الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأصل فقد نص البخاري وغيره على أنه سمع من أنس بن مالك ولم يذكروا فيه طعنًا
(ص) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ سَمِعَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ.
(ش)(رجال الحديث)(إبراهيم بن ميسرة) الطائفي نزيل مكة. روى عن أنس ووهب بن عبد الله وسعيد بن جبير وعمرو بن الشريد. وعنه السفيانان وشعبة وأيوب وابن جريج وآخرون وثقة أحمد والنسائي والعجلي وابن معين وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث. توفي سنة ثنتين وثلاثين ومائة. روى له الجماعة
(معنى الحديث)
(قوله صليت مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الظهر بالمدينة أربعًا) يعني في اليوم الذي أراد فيه الخروج إلى مكة للحج أو العمرة
(قوله والعصر بذى الحليفة ركعتين) يعني صليت العصر معه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بذى الحليفة ركعتين وذو الحليفة ميقات أهل المدينة بينه ويينها ستة أميال أوسبعة، ولا حجة فيه للظاهرية على جواز القمر في السفر القصير لأن ذا الحليفة لم تكن منتهى سفره صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وإنما كان قاصدًا مكة فاتفق نزوله بها وقت العصر فقصرها، وفيه دلالة على أن
المسافر لا يقصر الصلاة إلا إذا فارق بناء البلد
أو الخيام إن كان من أهلها وهو قول الأئمة الأربعة. وروى مطرف وابن الماجشون عن مالك أنه لا يقصرحتى يجاوز ثلاثة أميال. وحديث الباب حجة على الحارث بن أبي ربيعة والأسود بن يزيد وعطاء وغيرهم من السلف القائلين إن مريد السفر يقصر ولو في بيته. وحجة أيضًا على مجاهد القائل لا يقصر يوم خروجه حتى يدخل الليل وبالعكس
(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وصححه والبيهقي
(باب الأذان في السفر)
وفي بعض النسخ باب المسافر يؤذن
(ص) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ نَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ "يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةٍ بِجَبَلٍ
يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ يَخَافُ مِنِّي فَقَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ".
(ش) لعل وجه مناسبة الحديث للترجمة أن انتقال الرعاة يعد سفرًا لغة أو أن الرعاة قد ينتقلون إلى مسافة السفر الشرعي
(رجال الحديث)(أبو عشانة) بضم العين المهملة وتشديد الشين هو حيي بن يؤمن بن حجيل بن جريج المصري. روى عن ابن عمرو وعقبة بن عامر ورويفع بن ثابت وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة. وثقه أحمد وابن معين ويعقوب بن سفيان وقال أبو حاتم صالح. توفي سنة ثماني عشرة ومائة. روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه والبخاري في الأدب، و (المعافري) بفتح الميم وتشديد الياء في آخره نسبة إلى معافر اسم قبيلة باليمن
(معنى الحديث)
(قوله يعجب ربك) المراد يرضى منه فعله ويقبله ويثيبه عليه ثوابًا كاملًا وأصل التعجب انفعال النفس مما خفي سببه وهو مستحيل على الله تعالى إذ لا يخفى عليه شيء والظاهر أن الخطاب لواحد وقيل عام لكل من يتأتي منه السماع
(قوله في رأس شظية بجبل) وفي رواية النسائي في رأس شظية الجبل أي القطعة المرتفعة في أعالي الجبل وجمعها شظايا كعطية وعطايا
(قوله يؤذن للصلاة ويصلي) وفي رواية النسائي يؤذن بالصلاة ويصلي والمراد بالأذان مطلق الإعلام فيشمل الإقامة. ويحتمل أن يكون في الكلام اكتفاء أي يؤذن ويقيم. وفائدة الأذان أنه يشهد له كل رطب ويابس ويغفر له مدى صوته كما جاء مصرحًا به في رواية النسائي وغيره ولأنه إذا أذن وأقام تصلى معه الملائكة فيحصل له ثواب الجماعة لما رواه البيهقي عن سلمان الفارسي قال قال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ما من رجل يكون بأرض قيّ فيؤذن بحضرة الصلاة ويقيم الصلاة فيصلي إلا صف خلفه من الملائكة ما لا يرى قطراه "طرفاه" يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده ويؤمنون على دعائه. ولما رواه عبد الرزاق بسنده إلى أبى عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم إذا كان الرجل بأرض قيّ فحانت الصلاة فليتوضأ فإن لم يجد ماء فليتيمم فإن أقام صلى معه ملكاه وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى طرفاه "والقيّ بكسر القاف وتشديد المثناة التحتية الفلاة"
(قوله انظروا إلى عبدي هذا) أمر الملائكة أمر تعجب لاستعظام شأنه ولمزيد شرفه وكذا وصفه بالعبودية وإضافته إلى الله تعالى
(قوله يؤذن ويقيم الصلاة) وفي نسخة للصلاة
(قوله يخاف مني) أي من عذابي لا رياء
(قوله وأدخلته الجنة) يعني قضيت له بدخولها
(فقه الحديث) دل الحديث على مشروعية الأذان للمنفرد وتقدم بيانه. وعلى الحث