرها من جماعة.
وحدّث بالكثير، وتفرّد في وقته. وكان يشارك في معرفة علم الحديث وفي الفقه والأصول والتفسير مشاركة جيّدة، وكانت له عبادة وأوراد.
وأوّل ما ولي قضاء القدس مدّة، ثمّ ولي تدريس القيمريّة بدمشق في شوّال سنة إحدى وثمانين وستّمائة. ثمّ ولي خطابة القدس في رابع شوّال سنة سبع وثمانين وهو بدمشق. فقدم القدس في حادي عشره. واستمرّ مقيما به إلى أن تغيّر السلطان الملك الأشرف خليل بن قلاوون على قاضي القضاة تقيّ الدين عبد الرحمن ابن بنت الأعزّ، وتقدّم إلى الوزير شمس الدين محمد بن السلعوس أن يجمع من يتأهّل من فقهاء مصر
(1) تاريخ بغداد 1/ 404 (385)، سير أعلام النبلاء 14/ 458 (250).
(2)
الوافي 2/ 18 (268)، الأعلام 6/ 188، نكت الهميان 235، الدرر 3/ 280 (746)، دائرة المعارفة الإسلاميّة 3/ 771، السبكيّ 9/ 139 (1311)، معجم الشيوخ للذهبي رقم 652.
(3)
شيخ الشيوخ الحمويّ (ت 662): عبد العزيز بن محمد:
طبقات السبكي 8/ 258 (1186).
والقاهرة لولاية القضاء، ويفرد كلّا منهم على حدة حتّى لا يعرف واحد منهم أنّه استدعى غيره. ففعل ذلك، وطلب السلطان الجماعة واحدا واحدا، وسأل كلّ واحد عن الآخر هل يصلح لولاية القضاء، فما منهم إلّا من يقع فيمن ذكر له، ويذمّه بأقبح ذمّ حتّى أتى على الجميع، ولا علم لأحد منهم بطلب غيره. فتحيّر السلطان في أمره [45 ب] وفاوض الوزير فيه وتعجّب كيف لم يجد بديار مصر من يصلح للقضاء.
فقال: أعرف رجلا يصلح للقضاء، ولا يعرف فقهاء مصر ولا يعرفونه، وهو بدر الدين ابن جماعة خطيب القدس.
فبعث البريد في طلبه يوم التاسع من شهر رمضان سنة تسعين وستّمائة، فقدم به يوم الأربعاء حادي عشره. وأفطر عند الوزير ليلة الخميس وصار به إلى قلعة الجبل من الغد، ففوّض له السلطان قضاء القضاة بديار مصر وتدريس المدرسة الصالحيّة وخطابة الجامع الأزهر من غير أن يخلع عليه، ونزل فكتم ذلك. وأفطر ليلة الجمعة عند الوزير فخاطبه بقاضي القضاة، فتناقل الناس ولايته، واستدعى الوزير القضاة وأخبرهم باستقرار ابن جماعة في القضاء، فهنّئوه، وخرج.
فأتاه التقليد مع عزّ الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسيّ الحنبليّ. فلبس الخلعة يوم الجمعة ثالث عشره، وركب بها إلى دار الوزير حتى سلّم عليه وسار من عنده بالخلعة إلى الجامع الأزهر، فخطب الناس وصلّى بهم الجمعة.
ورسم له ولبقيّة قضاة القضاة الثلاث [ة] بلبس الطرحة فلبسوها، ثمّ تحوّل إلى المدرسة الصالحيّة بين القصرين بالقاهرة في يوم الجمعة خامس عشرينه، ودرّس بها يوم الأحد ثاني عشر شوّال.
فلمّا خطب الناس بقلعة الجبل الخليفة الحاكم بأمر الله أحمد في يوم الجمعة خامس عشر شوّال منها، تقدّم قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة بعد فراغه من الخطبة وصلّى بالسلطان والنّاس صلاة الجمعة.
واستمرّ يخطب بالقلعة، واستناب عنه في خطابة الجامع الأزهر صدر الدين عبد البرّ بن رزين.
ولم يزل على القضاء إلى أن صرف عنه بتقيّ الدين ابن بنت الأعزّ في تاسع عشرين صفر سنة ثلاث وتسعين بعد قتل الأشرف وابن السلعوس.
وعوّض عن القضاء بتدريس المدرسة الناصريّة بجوار قبّة الإمام الشافعيّ بقرافة مصر، وتدريس المشهد الحسينيّ بالقاهرة.
ثمّ ولي قضاء دمشق بعد موت شهاب الدين محمد بن أحمد الخويّيّ في [
…
] رمضان منها.
وأضيفت إليه خطابة الجامع الأمويّ في نصف شوّال، فاستمرّ إلى أن صرف عن القضاء بإمام الدين عمر القزوينيّ في رابع جمادى الأولى سنة ستّ وتسعين وبقي على خطابة الجامع وتدريس القيمريّة. ثمّ أعيد إلى القضاء بعد موت القزوينيّ في نصف شعبان سنة تسع وتسعين. وأضيف إليه مشيخة الشيوخ [46 أ] بعد موت شيخ الشيوخ فخر الدين يوسف بن حمويه في ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعمائة. فلمّا مات قاضي القضاة تقيّ الدين محمد ابن دقيق العيد طلب إلى القاهرة وأعيد إلى قضاء القضاة مرّة ثانية في [
…
] شعبان سنة اثنتين وسبعمائة.
فلم يزل على قضاء القضاة بالديار المصريّة إلى أن صرفه الملك الناصر محمد بن قلاوون بجمال الدين سليمان بن عمر الزرعيّ في آخر صفر سنة عشر وسبعمائة. ثمّ أعاده مرّة ثالثة في حادي عشرين ربيع الآخر سنة إحدى عشرة عوضا عن الزرعي، وولّى الزرعيّ قضاء العسكر.
فلمّا أنشأ السلطان الجامع الجديد الناصريّ خارج مدينة مصر، ولّاه الخطابة به. فطالت ولايته
هذه، وشاخ وأضرّ وثقل سمعه، فطلب الإعفاء من القضاء في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين. وحضر دار العدل يوم الاثنين عاشر جمادى الآخرة وكرّر السؤال في الإعفاء. فأجابه السلطان جوابا ليس فيه تصريح، ورسم له في المجلس أن يحكم بين الأمير بكتمر الحاجب وغرمائه، فحكم بينهم بالمدرسة الصالحيّة، وقال لمن حضره: هذا آخر الحكم!
ومضى إلى داره تجاه الجامع الجديد بمصر، فرتّب له السلطان من مال المتجر السلطانيّ مبلغ ألف درهم في كلّ شهر، وأمر بإحضار الجلال محمد القزويني ليلي القضاء. فلزم ابن جماعة داره إلى أن مات في ليلة الاثنين حادي عشرين جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، ودفن بالقرافة.
وكان قد كثر ماله وتعفّف عن أخذ المعلوم السلطانيّ على القضاء، وباشره أخيرا بغير معلوم.
وكان يخطب من إنشائه. وصنّف كتاب مناسك الحجّ، وكتاب علوم الحديث، وكتابا نحا فيه نحو السهيليّ في كتاب التعريف والإعلام (1) وزاد عليه، وكتابا في الكنائس وأحكامها.
وخرّج له أهل الحديث عوالي ومشيخات، وخرّج هو لنفسه أيضا أربعين حديثا تساعيّا (2).
وكان عارفا بطرائق الصوفيّة، وقصد بالفتوى من الأقطار. وتفرّد في وقته برواية أشياء وتفرّد أيضا بالفتوى، وأقام زمانا يفتي.
وكان رئيسا متودّدا ليّن الأخلاق عفيفا عن الأموال، زاهدا فيما في أيدي الناس. وحجّ مرارا كثيرة، وانتفع الناس بعلمه وإحسانه.
وذكر [46 ب] أنّ الشيخ محيي الدين يحيى
النوويّ رحمه الله وقف له على فتوى فاستحسن ما كتبه. ومرّ يوما بمصر فقال له الشيخ أبو الحسن الأوسيّ: اللهمّ أزل عن المسلمين من يكرهونه! - فقال: آمين! - ثمّ قال لمن معه: إنّه يقصدني، والناس معذورون [فإنّي] ثقلت عليهم لطول ولايتي المنصب، وغرضهم قاض جديد وحاشية جديدة.
ودخل عليه مرّة النصير الحمامي الشاعر يسأل صرف مرتّبه على الأوقاف، فامتنع من صرفه. فخرج عنه وأتاه بدرج ورق فيه مائة وصل وبأوّله [المجتث] (3):
قاضي القضاة المفدّ
…
ى صحب الأمور المطاعة
سألته عن أبيه
…
فقال أنا ابن جماعة
فنظر إليه ثمّ أطرق ووصله بمال وثياب وتغاضى عنه. وهجاه الشهاب أحمد بن عبد الدائم الشارمساحيّ بقصيدة سينيّة قد ذكرتها في ترجمته (4).
وكتب رسالة في معرفة العمل بالأسطرلاب، وقرأها عليه شخص بدمشق، فقال له: إذا جئت تقرأ في هذه فاكتمه فإنّ اليوم جاءني مغربيّ وقال:
رأيت اليوم واحدا يمشي وفي كمّه آلة الزندقة- يعني الأسطرلاب [
…
] (5).
ومن شعره [الكامل]:
يا لهف نفسي لو تدوم خطابتي
…
بالجامع الأقصى وجامع جلّق
ما كان أهنأ عيشنا وألذّه
…
فيها، وذاك طراز عمري لو بقي
(1) التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام للسهيلي (ت 581): كشف الظنون 1/ 421.
(2)
التساعيّات هي الأحاديث التي رواها تسعة رواة تباعا، وفي كشف الظنون 403 ذكر لتساعيّات العزّ ابن جماعة.
(3)
النصير الحمّامي نصير بن أحمد المناوي: أعيان العصر 5/ 503.
قال: «كان يرتزق في مصر بضمان الحمّامات» . والبيتان فيهما خلل. وفي الفوات 4/ 205 (551) أنّه توفّي سنة 712.
(4)
ترجمة الشارمساحيّ مرّت برقم 465، ولكنّ القصيدة لم تنقل فيها. فهل يعني هذا أنّ ناسخ مخطوط السليميّة قد أسقطها؟
(5)
بعد هذا بياض بنحو سبعة أسطر.