المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع الثالث (*): في جعل إحدى الجملتين حالا - تحقيق الفوائد الغياثية - جـ ٢

[الكرماني، شمس الدين]

فهرس الكتاب

- ‌النوعُ الثَّاني (*): في الإيجاز والإطناب

- ‌ الإيجازُ

- ‌الإطنابُ

- ‌النوعُ الثّالثُ (*): في جعلِ إِحدى الجُملتين حالًا

- ‌القانونُ الثاني (*): في الطّلبِ

- ‌تنبيهٌ:

- ‌ التمنِّي

- ‌الاستفهام

- ‌ الأمرُ

- ‌ النَّهيُ

- ‌ النِّداءُ

- ‌الفصلُ الّثاني: في علمِ البيانِ

- ‌الأصلُ الأَوَّل: في التَّشْبيه

- ‌النَّوعُ الأَوَّل: في طرفيه

- ‌النُّوعُ الثَّاني: في وجهِ التَّشبيه

- ‌النَّوعُ الثالثُ: في غرض التَّشبيه

- ‌النَّوعُ الرَّابعُ: في حالِ التَّشبيهِ

- ‌الأَصلُ الثاني: في المجاز

- ‌ وجوهُ التصرُّفِ في اللّفظِ

- ‌ وجوهُ التَّصرّفِ في المعنى

- ‌الأصلُ الثالثُ: في الاستعارة

- ‌المُقدِّمة:

- ‌التَّقسيماتُ

- ‌تنبيهٌ:

- ‌تَنبيه:

- ‌الخاتمة

- ‌الأَصل الرَّابعُ: في الكناية

- ‌تذنيباتٌ:

- ‌تذييلٌ لِلْعِلْمَيْنِ:

- ‌ المطابَقة

- ‌المقابلةُ:

- ‌المُشاكلةُ:

- ‌مُراعاةُ النَّظير:

- ‌المُزاوجة:

- ‌اللَّفُّ والنَّشْرُ:

- ‌الجَمْعُ:

- ‌الفرقُ

- ‌التَّقْسِيم:

- ‌الجمعُ مع التَّفريقِ:

- ‌الجمعُ مع التَّقسيم:

- ‌التَّقسيمُ مع الجمع:

- ‌الجمعُ مع التَّفريق والتَّقسيم

- ‌الإيهامُ:

- ‌التَّوجيه:

- ‌الاعتراض

- ‌التَّجاهُل

- ‌الاستتباع

- ‌التَّجنيسُ:

- ‌القلبُ:

- ‌السَّجْعُ

- ‌التَّرصِيعُ

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌النوع الثالث (*): في جعل إحدى الجملتين حالا

‌النوعُ الثّالثُ (*): في جعلِ إِحدى الجُملتين حالًا

.

الحالُ (1): إما مُؤكِّدة، نحو (زيدٌ أبوك شفيقًا) أي: أَحقه.

وأحكامُها وحالُها عُلمت من النَّحو، [فلا واو](2) لأنها إنّما هي (3) للرّبطِ، والمُؤكّدةُ لا تحتاجُ إلى الرّبطِ، للّاتحاد (4) بينها وبين ذِي الحالِ، وارتباطها به بحسبِ المعنى؛ لأنها هي المقررّة لمضمونِ الجُملةِ المذكورة (5) وإمّا مُنْتقلةٌ؛ وهي ما يُقابِلُها، وإذا أُطلقَ الحالُ فهي المرادُ.

فالمفردة؛ أي: في الحالِ المنتقلةِ المفردةِ. صفةٌ في المعنى لِذي الحال، وحكمٌ عليه، كالخبر. فلا واو؛ أي: فلا يجوزُ الواوُ، لأنها للرّبطِ وللدّلالة على الحاليَّة. والتَّعلُّقُ المعنويُّ والإعرابُ مغنٍ عنها.

= والبيتُ في ديوان الشّاعر: (1/ 99)، وأمالي المرتضى:(1/ 620).

واستُشهد به في الدلائل: (504) والمفتاح: (287) والمصباح: (79).

(*) من الفنِّ الرابع من القانون الأَوَل.

ويلحظ أن الغرض الأصلي من سوق هذا النوع بيان الجملة الواردة عُقيب جملة أخرى حالًا؛ حيث يؤتى بالواو تارةً وبدونها أخرى. وما سيأتي من ذكر الحالِ مفردةً هنا فإنّما جاء عرَضًا.

(1)

كلمة: "الحال" ساقطة من أ.

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل، ف. ومثبت من: أ، ب.

(3)

في أ، ب:"تذكر" والمعنى واحد.

(4)

كلمة: "للاتحاد" وردت ضمن كلام الشّارح في الأَصل.

(5)

في الأصل: "المؤكدة" والصَّواب من: أ، ب.

ص: 554

والجملةُ (1) أصلُها التَّجدُّدُ حال النّسبةِ الحاصلةِ بين ذي الحال وعامله؛ وذلك لتُشابه الحال المفردةَ التي هي الأصلُ؛ لأن المفردةَ تدلَّ على حصولِ صفةٍ غير ثابتةٍ مُقارنة لما جُعلت قيدًا له. فمُضارعٌ مُثبتٌ؛ أي: فأصلُها (2) مضارعٌ مُثْبتٌ (3)؛ لأنه -أيضًا- (4) يدل على حصولِ صفةٍ غير ثابتةٍ؛ أي: مُتجدِّدة مقارنةٍ لما جُعلت قيدًا له. وهذا مرتبطٌ معنًى؛ لما ذكرَنا. فلا واوَ؛ أي: فلا حاجةَ إلى الرابطةِ اللّفظيَّة التي هي الواوُ؛ نحو: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)} (5). وإلا؛ أي: وإِنْ لم يرتبط معنًى؛ بأن لا يكون مضارعًا مُثْبتًا (6) -مثلًا-. أُتِيَ بها للرّبطِ؛ أي: بالواو؛ لتربطها بذِي الحالِ، وذلك؛ أي: الإتيانُ بها (7) بحسَبِ قُوَّة البُعدِ عن الرّبطِ المعنويِّ؛ فتختلف وُجُوبًا، وجوازًا، ورُجحانًا؛ بحسبِها.

وأبعدُها الاسميَّةُ؛ فإن دلالتها على الثُّبوتِ وحُصولِ الصِّفةِ الثابتة

(1) أي: الحال المنتقلة الجملة.

(2)

في ب: "فذلك".

(3)

لكون المضارع دالًّا على الهيئة لثبوته، وعلى التَّجدّد لفعليّته، وعلى تجدّده حال النسبة لمضارعته.

(4)

قوله: "لأنّه- أيضًا" ساقطٌ من أ.

(5)

سورة يوسف؛ من الآية: 16.

(6)

كأن تكون جملةً اسميّةً، أو فعليّة وفعلها ماضٍ؛ مثبت أوْ منفي أوْ مضارع منفيّ.

(7)

في أ: "بالواو". والمراد واحد.

ص: 555

فقط؛ لا على التَّجدُّدِ، ولا على المقارنةِ؛ فهي أكثرُ مخالفةً للمُفْردة من

غيرها. فالتُزِمتْ الواوُ فيها؛ أي: في الاسميَّة (1)، إلا نادرًا نحو:

(كَلِّمتُه فُوْهُ إلى فِيّ) بأن يكون (فوه) مبتدأً، و (إلى فيّ) خَبَرَه، والجملةُ حالٌ بلا واوٍ نادرًا. ومعناه: كلمته مُشافهًا.

و (رجعَ عَوْدُه على بدئهِ)؛ بالرَّفع على أنهُ مُبتدأ و (على بدئه) خبرُه؛ ليصحَّ مثالا؛ لا بالنَّصب على الظّرف -كما ذكره الجوهريُّ (2) في الصِّحاح (3) -؛ أي: رجع في عوده، ولا على الحالِ؛ كأنه

(1) نحو قوله تعالى: {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} [سورة يوسف: من الآية: 14].

(2)

هو أبو نصر؛ إسماعيل بن حمّاد الجوهريُّ، لغوي من الأئمّة، وخطه يذكر مع خطّ ابن مقلة، أحبَّ الأسفارَ والتَغرُّب، ثم استقرَّ بنيسابور يُدَرِّس ويُصنِّف. من كتبه الْمَشهورة:"الصِّحاح". توفِّي بعد أن حاول الطّيران بجناحين من خشب سنة 393 هـ.

ينظر في ترجمته: يتيمة الدّهر: (4/ 406)، دمية القصر وعصرة أهل العصر؛ لأبي الحسن الباخرزي:(300)، العبر في خبر من عبر؛ للذّهبي:(3/ 55)، سير أعلام النبلاء:(17/ 80 - 82)، مرآة الجنان:(2/ 446).

(3)

ينظر: مادّة: (بدأ): (1/ 19).

ويلحظ أن المثال ضُبط عند محقِّقَي الكتاب بالضَّمِّ؛ هكذا: (رجع عودُه على بَدْئه). وهو خطأٌ ظاهر. يدل عليه ما بعدَه. وهو قول الجوهريّ: "إذا رجع في الطريق الّذي جاء منه" ولا يستقيم سياقه إلا مع النَّصْب؛ كما هو الحال في اللِّسان: (بدأ): (1/ 28). =

ص: 556

قيل: يرجعُ (1) عائدًا، ومعناه: رجع والحالُ أن عودَه في الطّريقِ الذي جاءَ منه (2).

ثم الماضي؛ أي: أبعدُها بعدَ الاسميَّة الماضي. للتجدُّدِ في غيرِ حالِ النِّسبةِ، أي: أنه (3) يدلّ على حُصولِ صفة غير ثابتة، لكنَّه ليس حال النِّسبةِ ومقارنًا لِمَا جُعلت قيدًا له. فالتُزم فِيها [أي](4) في الجملة الماضية (قد) تحقيقًا، نحو:{أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} (5)، أو تقديرًا؛ نحو:{جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} (6)؛ أي: قد حَصِرت. لتُقربه؛ أي: الماضي من الحالِ، حتَّى يصحَّ وقوعُه حالًا، فَتُنَزَّل المُقاربة الحاصلة من لفظِ (قد) منْزلةَ المقارنةِ، أي: مُقَارنتها (7) لما جُعَلتْ قيدًا له.

= ينظر: الصّحاح تحقيق عبد الغفور عطّار: (1/ 35)، والصّحاح تحقيق مكتب التّحقيق بدار إحياء التّراث العربيّ:(1/ 19).

(1)

في أ، ب:"رجع".

(2)

والمثالان المتقدّمان أوردهما سيبويه في الكتاب: (1/ 391 - 392) وتعرّض لهما عبد القاهر الجرجانيّ في الدّلائل: (218) وتحدّث عنهما بمثل حديث الشارح.

(3)

في أ: "لأنه".

(4)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل، أ. ومثبتٌ من ب. وعلى مثلِه درجَ الشّارحُ.

(5)

سورة آل عمران؛ من الآية: 40.

(6)

سورة النساء؛ من الآية: 90.

(7)

أي: الحال.

ص: 557

أوْ تُجعلَ (1) مقاربَةُ الفعلِ (2) هيئةً للفعل الذي جُعلت هي حالًا له؛ وحينئذ (3) يُسْتحبُّ (4) الواو، ويكونُ أَوْلَى وأرجحَ لعدمِ المقارنةِ؛ لكن (5) يجوزُ تركها -أيضًا- نظرًا إلى التَّنْزيل والجَعل (6).

قوله (7): (هيئةً للفعلِ)؛ أي: لمعمولِ الفعلِ الذي هو ذو الحالِ، وإنّما قال:(هيئةً للفعل) ولم يقل: (هيئة (8) لمعموله) تنبيهًا على أن الحال وإن كان بيان هيئة المعمولِ لكنّه باعتبارِ الفعلِ ونسبته إليه؛ فلملاحظةِ ذلك الاعتبار اختار هذه العِبارة، وهو -كما قيل-: الحالُ قيدُ العاملِ، أو تقول: عرّفَ السَّكاكيُّ الحال -في قسم النَّحو بأنَّه (9) -: "بيانُ هيئةِ وقوع الفعل"؛ فهو جارٍ على اصطلاحِه.

(1) في أ: "وتجعل" بالعطف بالواو؛ دون أو.

(2)

في ب: "المفعول"، وهو خطأٌ ظاهر.

(3)

كلمة "حينئذٍ" ساقطة من أ.

(4)

هكذا في ف: "وحينئذ يستحبّ" بإيراد "حينئذ" ضمن كلام الشّارح؛ فاصلة بين حرف العطف "الواو" والفعل الواردين ضمن كلام المصنف. أما في أ؛ فلم يتدخل الشارح بين الحرف والفعل، وجاء العطف بالفاء بدلًا من الواو هكذا:"فيستحبّ".

(5)

في الأَصل: "أي"، والصَّواب من: أ، ب.

(6)

يلحظ أنّ الشارح تابع المصنِّف في ترجيحه إثبات الواو، وهما بذلك يخالفان السَّكاكي الّذي رجّح ترك الواو. ينظر: المفتاح: (275).

(7)

في ب: "هو" بدلًا من "قوله" وهو خطأ ظاهر.

(8)

كلمة: "هيئة" ساقطة من أ.

(9)

المفتاح: (92) بتصرف يسير.

ص: 558

ثم النّفيُ، أي: بعد الجملةِ الماضية أبعدُها المنفيّة؛ ماضيةً كانت أو مضارعة؛ لأن له (1) الدّلالة على المقارنة؛ أما في المضارع [فظاهر](2) وأمّا في الماضي فهو لأن (3) النَّفي مُسْتَمرٌّ غالبًا إلى وقتِ التَّكلّم؛ فيكون مقارنًا قوله، وليس هيئةً للفعلِ إلّا بالعرضِ؛ إشارةٌ إلى أن النَّفي هيئةٌ -أيضًا- لكن بالعرض؛ لأن (جاءني زيدٌ ليسَ راكبًا) في قُوّةِ (جاءني زيدٌ ماشيًا)(4)؛ فيدلُّ على نوع من الحُصولِ والتَّجدُّدِ، فجاز فيه تركُ الواو للمقارنةِ والتَّجدُّد، وجازَ دخولها لأن المقارنةَ بحسبِ الغالبِ لا على سبيلِ القطع، والتَّجدُّد بالعرضِ لا بالذّاتِ، وكأنهما لا يتحقّقان، والتَّركُ أَوْلَى لوُجود الأمرين (5) في الجملةِ (6)؛ كما قال في المفتاح: إنّ ترك الواو أرجح (7). والمصنِّفُ قال: فيجوز من غيرِ تعرّضٍ لرُجحان جانبِ التَّرك؛ لكن بالنَّظر إلى التَّعليلِ يُفْهم رُجحانُه.

فإن قيلَ: الجملةُ الاسميّةُ -أيضًا- تستمرّ (8) غالبًا؛ لأن الشَّيءَ إذا

(1) أي: النَّفي.

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل. ومثبت من أ، ب. ولا بدَّ منه لتمام السياق.

(3)

في أ: "فلأن"؛ بحذف الضمير المتقدّم على (أن) ووصل الفاء بها.

(4)

وذلك لأنّ سلب الهيئة مستلزم لحصول ضدها.

(5)

أي: المقارنة والتَّجدُّد.

(6)

هكذا في الأَصل، ب؛ بناء على أن مراده الجملة المنفيّة مطلقًا. وفي أ:"الجملتين" بناء على أنّ مرادَه الجملة الماضوية والجملة المضارعة.

(7)

ينظر: ص (275).

(8)

في ب: "تسمّى" وهو تحريف.

ص: 559

ثبتَ فأصلُه بقاؤه على ما كان استصحابًا؛ فيدلُّ على المقارنة -أيضًا-.

قلنا: استمرارُ العدمِ لا يفتقرُ إلى سببٍ، بخلافِ استمرارِ الوجود فلا يدلُّ بلا تجدُّد سبب الوجود على بقائه.

وكذا في الظّرف؛ [أي](1): يجوزُ دخولُ (2) الواو في الظّرفِ إذا وقعَ حالًا لجواز الأمرين (3)؛ يُقدّرُ (4) الاسمُ المفردُ؛ فلا تدخل الواو؛ نحو: (رأيته على كَتفه سَيف)؛ أي: حاصلًا (5) على كتفه، ويُقَدّرُ الفعلُ الماضي فيكونُ حكمُه حُكمَه؛ فيدخل الواوُ؛ نحو:(رأيته وعلى كتِفه سيف)؛ أي: وحصلَ على كتفِه سيف (6)، ولم يُقَدَّر بالمضارع؛ لأنه لو قُدِّرَ به لامتَنَعَ مجيئُها بالواو.

نعم بين الظرفِ وبين النَّفي (7) فرق؛ وهو أن في النَّفي (8) التَّركَ أَوْلَى، وفي الظّرفِ لا أولويَّة؛ بل الظَّرفان متساويان.

(1) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل. ومثبت من أ، ب وعلى مثله درج الشّارح.

(2)

كلمة: "دخول" ساقطة من أ.

(3)

هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ، ب:"التقديرين"، والمؤدّى واحد.

(4)

في أ، ب:"تقدير".

(5)

في أ: "حاصل".

(6)

كلمة: "سيف" ساقطة من أ، ب. والأَوْلَى حذفها، مجانسة لحذفها في إيضاح المثال المقابل قبله.

(7)

في أ، ب:"المنفي" والمؤدّى واحد.

(8)

في أ، ب:"المنفي" والمؤدّى واحد.

ص: 560

فعُلم أن الجملةَ بالنِّسبةِ إلى الواو لها الأحكامُ الخمسة: ما يجبُ دخولها فيها كالجُملةِ الاسميّةِ، وما يُستحبُّ كالماضِية، وما يَحرُمُ ويمتنعُ كالمُضَارع المثبَتِ، وما يكره دخولُها ويكونُ تركُها أَولى كالجملة المنفيَّةِ، وما يَسْتوي الأمران فيها كَمَا في الظرفيَّةِ.

ويجبُ دخولُ الواو على الجملةِ الّتي وقعتْ حالًا في النَّكرةِ؛ أي: إذا كانَ ذو الحالِ نكرةً، تمييزًا للحالِ عن الصِّفةِ، ودفعًا لالتباسها بالصِّفة (1)؛ نحو:(جاءني رجلٌ ويَسْعى)؛ هذا في الجملةِ؛ لأنّ الحال المفردة عند تنكيرِ ذي الحالِ واجبُ التَّقديمِ، وإنّما أَتَى بالجملةِ المُضَارعةِ لأنه إذا عُلم وُجوبُ الواو فيما يمتنعُ دخولُها عليه يلزمُ في سائرِ الجملِ بالطّريقِ الأَوْلَى.

(1) جملة: "ودفعًا لالتباسها بالصّفة" تكررت في الأصل. ودُفِعَ الالْتباسُ بإثبات الواو؛ لأن الواوَ لا يتوسطُ بين الصفة والموصوفِ.

ص: 561