المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأصل الثاني: في المجاز - تحقيق الفوائد الغياثية - جـ ٢

[الكرماني، شمس الدين]

فهرس الكتاب

- ‌النوعُ الثَّاني (*): في الإيجاز والإطناب

- ‌ الإيجازُ

- ‌الإطنابُ

- ‌النوعُ الثّالثُ (*): في جعلِ إِحدى الجُملتين حالًا

- ‌القانونُ الثاني (*): في الطّلبِ

- ‌تنبيهٌ:

- ‌ التمنِّي

- ‌الاستفهام

- ‌ الأمرُ

- ‌ النَّهيُ

- ‌ النِّداءُ

- ‌الفصلُ الّثاني: في علمِ البيانِ

- ‌الأصلُ الأَوَّل: في التَّشْبيه

- ‌النَّوعُ الأَوَّل: في طرفيه

- ‌النُّوعُ الثَّاني: في وجهِ التَّشبيه

- ‌النَّوعُ الثالثُ: في غرض التَّشبيه

- ‌النَّوعُ الرَّابعُ: في حالِ التَّشبيهِ

- ‌الأَصلُ الثاني: في المجاز

- ‌ وجوهُ التصرُّفِ في اللّفظِ

- ‌ وجوهُ التَّصرّفِ في المعنى

- ‌الأصلُ الثالثُ: في الاستعارة

- ‌المُقدِّمة:

- ‌التَّقسيماتُ

- ‌تنبيهٌ:

- ‌تَنبيه:

- ‌الخاتمة

- ‌الأَصل الرَّابعُ: في الكناية

- ‌تذنيباتٌ:

- ‌تذييلٌ لِلْعِلْمَيْنِ:

- ‌ المطابَقة

- ‌المقابلةُ:

- ‌المُشاكلةُ:

- ‌مُراعاةُ النَّظير:

- ‌المُزاوجة:

- ‌اللَّفُّ والنَّشْرُ:

- ‌الجَمْعُ:

- ‌الفرقُ

- ‌التَّقْسِيم:

- ‌الجمعُ مع التَّفريقِ:

- ‌الجمعُ مع التَّقسيم:

- ‌التَّقسيمُ مع الجمع:

- ‌الجمعُ مع التَّفريق والتَّقسيم

- ‌الإيهامُ:

- ‌التَّوجيه:

- ‌الاعتراض

- ‌التَّجاهُل

- ‌الاستتباع

- ‌التَّجنيسُ:

- ‌القلبُ:

- ‌السَّجْعُ

- ‌التَّرصِيعُ

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌الأصل الثاني: في المجاز

‌الأَصلُ الثاني: في المجاز

.

وقدَّمه السَّكاكيُّ على الكناية، لِمَا ذكرنا (1): أنَّه بالنِّسْبةِ إِليها بمنْزلةِ المفردِ من المركب.

وعلى الاستعارةِ؛ لتقدُّمِ الجِنْسِ على النَّوع طبعًا.

ويتضمّن التَّعرُّضَ للحقيقةِ، لأن النَّظر في الدَّلالةِ العقليَّةِ موقوفٌ على الدّلالة الوَضْعيّة، والكلامُ في ذلك مُفْتَقرٌ إلى بيان وجهِ دلالاتِ الكلم على مفهوماتِها، أَهي بحسبِ ذواتِ الكلمِ والألفاظِ -كما قال عَبَّادُ (2) بن سُلَيمان الضَّمري-، أَوْ بحسب تخصيص مُخَصِّصٍ خارج عن تلك الألفاظِ يُخَصِّصها بتلك المعاني التِي تدلُّ عليها ويضعها له (3).

لكنَّ دلالةَ الأَلفاظ على المعاني بيِّنٌ أنها بالوضع والتَّخصيصِ، لأن الأَوَّل -وهو دلالة اللَّفظِ بالذاتِ على مسمَّى دون مُسمَّى مع استواءِ نسبتِه إليهما- ترجيحٌ بلا مُرَجِّحٍ.

(1) ينظر ص (629) قسم التحقيق.

(2)

هو عبَّاد بن سليمان الضّمري المعتزلي؛ قال عنه ابن المرتضى (طبقات المعتزلة: 77): "وله كتب معروفة، وبلغ مبلغًا عظيمًا، وكان من أصحاب هاشم الفوطي، وله كتاب يسمّى الأبواب". ذكره الأشعري وأورد بعض مقالاته: (1/ 237، 239، 250، 252) وكذا عبد القاهر البغداديّ في كتابه الفَرق بين الفِرق: (161).

(3)

في الأَصْل: "ويضعها لذلك". والصَّواب من أ، ب.

ص: 674

وقولُ عبّادٍ: إن ذاتَ اللّفظ مُخصِّصةٌ لنفسها بالمعنى، موجبةٌ لفهمه منها؛ لأنَّه لا بدّ أن يكون (1) بين اللّفظِ والمعنى من مُنَاسبةٍ ذاتيّةٍ وإلَّا لَزِمَ التَّخصيص بلا مُخَصّصِ (2): محمولٌ على ما يَدَّعيه الاشتقافيون (3) منْ رعايةِ الواضع (4) مناسبةً ما، كما يقولون: إن للحروفِ [في أنفْسها](5) خواصّ بها تَختلفُ؛ كالجهر والهمسِ، والشِّدَّةِ والرَّخاوة و (الفصم)(6) بالفاء؛ الذي هو حرفٌ رخْوٌ؛ لكسرِ الشَّيءِ من غير أن يُبين، و (القصم) بالقاف؛ الذي هو حرفٌ شديدٌ؛ لكسرِ الشّيءِ حتَّى يُبين. [وأَن](7) للتَّركيبات، -أيضًا- خَواصّ كاختصاصِ حركةِ (8) عين

(1) قوله: "أن يكون" ساقط من أ، ب. ولا اختلاف في المعنى.

(2)

ينظر قول سليمان في شرح مختصر ابن الحاجب لشمس الدّين الأصبهانيّ: (1/ 276) وحاشية العلامة سعد الدّين التفتازانيّ على شرح القاضي العضد: (1/ 192).

(3)

هكذا -أيضًا- في ف. والكلمة ساقطة من أ. والاشتقاقيّون. نسبة إلى علم "الاشتقاق" الذي يتحقق بـ "نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتهما معنًى وتركيبًا، ومغايرتهما في الصيغة" التّعريفات للجرجانيّ: (43).

(4)

هكذا -أيضًا- في ف. وفي ب: "الموضع" وهو خطأ ظاهرٌ.

(5)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبت من أ، ب.

(6)

في الأَصْل: "وكالفصم"؛ بالعطف بالواو. ولا وجه له. والصَّواب من: أ، ب.

(7)

ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأَصْل. ومثبتٌ من أ، ب.

(8)

كلمة "حركة" ساقطة من أ.

ص: 675

مثلِ الفعلان بحركةِ مُسمَّاهُ؛ نحو: الحيوان، والنَّزوان (1)، ولأَجل رعايتها خُصِّص كلٌّ: بما يناسبها؛ لا على ما هو الظاهرُ منه (2). وإِلَّا (3) لامْتَنع نقله إلى المجاز، لأَن ما بالذاتِ لا يزول بالغير، ولامْتَنع [اشتراكُ](4) اللفظِ بين متنافيين (5)؛ لأن الشَّيءَ الواحدَ لا يقتضي أمرين بينهما تنافٍ.

ثم الحقُّ؛ أي: بعد تحقُّقِ كونِ المخُصِّصِ غيرَ أَنْفسِ الكلمِ وذواتِ الألفاظ؛ الحق:

إِما التَّوقيف؛ وذلك بأَنْ يضعها الله عز وجل (6)، ويُوقفَ عباده عليها بالوحي- مثل أ.

أَوْ الإلهام (7)؛ وذلك بأن يُلْهمَ عبادَه بالتَّخْصِيص؛ حتَّى يضَعُوها ويَصْطَلحوا عليها.

(1) النَّزوان: ضرب الفحل. ينظر: اللِّسان (نزو): (15/ 319).

(2)

أي: من قول عبّاد.

(3)

أي: لو حمل قول عبّاد على ظاهره؛ وهو أَن ذات اللفظ دالّة بنفسها على المعنى.

(4)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبتٌ من أ، ب.

(5)

كـ"الجون"؛ للأبيض والأسود. و"القرء"؛ للطهر والحيض.

(6)

"عز وجل" غيرُ موجودٍ في أ، ب.

(7)

هكذا -أيضًا- في ف. وفي ب: "والإلهام" بالعطف بالواو، وهو خطأٌ ظاهرٌ.

ص: 676

والأَوَّل مذهبُ الأَشْعريَّة (1).

والثاني: مذهبُ البهشميَّهّ (2).

(1) الأشْعريَة: فرقة كلاميَّة إسلاميّة تنتسب إلى أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعريّ، وقد اتخذت البراهين والأدلّة العقليّة وسيلة في محاجّة خصومها لإثبات حقائق الدِّين والعقيدة الإسلاميّة. زاد انتشار مذهبها في العهد السُّلجوقيّ.

أمَّا أبرز شخصيَّاتها فهم: أبو الحسن الأشعريّ، والقاضي أبو بكر الباقلّاني، وأبو إسحاق الشيرازي، وأبو حامد الغزاليّ، وإمام الحرمين أبو العالي، وأبو العزّ الرازي.

ولهذه الفِرقة -مع ما وقعت فيه من البدع والباطل- جهدٌ مشكورٌ ومواقف محمودة في الدِّفاع عن السُّنَّة في وجه الباطنيّة والرافضة والفلاسفة.

ينظر: الملل والنِّحل للشهرستانيّ: (1/ 94)، ودرء التّعارض لابن تيمية:(8/ 275)، الموسوعة الميسّرة في الأديان والمذاهب والأحزاب العاصرة للدّكتور: مانع الجهنِيّ: (1/ 87 - 98).

(2)

في أ: "الهشمية" وهو تحريفٌ بالنّقص.

والبهشميّة: فرقة من المعتزلة تتّبع أبي هاشم عبد السلام، ومن كنيته اشتق اسمها على طريق النّحت، وهو ابن أبي على محمد بن عبد الوهّاب الجبائي (ت 321 هـ). ويقال لهذه الفِرقة -أيضًا-: "الذّمّيّة، لقولهم باستحقاق الذَّمِّ والعقاب لا على من فعل. وقد شاركوا المعتزلة في أكثر ضلالاتها وانفردوا بمسائل لم يسبقوا إليها. ينظر: الملل والنِّحل للشهرسانِي: (1/ 78 - 79)، الفَرق بين الفِرق لعبد القاهر البغدادي:(184 - 185).

وينظر الخلاف في الواضع بين الأشعريّة والبهشمية وغيرهم في الأحكام في أصول الأحكام: (1/ 73 - 78)، ومنتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل:(28)، وشرح العضد على المختصر (ضمن عدّة شروح):(1/ 192).

ص: 677

ولفظُ المختصرِ وإن كان مُشْعرًا بمخالفةِ (1) السَّكاكيّ، لكن من جهة المعنى لا مُخَالفة، قال السَّكاكيُّ (2):"والحقُّ بعدُ: إِمَّا التَّوقيفُ والإلهام، قولًا بأنّ المخصّصَ هو اللهُ - تعالى، وإمَّا الوضعُ والاصطلاحُ؛ قولًا بإسنادِ التَّخْصيصِ إلى العُقلاءِ".

ومرجعهما؛ أي: المذهبين: الوضعُ (3)، والتَّخْصِيصُ من الخَارج من ذَوات [اللفْظِ](4). وهو، أَيْ: الوضعُ، تعيينُ لفظة بإزاءِ معنى بنفسها، ويُحْتَرز بـ (نفسها) عن المجازِ إذا عَيَّنته بإزاءِ ما أردته بقرينةٍ؛ فإن ذلك التَّعيين لا يُسمّى وضعًا. وقد يُطلبُ بها، باللفظة معناهَا الموضوع لها، كما أريد بالإِنْسان الحيوان النَّاطق، وبالعَشرةِ مجموع آحادها، وهي الحقيقة. أَوْ يُطلب (5) معنى معناها كما أريدَ بالإنسانِ معنى لازم [لمعناه](6)، كمعنى الحيوانِ اللازمِ له، أَوْ معنى الخمسة اللازم لمعنى العشرة، وهو المجاز وأنت تعلمُ أن دلالة معنى على معنى (7)[ليس](8) من الممتنعاتِ.

(1) هكذا في الأَصْل. وفي أ، ب:"لمخالفة".

(2)

المفتاح: (357).

(3)

لأَن التوقيف يعني تعليم الوضع من الله، والاصطلاح يعني اتّفاق العباد على الوضع. فالمآل واحد.

(4)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبتٌ من: أ، ب.

(5)

كلمة "يطلب" ساقطة من ب.

(6)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبت من أ، ب.

(7)

قوله: "على معنى" ساقط من ب. وهو من انتقال النّظر.

(8)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبتٌ من أ، ب.

ص: 678

وقد يُقْصَد للمعنى معنىً، كما أريدَ بطولِ النَّجاد طُول القامةِ، وهو الكنايةُ.

والفرقُ بين المجازِ المعبَّر عنه بقوله: (يُطْلَبُ بها معنى معناها) وبين الكناية المُعبَّرِ عنها بقوله: (يُقْصَد (1) للمعنى [معنى]) (2): أنَّ المطلوبَ في الأَوَّل معنى معناها لا معناها، أي: مع عدم كون المعنى الأَوَّل مَقْصودًا، وفي الثاني يُقْصدُ معنى المعنى لا مع عدم كونِ (3) المعنى الأَوَّل مَقصُودًا، كما أن العبارةَ مُشعرةٌ بالفرقِ.

وأقربُ الحدودِ على كثرتها، للحقيقةِ والمجاز حدودٌ كثيرةٌ -كما ذكرَ ثلاثة منها في المفتاح- (4)، لكنَّ أقربها إلى الحقِّ ما ذكره المصنّف؛ مخترعًا له (5):

(1) كلمة "يُقْصد" ساقطة من ب.

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبتٌ من أ، ب. وتقدّم إيرادها ضمن كلام الإيجيّ.

(3)

في الأَصْل: "مع كون". والصَّواب من أ، ب. لأن قوله:"مع كون" يحتم أنْ يكون المعنى الأَوَّل مقصودًا؛ وليس الأمر كذلك، وإنّما المقصود عدم وجود مانع يمنع من المعنى الأَوَّل.

(4)

ينظر: ص (358 - 361).

(5)

لا شك أن في عدول المصنِّف رحمه الله عن تعريفاتِ السَّكاكيِّ الثلاثة؛ مع التزامه غالبًا بعبارته؛ واختراعه تعريفًا جديدًا - ما يدلُّ على عمق فهم المصنِّف لدقائق المسائل البلاغيّة واستيعابه لها؛ فالانتقادات المتَّجه إلى تعريفات السَّكاكي دقيقة ومختلفة، منها ما يتَّجه إلى الزيادة، ومنها ما يتَّجه إلى النُّقصان. وهذا بخلاف تعريف المصنّف فهو جامع مانع تلقّاه من جاء بعدَه بالقبول فلم يحيدوا عنه، وإن =

ص: 679

أن الحقيقة: لفظٌ أُفيد به معناه (1) في اصطلاح التَّخاطبِ؛ أَيّ اصطلاحٍ كان؛ لُغة، أَوْ شرعًا، أَوْ عُرفًا عامًّا، أَوْ خاصًّا، وهو ما يُسَمَّى اصْطلاحًا. بمجرَّدِ وضع أَوَّل؛ أي: بلا مَعُونة قرينةٍ وعلاقةٍ واحتياجٍ إلى وضع آخر، فخرج عنه: المجاز، والاستعارةُ، والمنقولُ.

والمجازُ بخلافِ الحقيقةِ فهو: لفط أفيد به في اصطلاح التَّخاطبِ لا بمجرّدِ وضع أوَّل؛ وذلك ظاهر.

والحدَّانِ قريبان ممّا قال ابنُ الحاجبِ في مختصره (2): الحقيقة هو: "اللّفظُ المستعملُ في وَضْح أوّل"؛ إذ المراد: "بحسبِ وضع أوّل"، كما بيّنه في شرحه له (3). والمجاز هو (4):(اللفظُ المستعملُ في غير وضع أوّل على وجهٍ يَصِحُّ).

ولا حاجة؛ أي: في التَّعريف (5) إلى ذكر العلاقةِ؛ وهي اتِّصال ما للمعنى المستعمَل فيه بالمعنى الموضوع له؛ كالسَّببية، والمجاورة، والجُزْئيّةِ، وغيرها؛ ممّا ذُكِر في الأصول (6). والقرينةِ؛ وهي: ما تدل على المراد

= اختلفت صيغ بعضهم.

(1)

هكذا ضمن كلام الشّارح في الأَصْل، وفي أ، ب ضمن كلام المصنِّف، وليست في ف.

(2)

مختصر منتهى السّؤل والأمل (ضمن شرح الإيجي له برفقة عدّة شروح): (1/ 138).

(3)

شرح مختصر منتهى السؤل والأمل للإيجي (ضمن عدّة شروح): (1/ 138).

(4)

مختصر منتهى السؤل والأمل (ضمن شرح الإيجي؛ برفقه عدّة شروح): (1/ 138).

(5)

أي: تعريف المجاز.

(6)

ينظر على سبيل المثال: الإحكام في أصول الأحكام: (1/ 28)، العدّة في أصول الفقه: =

ص: 680

وعلى امتناع إِرادة معناها الحَقِيقيّ؛ إذْ لا إفادة (1) فيه (2)؛ في المجازِ دونهما؛ أي العلاقة والقرينة (3).

وكلاهما؛ أَيْ: الحقيقةُ والمجازُ، لُغويٌّ؛ كـ (الصَّلاة) في الدُّعاءِ (4). والأَركانِ المَخْصُوصة (5)؛ إذا استعملها اللُّغويُّ. وشرعيّ؛ كـ (الصَّلاة) في الأَركانِ المَخْصوصة (6)، والدُّعاء (7)؛ إذا استعملها المتشرِّع. وعُرفي؛ كـ (الدَّابة) في ذوات الحوافِر (8)، والفرسِ خاصَّة (9)؛ إذا استعملها أَهْلُ العُرفِ العامِّ. واصطلاحيٌّ؛ كلَفْظِ (المجازِ) فيما هو مُصْطلحٌ عليه عِنْد

= (1/ 172)، روضة النّاظر وجنّة المناظر:(2/ 554)، منتهى السؤل والأمل:(24).

(1)

في الأَصْل: "لا فائدة" والمثبت من أ، ب، ف.

(2)

"فيه" هكذا وردت -أيضًا- في أ، ف. وسقطت من ب.

(3)

في قول المصنّف: "ولا حاجة

دونهما" ردّ على من زاد في تعريف المجاز قيدًا آخر غير ما ذكر، كـ (العلاقة)؛ في قول بعضهم و (على وجه يصحّ) في قول بعضهم الآخر. وكذا (القرينة) في زعم من قال: لولاها لم يفهم المعنى المجازي وتبادر المعنى الحقيقي إلى الذّهن. فكلُّ تلك الزِّيادات لا حاجة إليها؛ لأَن قوله في أَول تعريف المجاز: "أفيد" يغني عنها؛ فاللَّفظ بدون العلاقة والقرينة لا يفيد المعنى المجازيّ.

(4)

فهي حقيقة لغويّةٌ.

(5)

فهي مجازٌ لغوي.

(6)

فهي حقيقة شرعيّة.

(7)

فهي مجازٌ شرعي.

(8)

في ب: "الحافر". وهي للحقيقة العرفية.

(9)

فهي للمجازِ العرفيِّ.

ص: 681

عُلَماءِ البيانِ (1)، والمَعْبَر (2)؛ إذا اسْتعمله البَيانيُّ؛ بحسبِ الناقل إلى ذلك المعنى من المعنى الأَوَّل؛ فإنْ كان [الناقل](3) أهلَ اللغةِ فمجازٌ لغويٌّ، وإنْ [كان](4) شَرْعًا فَشرعيٌّ، وإن [كان](5) عُرفًا فعُرفيٌّ، وإِنْ [كان](6) اصطلاحًا فاصطلاحيٌّ.

وكذا في الحقيقة، لكن بحسبِ الواضع. ولظهوره لم يتعرّض له.

قال في المفتاح (7): "الحقيقةُ تنقسمُ عند العلماءِ إلى: لغويَّةٍ، وشرعيَّةٍ، وعُرفيَّة". والانتهاءُ عن التَّثليث، والقصدُ إلى التَّربيع خيرٌ، لأن إطلاقَ العُرْفيِّ على العامِّي: عرفيّ عامِّيّ، وكُلَّما يُرادُ الخاصيُّ يقالُ: اصطلاحيّ.

قيل (8): والمرادُ به قولُ السَّكاكيِّ: تَدُلُّ (9) الحقيقةُ التي ليست بكناية (10) بنفسها، وقوله:(بنفسها) مُتَعلِّقةٌ بقوله: (تدلّ)، أي:

(1) فهو للحقيقة الاصطلاحيَّة.

(2)

فهو للمجاز الاصطلاحي.

(3)

ما بين المعقوفين غيرُ موجودٍ في الأَصْل. ومثبت من أ، ب. وبه يتَّضحُ المعنى.

(4)

ما بين المعقوفين غيرُ موجودٍ في الأَصْل. ومثبتٌ من أ، ب. وبه يتَّضحُ المعنى.

(5)

ما بين المعقوفين غيرُ موجودٍ في الأَصْل. ومثبتٌ من أ، ب. وبه يتَّضحُ المعنى.

(6)

ما بين المعقوفين غيرُ موجودٍ في الأَصْل. ومثبتٌ من أ، ب، وبه يتَّضحُ المعنى.

(7)

ص: (359).

(8)

في الأَصْل: "وقيل" بالعطف بالواو. والمثبت من: أ، ب، ف.

(9)

في الأَصْل زيادة: "على" ولا يستدعيها المقامُ. وليست في ف.

(10)

وقيد السَّكاكيّ الحقيقة بالَّتي "ليست بكناية"؛ لأَنَّه يرى أَن الكناية من الحقيقة =

ص: 682

يُسْتغني في الدّلالةِ على المراد منها بنفسها عن الغير؛ أي: القرينة، لتعيُّنها له بجهة الوضع، والمجازُ، أي: يدلّ المجازُ بقرينةٍ، لعدمِ استغنائه عن الغير في الدّلالةِ على ما يراد منه. وأَمّا المشتركُ فهو موضوع (1) لأحدهما (2)؛ جوابٌ لقائل (3) يقول: المشتركُ حقيقةٌ ليست بكنايةٍ، ومع ذلك لا يَدُل بنفسه، [بَلْ هُوَ مُحْتاجٌ إِلَى القَرينة في دلالته على ما هو مَعْناه] (4) وتوجيهه: أنَّه موضوعٌ [لأحدهما](5) غير مَعيَّن، كـ (القُرء) -مثلًا- فإنّه لا يتجاوز الطهر والحَيْضَ، غير مجموعِ بينهُما، وفي ذلك لا يحتاج إلى القرينةِ، بل يدلّ بنفسه. وفيه (6) حزازةٌ، أي: ما يُدَغْدُغُ في القلْب، ويحكّ في الصّدرِ -[-بالحاء المهملة-](7)، وهي أنه لو كان موضوعًا لأحدهما غير مُعيّن- لكان استعماله في مُعيّن منهما مجازًا؛ وذلك باطل؛ هكذا سمعتُ من الأستاذ.

= وأَنها تشترك مع المفرد في كونهما حقيقتين، ويفترقان في التَّصريح وعدم التَّصريح؛ ولذا قيَّد الحقيقةَ بناءً على ذلك بنوع منها؛ وهي الّتي ليست بكناية.

(1)

هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ، ب:"فموضوع".

(2)

قوله: "وأمّا المشترك

لأحدهما" من تمام قول السَّكاكيّ المتقدّم. ينظر: الفتاح (360).

(3)

في ب زيادة: "أن".

(4)

ما بين المعقوفين غيرُ موجودٍ في الأصْل، أ. ومثبتٌ من ب؛ وبه يتضح المعنى.

(5)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبتٌ من أ، ب.

(6)

أي: في قوله: "فهو موضوع لإحداهما".

(7)

ما بين المعقوفين غيرُ موجودٍ في الأَصْل، ب. ومثبتٌ من أ.

ص: 683

ولأجل هذه الحَزازةِ قال: (قيل).

فإن قُلت: استعمالُه في مُعيَّن منهما مجازٌ (1) يحتاجُ إلى القرينةِ، ولا يعنِي بكونه مجازًا [إلّا ذلك. قُلْتُ: ليس كل ما احتاج إليها مجازًا، بل المحتاجُ إلى قرينةٍ تكونُ صارفة] (2) عن الظّاهر، أي: المعنى الحقيقيّ، وهذه القرينة ليست صارفةً بل معيّنةٌ للمُراد.

وحاصلُ (3) الفرقِ بين القرينتين: أن قرينةَ المجازِ قرينةٌ للدّلالةِ، وقرينةُ المُشْترك قرينةٌ لتعيين الدّلالة؛ لأن له دلالةً إجماليّةً، وبالقرينة يتبيّن المرادُ.

وها هنا تنبيهٌ: وهو أَن حاله بحسب الوضع: أَنَّه موضوعٌ لهذا مُعيّنًا، ولذلك (4) مُعيّنًا.

وبحسبِ الاسْتعمال: أنّه مختلفٌ فيه أيجوزُ استعماله في مَعْنييه أَمْ لا؟.

وبحْسب الفهمِ: أن المتبادرَ إلى الذهن مفهومُ أحدِهما غير مُتعيِّن (5)؛ كما تَصوّرَه السَّكاكيُّ في الوضع -أَيْضًا (6).

واللفظان، أي: لفظ (الحقيقةِ) ولفظ (المجاز)، في مَعْنَييهما (7)

(1) قوله: "منهما مجاز" غيرُ موجودٍ في أ.

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبت من أ، ب.

(3)

في أ: "حاصل" بدون العطف.

(4)

في أ، ب:"ولذاك".

(5)

في أ، ب:"معين".

(6)

في أزيادة: "والمفهومان معًا عند السَّامع".

(7)

هكذا -أيضًا- في ب، ف. وفي أ:"معناهما".

ص: 684

المذْكورين مجازان لُغويَّان لمكان التَّناسُب، إذ الحقيقةُ فعيلة من الحقِّ، بمعنى الفاعل، من حقَّ الشَّيءُ (1) يَحِقُّ، إذا وجبَ وثبتَ، أي: الثابتِ لثباتها في مَوْضعها الأَصلي، والموضوع له الأَوَّلي. أَوْ بمعنى المفعولِ من حقِّقتُ [الشّيء](2) أُحِقّه، إذا أثبتّه، أي: المثبتِ، لكونها مُثبتةً في موضعها الأَصلي؛ غير منقولةٍ عنه إلى غيره.

ولَمَّا كانَ الفعيلُ الذي بمعنى المفعول مستويًا فيه المُذكرُ والمؤنّثُ؛ مُسْتغنيًا عن التَّاءِ- قال: والتَّاءُ لتقديرها، أي: لفظة الحقيقة. و (التَّاءُ لتقديرها) مُبتدأ وخبرٌ، قَبْل، أي: قبل التَّسْمِية، وإطلاقها على المَعنى الاصطلاحيِّ غير مُجْراةٍ على موصوفٍ، أي: غير مذكُور مَوْصُوفها، وهو:(الكَلِمة)، لأن الفعيلَ المفعُوليّ لا يستوي فيه المُذكّرُ والمؤنّثُ، إِلَّا إذا كان موصوفُه مذكورًا معه، نحو:(رجلٌ قتيلٌ، وامرأةٌ قتيلٌ). أمَّا إذا كان غير مذكورٍ فلا يستوي؛ بل يُذكّرُ للمُذكرِ، ويؤنّثُ للمؤنّثِ؛ نحو:(مررتُ بقتيلِ بني فُلان، وقتيلة بني فلانٍ)، وإذًا (3) هذا على تقديرِ كَوْنها بمعنى المفعولِ؛ فكأنه (4) قال: والتَّاءُ على هذا الوجهِ الأخيرِ المتّصلِ بحث التّاء به (5)؛ لأن على الوجه الأَوَّل لا حاجة إلى هذا التَّوجيه للزومُ كونها

(1) كلمة "الشيء" ساقطة من ب.

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبت من أ، ب.

(3)

في الأصْل: "وإذ" والصَّواب من أ، ب.

(4)

في أ؛ ب: "وكأنَّه".

(5)

"به" سقطت من: أ.

ص: 685

مؤنّثة مُطْلقًا؛ لعدمِ استوائهما فيه، وإن كان لفظُ (1) المفتاح مُشْعرًا بكونه علّة للوجهين (2).

وقال الأصوليّون: التَّاء لنقلِ اللّفظِ من الوصفيّة إلى الاسميّة (3).

والمجازُ مَفْعَلٌ من الجوازِ؛ أي: العُبُور (4)؛ لأنّه [أي: اللفظ المجازيّ](5) عَبَر عن معناه إلى غيره؛ فالمناسبةُ (6) مرعيّةٌ.

ولفظه (7) مُشعرٌ بأنَّهما مجازان بمرتبة.

(1) في الأَصْل زيادة: "كلام". ولم أثبتها لتَمام السِّياق بدونها، ولعدم وجود فائدة في ذكرها.

(2)

أي: حالة كونها بمعنى الفاعل؛ لأنّه يُذكر ويُؤنَّث سواء كان جاريًا على الموصوف كقولك: "رجل ظريف، وامرأة ظريفة"، أَوْ لا؛ كقولك:"رأيت ظريفًا، ومررتُ بظريفة". وحالة كونها لمعنى المفعول؛ لأَنَّه إذا أم يكن جاريًا على الوصوت فإنَّه يُذكر ويُؤنَّث؛ كما سبق أن بيَّنه الشَّارحُ.

أمّا لفظ السَّكاكيِّ لمشعر بذلك فهو قوله (المفتاح: 360): "وأمّا التَّاء فهو عندي للتَّأنيث في الوجهين، لتقديرِ لفظ الحقيقة قبل التَّسمية صفة مؤنث غير مجراة على الموصوف. وهو الكلمة".

(3)

ومثاله قولهم: "مسألة غلوط" بغير تاء في الوصفيَّة؛ فإذا أُريد نقلها إلى الاسميَّة قيل: "مسألة غلوطة". وينظر قول الأصوليّين في: إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول للشّوكانيّ: (1/ 62).

(4)

هكذا -أيضًا- أُورد قولُه: "أي: العبور" في ف. وفي أورد ضمن كلام الشَّارح.

(5)

ما بين المعقوفين ساقط من الأصْل. ومثبت من أ، ب.

(6)

في ب: "والمناسبة".

(7)

أي: لفظ المصنف.

ص: 686

لكن ذكر أهلُ الأصولِ: أن الحقيقةَ مجازٌ بثلاث مراتب؛ لأنّهم قالوا: الحقيقةُ بمعنى: الثابت، أَوْ المثبت، ثم نُقلَ إلى العَقْدِ المطابق، ثُمَّ إلى القولِ المطابق، ثمَّ إلى المعنى الاصطلاحيِّ.

والمجازُ مجاز (1) بمرتبتين؛ لأَنَّه مَفْعَلٌ من الجواز؛ بمعنى المصدرِ، أَوْ المكان، ثم نُقِل (2) إلى الفاعل؛ أي: الجَائِز، ثُمَّ نُقل إلى المَعْنى الاصطلاحيِّ.

واعلم: لَمَّا بَيَّن المناسبة بين اللفظين (3) ومَعْنييهما، وكان محل أن تَلتبس المناسبة بالوصفِ؛ أَراد أن يبيّنَ أن المناسبةَ غيرُ الوصفِ؛ أي: الاسم الموضوع للشَّيءِ لمناسبة؛ كالأحمر [إذا سُمِّي به إنسانٌ لحمرته غير الاسم الّذي هو الوصفْ كالأحمر](4) الذي يُوصف به ذو الحُمرةِ.

فالمناسبةُ تصحّحُ الوَضْع؛ أي: اعتبار المعنى في التَّسميةِ لتَصْحيح الوضع، وتَرْجيح ذَلك الاسْم على غيره (5) حال الوضع.

والوَصْفُ يصحِّحُ الإِطْلاقَ؛ أَيْ: اعتبار المَعْنى في (6) الوصفِ لصحّة إطلاقه عليه.

وَلهذا يُشترطُ بقاءُ المعنى في الوَصف دون التَّسمية؛ فإذا (7) زالتِ

(1) كلمة: "مجاز" ساقطة من ب.

(2)

كلمة: "نقل"، ساقطة من ب.

(3)

أي: لفظي الحقيقة والمجاز.

(4)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ويبدو أنه من انتقال النظر. ومثبتٌ من أ، ب.

(5)

في أ: "غير".

(6)

قوله: "التّسمية

المعنى في "ساقط من ب. وهو من انتقال النّظر.

(7)

في أ، ب:"وإذا".

ص: 687

الحُمْرة زال وصْفُه بها، ولَمْ تزل تَسْمِيتُه (1) بـ"أَحمر". والغرضُ أَنَّ اعْتبار المعنيين المَذْكورين في اللفْظَين ليس لصحَّة تسمِيتهما بِهما، وإطلاقِهما عليهما؛ بل لترجيح تَسْميتهما (2)[على تسميتهما](3) بغيرِهما (4) من الأَسماء.

فاعتبر ما قُلنا بالقارُورةِ؛ فإنَّها لمناسبة اسْتقرارِ الشَّيء فيها وضعت لتلك الزُّجاجةِ المخصُوصة (5)، ورُجِّح ذلك الاسمُ إطلاقًا عليها لأَجْلها؛ ولهذا لم يُزل عنها اسمُها لو لم يكن شيءٌ فيها مُسْتقرًّا، ولم يصِحّ إطلاقُها على الدَّنِّ (6) -مثلًا، وإِن استقرَّ فيه الشَّيءُ؛ بخلافِ ما لو كانت وصْفًا.

وبالجنِّ؛ فإنّه لاسْتِتاره واجتنانه عن النَّظرِ وُضع لذلك النَّوع؛ ولهذا لم يُزل عنه ذلك الاسمُ، على تقديرِ عدم الاجتنانِ، ولم يصحّ إطلاقُه على الملَك؛ وإن كان مُجْتنًّا عن النَّظرِ (7).

(1) في ب: "التسمية".

(2)

قوله: "وإطلاقهما

تسميتهما" غيرُ موجودٍ في أ.

(3)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ويبدو أنه من انتقال النظر. ومثبت من أ، ب.

(4)

في أ: "لغيرهما".

(5)

كلمة: "المخصوصة" ساقطة من أ.

(6)

الدَّن: إناءُ خزفٍ مستطيل مُقيَّر؛ له عُسْعُسٌ لا يقعد إلّا أن يُحفر له. ينظر: اللِّسان (دنن): (13/ 159)، والقاموس المحيط (دنن):(1545).

(7)

عبارة: "وضع

النّظر" ساقطة من ب، ويبدو أنها من انتقال النّظر.

ص: 688

ونحوهما؛ كالْمُرعَّثِ (1)، وتأبَّطَ شَرًّا (2)، والدَّبَران (3)، والعيُّوق (4).

ولقد عبّرَ الأستاذُ عن المسألةِ، بعبارةٍ في غاية الحسنِ (5)؛ في شرحه

(1) لقب أطلق على الشَّاعر الضَّرير بشار بن برد للبسه في الصّغر رعاثًا (جمع رعثة)، وهي: الحلق. ينظر: سير أعلام النّبلاء: (7/ 24).

فصحّ إطلاقه عليه في جميع أحواله. ولم يصحّ إطلاقه على غيره ممّن اتَّخذ رعثة مثله.

(2)

لقب أطلق على أبي زهير؛ ثابت بن جابر الفهمي شاعر جاهلي؛ لأنه أخذ سيفًا أَوْ سكينًا تحت أبطه وخرج. فقيل: تأبَّط شرًّا وخرج. (ينظر سبب التسمية وترجمة الشّاعر في: الأعلام: 2/ 97).

فصحّ إطلاقه عليه في جميع أحواله، ولم يصحّ إطلاقه على كل من تأبط سيفا مثله.

(3)

الدَّبَران: اسم لنجمٍ يدبر الثُّريّا، سمّي دبرانًا لأنه يتبع الثُّريّا. (اللِّسان:(دبر): (4/ 271).

فصحّ إطلاقه عليه في جميع أحواله. ولم يصحّ إطلاقه على كلِّ شيء وقع خلف شئ آخر.

(4)

العَيُّوقُ: اسم لكوكب أحمر مضئ بحيال الثُّريا في ناحية الشّمال، ويطلع قبل الجوزاء. سُمّي بذلك لأنَّه يعوق الدّبران عن لقاء الثّريّا. اللِّسان (عوق):(10/ 280).

فصحّ إطلاقه عليه. ولم يصحّ إطلاقه على كلّ شيء عاق عن شيء مثله.

قال سيبويه موضحًا هذا المعنى بعد إيراده كلمتي: الدّبران، والعيوق (الكتاب: 2/ 102): "فإن قال قائل: أيقال لكلِّ شيء صار خلف شيءٍ دَبَران، ولكلِّ شيء عاق عن شيء عيُّوق

فإنك قائل له: لا

".

(5)

هكذا في الأَصْل. وفي أ، ب.

ص: 689

لمختصرِ (1) ابن الحاجبِ (2)؛ وهي: أن وُجود المعنى [في](3) محلِّ التّسميةِ قد يُعْتبر من حيثُ إنَّه مُصَحِّحٌ للتَّسميةِ مُرجِّحٌ لها من بين الأسماء؛ من غير دخُوله في التَّسميةِ. والمراد: ذاتٌ مخصوصةٌ فيها المعنى؛ لا من حيث هو فيه؛ بل باعتبار خصوصها؛ وهذا لا يطردُ، وقد يعتبر من حيثُ إنّه داخلٌ في التَّسمية؛ والمرادُ: ذاتٌ ما باعتبار نسبة له إليها؛ وهذا يطرد في كلِّ ذاتٍ كذلك.

وحاصلُه: الفرْقُ بين تسمية الغيرِ لوجوده فيه، أَوْ بوجوده فيه (4).

لا تَزِلَّ (5)، فإنَّه مزلةٌ للأقدام، مضلَّةٌ للأفهام، فإن (6) كثيرًا إذا سمعوا قولَ القائل: وُضِع هذا الاسمُ لهذا المعنى بهذه المُناسبةِ، ظنَّ أنَّه قال: إن هذا الاسمَ (7) صفةٌ.

(1) في أ، ب:"مختصر".

(2)

في أ، ب زيادة:"رحمه الله".

(3)

ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأَصْل. ومثبت من أ، ب.

(4)

ينظر: شرح العضد على مختصر ابن الحاجب (ضمن عدّة حواشي على شرح العضد): (1/ 175).

(5)

"لا تزلّ" جواب الأمر المتقدّم، وهو قوله:"فاعتبر".

(6)

في أ: "وان".

(7)

في أزيادة: "لهذا المعنى بهذه المناسبة إلى" والمعنى تام بدونها. ويبدو أَنها تكرار من انتقال النَّظر. وفي ب سقطت جملة: "لهذا المعنى

الاسم" وهي نقص من انتقال النَّظر -أيضًا-.

ص: 690