الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(14) أحمد بن علي بن محمَّد بن إبراهيم بن منجويه أبو بكر الأصبهاني اليزدي الحافظ نزيل نيسابور
. (1)
وقد ورد هذا الاسم في مصنفات البيهقي:
أبو بكر أحمد بن علي بن محمَّد الحافظ.
وورد: أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني.
وورد: أبو بكر أحمد بن علي الحافظ الأصبهاني.
وورد: أبو بكر أحمد بن علي الحافظ.
وورد: أبو بكر أحمد بن علي.
وورد: أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ.
وورد: أحمد بن علي الأصبهاني.
وورد: أحمد بن علي الحافظ.
(1) المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور (ص 88، رقم 192)، سير أعلام النبلاء (17/ 438)، تاريخ الإِسلام (9/ 432)، تذكرة الحفاظ (3/ 1085)، طبقات الحفاظ (421)، العبر في خبر من غبر (3/ 166)، شذرات الذهب (3/ 233)، الوافي بالوفيات (7/ 143)، اللباب في تهذيب الأنساب (3/ 261)، الأنساب للسمعاني (11/ 493)، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه (3/ 1085)، توضيح المشتبه (7/ 65)، معجم البلدان (2/ 447)، تاج العروس (6/ 220)، هدية العارفين (1/ 74).
روح عن: إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق بن جعفر بن إسحاق أبي إسحاق الأصبهاني المعدل المعروف بالقصار (1)، وعبد الله بن محمَّد بن الطيب أبي زرعة صاحب محمَّد بن المسيب بن إسحاق، ومحمَّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الحافظ أبي بكر الأصبهاني المعروف بابن المقرئ صاحب المعجم والرحلة الواسعة، ومحمَّد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان أبي عمرو بن حمدان (2) الحيري النيسابوري النحوي.
سمع منه: أبو بكر البيهقي، وأكثر الرواية عنه في تصانيفه، ومن طريقه تحمل البيهقي صحيح ابن خزيمة، ومسند الحسن بن سفيان، واحد كتب ابن المبارك.
وروى عنه أيضًا: أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر أبو صالح المؤذن النيسابوري الصوفي، وأحمدُ بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي أبو بكر الخطيب البغدادي صاحب التصانيف وخاتمة الحفاظ، وعبد الله بن محمَّد ابن علي بن محمَّد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مَتّ أبو إسماعيل الأنصاري الهروي مصنف كتاب ذم الكلام وشيخ خراسان -من ذرية صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أبي أيوب الأنصاري- وعلي بن أحمد بن محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن العباس بن أبي الطيب أخرم أبو الحسن النيسابوري الصندلي المديني المؤذن الإِمام الزاهد، وغيرهم.
قال الصريفيني: قال عبد الغافر الفارسي في تاريخه: اليزدي الأصبهاني
(1) لقب بالقصار لأنه كان يغسل الموتى لورعه وزهده، واجتهاده في العبادة، ومتابعته السنة. راجع تاريخ بغداد (7/ 45).
(2)
تحرف في معرفة السنن والآثار (13/ 188) مطبوعة جامعة الدراسات الإِسلامية، تحقيق الدكتور قلعجي إلى: حماد. وكذلك في مطبوعة دار الكتب العلمية (6/ 546)، تحقيق سيد كسروي.
أبو بكر الحافظ المعروف بابن منجويه (1) أحد حفاظ زمانه، وفرسان أهل الحديث من أقرانه، كتب الكثير وصنف على الصحيحين وعلى جامع أبي عيسى الترمذيّ، وجمع الأبواب وخرج الفوائد للمشايخ وانْتُخب عليهم، دخل نيسابور تاجرا في أيام شبابه وحياة أبي عمرو بن نجيد وأبي الحسن السراج ولم يكن قصده طلب الحديث، فكتب لأهل بلده عنهم الأمالي ولم يكتب لنفسه، وعاد إلى أصبهان فنشط لطلب الحديث فسمع بها من ابن المقرئ وطبقته، وعاد إلى نيسابور فسمع من أبي عمرو بن حمدان ولزم مسجد الحاكم أبي أحمد الحافظ واستفاد منه وأكثر السماع عنه وعن طبقته، وسمع بنسا مسند الحسن بن سفيان وأبي القاسم الفقيه، وخرج إلى هراة وما وراء النهر فكتب الكثير، ثم عاد إلى نيسابور واستوطنها واشتغل بالتصنيف والتخريج وصار من الحفاظ والأئمة المعروفين المذكورين في الصنعة، عقد مجلس الإملاء بعد موت أبي حازم العبدوي في مدرسة أبي سعد الزاهد في سكة خركوش فأملى سنين وقرئ عليه الكثير، وتخرج به جماعة من التلامذة، وظهرت بركة علمه وإتقانه وحفظه وحسن نصيحته ووفور ديانته، وبقي كذلك إلى أن توفي يوم الخميس الخامس من المحرم سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وقرأت بخط الحسكاني أن مولده كان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وما أدرك إسناد صباه لاشتغاله بالتجارة، وقد ذكره الحاكم وأثنى عليه ولكنه بقي مدة بعده واشتهر اشتهارا ظاهرا (2).
قال الذهبي: الحافظ الإِمام المجود أبو بكر بن منجويه اليزذي الأصبهاني نزيل نيسابور من الحفاظ الإثبات المصنفين، ارتحل إلى بخارى وسمرقند وهراة وجرجان ولم أره وصل إلى العراق.
قال أبو إسماعيل الأنصاري: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أحفظ
(1) تحرفت في الأصل إلى: فنجويه. بالفاء.
(2)
المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور (ص 88، 89).
مَن رأيت من البشر، وقال أبو إسماعيل: رأيت في سفري وحضري حافظًا ونصف حافظ؛ فأما الحافظ فأحمد بن علي بن منجويه، وأما نصف حافظ فالجارودي.
قال يحيى بن منده: كتب عنه عمي عبد الرحمن بن منده كتاب السنن له الذي عمله على هيئة سنن أبي داود وكان يثني عليه كثيرا، وقال: سمعت منه المسندات الثلاثة للحسن بن سفيان.
قلت -يعني الذهبي-: قد صنف ابن منجويه على الصحيحين مستخرجا وعلى جامع أبي عيسى وسنن أبي داود، مات يوم الخميس خامس المحرم سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وله إحدى وثمانون سنة (1).
قال السمعاني: الحافظ الأصبهاني المعروف بابن منجويه من أهل أصبهان سكن نيسابور، كان من الحفاظ المتقنين وكان إماما فاضلا مكثرا من الحديث، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ لنيسابور فقال: أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني نزيل نيسابور من المقبولين في طلب العلم، رحل في طلب الحديث وجمع الصحيح والتراجم والأبواب بفهم ودراية، طلب الحديث بعد الستين والثلاثمائة، ورحل إلى الشيخ أبي بكر الإسماعيلي وأكثر عن أقرانه بخراسان بعد أن سمعه في بلده وأدرك إسناد وقته (2).
قال ابن العماد: قال ابن ناصر الدين: كان أحد الحفاظ المجودين ومن أهل الورع والدين، ثقة من الأثبات، صنف على الصحيحين وجامع الترمذيّ وسنن أبي داود مصنفات (3).
(1) سير أعلام النبلاء (17/ 438 - 440).
(2)
الأنساب (11/ 493، 494).
(3)
شذرات الذهب (3/ 233).
(15)
أحمد بن علي بن محمَّد بن أبي منصور (1) أبو منصور الدامغاني البيهقي من ساكني قرية نامين من بيهق. (2)
وقد ورد هذا الاسم في مصنفات البيهقي:
أبو منصور أحمد بن علي بن محمَّد بن أبي منصور الدامغاني البيهقي.
وورد: أبو منصور أحمد بن علي بن محمَّد الدامغاني.
وورد: أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني.
وورد: أبو منصور الدامغاني.
روى عن: أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس أبي بكر الجرجاني الإسماعيلي الشافعي صاحب الصحيح وشيخ الشافعية، سمع منه المعجم لشيوخه بجرجان (3)، وعبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمَّد بن مبارك بن القطان أبي أحمد الجرجاني المعروف بابن القطان صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل، وكان سماعه منه في شعبان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة بجرجان (4).
(1) في شعب الإيمان (12/ 292): ابن أبي منصور، وفي الخلافيات (2/ 396): ابن منصور.
(2)
السنن الكبرى (10/ 193)، دلائل النبوة (6/ 36، 63، 362)، شعب الإيمان (12/ 292)، معرفة السنن والآثار (7/ 117).
(3)
دلائل النبوة (6/ 326).
(4)
دلائل النبوة (6/ 63).
سمع منه: أبو بكر البيهقي ببيهق قراءة عليه من أصل كتابه وإجازة منه له، وروى عنه في تصانيفه، وعنه تحمل معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي.
قال أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني من ساكني قرية نامين من بيهق قراءة عليه من أصل كتابه (1).
وقال أبو بكر البيهقي أيضًا: أخبرنا أبو منصور أحمد بن علي بن محمَّد الدامغاني من ساكني بيهق من أصل سماعه، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في المعجم لشيوخه (2).
(1) دلائل النبوة (6/ 36).
(2)
دلائل النبوة (6/ 326).
(16)
أحمد بن محمَّد بن أحمد بن غالب أبو بكر الخوارزمي المعروف بالبرقاني الشافعي الإِمام العلامة الفقيه الحافظ الثبت شيخ الفقهاء والمحدثين صاحب (1) التصانيف (2).
وقد ورد هذا الاسم في مصنفات البيهقي:
أبو بكر أحمد بن محمَّد بن أحمد بن غالب الخوارزمي الحافظ.
وورد: أبو بكر أحمد بن محمَّد بن غالب الخوارزمي الحافظ.
وورد: أبو بكر أحمد بن غالب الخوارزمي.
(1) قلت: له كتاب فيه تسمية شيوخ البخاري ومسلمٌ وأبي داود والترمذيُّ والنسائيُّ في مصنفاتهم من الصحابة والتابعين إلى شيوخهم. فهرسة ابن خير الإشبيلي (191)، والمسائل عن الدارقطني، وكتاب العلل الذي أملاه عليه الدارقطني تاريخ الأدب العربي (3/ 211، 212).
(2)
تاريخ بغداد (6/ 26)، سير أعلام النبلاء (17/ 464)، تاريخ الإِسلام (9/ 403)، تذكرة الحفاظ (3/ 1074)، العبر في خبر من غبر (3/ 158)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 203)، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (4/ 47)، شذرات الذهب (3/ 228)، طبقات الحفاظ (1/ 418)، طبقات الفقهاء للشيرازي (ص 134)، تاريخ دمشق (5/ 195)، المنتظم لابن الجوزي (8/ 79)، البداية والنهاية (15/ 650)، الوافي بالوفيات (7/ 216)، التقييد لابن نقطة (167)، الأنساب للسمعاني (1/ 323)، اللباب في تهذيب الأنساب (2/ 156، 157)، توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (1/ 458)، ذيل مولد العلماء (171)، النجوم الزاهرة (4/ 280)، معجم البلدان (1/ 387)، فهرسة ابن خير الإشبيلي (191)، فهرسة اللبلي (ص 73)، تاريخ التراث العربي (1/ 384).
روى عن: أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس أبي بكر الجرجاني الإسماعيلي الشافعي صاحب الصحيح وشيخ الشافعية؛ بجرجان، وروى عنه صحيحه، ومحمَّد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان أبي العباس أخي الزاهد أبي عمرو ابني الحافظ أبي جعفر الحيري النيسابوري محدث خوارزم بخوارزم، ومحمَّد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله أبي علي البغدادي المعروف بابن الصواف ببغداد، ومحمَّد بن جعفر بن محمَّد بن الهيثم بن عمران بن يزيد أبي بكر الأنباري البندار ويعرف بابن أبي أحمد ببغداد.
سمع منه: أبو بكر البيهقي قراءة عليه ببغداد ولفظا، وروى عنه في تصانيفه.
وروى عنه أيضًا: إبراهيم بن علي بن يوسف أبو إسحاق الفِيْرُوْزَآبَاذي المشهور بالشيرازي الشافعي نزيل بغداد قيل: لقبه جمال الدين، وأحمدُ بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي أبو بكر الخطيب البغدادي صاحب التصانيف وخاتمة الحفاظ، وثابت ابن بندار بن إبراهيم بن بندار أبو المعالي المقرئ الدينوري البغدادي البقال، وسليمان ابن إبراهيم بن محمَّد بن سليمان الحافظ أبو مسعود الأصبهاني، وغيرهم كثير.
قال أبو بكر الخطيب: أبو بكر الخوارزمي المعروف بالبرقاني سمع ببلده من أبي العباس بن حمدان النيسابوري، وسمع ببغداد وجرجان وكتب بإسفرايين ونيسابور وهراة ومرو وسمع في بلاد أخرى من خلق يطول ذكرهم، ثم عاد إلى بغداد فاستوطنها وحدث بها فكتبنا عنه، وكان ثقة ورعًا متقنًا متثبتًا فهمًا، لم نر في شيوخنا أثبت منه حافظًا للقرآن عارفًا بالفقه، له حظ من علم العربية، كثير الحديث حسن الفهم له والبصيرة فيه، وصنف مسندًا ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلمٌ، وجمع حديث سفيان الثوري وشعبة وأيوب وعبيد الله بن عمر وعبد الملك بن عمير وبيان بن بشر ومطر الوراق وغيرهم من الشيوخ، ولم يقطع التصنيف إلى حين وفاته، ومات وهو يجمع حديث مسعر، وكان حريصًا على العلم منصرف الهمة إليه.
وسمعته يومًا يقول لرجل من الفقهاء معروف بالصلاح وقد حضر عنده: ادع الله أن ينزع شهوة الحديث من قلبي فإن حبه قد غلب علي فليس لي اهتمام في الليل والنهار إلا به. أو نحو هذا من القول.
وكنت كثيرًا أذاكره بالأحاديث فيكتبها عني ويضمنها جموعه، ولقد حدثني أبو الفضل عيسى بن أحمد الهمذاني، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمَّد بن غالب الخوارزمي في سنة عشرين وأربعمائة قال: حدثني أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، حدثنا أبو سعيد محمَّد بن موسى الصيرفي بنيسابور، حدثنا محمَّد بن يعقوب الأصم، حدثنا محمَّد بن إسحاق الصاغاني، قال: أخبرنا أبو زيد الهروي، قال: حدثنا شعبة، عن محمَّد بن أبي النوار، قال: سمعت رجلًا من بني سليم يقال له خُفاف قال: سألت ابن عمر عن صوم ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعتم؟ قال: إذا رجعت إلى أهلك. قال أبو بكر -يعني الصاغاني-: لم يرو هذا الحديث إلا أبو زيد الهروي. ثم سمعت أنا أبا بكر البرقاني يرويه عني بعد أن حدثنيه عيسى عنه، وكان أبو بكر قد كتبه عني في سنة تسع عشرة وأربعمائة وقال لي: لم أكتب هذا الحديث إلا عنك، وكتب عني بعد ذلك شيئًا كثيرًا من حديث التوزي ومسعر وغيرهما مما كنت أذاكره به.
سمعت أبا القاسم الأزهري يقول: البرقاني إمام وإذا مات ذهب هذا الشأن. يعني الحديث.
حدثني أحمد بن غانم الحمامي وكان شيخًا صالحًا يديم الحضور معنا في مجالس الحديث قال: انتقل أبو بكر البرقاني من الكرخ إلى قرب باب الشعير فسألني أن أشرف على حمالي كتبه وقال: إن سئلت عنها في الكرخ فعرفهم أنها دفاتر؛ لئلا يظن أنها إبريسم (1)، وكانت ثلاثة وستين سفطًا وصندوقين كل ذلك مملوء كتبًا.
(1) الإبريسم: أجود أنواع الحرير وهو لفظ معرب. انظر المعجم الوسيط (إبريسم).
وقال لي عيسى بن أحمد الهمذاني: لم ينظر في كتب البرقاني كلها من أصحاب الحديث غير أبي الحسن النعيمي فإنه نظر في جميعها وعلق منها.
سألت الأزهري فقلت: هل رأيت في الشيوخ أتقن من البرقاني؟ فقال: لا، سمعت أبا محمَّد الخلال ذكر البرقاني فقال: كان نسيج وحده.
حدثني محمَّد بن يحيى الكرماني الفقيه قال: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقاني.
حدثنا أبو بكر البرقاني قال: دخلت إسفرايين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم واحد فضاعت الدنانير مني وبقي معي الدرهم حسب، فدفعته إلى بقال وكنت آخذ منه في كل يوم رغيفين وآخذ من بشر بن أحمد جزءًا من حديثه، وأدخل مسجد الجامع فأكتبه وأنصرف بالعشي وقد فرغت منه، فكتبت في مدة شهر ثلاثين جزءًا، ثم نفد ما كان لي عند البقال فخرجت عن البلد.
وقال لنا أيضًا: كان أبو بكر الإسماعيلي يقرأ لكل واحد ممّن يحضره ورقة بلفظه ثم يقرأ عليه، وكان يقرأ لي ورقتين ويقول للحاضرين: إنما أفضله عليكم لأنه فقيه.
أنشدنا البرقاني لنفسه من المتقارب:
أُعَلِّلُ نَفْسِي بِكَتْبِ الْحَدِيثِ
…
وَأَحْمِلُ فِيهِ لَهَا الْمَوْعِدَا
وَأَشْغَلُ نَفْسِي بِتَصْنِيفِهِ
…
وَتَخْرِيجِهِ دَائِمًا سَرْمَدَا
فَطَوْرًا أُصَنِّفُهُ في الشُّيُوخِ
…
وَطَوْرًا أُصَنِّفُهُ مُسْنَدَا
وَأَقْفُو الْبُخَارِيَّ فِيمَا نَحَاهُ
…
وَصَنَّفَهُ جَاهِدًا مُجْهَدَا
وَمُسْلِمَ إِذْ كَانَ زَيْنَ الْأنامِ
…
بِتَصْنِيفِهِ مُسْلِمًا مُرْشِدَا
وَمَالِي فِيهِ سِوَى أَنَّنِي
…
أَرَاهُ هَوًى صَادَفَ الْمَقْصِدَا
وَأَرْجُو الثَّوَابَ بِكَتْبِ الصَّلَاةِ
…
عَلَى السَّيِّدِ الْمُصْطَفَى أَحْمَدَا
وَأَسْأَلُ رَبِّي إِلَهَ الْعِبَادِ
…
دِجَرْيًا عَلَى مَا لَهُ عَوَّدَا
سمعت البرقاني يقول: ولدت في آخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
ومات رحمه الله في يوم الأربعاء أول يوم من رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن في بكرة غد وهو يوم الخميس، وصُلِّي عليه في جامع المنصور وحضرت الصلاة عليه وكان الإِمام القاضي أبا علي بن أبي موسى الهاشمي، ودفن في مقبرة الجامع مما يلي باب سكة الخرقي.
وقال لي محمَّد بن علي الصوري: دخلت على البرقاني قبل وفاته بأربعة أيام أعوده فقال لي: هذا اليوم السادس والعشرون من جمادى الآخرة وقد سألت الله تعالى أن يؤخر وفاتي حتى يهل رجب؛ فقد روي أن لله فيه عتقاء من النار (1) عسى أن أكون منهم. قال الصوري: وكان هذا القول يوم السبت فتوفي صبيحة يوم الأربعاء مستهل رجب (2).
قال الذهبي: الإِمام العلامة الفقيه الحافظ الثبت شيخ الفقهاء والمحدثين أبو بكر أحمد بن محمَّد بن أحمد بن غالب الخوارزمي ثم البرقاني الشافعي صاحب التصانيف، سمع في سنة خمسين وثلاثمائة بخوارزم.
وقال -يعني الذهبي-: قال أبو الوليد الباجي: البرقاني ثقة حافظ، وذكره الشيخ أبو إسحاق في طبقات الشافعية فقال: ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وسكن بغداد وبها مات في أول رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة. ثم قال: تفقه في حداثته وصنف في الفقه ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماما.
(1) ذكره ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف (ص 121).
(2)
تاريخ بغداد (6/ 26، 30).
قلت -يعني الذهبي-: ومن همته أنه سمع من تلميذه أبي بكر الخطيب وحدث عنه في حياته، وقد سمعنا المصافحة له في مجلد بإسناد عال (1).
قال السمعاني: أبو بكر أحمد بن محمَّد بن أحمد بن غالب البرقاني الخوارزمي الفقيه الحافظ الأديب الشاعر كانت له معرفة تامة بالحديث، جمع المجموع، وحدث ببغداد وجرجان وسمع بخوارزم ومرو ونيسابور وإسفرايين وجرجان وبغداد (2).
(1) سير أعلام النبلاء (17/ 464، 468).
(2)
الأنساب (2/ 156، 157).
(17)
أحمد بن علي بن محمَّد بن صالح أبو الطيب الطالبي الجعفري الكوفي وهو ابن عمشليق صاحب الجزء (1) المعروف باسمه. (2)
وقد ورد هذا الاسم في مصنفات البيهقي:
أبو الطيب أحمد بن علي بن محمَّد الطالبي الجعفري.
روى عن: عبيد الله بن موسى بن أبي قتيبة أبي أحمد الغنوي.
وروى أيضًا عن: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبد الله أبي بكر البغدادي القطيعي الحنبلي راوي مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني وكان سماعه منه قراءة عليه في منزله ببغداد فأقر به (3)، وعلي بن محمَّد بن جعفر أبي أحمد الطالبي أبيه، قراءة عليه (4)، ومحمَّد بن صالح أبي الحسن الهاشمي
(1) وهو جزء ابن عمشليق طبع في دار ابن حزم بتحقيق الشيخ خالد بن محمَّد الأنصاري، وقد
وقع للحافظ ابن حجر من مسموعاته كما في المعجم المفهرس للحافظ (ص 328).
(2)
له ذكر في: تاريخ الإِسلام ووفيات المشاهير والأعلام (10/ 449)، لسان الميزان (1/ 440)، (4/ 509)، (7/ 265، 368)، جزء ابن عمشليق رقم (15، 23، 40، 43، 47، 61، 63)، الموضح في أوهام الجمع والتفريق (2/ 445)، سير أعلام النبلاء (18/ 300)، بغية الطلب في تاريخ حلب (2/ 689)، تاريخ دمشق لابن عساكر (63/ 112، 251).
(3)
جزء ابن عمشليق (ص 40).
(4)
جزء ابن عمشليق (ص 60).
العباسي القاضي جده، في داره بمدينة السلام (1)، والمغيرة بن عمرو بن الوليد أبي الحسن المكي في منزله بمكة عند المروة (2)، وروايته عنهم خارج كتب البيهقي رحمه الله تعالى.
سمع منه: أبو بكر البيهقي بالكوفة، وروى عنه في شعب الإيمان (3) والمدخل إلى السنن الكبرى (4) وإثبات عذاب القبر. (5)
وروى عنه أيضًا: أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي أبو بكر الخطيب البغدادي، صاحب التصانيف وخاتمة الحفاظ، كتابة، وروى عنه في تاريخه (6) بالكتابة، ومحمَّد بن محمَّد بن علي أبو الحسن الكوفي المعروف بالرُزي وكان سماعه منه سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، والمُعَمَّرُ بن محمَّد بن علي بن إسماعيل أبو البقاء الكوفي الحبال الخرّاز -بمعجمات- المعروف بخُرَيْبَة (7).
قال أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو الطيب أحمد بن علي بن محمَّد الطالبي الجعفري بالكوفة (8).
قال أبو بكر الخطيب: كتب إليَّ أبو الطيب أحمد بن علي الجعفري وأبو محمَّد جناح بن نذير المحاربي من الكوفة يذكران أن الحسن بن محمَّد السكوني حدثهم إملاء .. (9).
(1) جزء ابن عمشليق (ص 15).
(2)
جزء ابن عمشليق (ص 23).
(3)
(12/ 63، أثر رقم 9034).
(4)
(1/ 178).
(5)
(ص 66، رقم 75).
(6)
(4/ 702).
(7)
تاريخ دمشق (32/ 463).
(8)
المدخل إلى السنن الكبرى (1/ 178).
(9)
تاريخ بغداد (4/ 702).
قال أبو البقاء المعمر بن محمَّد الحبال: نا الشريف أبو الطيب أحمد بن علي ابن محمَّد الجعفري
…
(1).
قال أبو بكر الخطيب: قال لي الصوري: سألت أبا الطيب عن عبد الله بن عبد الخالق فقال لي: هو أبو المفضل الشيباني. (2)
قلت: لم أجد من أفرد له ترجمة، ولكن يظن من تتبع ذكره في كتب التراجم وذكره في الأسانيد أنه كان من الشرفاء، وأنه كان يسأل عن الرجال كما يظهر من قول الخطيب في الموضح (3) وأن أباه وجده كانا من أهل العلم.
وقال الشيخ خالد الأنصاري -محقق جزء ابن عمشليق-: إني ومع كثرة البحث والتنقيب في كتب التراجم لم أظفر بترجمة أو معلومة عن المصنف، وكل الذي أستطيع قوله أن المؤلف عاش في القرن الرابع إلى الخامس الهجري، وأن أباه وجدَّه كانا من أهل العلم (4).
(1) تاريخ دمشق (32/ 463).
(2)
الموضح في أوهام الجمع والتفريق (2/ 445)، لسان الميزان (4/ 509).
(3)
(2/ 445).
(4)
مقدمة تحقيق جزء ابن عمشليق (ص 6).