الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التراكيب:
التعبير بالمضارع مع لفظة على يفيد تجدد العمل وانبناؤه على الخلق والطبيعة.
المعنى:
قل يا محمد- صلى الله عليه وآله وسلم كل فريق منا ومنكم يعمل في حياته على طريقته ومذهبه. فأعمالنا مباينة لأعمالكم لأن طريقتنا مباينة لطريقتكم فربكم أعلم بمن هو أقوم طريقاً وأسد مذهباً، فيثبت المهتدين ويعاقب الضالين.
ومن فوائد الآية الكريمة إستدراج الضال لقبول الهداية.
وذلك بمناصفته بأنك على ناحيتك وهو على ناحيته، وإظهار التساوي معه أمام علم الله وقدرته، وهذا من أنفع الأسباب في نجاح الدعوة، وعليه في القرآن آيات كثيرة منها سورة:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (1) فينبغي لدعاة الحق أن يلتزموه ولا يهملوه. والبراءة من أهل الباطل. وذلك بإعلان المباينة والمخالفة لهم في عملهم وما انبنى عليه عملهم بأسلوب المناصفة الذي جاءت به الآية فتحصل البراءة مع الفائدة المتقدمة.
إنبناء الأعمال على العقائد والأخلاق
فإن الآية، وإن كانت بالخطاب الأول للمشركين ثم لأمثالهم من الكافرين فإنها تفيد أن كل واحد تبنى أعماله على مذهبه وطريقته التي هي خلقه وطبيعته، ونأخذ من هذا أن الذي نوجه إليه الإهتمام الأعظم في تربية أنفسنا وتربية غيرنا هو تصحيح العقائد وتقويم الأخلاق، فالباطن أساس الظاهر. وفي الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله فعل
(1) 1/ 109 الكافرون.