الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وليس معنى انقطاع الآية عما قبلها وما بعدها، ألا يكون لها تعلق في المعنى بسابقتها أو لاحقتها، إنما المراد أن ما يعدّ آية هو الذي لا يكون جزءا من آية قبله أو آية بعده.
حكم ترتيب الآيات:
الإجماع معقود على أنه ترتيب الآيات توقيفي نقله السيوطي وقال: ولا شبهة في ذلك، وقال الزركشي:«من غير خلاف بين المسلمين» .
قال كاتب الوحي زيد بن ثابت: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن في الرقاع (1) ..
قال البيهقي: والمراد تأليف ما نزل من الآيات المفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال عثمان بن عفان- رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب، فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)(2).
ويكفي ثبوت الترتيب قراءته صلى الله عليه وسلم لسور كثيرة بمشهد من الصحابة رضوان الله عليهم ثم نقله للتابعين على مثل ذلك، حتى وصل إلى جيلنا كذلك من غير خلاف على مر العصور.
وربما يتوهم متوهم أن الخلاف في عدد الآيات، يعني الخلاف في ترتيبها، فقد روي أن عدد الآيات ستة آلاف آية فقط ومنهم من زادها مائتي آية وأربع آيات، وقيل: وأربع عشرة، وقيل: وتسع عشرة، فهذا الخلاف في العدد لا يعني أبدا الخلاف في الترتيب، ذلك أن سبب اختلاف السلف في عدد الآي ناجم عن وقوف النبي صلى الله عليه وسلم على رءوس الآي، فإذا علم محلها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنها ليست فاصلة (3).
(1) سلف تخريجه في المبحث الأول من هذا الفصل ص 156.
(2)
سنن الترمذي 5/ 272، ح 3086 مختصرا، وقد سلف تخريجه في المبحث الأول من هذا الفصل ص 156.
(3)
الإتقان 1/ 67.