الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آيَةَ الْأَخْلَاقِ
{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا
…
} (1).
ــ
المفردات والتركيب:
المرح مشية فيها خفة ونشاط واختيال ناشئة عن شدة فرح بالنفس، تقول العرب: أمرح الفرس فمرح فهو فرس مرح وممراح، إذا شبع فاخذ يمشي بخفة ونشاط واختيال. ويقال مرح الرجل إذا اختال في مشيته ونظر في عطفيه، ولا يكون ذلك إلا لفرحه بنفسه واعجابه بها. وخرق الأرض ثقبها، والطول ارتفاع القامة.
نصب مرحا بتمش لأنه متضمن له تضمن الكلي لجزئيه، إذ المرح جزئي من جزئيات المشي، فكأنه قال لا تمرح مرحا. ونظيره قول الشاعر:
يُعْجِبُهُ السَّخُونُ والبُرُودُ
…
والتَّمْرُ حُبًّا مَا لَهُ مَزِيدُ
فنصب حباً بيعجب لأن الإعجاب متضمن للحب، أو نصب على أنه حال كجاءني زيد ركضاً. ونصب طولاً على أنه تمييز أي من جهة الطول. والتقدير: ولن يبلغ طولك طول الجبال.
التفسير:
حب الإنسان لنفسه غريزة فيه، وذلك يحمله على الإعجاب والفرح بها وبكل ما يصدر عنها ويستخفه ذلك حتى يتركه يمشي بين الناس مختالاً متبختراً، وهذه هي مشية المرح التي نهى الله
(2) 37/ 17 - 39 الإسراء. وارتباط الآية بما قبلها تقدم في صدر الجزء السابق.