الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعنى:
والذين لا يدعون ولا يعبدون مع الله إلها آخر فيشركون به سواه في عبادتهم إياه ولكنهم يخلصون له العبادة ويفردونه بالطاعة ويوحدونه في ربوبيته وألوهيته، ولا يقتلون النفس التي جعل الله لها حرمة وحرم قتلها بالسبب إلا الحق الثابت في دين الله المعارض لحرمتها المقتضي لقتلها بالزنى بعد الإحصان أو الكفر بعد الإيمان أو القتل للنفس العمد العدوان، ولا يزنون فيأتون ما حرم الله عليهم إتيانه من الفروج.
مزيد بيان لتوحيد الرحمن:
من دعا غير الله فقد عبده. ما يزل الذكر الحكيم يسمي العبادة
دعاء يعبر به عنها. ذلك لأنه عبادة فعبر عن النوع ببعض أفراده، وإنما اختير هذا الفرد ليعبر به عن النوع لأن الدعاء مخ العبادة وخلاصتها فإن العابد يظهر ذله أمام عز المعبود وفقره أمام غناه وعجزه أمام قدرته وتمام تعظيمه له وخضوعه بين يديه، ويعرب عن ذلك بلسانه بدعائه وندائه وطلبه منه حوائجه. فالدعاء هو المظهر الدال على ذلك كله، ولهذا كان مخ عبادته. وقد جاء التنبيه على هذا في السنة المطهرة، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عيه وآله وسلم-: الدعاء هو العبادة ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} . رواه أحمد والترمذي وأبو داوود رحمهم الله والنسائي وابن ماجة. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء مخ العبادة رواه الترمذي- رضي الله عنه فتطابق الأثر والنظر على أن الدعاء عبادة. فمن دعا غير الله فقد عبده، وإذا كان هو لا يسمي دعاءه لغير الله عبادة فالحقيقة لا ترتفع بعدم تسميته