المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الخامسُ (1):‌ ‌ النِّداءُ . وقد سبق ذكرُه وما يتعلَّقُ به من - تحقيق الفوائد الغياثية - جـ ٢

[الكرماني، شمس الدين]

فهرس الكتاب

- ‌النوعُ الثَّاني (*): في الإيجاز والإطناب

- ‌ الإيجازُ

- ‌الإطنابُ

- ‌النوعُ الثّالثُ (*): في جعلِ إِحدى الجُملتين حالًا

- ‌القانونُ الثاني (*): في الطّلبِ

- ‌تنبيهٌ:

- ‌ التمنِّي

- ‌الاستفهام

- ‌ الأمرُ

- ‌ النَّهيُ

- ‌ النِّداءُ

- ‌الفصلُ الّثاني: في علمِ البيانِ

- ‌الأصلُ الأَوَّل: في التَّشْبيه

- ‌النَّوعُ الأَوَّل: في طرفيه

- ‌النُّوعُ الثَّاني: في وجهِ التَّشبيه

- ‌النَّوعُ الثالثُ: في غرض التَّشبيه

- ‌النَّوعُ الرَّابعُ: في حالِ التَّشبيهِ

- ‌الأَصلُ الثاني: في المجاز

- ‌ وجوهُ التصرُّفِ في اللّفظِ

- ‌ وجوهُ التَّصرّفِ في المعنى

- ‌الأصلُ الثالثُ: في الاستعارة

- ‌المُقدِّمة:

- ‌التَّقسيماتُ

- ‌تنبيهٌ:

- ‌تَنبيه:

- ‌الخاتمة

- ‌الأَصل الرَّابعُ: في الكناية

- ‌تذنيباتٌ:

- ‌تذييلٌ لِلْعِلْمَيْنِ:

- ‌ المطابَقة

- ‌المقابلةُ:

- ‌المُشاكلةُ:

- ‌مُراعاةُ النَّظير:

- ‌المُزاوجة:

- ‌اللَّفُّ والنَّشْرُ:

- ‌الجَمْعُ:

- ‌الفرقُ

- ‌التَّقْسِيم:

- ‌الجمعُ مع التَّفريقِ:

- ‌الجمعُ مع التَّقسيم:

- ‌التَّقسيمُ مع الجمع:

- ‌الجمعُ مع التَّفريق والتَّقسيم

- ‌الإيهامُ:

- ‌التَّوجيه:

- ‌الاعتراض

- ‌التَّجاهُل

- ‌الاستتباع

- ‌التَّجنيسُ:

- ‌القلبُ:

- ‌السَّجْعُ

- ‌التَّرصِيعُ

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: الخامسُ (1):‌ ‌ النِّداءُ . وقد سبق ذكرُه وما يتعلَّقُ به من

الخامسُ (1):‌

‌ النِّداءُ

. وقد سبق ذكرُه وما يتعلَّقُ به من حُروفه، وتفصيلِ الكلامِ في إعرابه ومعانيها (2). في النَّحو (3)؛ وهنا شيءٌ يُشْبهُه؛ أي: هُنا نَوعٌ من الكلامِ صُورتُه صُورة النِّداء. وليس به؛ أي (4): بالنِّداء؛ نحو: (اللَّهمَّ اغفر لَنَا أيّتُها العِصَابةُ)(5)؛ فإنَّ صُورَته صورةُ النِّداءِ، ولكن هو للاختصاص؛ أي: اللَّهمَّ اغفر لنا مخصوصين من بين العصائبِ؛ كقولهم: (أمَّا أنَا فأفعلُ كذا أيّها الرَّجلُ)؛ أي: أنا أفعل كذا متخصّصًا بذلك مِنْ بين الرِّجالِ.

والسِّرُّ فِيه: أنَّ في كلامهم ما هُو لمعْنى (6)؛ ثمَّ يَنْقلون إلى معنى آخر بحذفِ قيدٍ لغرضٍ؛ كما أنَّه لتخصيصِ المنادى بطلبِ الإِقبالِ؛ فنُقِل إلى مَعْنى الاخْتِصاصِ مَحْذوفًا منه قيد طلبِ الإقبالِ، وكما أَنَّ الهمزةَ للاستفهامِ عن المستويين فيُحذفُ قيدُ الاستفهام ويبقى لمستويين (7)؛ نحو:{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ} (8) الآية كما مَرَّ (9).

(1) أي: من أنواع الطَّلبِ.

(2)

في الأصل: "ومعانيه" والمثبت: من أ، ب، المفتاح.

(3)

ينظر: المفتاح؛ قسم النحو ص (101 - 102).

(4)

"أي" ساقطة من أ.

(5)

العِصابةُ: جماعة ما بين العشرة إلى الأربعين. اللّسان (عصب): (2/ 605).

(6)

في أ: "بمعنى".

(7)

في الأصل: "المستو بين" والصّواب من: أ، ب.

(8)

سورة البقرة، من الآية:6.

(9)

راجع ص (479 - 480) قسم التحقيق.

ص: 606

تذنيبٌ

قد يوضعُ الخبرُ مَوْضعَ الطَّلبِ (1) إخراجًا للكلامِ لا على مُقْتضى الظَّاهرِ؛ كما أُخرج (أيُّهَا (2) الرَّجلُ) من الطّلبِ إلى الخبرِ عن الاختصاصِ؛ وذلك لوُجوهٍ من الأَغْراضِ:

الأَوَّل: التَّفاؤُلُ بالوقوعِ؛ كما إذا قيلَ لك في مقامِ الدُّعاء: (وفَّقك الله للتَّقوى) بدل قوله: (اللَّهمَّ وفِّقه له)، كأنَّه يتفاءلُ بلفظِ المُضيِّ على عدّه (3) من الأمورِ الحاصلةِ الَّتي حقُّها الإخبارُ عنها بأفعالٍ ماضيةٍ.

ومنه؛ أي: من التَّفاؤُل: تسميةُ المفازةِ للفلاةِ المهْلكةِ، والنَّاهلِ -وهو الرَّيّان- للعَطْشانِ، والسَّليم -وهو ذُو السَّلامة - للَّديغِ؛ إطلاقًا للضدِّ على الضِّدِّ تفاؤُلًا به، واحْتِرازًا عن التَّلفُّظِ بالفلاةِ، والعطشانِ، واللَّديغِ.

ورُوعِي التَّفاؤلُ حتَّى (4) لَمْ يكتب المترسّلون (5) للمُخَدَّراتِ (6) في

(1) لما استوعب الكلام في الخبر والطَّلب وأقسامهما على مقتضى ظاهر الحال ناسب أن يختم كلامه بما يشترك بينهما؛ وهو أنَّ كلَّ واحدٍ منهما يخرج لا على مُقْتضى الظَّاهر ويذكر في موضع الآخر.

(2)

في أ، ب:"يا أيها" ولا اختلاف فالمقدَّر كالثَّابت.

(3)

في ب: "غيره" وهو خطأٌ ظاهرٌ.

(4)

هكذا -أيضًا- في أ، ف. وفي ب:"حيث".

(5)

في الأصل، ب:"المرسلون". والمثبت من: أ؛ إذ المراد أعمّ من توجيه الخطاب إليهنّ.

(6)

المُخَدَّرات: جمع مخدَّرة؛ وهي المرأة الّتي لزمت الخِدر، والخِدرُ ستر يُمدّ للجارية =

ص: 607

مكاتبتهنَّ: أدِامَ اللهُ حراستها (1)؛ احترازًا عن لفظي (2) الحِر؛ وهو: الفرجُ، والاستِ؛ وهو: الدُّبُر؛ بل عن تَصْحِيفهما. وكذلك لَمْ يُكتبْ لَهُنَّ (3): أدام الله أيّامها إلى قيامِ السّاعة وساعة القيامِ؛ لمثل ما ذكرنا (4).

بلْ لم يُهدِ الظُّرفاءُ السَّفَرْجَلَ إلى الأحبَّاءِ لاشْتِماله على حُروفِ سَفَرٌ جَلَّ، أي: عَظُم.

وإذا راعُوا في أمثالِ [ذلك](5) هذه (6) -ممّا هو بعيدٌ- ففي بابِ التَّفاؤلِ إلى الَّذي هو أقربُ منها بالطّريق الأَوْلَى.

ومنه؛ أي: من التَّفاؤُلِ قولُ نائبِ (7) هارون (8) الخليفة وقد سأَلَه؛ أي:

= ناحية البيت. ينظر: اللّسان: (خدر): (4/ 230 - 231).

(1)

أي: أدام الله محافظتها.

(2)

في. الأصل، ب:"لفظ" والصّواب من: أ.

(3)

في أ، ب:"لا يكتب الكُتَّابُ".

(4)

من الاحتراز عن تصحيف "أيّام" إلى "أَيام" جمع أيِّم؛ وهي المرأة الَّتي لا زوجَ لها سواء كانت بكرًا أو ثيِّببًا. وكذلك الاحتراز عن ما يمكن أن يتوهُم من: "ساعة القيام": أنّه ساعة النُّعوظ.

(5)

ما بين المعقوفين غير موجود في الأصل. ومثبت أ. وفي أ: "في المثال ذلك".

ومراده بـ"ذلك" في قوله: "أمثال ذلك" أي: السّفرجل.

(6)

أي: هذه المعاني.

(7)

هكذا في الأصل، أ، ب، ف. وفي المفتاح أَنَّه كاتبه والأَوْلى ما في المفتاح لوجود ما يؤازره في بعض الكتب البلاغية الأخرى كالمصباح:(92) وشروح المفتاح.

ولعلّ ما ورد عند المصنِّف تصحيفٌ وتحريفٌ تابعَه عليه الكرمانيُّ.

(8)

هو أبو جعفر؛ هارون بن محمّد بن المنصور (الرَّشيد)؛ خامس خلفاءِ الدَّولةِ =

ص: 608

هارونُ إيّاه عن شيءٍ: لا وأيد الله الأميرَ؛ تاركًا عبارةً عليها الأغبياءُ؛ وهو قولهم: لا، أيَّد اللهُ؟ بتركِ الواو الموهم لانسحاب النَّفي على الفعلِ.

قيل: لمّا سمع الصَّاحبُ (1) بن عبَّادٍ: لا وَأَيّدك (2) اللهُ؛ قال: هذه الواوُ أحسنُ من واواتِ الأصداغِ (3) في خدودِ المبردِ الملاحِ.

وآخر لِغَيْره؛ أي: ومنه قولُ شَخْصٍ آخر لغيرِ. هَارون، وقد سأَلَه

= العبَّاسيّة. ولد بالرَّيِّ سنة (149 هـ) ونشأ في دار الخلافة ببغداد. بُويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة (170 هـ) فقام بأمورها خير. قيام. توفّي في سناباذ من قرى طوس سنة (193 هـ).

ينظر في ترجمته: تاريخ خليفة: (437، 461)، تاريخ اليَعقوبيِّ:(2/ 407 - 413)، وتاريخ الأُمَم والملوك:(8/ 230)، وشذرات الذَّهب:(2/ 431).

(1)

هو أبو القاسم؛ إسماعيلُ بن عبَّاد بن عبَّاس الطَّالقانيِّ. أديبٌ كاتبٌ، استوزره مؤيّدُ الدَّولةِ ابن بويه الدَّيلميّ، ولُقِّب بالصَّاحب لصحبته إيّاه منذُ الصِّغر، وقيل لصحبته الوزير ابن العميد. ولد في الطّالقان سنة (326 هـ) وتُوفّي بالرّيّ سنة (385 هـ). له عدَّةُ مؤلّفات منها:"الوزراء"، و"الكشف عن مساوئ المتنّبي".

ينظر في ترجمته: يتيمة الدَّهر: (3/ 188)، معجم الأدباء:(6/ 168)، الإمتاع والمؤانسة:(1/ 53)، وفيات الأعيان:(1/ 230 - 234).

(2)

في الأصل: "وأَيد". والصَّواب من: أ، ب.

(3)

الأصداغ: جمع صُدْغُ وهو ما انحدر من الرّأس إلى مركب اللّحيين.

اللِّسان: (صدغ): (8/ 439). ولعلّ مراد الصّاحب بن عبّاد بقوله: "واوات الأصداغ" الشّعر المعقرب المتدلّي على الصّدغ؛ لكونه يشبه في استدراة أطرافه الواوات. وقيل: إنّ الصّدغ يطلق حقيقة على الشَّعر المتدلِّي فلا يحتاج إلى إيضاح. ينظر: المصدر السّابق، جزؤه وصفحته.

ص: 609

عن شجرةٍ رآها من بعيدٍ: (ما هذه الشَّجَرةُ؟) والحالُ أنَّها شجرةُ الخلافِ (1): (هي (2) شجرةُ الوفاقِ)؛ تفادِيًا عن التَّلفُّظِ - في حضرته - بلفظِ الخلاف.

فخلعَا؛ أي: هارونُ وغيُره عليهما؛ أي: كسواهُما حُلَّة التَّشريف. حُكي (3) أنَّ هارونَ سأل مأمونًا (4) عن جَمْع المِسْوَاك؛ فَقَال: مَحاسِنُك يا أمير المؤمنين؛ فجعله وليَّ عهدِه، وقدّمَه على مُحَمِّدٍ الأمين (5)

(1) هي صنف من الصّفصاف، وليس به، وهو بأرض العرب كثيرٌ ويسمّى السّوجز، وأصنافه كثيرة وكلها خوار ضعيف، وزعموا أَنّه سمي خلافًا لأنّ السّيل يجيء به سبيًا فينبت من خلاف أصله؛ قاله أبو حنيفة. ينظر: النّبات لأبي حنيفة: (5/ 142)، معجم أسماء النّباتات:(53).

(2)

في ب: "وهي" ولا وجه لزيادة الواو.

(3)

هكذا في الأصل. وفي أ، ب:"يحكي".

(4)

في أ: "المأمون".

وهو: أَبو العبَّاس؛ عبد الله بن هارون (الرَّشيد) بن محمّد (المهديّ) بن أبي جعفر المنصور. سابع خلفاء بني العبّاس ولد سنة (170 هـ) وتوفّي سنة (218 هـ).

ينظر في ترجمته: الكامل في التّاريخ: (6/ 8)، البداية والنّهاية:(10/ 398 - 305)، مروج الذّهب:(2/ 247)، سيرُ أعلام النّبلاء:(10/ 272).

(5)

هو أبو عبد الله؛ محمَّد بن هارون (الرّشيد) بن محمّد (المهديّ) بن أبي جعفر المنصور. سادس خلفاء بني العبَّاس ولد سنة (170 هـ) وتوفّي سنة (198 هـ).

ينظر في ترجمته: الكامل في التَّاريخ: (5/ 405)، البداية والنِّهاية:(10/ 263 - 265)، تاريخ الأُمم والملوك:(8/ 365)، سيرُ أَعلام النُّبلاء:(9/ 334).

ص: 610

بهذه النُّكتةِ.

الثَّاني: إظهارُ الحرصِ على وُقوعه؛ كأنّه لكثرةِ ما ناجى بهِ نفسَه (1) انتقشَ صورتُه؛ لأنَّ الطَّالبَ متى تبالغَ حرصُه فيما يطلُبُ ربَّما انتقشتْ في الخيال صورته - لكثرةِ ما ناجى (2) به نفسَه - فخاله واقعًا؛ فتخيَّلَ إليه غيرُ الحاصلِ حاصلًا.

الثّالثُ: الكنايةُ. لحُسْنها؛ أي: لحُسْنٍ فيها ليس في التَّصريحِ؛ كقول العبْد للمولى إذا حوَّلَ عنه الوجه: (ينظر المولى إليَّ ساعة). أمَّا كونه كنايةٌ؛ فلأَنّ (ينظر) مُستلزمٌ لقوله: أَطلبُ أن ينظر المولى إليَّ ساعةً.

أو للتَّأدبِ لاحْتِرازِه عن صُورةِ الأمرِ فيه.

أو لهما؛ أي: للحسنِ والتَّأدُّب معًا.

الرّابعُ: حملُ المخاطبِ على الْمَذْكور أَبْلغ حملٍ، بأَلطف وجهٍ؛ نحو:(تأتيني غدًا) إذا صَدَر. مِمَّن تَكْره أَنْت أن يُنْسبَ ذلك الصَّادر عنه إلى الكَذبِ؛ فإِنَّه إذا قال لك ذلك وأَنْت تكره نسبته إلى الكذبِ - لزمك إتيانه غَدًا وإِلَّا صار مَنْسوبًا إليه؛ بخلافِ ما لو قال: (ائتني غدًا) فإنّه لا يَلْزمُك ما لَزِمك في صورةِ الخبر.

أو غيرِ ذلك المذكورِ من الوجوه الأربع حسب المقامات والمناسبات.

(1) هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ: "ما يناجي نفسه".

(2)

في أ: "يناجي".

ص: 611

فاعتبِره في القرآنِ وتأمّل قال- تعالى -: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إلا اللَّهَ} (1) في موضِع (لا تعبدوا)(2)، وهو أبلغُ من صريح النَّهي؛ لِمَا فيه من إيهامِ أنَّ المنهيَّ مُسارعٌ إلى الانتهاءِ؛ فهو يُخبر عنه؛ كما تقول:(يذهبُ فلان يقول لزيدٍ كذا) تريدُ الأمر، وتُظْهر أَنَّه مسارعٌ إلى الامتثال؛ فأنت تُخبرُ عنه؛ وقال:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ} (3) في موضع (لا تسفكوا)(4) على نحو ما سبق.

ومنه؛ أَي: من قَبيلِ وضع الخبرِ موضع الطَّلبِ قولُ البلغاءِ في الدُّعاءِ: رحمه الله.

وقد يُوضع الأمرُ موضعَ الخبر (5). وفي المفتاح وإن عَمَّم وضع الطَّلبِ موضع الخبرِ (6)، لكنَّ الأمثلة خصّصتهُ (7) بالأمر. للرِّضا بالواقع. إظهارًا إلى درجةِ حتَّى كأنه؛ أي:[كأنَّ](8) ذلك الشَّيء المَرْضِيّ.

(1) سورة البقرة، من الآية:83.

(2)

في ب: "لا تعبدون" وهو خطأ ظاهر.

(3)

سورة البقرة؛ من الآية: 84.

(4)

في ب: "لا تسفكون" وهو خطأ ظاهر.

(5)

عطف على قوله: "قد يوضع الخبر موضع الطَّلب".

(6)

ينظر: المفتاح: (326).

(7)

في ب: "خصّصتها" ولا وجه للتّأنيث.

(8)

ما بين المعقوفين أورد محرّفًا بالزِّيادة في الأصل هكذا: "كأنه" ثمّ شُطب عليه توهّمًا أنّه تكرارٌ للكلمة قبله. والكلمة مثبتة من أ، ب.

ص: 612

مطلوبٌ، قال كُثَيِّر (1) -بضمِّ الكافِ، والثَّاءِ المثلَّثة المَفْتوحةِ، والياءِ المشدّدةِ المكسورةِ -:

أَسِيئي بِنَا أَوْ أَحْسِنِي لا مَلُومَةٌ (2)

لَدَيْنا ولا مَقْلِيّةٌ (3) إِنْ تَقَلَّتِ (4)

وعليه ورد قوله - تعالى -: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ

(1) هو أبو صخر؛ كُثِّير بن عبد الرّحمن بن الأسود الخزاعيّ. شاعر تتيّم بعزّة فشهر بها، امتدح بني أُميّة ونال أُعطياتهم. له ديوان شعر مطبوع. توفِّي سنة (107 هـ)، وقيل غير ذلك.

ينظر في ترجمته: طبقات فحول الشّعراء لابن سلّام: (2/ 540)، والشّعر والشّعراء:(121)، عيون الأخبار:(2/ 144)، معجم الشّعراء:(216). والبيت من الطّويل. وهو في ديوان الشّاعر: (101)، والشّعر والشّعراء "تحقيق أحمد شاكر":(1/ 515)، وعيار الشّعر:(85)، وأمالي القالي:(2/ 111). واستُشهد به في المفتاح: (326)، والمصباح:(90)، والإيضاح:(3/ 83).

قال الخطيب القزوينيّ في الإيضاح: (3/ 83): "ووجه حسنه: إظهار الرّضا بوقوع الدّاخل تحت لفظ الأمر؛ حتَّى كأنَّه مطلوب، أي: مهما اخترت في حقِّي من الإساءة والإحسان فأَنا راض غاية الرّضا؛ فعامليني بهما وانظري هل تتفاوت حالي معك في الحالين".

(2)

ملومةٌ بالرّفع: خبر مبتدأ محذوف؛ أي لا أنت ملومة.

(3)

مقليّة: اسم مفعول من قلى؛ وهو: البغض. ينظر: اللِّسان: (قلي): (15/ 198).

(4)

تقلّت: تبغَّضت. ينظر: اللِّسان: (قلى): (15/ 198). وفي الكلمة التفات من الخطاب إلى الغيبة.

ص: 613

إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} (1).

وهو للتّسويةِ للمخاطبِ بين أن يفعلَ الإِسَاءَة والإِحْسَان؛ لأَنَّ المرادَ بالأَمر الإيجابُ المانعُ عن التَّركِ، لكن مع مَيْلٍ [أيْ: مع ميلِ المتكلّم] (2) إلى كلِّ اختارَه؛ أي: لكن مع إِظْهار مزيدِ الرِّضا والْمَيلِ بأَي ما اختارَ المخاطبُ في حقِّه من الإساءةِ أو الإحسانِ، ولولا ذلك لكان مُقْتضى المقامِ أن يقول:(أنا راضٍ بما تفعلين ولا أَلُومك أحسنتِ إلينا أو أَسأتِ) على سَبيل الإخبار.

وكذا في الآية الكريمة؛ المرادُ: التَّساوي بين الأَمرين في عدمِ الإفادةِ لهم؛ وكانَ حَقُّه أَنْ يُقال: (لنْ يغفر الله لهم استغفرت لهم أو لم تستغفرْ).

أو ميلِ المخاطبِ إليه؛ عطفٌ على قوله: (للرِّضا بالواقع)؛ أي: قد يوضعُ الأمرُ موضعَ الخبرِ لميلِ المخاطبِ إلى الوقوع؛ نحو: (إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ)(3)؛ أي: صنعتَ ما

(1) سورة التّوبة؛ من الآية: 80.

(2)

ما بين المعقوفين غير موجود في الأصل. ومثبت من أ. لمزيد من الإيضاح.

(3)

حديثٌ أخرجه البخاريّ في صحيحه: (5/ 9) وأبو داود في سننه: (5/ 148 - 149) بلفظ: "فافعل" وهو إحدى الرِّوايتين عند البخاريّ، وابن ماجه في سننه:(2/ 1400)، والإمام أحمد في مسنده:(5/ 273). قال ابن حجر في فتح الباري: (6/ 605): "هو أمر بمعنى الخبر أو هو للتَّهديد

". ومثله قال ابن الأَثير في النِّهاية. ينظر: (3/ 55). =

ص: 614

شئت (1)؛ وذلك لميلِ المخاطبِ إلى صُنْعه؛ فكأَنَّه مَصْنوعٌ؛ فيُخبر (2) عنه؛ وهذا الوَجْهُ قد زِيدَ على المفتاح.

تَمَّ علمُ المعاني بعون الله تعالى ختمَ الله عاقبة أمرنا بالخيرِ والحسنى.

= والحديث جرى مجرى المثل. ينظر: كتاب الأمثال في الحديث النّبويّ لأبي الشّيخ الأصبهانيّ: (122).

(1)

في أزيادة: "أو تستحيي ما تشاء" ولا يستدعيها المقام.

(2)

في ب: "فخبر".

ص: 615

الفصل الثّانِي: في عِلْمِ البَيَان

ص: 617