الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإيهامُ:
أن تَذْكرَ لفظًا له استعمالان قريبٌ وبعيدٌ فتريدُ أبعدهما مع توهُّم إرادةِ القَريب؛ نحو:
حَمَلْناهُم طرًّا عَلَى الدّهم بَعْدَما
…
خَلَعْنا عَليهم بالطِّعَانِ مَلابسَا (1)
أراد بالحملِ على الدُّهم: تقييدَهم؛ باعتبارِ كونِ الدُّهمِ جمع: أَدهم: القَيْد، الَّذي هو معناه البعيد؛ لا أدهم الفرس الذي هو القريب؛ ولكن أوْهم أنّ المرادَ إركابُهم الخيل الدُّهم.
والإيهامُ يُسمَّى بالتَّورية -أَيضًا-.
التَّوجيه:
أن تذكر ذا وجهين؛ أي: كلامًا محتملًا لوجهين مختلفين كقوله (2):
خاطَ لِي عَمْرو قبَاء
…
لَيْتَ عَيْنَيهِ لسَوَاء
قلتُ شعرًا ليس يُدرى
…
أَمَديح أمْ هجاء
للأعورِ الخيّاط.
الاعتراض
، ويُسمَّى الحشْو: أنْ يتخلَّل الكلامَ كلامٌ آخر؛ أي:
(1) في الأَصْل: "ملابمًا" والصَّواب من: أ، ب، مصدر البيت.
والبيت من الطَّويل، ولم أقف له على قائل. وهو في المفتاح:(427)، والمصباح:(261)، والإيضاح:(6/ 40).
(2)
البيتان من الرّمل. وهما لبشَّار بن برد. ديوانه: (4/ 9).
واستُشهد بهما في مفتاح المفتاح: (1174) وبأوّلهما في نهاية الإيجاز: (293)، الإيضاح:(6/ 81)، وبعجز الأَوَّل في: المفتاح: (427).
والبيتان في المعاهد: (3/ 138) برفقة قصّة طريفة.
بحيث يتمّ بدُونه المعنى؛ نحو: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ} (1)، فإن قوله:{وَلَنْ تَفْعَلُوا} اعتراضٌ، ولفظه بَلْ لفظ المفتاح أَيضًا وهو قوله (2):"وهو: أن تُدرج في الكَلام ما يتمُّ المعنى بدونه" يُشعر أنَّ ما وقع آخر الكلام لا يكون اعتراضًا لكنَّ القوم صرَّحوا بأَنَّه اعتراض، والأمر [فيه](3) راجعٌ إلى الاصْطِلاح.
وتَعْريفُ المفتاح أعمُّ لعمومِه الكَلِمة والكَلام.
وهو على ثلاثةِ أضرُبٍ:
مذمومٍ؛ وهو ما لا يُفيد شيئًا كقوله (4):
[وَمَا](5) يَشْفِي صُداعَ الرَّ
…
أسِ مثلَ الصَّارمِ العَضْبِ (6)
فإنَّ لفظَ الرَّأسِ حشو لا حاجة إليه.
ومتوسّطٍ؛ وهو ما يُفيدُ تأكيدًا كقوله (7):
(1) سورة البقرة؛ من الآية: 24.
(2)
ص: (428).
(3)
ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبت من أ، ب.
(4)
البيت من الهزج. وقائله: عليّ بن جبلة. والبيتُ في شعره تحقيق: حسين عطون: (39). واستُشهد به في نهاية الإيجاز: (287)، ومفتاح المفتاح:(1178).
(5)
ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل، وبقيّة النّسخ. ومثبت من مصدر البيت.
(6)
قوله: "مثل الصّارم العضب" ساقط من أ. والعضب: القاطع. اللّسان (عضب): (1/ 609).
(7)
البيت من الطّويل. وقائله امرؤ القيس. ديوانه: (392) ضمن زيادات ابن النّحّاس. =
أَلَا هَل أَتاها -والحوادثُ جَمَّةٌ-
…
بِأَنَّ امرأَ القَيْسِ بن (1) تَمْلك (2) بَيْقَرا
يُقَالُ: بَيْقر الرَّجلُ؛ إذا قامَ بالحضرِ وتركَ قَوْمه بالبَاديةِ؛ فقَوْلُه: (والحوادثُ جَمَّةٌ) أفاد تأكيدًا؛ لأَنَّه بيقر وأَنَّه من الحوادث.
ومليح؛ ويُسمَّى حشو اللُّوزينج، وهو ما يُفيدُ المعنى جمالًا؛ إمَّا لإفادته رفعَ الشَّكِّ والإغناء من (3) تقدير السُّؤال أَوْ غَيْرهما كقوله (4):
إنَّ الثَّمانين -وبُلِّغتها-
…
قَدْ أَحْوجت سَمْعِي إِلى ترجمان (5)
= واستُشهد به في مفتاح المفتاح: (1178).
(1)
في الأَصْل: "بأن". والصَّواب من: أ، ب، مصدر البيت.
(2)
تملك: اسم أمِّ الشّاعر.
(3)
في أ: "عن". وفي ب: "والاعتناء على" ولا وجه له.
(4)
البيت من الوافر، وقائله: عوف بن محلِّم الخُزَاعِيّ. قاله ضمن أبيات يمدح بها عبد الله بن طاهر. وهو بهذه النّسبة في طبقات الشّعراء لابن المعتزّ: (187)، والصّناعتين:(60)، والبديع في نقد الشّعر:(130)، والإيجاز والإعجاز للثّعالبيّ:(193)، والعمدة:(2/ 276)، وسر الفصاحة:(147).
واستُشهد به في الإيضاح: (3/ 215)، والتّبيان:(493) منسوبًا إلى عوف الشَّيبانيّ، وكذا أورده العبَّاسيّ في المعاهد:(1/ 369). وهي نسبة لا تصحّ؛ فالشّيبانيّ جاهليّ. أمَّا الخُزاعيّ فإنَّه عاش في العصر العبّاسي. والقصيدة قيلت في مدح ابن طاهر؛ وهو أمير للعبّاسيّين على خراسان.
(5)
التُّرجمان -بضمِّ التّاء وفتحها- هو الَّذي يترجم الكلام؛ أي: ينقله من لغةٍ إلى أخرى.
اللِّسان (ترجم): (12/ 66)، وأراد به هنا من يوصل المعنى المراد إليه بديلًا عن الأذن.