الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
فيها تنبيهاتٌ ثلاثةٌ (1):
الأَول: في القَرينة.
الثاني: في الحسنِ.
الثالث: في الأَنْواع.
الأَوَّل: لا بُد للاستعارة من قرينةٍ دالّة عليها؛ وقد تكونُ القرينةُ أمرًا واحدًا؛ نحو: (رأيت أسدًا يرمي، أو يتكلَّم، أو في الحمَّام)؛ فإن كل واحد منها يصلُح قَرِينة لها.
أو [قد](2) تكون القرينةُ أكثر من أمرٍ واحد؛ نحو (3):
وَصَاعِقَةٍ مِنْ نصْلِهِ أي: نصل سيفِ الممدوح، يَنْكفِي؛ أي: يرجع وينقلب بها؛ أي: بتلك الصَّاعقة.
(1) كلمة "ثلاثة" وردت ضمن كلام المصنّف في أ. وليست في ف.
(2)
ما بين المعقوفين غير موجود في الأَصْل. ومثبت من أ، ب؛ وهو اللائم لما قبلَه.
(3)
البيتُ من الطويل، وقائله: البحتريّ. قاله ضمن قصيدة يمدح بها أبا سعيد الثّغريّ.
والبيت في ديوان الشّاعر: (2/ 356) برواية: "في كفّه" مكان: "من نصله"، و:"تنكفي" مكان: "ينكفي". و"هذه الرّواية -أيضًا- مع إيراد: "الأعداء" مكان: "الأقران" في المثل السّائر: (2/ 104)، وكذا الأَشْباه والنَّظائر: (1/ 31) بإيراد: "الأبطال" مكان: "الأقران" أيضًا.
واستشهد بالبيت في دلائل الإعجاز: (299)، نهاية الإيجاز:(184)، المفتاح:(375)، والمصباح:(131)، والإيضاح:(5/ 61)، والتّبيان:(380).
وهو في المعاهد: (2/ 131).
..........
…
على (1) أرؤُس الأَقْرَانِ (2) خَمْسُ سَحَائِبِ.
فإِنَّه لَمّا أَراد استعارة (السَّحائب) لأَنامل يمين الممدوح الخمس، تفريعًا على ما جرت به العادةُ من تشبيه الجوادِ بالبحر الفَيَّاضِ -تارةً، وبالسَّحاب الهاطلِ (3) - أخرى، - ذكر أن هناك صاعقةً، ثم قال:(من نصله)، فتبيّنَ أنّ تلك الصَّاعقةَ من نصل سيفِه؛ ثم قال:(على أرؤس الأقران)؛ ثم قال: (خمس)(4)، فذكر العدد الذي هو عدد جميع أناملِ اليد؛ فجعل ذلك -كله- قرينةً لِمَا أراد من استعارة (السَّحائب) للأنامل.
الثاني: أنه تَحْسُن الاستعارةُ برعاية جهاتِ حسنِ التَّشبيه؛ من كون الوجه شاملًا للطرفين، وكونه بعيدَ الغوْر، لا يُدرك أوّل الوهلةِ، وكونه خاصّيًّا، غيرَ مُبتذلٍ يَعْرفه العوام، وخصوصًا الاستعارة التَّحقيقيّة وما بالكناية.
ولفظة (خصوصًا) تُشعر بأن غيرهما كالتَّخييليّة -أيضًا- حُسنها برعايةِ جهاتِ حُسن التَّشبيه.
(1) في الأَصْل: "في" وهو خطأ ظاهر؛ يدل عليه السِّياق فيما بعد. والصَّواب من: أ، ب، ف، مصادر البيت.
(2)
الأقران: جمع قِرْن. وهو النَّظير المكافئُ. ينظر: اللِّسان (قرن): (13/ 337).
(3)
في أ، ب:"الهطّال".
(4)
في ب زيادة: "سحائب" والسِّياق تام بدونها.
لكن قال في المفتاح بعد قوله (1): "الاستعارة لها شروط [في الحُسن؛ إن صادفتها حسُنت، وإِلا عريت عن الحُسن وربّما اكتسبت قُبحًا] (2): وتلك الشُّروط (3) رعايةُ جهاتِ حسن التَّشْبيه التي سبق ذِكْرها في الأَصْل الأَوَّل بين المستعار له والمستعار منه في الاستعارة بالتَّصريح التَّحقيقيَّة والاستعارة بالكناية"[وأن لا تُشِمّها؛ عطف على قوله: (برعاية) أي: تحسُن الاستعارة برعايةِ جهاتِه، وبعدم إشْمام الاستعارة](4) رائحة التّشبيه بأن لا يُذْكر في اللفظ شيء يدلّ على التَّشبيه.
ولذلك، أي: ولعدم ما يدلّ على التَّشبيه لفظًا وجبت القرينةُ، وإلّا فلُغز.
أَلْغَزَ في كلامه، أي: عمَّى مرادَه، وهو: مفردُ الأَلْغَاز، كرُطَبٍ وأَرْطاب (5)؛ كما لو قيل:(جاءَ أسدٌ) والمراد: رجل أبخر، لعدم ما يدلُّ على التَّشبيه في البخر.
قال في المفتاح (6): "وأن لا تشمّها في كلامك من جانب اللّفظِ رائحة من التَّشبيه، ولذلك يوصى في الاسْتعارة بالتَّصريح أن يكون
(1) ص: (387).
(2)
ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبت من أ، مصدر القول.
(3)
عبارة: "في الحسن
…
الشّروط" ساقطة من ب. ولعلّه من انتقال النّظر.
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبت من أ.
(5)
ينظر: الصّحاح "لغز": (2/ 758).
(6)
ص: (388).
الشَّبه (1) بين المستعار له والمستعار منه جليًّا بنفسه، أو معروفًا سائرًا بين الأَقوام، وإِلا خرجت الاستعارةُ عن كونها استعارة؛ ودخلت في بابِ التَّعمية والإلغاز".
وبينهما مخالفةٌ من حيث إنه [؛أي: الأستاذ](2) أوجب بدل وجوبِ كونِ الشَّبه (3) جليًّا: القرينة (4)؛ ولهذا لم يخصّص الاستعارةَ بالتَّصريحيّة؛ كما خصّصها السَّكاكيُّ بها.
ويُحتملُ أن يقال: كونُ الشَّبه (5) جليًّا أيضًا نوعٌ من القرينةِ؛ كما عُلم ميلُ المصنّف إليه عند الإفادة. وحينئذٍ يكونُ المراد بقوله: (وجبت (6) القرينة) وجوبَ القرينةِ في الاستعارةِ المحمولةِ على المصرّحةِ عند الإطلاقِ.
والتَّخييليّةُ في الحُسن تبعٌ لما بالكناية؛ أي: للاستعارة بالكنايةِ؛ فإن كانت (7) المتبوعةُ حسنة فالتَّابعة بحسبها -أيضًا- حسنة (8) وإلا فلا.
(1) هكذا -أيضًا- في مصدر القول. وفي أ: "التّشبيه".
(2)
ما بين المعقوفين غير موجود في الأَصْل، ب. ومثبت من أ. وبه يزداد الكلام وضوحًا.
(3)
في أ: "التّشبيه".
(4)
في الأَصْل: "بالقرينة" ولا وجه للباء. والصواب من أ، ب.
(5)
في أ: "التّشبيه".
(6)
في الأَصْل: "أوجبت" ولا وجه للهمزة. والصواب من: أ، ب، قول المصنّف المتقدّم.
(7)
في أ، ب:"كان".
(8)
في الأَصْل: "حسنها"، والمثبت من أ، ب.
وهي؛ أي: التّخييليّة مع المشاكلة أحسنُ لانضمام حسن المشاكلة إليها.
والمشاكلةُ -على ما هو المَشْهور-: ازدواجُ لفظين (1). وقيل (2): "أن يُذكرَ الشَّيءُ بلفظِ غيره لوقوعه في صُحبته "؛ نحو:
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (3)؛ فإنّه يلزمُ من ازدواج الففظ في (يبايعونك ويبايعون الله) أن يكون هو -سبحانه- مُبايَعًا؛ وإذْ لا بُدَّ للمُبايَع من يدٍ؛ فيُتخيَّلُ له سبحانه وتعالى استعارة بالكناية بإدخالِ الله -سبحانه- في جنسِ المبايعين [ادّعاءً](4)، وإثبات ما هو من خواصِّهم؛ وهو اليدُ له.
واستلزامُها للتَّخييليّة وتضمُّنها للمشاكلة ظاهرٌ (5).
(1) ظاهر أن مُراد الشَّارح بـ (ازدواج لفظين) المعني اللّغويّ؛ إذ لم يشتهر عن الدارسين القُدماء والمعاصرين للشَّارح تعريف اصطلاحي بهذا العموم.
(2)
المفتاح: (424). وينظر: الصباح: (196)، والإيضاح:(6/ 26)، والتّبيان:(468)، ومعجم البلاغة العربية:(316).
(3)
سورة الفتح؛ من الآية: 10.
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبت من أ، ب.
(5)
انطلق المصنِّف والشَّارح -رحمهما الله- في تفسيرهما للآية الكريمة المتقدّمة؛ لبيان معني المشاكلة، مع معتقدهما الأشعريّ في إثبات أسماء الله وصفاته؛ حيث يثبت الأَشاعرة سبعَ صفاتٍ لله، ويؤوّلون ما عدا ذلك فرارًا من التّشبيه؛ كتأويلهم اليد بالقدرة في الآية الكريمة. زاعمين أنّ هذا هو اللّائق بجلاله وكماله.
والحقّ: أنهم فروا من التَّشبيه ووقعوا في التَّعطيل. وكان الواجب عليهم: "الإيمان =
{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ الله} (1) وهذا في بعض النُّسخ؛ ولكن ما قرأتهما على المصنّف، ولعلّها حاشية لمثالِ المشاكلة؛ لعدم الاستعارةِ فيها -اللهمَّ إلّا بتكلّفٍ شديدٍ- فألحقت بالمتن.
بل قلّما تُستحسنُ الاستعارةُ التَّخييليّة دونها؛ في دون المكنيَّة؛ أي: دون أن تكون تابعةً لها كما يقال: (فلان بين أنيابِ المنيّة الشَّبيهة بالسَّبع)؛ إذا لا مَكْنيّة فيها.
وعند ذي الإيضاح أن الاستعارةَ التَّخييليّة لا تكونُ إلّا تابعةً للمَكْنيّة.
ولذلك؛ أي: ولعدم (2) استحسانها دونها استُهْجِن قولُ أبي تمّام (3):
= بما وصف به نفسَه في كتابه، ووصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطل، ومن غير تكييف ولا تمثيل؛ بل يؤمنون بأن الله سبحانه {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَهُوَ السمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى؛ من الآية:11] فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرّفون الكلام عن مواضعه". العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية (مع شرح فضيلة د. صالح الفوزان: 13، 15).
ثم إن دعوى التشبيه لا ترد أصلًا "فلا يقال في صفاته: إِنها مثل صفاتها .. كما لا يقال إِن ذات الله مثل أوْ شبه ذواتنا" شرح العقيدة الواسطية د. صالح الفوزان: (14). وهذا الحقُّ يتجه على المصنّف والشارح -رحمهما الله- في جميع آيات الصفات التي صرفت عن ظاهرها. والتَّوفيق له من الله سبحانه.
(1)
سورة آل عمران؛ من الآية: 54.
(2)
في ب: "لعدم" بدون العطف.
(3)
تقدمت ترجمته ص (754) قسم التحقيق.
والبيتُ من الكامل، وهو ثاني أبيات قصيدة للشَّاعر يمدح بها يحيى بن ثابت. ديوان الشاعر =
لَا تَسْقِنِي مَاءَ المَلامِ فإنني صَبٌّ
…
قَدِ اسْتَعَذَبتُ مَاءَ بُكائِي
لكونِها استعارةً تخييليّةً غيرَ تابعةِ للاستعارةِ بالكناية؛ لاستحالة أن تكون الاستعارةُ في (اللام)، و (الماءُ) قرينة، إذ (الملام) لا يُشْبه شيئًا له ماء حتَّى يُتوهّم للملام مثل الماء؛ كما تُوهّم الأنياب للمنيَّة، ويُطلقُ عليه لفظُ (الماء) ويُضافُ إلى (اللام)؛ لتكون استعارةً بالكناية؛ فتعيَّن أن تكونَ استعارةُ في (الماء)، و (اللام) قرينة؛ فتكون استعارةً مصرّحة (1) بها تخييليّة.
يُروى أن بعض أَهل (2) المحلَةِ (3) أرسل إلى أبي تَمَّامٍ قارورةً؛ وقال: ابعث لي في هذه شيئًا من ماءِ الملام!، فأرسل إليه أبو تمّام؛ وقال: إذا بعثت إليَّ ريشةً من (جناح الذّل)(4) بعثتُ إليك شيئًا من ماءِ اللام! (5).
= بشرح التَّبريزيّ: (1/ 22)، وديوانه بشرح الصُّوليّ:(1/ 178)، وسرّ الفصاحة:(140).
وأورده صاحب البديع في البديع في نقد الشّعر: (42)، والمثل السّائر:(2/ 152).
واستُشهد به في نهاية الإيجاز: (254)، والمفتاح:(388)، والمصباح:(142)، والإيضاح:(5/ 143)، والتّبيان:(252).
(1)
في أ: "مصرّحًا".
(2)
كلمة: "أهل" ساقطة من ب.
(3)
المحلَة: المناكرة، وما حل فلانٌ فلانًا مماحلة: قاواه حتَّى يتبيّن أيهما أشدّ. ينظر: اللِّسان (محل): (11/ 619). ورواية المثل السّائر: "المجانة" وحملها على الأوّل أوْلَى.
(4)
إشارة إلى قوله تعالى في محكم التَّنْزيل: {وَاخْفِضْ لَهُمَا حَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [سورة الإسراء؛ من الآية: 24].
(5)
تنظر هذه الرِّواية في المثل السّائر: (1/ 153). وقال عنها ابن الأثير: "وهي رواية ضعيفة". =
"والفرْقُ بين التَّشبيهين ظاهرٌ؛ لأنَّه ليس جعل الجناح (1) للذُّلِّ (2) كجعل الماءِ للملامِ؛ فإن الجناحَ للذُّلِّ مناسبٌ، وذلك أن الطائرَ إذا وهنَ أو تعب (3) بسط (4) جناحه وخفضه، وأَلْقى نفسَه على الأرضِ، وللإنسانِ -أيضًا- جناحٌ، فإن يديه جناحاه، وإذا خضع واستكان طأطأ من رأسه وخفض من يديه (5)؛ فحسُن عند ذلك جعلُ الجناح للذُّلِّ، وصارَ شبيهًا (6) مُنَاسبًا.
وأمّا الماءُ للملام فليس كذلك في مناسبة التَّشبيه" (7).
ولو قيل: بأن الاستعارة التَّخييليّةَ في البيت تابعةٌ للاستعارةِ بالكناية
= وإذا سلّمنا بضعف هذه الرواية على حدّ قول ابن الأثير؛ فإننا نجد أنها تحمل في مضمونها دفاعًا عن بيت الشّاعر؛ هذا البيت الذي أدار النقّاد والبلاغيّون حوله جدالًا كثيرًا ما بين مستهجن له ومدافع عنه. ينظر -على سبيل المثال-: الموازنة: (244)، وسرّ الفصاحة:(142)، والمثل السائر:(2/ 153).
(1)
في الأَصْل، ب:"جناح" والصَّواب من: أ، مصدر القول.
(2)
قوله: "فإنّ جناح للذلّ" تكرر في: ب.
(3)
في أ، ب:"بعث" وهو تصحيف.
(4)
كلمة: "بسط" ساقطة من ب.
(5)
في الأَصْل: "يده" والصواب من: ب، مصدر القول وهو المناسب للسياق.
وجملة "وإذا خضع
…
من يده" ساقطة من أ.
(6)
في الأَصْل، ب:"شبيهًا"، والمثبت من: أ، مصدر القول.
(7)
المثل السّائر: (2/ 153)، مفتاح المفتاح:(1023).
بأن يُشَبَّه الملام بظرفِ (1) الشَّراب؛ لاشتماله على ما يكرهُه الشّاربُ لمرارته، ثم استعار الملام له بالكناية، ثم يُخْترع فيه شيءٌ شبيهٌ بالماء فيُستعار في اسم الماء- لكان موجّهًا (2).
الثّالثُ: أنّ (3) الاستعارةَ فرعُ التَّشبيه؛ فأنواعُها (4) كأنواعِه خمسةٌ:
الأَوَّل: استعارةُ حسِّيٍّ لحسِّيٍّ [بوجه حسّيّ](5)؛ نحو قوله -تعالى-: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} (6) فالمستعار (7) منه هو النّارُ، والمستعارُ له هو الشّيبُ، والوجهُ هو الانْبساطُ. فالطرفان حِسِّيَّان، والوجهُ -أيضًا- حسِّيٌّ، وهو استعارةٌ بالكناية؛ لأنه ذكر المشبّهَ وترك المشبَّه به مع ذكرِ لازمٍ من لوازمِ المشبّه به؛ وهو الاشتعالُ.
الثاني: استعارةُ حسِّيٍّ لحسّيٍّ بوجهٍ عقلي؛ نحو قوله -تعالى-:
(1) هكذا -أيضًا- في مصدر القول. وفي أ: "الظرف".
(2)
هذا القيل الذي استوجهه الشَّارح رحمه الله رأي للخطيب القزويني أورده جوابًا على بعض الاعتراضات التي تصوّرها عندما تعرّض لهذه القضيّة. ينظر: الإيضاح: (5/ 143).
(3)
هكذا وردت "أنّ" -أيضًا- في ف. ولم ترد في: ب.
(4)
في الأَصْل: "فأنواعه" وهو تحريف بالنقص. والصَّواب من: أ، ب، ف.
(5)
ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأَصْل. ومثبت من أ، ب، ف.
(6)
سورة مريم؛ من الآية: 4.
(7)
في الأَصْل: "فإنّ المستعار منه" ولا مُسوّغ للتّأكيد. والمثبت من أ، ب، زهو الملائم لمقابله؛ في القسم الثاني بعده.
{إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} (1)؛ فالمستعارُ له الرّيحُ، والمستعارُ منه المرأة (2)؛ وهما حِسّيّان، والوجه المنعُ من ظهورِ النَّتيجة والأثر (3)؛ وهو عقليٌّ؛ وهو -أيضًا- استعارةٌ بالكنايةِ.
قال في الإيضاح (4):
"وفيه نظرٌ؛ لأن العقيمَ صفةٌ للمرأة لا اسم، ولذلك جُعل صفة للرِّيح لا اسمًا"(5).
والحقّ: أن المستعار منه: ما في المرأة من الصِّفة التي تمنع من الحمل، والمستعار له: ما في الرِّيح من الصِّفة التي تمنع من إنشاء مطرٍ وإلقاح شجر".
وهو مندفعٌ بالعنايةِ؛ لأن المرادَ من قوله: المستعارَ منه المرأةُ (6) التي عبّرَ عنها بـ (العقيم)؛ ذكرها السَّكاكيُّ بلفظ ما صدّق عليه، والمعترضُ
(1) سورة الذّاريات؛ من الآية: 41.
(2)
في المفتاح: (381): "والمستعار منه المرء". وقال الشّيرازيّ معلّقًا على هذا في مفتاح المفتاح: (1025): "وفي بعض النّسخ (المرأة)، والأوّل هو الرّواية [أي: المرء]. وأمّا أن العقيم لا يطلق على المرء فليس بشيء؛ لأَنَّه يطلق عليه سواء أخذ بمعنى الإنسان، أَوْ الرّجل وهو الأصحّ. قال في الصّحاح [عقم: 4/ 1612]: يقال: رجل عقيم إذا لم يولد له".
(3)
كلمة: "والأثر" ساقطة من ب.
(4)
(5/ 79 - 80).
(5)
ويترتّب على هذا: أنّ المستعار منه عقليّ لا حسِّيّ.
(6)
كلمة: "المرأة" تكررت في ب. ولا وجه للتّكرار.
بالوصف العُنوانيّ.
الثّالثُ: استعارةُ معقولٍ لمعقولٍ (1)، نحو قوله -تعالى-:{مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} (2) فالرّقادُ مستعارٌ للموتِ، وهما أمران معقولان؛ والوجهُ: عدمُ ظهور الأفعالِ، وهو عقليٌّ. والاستعارةُ تصريحيّة؛ لكونِ المشبّهِ به مذكورًا.
الرَّابعُ: استعارةُ محسوسٍ لمعقولٍ؛ نحو قوله -تعالى-: {مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ} (3) أصلُ المساسِ في الأجسام، فاستُعير لمقاساة الشِّدّة، وكونِ المستعار منه حسيًّا، والمستعار له عقليًّا (4)، وكونها تصريحيَّةٌ ظاهر. والوجه: اللّحوق؛ وهو عقليٌّ.
الخامسُ: استعارةُ مَعْقولٍ لمحسوسٍ؛ نحو قوله -تعالى-: {لَمَّا طَغَى الْمَاءُ} (5) المستعار منه التَّكبّر؛ وهو عقليّ، [والمستعارُ له كثرةُ الماء؛ وهو حسّيٌّ. والوجهُ الاسْتعلاء المفرط؛ وهو عَقْليّ](6) وهي (7) -أيضًا- تصريحيّة. وإنّما لم يذكر الوجه، ولا كيفيّته في الثلاثة الأخيرة لتعيّن كونه
(1) هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ: "بمعقول".
(2)
سورة يس؛ من الآية: 52.
(3)
سورة البقرة؛ من الآية: 214.
(4)
في الأصْل: "عقلًا". والصَّواب من: أ، ب.
(5)
سورة الحاقة؛ من الآية: 11.
(6)
ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل، وظاهرة من انتقال النّظر. ومثبت من أ، ب.
(7)
في الأصْل: "وهو". والصَّواب من: أ، ب.