الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البدن، والفكر متوقف على العقل، والإرادة متوقفة على الخلق، فالتفكير الصحيح من العقل الصحيح، والإرادة القوية من الخلق المتين، والعمل المفيد من البدن السليم، فلهذا كان الإنسان مأموراً بالمحافظة على هذه الثلاثة عقله وخلقه وبدنه، ودفع المضار عنها، فيثقف عقله بالعلم ويقوم أخلاقه بال
سلوك
النبوي ويقوي بدنه بتنظيم الغذاء وتوقي الأذى والتريض على العمل.
موعظة:
قال الإمام ابن العربي: سمعت ذانشمند الأكبر- يعني الغزالي- يقول إن الله خلق العبد حيا عالما وبذلك كماله، وسلط عليه آفة النوم وضرورة الحدث ونقصان الخلقة، إذ الكمال للأول الخالق فما أمكن الرجل من دفع النوم بقلة الأكل والسهر في الطاعة فليفعل، ومن الغبن العظيم أن يعيش الرجل ستين سنة ينام ليلها فيذهب النصف من عمره لغوا وينام نحو سدس النهار راحة فيذهب له ثلثاه ويبقى له من العمر عشرون سنة، ومن الجهالة والسفاهة أن يتلف الرجل ثلثي عمره في لذة فانية ولا يتلف عمره سهرة في لذة باقية عند الغني الوفي الذي ليس بعديم ولا ظلوم. اهـ
سلوك:
حافظ على العبادات في أوقاتها، واقض ما فاتك واربط أعمالك بأوقاتها، وتدارك ما فاتك ووجه قصدك إلى ما ترى من آيات الله متفكراً ووجه قصدك في جميع أعمالك لله سامعا مطيعا- تكن عبدا ذاكرا شاكرا سعيدا- إن شاء الله- في الدارين. وفقنا الله إلى ذلك والمسلمين أجمعين (1).
(1) ش: ج5، م8، ص 245 - 249 غرة محرم 1351 - ماي 1932