الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الربيع: اشتريت للشافعيّ طيبا بدينار، فقال: ممّن اشتريت؟
قلت: من ذاك الأشقر.
فقال: أشقر أزرق! ردّه! ما جاءني خير قطّ من أشقر!
وعن حرملة: سمعت الشافعيّ يقول: احذر الأعرج، والأحول، والأعور، والأحدب، والأشقر، والكوسج (1)، وكلّ من به عاهة في بدنه، وكلّ ناقص الخلق فأحذره، فإنّه صاحب التواء، ومعاملته عسيرة.
وقال مرّة: فإنّهم أصحاب خبّ (2).
*** وقال الربيع: كنت عند الشافعيّ وأنا والمزنيّ وأبو يعقوب البويطيّ، فنظر إلينا وقال للمزنيّ:
هذا لو ناظر الشيطان لقطعه وخذله. وقال للبويطيّ: أنت تموت في الحديد. (قال الربيع: ) فدخلت على البويطيّ أيّام المحنة فرأيته مقيّدا إلى أنصاف ساقيه مغلولة يداه إلى عنقه.
*** قال الربيع: كنت في الحلقة إذ جاءه- يعني الشافعيّ- رجل فسأله عن مسألة، فقال له الشافعيّ: أنت نسّاخ!
قال: عندي أجزاء.
*** (قال: ) وجاز أخي في صحن المسجد. فقال لي الشافعيّ: يا ربيع، أتريد أخاك؟ - ولم يكن رآه قطّ.
قلت: نعم، أيّدك الله.
قال: هو ذاك.
فكان أخي.
[أقوال للشافعيّ مأثورة]
وقال ابن أخي ابن وهب: ما رأيت محدّثا ولا فقيها أكثر حفظا للحكايات والأسمار من الشافعيّ.
قال المزنيّ: سمعت الشافعيّ يقول: من لا يحبّ العلم فلا خير فيه، ولا يكون بينك وبينه معرفة ولا صداقة.
وقال: تعلّموا ممّن هو أعلم منكم، وعلّموا من أنتم أعلم منه، فإذا فعلتم ذلك علمتم ما جهلتم وحفظتم ما علمتم.
وقال الأصمعيّ: سمعت الشافعيّ يقول: أصل العلم التثبّت، وثمرته السلامة. وأصل الورع القناعة، وثمرته الراحة. وأصل الصبر الحزم، وثمرته الظفر. وأصل العمل التوفيق، وثمرته النجاح. وغاية كلّ أمر الصدق.
وقال: الطبع أرض، والعلم بذر، ولا يكون العلم إلّا بالطلب، فإذا كان الطبع قابلا أزكى ربع العلم، وتفرّعت مغانيه.
وقال: العاقل يسأل عمّا يعلم وعمّا لا يعلم، فيثبت فيما يعلم، ويتعلّم ما لا يعلم. والجاهل يغضب من التعليم ويأنف من التعلّم.
وقال الربيع: سمعت الشافعيّ يقول: من قرأ القرآن عظمت قيمته. ومن تفقّه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجّته
…
(3).
(1) الكوسج: هو القليل شعر العارضين، تنبت اللحية على ذقنه فقط.
(2)
الخبّ بالفتح والكسر: الخداع والتغرير والنفاق.
(3)
هكذا تنتهي الترجمة بغتة، وعبارة «حجّته» تعليقة في أسفل اللوحة تبشّر بالبقيّة، ولكنّ اللوحة الموالية فيها ترجمة أخرى.