الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نحن ولا الأوّلون، حتى سمعنا من الشافعيّ الكتاب والسنّة والإجماع.
وعن أبي الفضل الزجّاج: لمّا قدم الشافعيّ إلى بغداد، كان في الجامع إمّا نيّف وأربعون حلقة، أو خمسون حلقة. فلمّا دخل بغداد، ما زال يقعد في حلقة حلقة، ويقول لهم:«قال الله، وقال الرسول» ، وهم يقولون:«قال أصحابنا» حتّى ما بقي في المسجد حلقة غيره.
وعن حرملة بن يحيى: سمعت الشافعيّ يقول:
سمّيت ببغداد «ناصر الحديث» .
وعن الحميديّ: كنّا نريد أن نردّ على أصحاب الرأي، فلم نحسن كيف نردّ عليهم، حتى جاء الشافعيّ ففتح لنا.
[شغف ابن حنبل بالشافعيّ]
وعن أحمد بن حنبل: قدم علينا نعيم بن حمّاد وحدّثنا على طلب المسند. فلمّا قدم علينا الشافعيّ وضعنا على المحجّة البيضاء.
وعنه: ما كان أصحاب الحديث يعرفون معاني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى قدم الشافعيّ فبيّنها لهم.
وعنه: كان الفقه قفلا على أهله حتّى فتحه الله بالشافعيّ.
وعنه: لولا الشافعيّ، ما عرفنا فقه الحديث.
وقال، - وقد ذكر عنده الشافعيّ-: لقد كان يذبّ عن الآثار رحمه الله.
وقال: هذا [157 ب] الذي ترون، كلّه أو عامّته من الشافعيّ. وما بتّ منذ ثلاثين سنة إلّا وأنا أدعو الله للشافعيّ، وأستغفر له.
وفي رواية: ما صلّيت صلاة منذ أربعين سنة إلّا وأنا أدعو للشافعيّ.
وفي رواية: أنا أدعو الله لخمسة كلّ يوم- أو كلّ صلاة- أسمّيهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، أحدهم الشافعيّ.
وعن محمد بن محمد بن إدريس الشافعيّ قال:
قال لي أحمد بن حنبل: أبوك أحد الخمسة الذين أدعو لهم سحرا.
وفي رواية: ستّة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشافعيّ.
وعن خطّاب بن بشر قال: جعلت أسأل أبا عبد الله أحمد بن حنبل فيجيبني ويلتفت إلى ابن الشافعيّ ويقول: هذا ممّا علّمنا أبو عبد الله- يعني الشافعيّ. (قال): وسمعت أبا عبد الله يذاكر أبا عثمان أمر أبيه، فقال أحمد: يرحم الله أبا عبد الله، ما أصلّي صلاة إلّا دعوت فيها لخمسة هو أحدهم، وما يتقدّمه منهم أحد.
وعن عبد الله بن أحمد: قلت لأحمد: يا أبت، أيّ رجل كان الشافعيّ، فإنّي سمعتك تكثر من الدعاء له؟
قال: يا بنيّ، كان الشافعيّ كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف أو منهما عوض؟
وعن الفضل بن زياد العطّار: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أحد يمسّ بيده محبرة وقلما إلّا وللشافعيّ في عنقه منّة.
وعن أحمد: كلام الشافعيّ في اللغة حجّة.
وعنه: كان الشافعيّ من أفصح الناس.
وعنه: الشافعيّ فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة، واختلاف الناس، والمعاني، والفقه.
وعنه: ما أحد تعلّم في الفقه كان أحرى أن يصيب السنّة لا يخطئ، إلّا الشافعيّ.
وعن أبي تراب حميد بن أحمد: كنت عند أحمد بن حنبل نتذاكر في مسألة، فقال له رجل:
يا أبا عبد الله، لا يصحّ فيه حديث.
فقال: إن لم يصحّ فيه حديث، ففيه قول الشافعيّ، وحجّته أثبت شيء فيه.
ثمّ قال: قلت للشافعيّ: ما تقول في مسألة كذا وكذا؟
فأجاب فيها. فقلت: من أين قلت؟ هل فيه حديث أو كتاب؟
قال: بلى.
فنزع في ذلك حديثا للنبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو حديث نصّ.
وعن أحمد: الشافعي أتبع للسنة والأثر من مالك بن أنس.
وعن مسلم بن الحجّاج: قال أحمد بن حنبل:
سمعت ابن إدريس- يعني الشافعيّ- ربّما تكلّم في الفقه يقول: أنا والله سمعت مالكا. (قال): وذكر أحمد محمّد بن إدريس فقال: [158 أ] كان نسيج وحده.
وقال العبّاس بن محمّد: سألت أحمد بن حنبل عن الشافعيّ فقال: قد سألناه واختلفنا إليه فما رأينا إلّا خيرا.
وقال الحربيّ: سألت أحمد بن حنبل عن الشافعيّ فقال: حديث صحيح، ورأي صحيح.
وقال أبو داود سليمان بن الأشعث: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعيّ.
وقال إسحاق بن راهويه: كان أحمد بن حنبل مشغوفا بالشافعيّ، وبعلمه وفقهه، وو الله ما وضع أبو عبد الله شيئا إلّا في موضعه.
وقال الحسن بن محمّد الزعفرانيّ: كنّا نختلف إلى الشافعيّ عند ما قدم إلى بغداد ستّة أنفس:
أحمد بن حنبل، وأبو ثور، وحارث النفّال، وأبو عبد الرحمن الشافعيّ، وأنا، ورجل آخر. وما عرضنا على الشافعيّ كتبه إلّا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك.
وعن محمّد بن المنذر الهرويّ أنّه قال: لمّا قدم عليهم الشافعيّ العراق، سمع الكتب منه حسين الكرابيسيّ، وأبو ثور، والزعفرانيّ وغيرهم، وحدّثهم بأحاديث كثيرة، فسمع منه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وغيرهما. فسمعت الزعفرانيّ يقول: ما دخلت على الشافعيّ قطّ إلّا وأحمد بن حنبل كان قد سبقني إليه.
وعن صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول:
سمعت الموطّأ من محمد بن إدريس الشافعيّ لأنّي رأيته فيه ثبتا، وقد سمعته من جماعة قبله.
وعن الحسين بن محمّد الصبّاح: قال لي أحمد بن حنبل: إذا رأيت أبا عبد الله الشافعيّ قد خلا، فأعلمني- وكان يجيئه ارتفاع النهار فيبقى معه.
وعن حرملة بن يحيى: سمعت الشافعيّ يقول:
وعدني أحمد بن حنبل أن يقدم على مصر.
وعن إبراهيم الحربيّ قال: قال أستاذ الأستاذين.
قال: من هو؟
قال: الشافعيّ، أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟
وعن صالح بن أحمد: ركب الشافعيّ حماره، فجعل أبي يسايره ويمشي، والشافعيّ راكب، وهو يذاكره. فبلغ ذلك يحيى بن معين، فبعث إلى أبي، فبعث إليه: إنّك لو كنت بالجانب الآخر من الحمار، لكان خيرا لك.