الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كقوله (1):
قُلْتُ: ثَقَّلتُ إذ أَتَيْتُ مِرَارًا
…
قال: ثقَّلت كَاهلي بالأَيادي (2)
قُلْتُ: طَوَّلت، قَال: لا؛ بَلْ تَطَوَّلـ
…
ـت (3)[و](4) أَبْرَمتُ، قَال: حَبْلَ ودَادِي
واللَّفظيُّ -أَيْضًا- أَصْنَافٌ (5):
التَّجنيسُ:
وهو تشابهُ الكلمتين في اللّفظ.
فمنه تجنيس تامٌّ وهو أَنْ لا يتفاوتا في اللَّفظِ لا في أَنْواعِ الحروفِ ولا في أَعْدَادِها وهيئاتِها (6)؛ نحو: رَحْبةٌ رَحْبة؛ أي: ساحة واسعة،
= هو البَدْرُ إِلا أَنَّه البحر زَاخِرًا
…
سوى أنَّه الضِّرغام لكنَّه الوبل
(1)
البيتان من الخفيف. واختلف في نسبتها فقيل: لابن حجّاج، وليسا في ديوانه، وقيل: لمحمّد بن إبراهيم الأسديّ. ينظر: المعاهد: (3/ 180).
واستُشهد بهما في الإيضاح: (6/ 87).
(2)
أي: بالنّعم.
(3)
في الأَصْل، وبقيّة النُّسخ زيادة:"قلت" ويأباها الوزن الشِّعريِّ.
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل، وبقيّة النّسخ. ومثبت من مصدر القول.
(5)
هكذا -أيضًا- في ف. وفي ب: "أجناس".
(6)
لم يشر الشّارح رحمه الله إلى التّفاوت بين اللّفظين في ترتيب الحروف -كما هو الحال عند السَّكاكيّ والشّيرازيّ-، وكان الأَوْلَى به أنْ يشير إليه وبخاصّة أن التّفاوت بين اللّفظين في ترتيب الحروف ورد عند الخطيب، والكرمانيّ متأخّر عنه، وقد نقل عنه في مواضع متعدِّدة.
قال -تعالى-: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} (1).
ومنه تجنيس ناقصٌ؛ وقال السَّكاكيُّ: وهو أَنْ يَخْتلفا في هيئةِ الحركةِ والسّكون دون صورةِ اللَّفظِ (2)، يعني: حُروفه المكتوبة لا الملفوظة، نحو: البُرد مع (3) البَرْد، قيل: جُنةُ البرد جُبَّةُ البرد (4).
وفي الإيضاح وغيرهِ (5) اختلفَ في أسماء بعضِ هذه التَّجانِيس كما سُمّى هذا النّوعُ بالتَّجنيس المحرّفِ (6).
والنّاقصُ: ما اختلف أعدادُ الحروفِ فيهما؛ نحو: (جدِّي جَهْدي) و (السّاق والمساق) في قوله -تعالى-: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ} الآية (7).
(1) سورة الروم، من الآية:55.
(2)
ينظر: المفتاح: (429).
(3)
هكذا -أَيضًا- في ف. وفي أ: "تمنع". وعليه لفظ المفتاح، وهو ما رجَّحه الشِّيرازيُّ؛ لأَنَّه مَثَلٌ. مفتاح المفتاح:(1276). ولم أعثر عليه فيما بين يديّ من كتب الأمثال.
(4)
هكذا في الأَصْل. وفي أ، ب:"جُبَّةُ البَرْد جنَّة البرد".
(5)
كالتّبيان.
(6)
ينظر: الإيضاح: (6/ 91 - 97).
(7)
سورة القيامة؛ من الآية: 29. وتمامها: {بِالسَّاقِ} وبعدها؛ وهي ما يتمّ به الشّاهد: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}.
ومنه تجنيسٌ مُذيَّل، وهُو: أن يَخْتَلفا بزيادةِ (1) حرفٍ؛ نحو: (كاسٍ (2) كاسب) (3) ، و (مالي كمالي).
ومنه تجنيسٌ مضارع ومطرّف، وهو: أن يختلف المتجانسان بحرفٍ أَوْ حرفين مع تقاربِ المخرج؛ نحو: (دامس (4) وطامس) (5).
وقيل (6): المضارعُ ما اختلفا بحرفٍ، والمطرّفُ ما اختلفا بحرفين؛ نحو:(ما خصّصتني؛ ولكن خسّستني)؛ كما حمل شارحُ المفتاح لفظه عليه (7). و [منه](8) تجنيسٌ لاحق، وهو أَنْ يختلفا في حرفٍ أَوْ حرفين لا مع التَّقارب؛ نحو:(سعيدٌ بعيدٌ)، و (المكارمُ بالمكارِه)(9).
ومنه مزدوجٌ، ويُسمّى مكرّرًا ومُردّدًا - أَيْضًا، وهو: أَنْ
(1) في ب: "في زيادة".
(2)
اسم فاعل من كسا، يكسو.
(3)
اسم فاعل من الكسب.
(4)
أي: مظلم.
(5)
أي: دارس.
(6)
في أ: "قيل".
(7)
ينظر: مفتاح المفتاح: (1280).
(8)
ما بين المعقوفين غير موجود في الأَصْل. ومثبت من: أ، ب. وهو الملائم لما قبلَه وما بعدَه.
(9)
قوله: "المكارم بالمكاره" ورد في المثَل السّائر: (1/ 268)، وروايته:"لا تنال المكارم إلّا بالمكاره".
يلي أحد المُتَجانسين الآخر؛ نحو قولهم: (من طلب وجدَّ وجدَ)، و (النّبيذُ بغر النَّغم غمٌّ، وبغير الدَّسم سمٌّ).
ومنه تجنيسُ تَصْحيفٍ، وهو: التَّجنيسُ اللَّاحقُ الَّذي اتّفقَ الحرفان المختلفان فيه كَتْبة؛ نحو: (عائب عابث)، ويُسمَّى بتجنيس الخَطِّ- أَيضًا؛ قال عليٌّ رضي الله عنه:(قصِّر ثيابَك فإنَّه أَتْقى وأَنْقى وأَبْقى)، ومنه المثلُ:"المجالسُ أَحْلاها أَخْلاها"(1).
وقال الوَطْواطُ (2): (رُبَّ ربٍّ غنيٍّ غبيٍ، سرته شرته؛ فجاءَه فجأة بَعْد بُعْد عشرتِه عُسرته).
ومنه متشابه، وهو: ما يكونُ أحدُ المُتَجانسين في التَّامِّ مركّبًا، ولم يكن مخالفًا في الخطِّ؛ نحو قول البستيّ (3):
(1) في أ، ب:"أخلاها أحلاها" وهما بمعنى. ولم أَعْثر على المثَل -فيما بين يديَّ- في كتب الأمثال.
(2)
هو أبو بكر، محمّد بن محمَّد بن عبد الجليل البلخليّ الوطواط. أديب، مُتَرسِّل وشاعر يَنْظِمُ بالعربيّة والفارسية. ولد ببلخ. له عدّة موُلّفات منها:"تحفة الصّديق من كلام أبي بكر الصّدّيق"، و"ديوان شعر". وله بالفارسيّة:"حدائق السّحر في دقائق الشّعر". توفّي بخوارزم سنة 573 هـ.
ينظر ترجمته في: معجم الأدباء: (19/ 29 - 30)، وبغية الوعاة:(1/ 226)، وروضات الجنات:(77).
(3)
هو أبو الفتح، عليٌّ بن محمّدٍ بن الحسين البستيّ. شاعر وكاتب؛ استُكْتب في الدَّولة السَّامانيَّة في خراسان. له ديوان شعر مطبوع. توفّي سنة 400 هـ. =
إِذَا مَلِك لَمْ يَكُن ذَا هِبة
…
فَدَعْه فَدَوْلتُه ذَاهِبة.
ومنه مفْرُوق، وهو: ما يكون أحدُ المتجانسين في التّامِّ مُركّبًا، وكان مخالفًا في الخطّ؛ نحو:
كُلُّكُم قَدْ أَخذَ الجَا
…
مَ (1) ولا جَامَ لَنَا
ما الذي ضَرَّ مديرَ الـ
…
ـجَامِ لوْ جَامَلَنا (2).
وفي بعض النّسخ مكان قوله: (مَفْروق) قوله: (مُشوّش)، وهو سهوٌ من النَّاسخ. والبيتُ شاهدٌ عليه لأَنَّه لا يصحُّ مثالًا للمشوّش؛ لأنَّه تجنيسٌ يتجاذبهُ طرفان (3) من الصِّيغة؛ نحو:(بلاغة براعة)؛ فإنّه لو كانتْ عينَا الكَلِمتين مُتَّحدّتين لكان تجنيس تصحيفٍ، أَوْ لامُهما
= ينظر في ترجمته: الأنساب: (2/ 226)، يتيمة الدّهر:(4/ 302 - 307)، وفيات الأعيان:(3/ 329 - 331)، البداية والنّهاية:(11/ 297).
والبيتُ من المتقارب، وهو ضمن شعره في:"أبو الفتح البستيّ حياته وشعره": (228)، يتيمة الدّهر:(4/ 326).
واستُشْهد به في نهاية الإيجاز: (132)، والمفتاح:(430)، والمصباح:(185)، والإيضاح:(6/ 93)، والتّبيان:(566).
(1)
الجام: إِناء من فضة. اللِّسان (جوم): (12/ 112).
(2)
البيتُ من الرمل. وقائله أبو الفتح البستيّ؛ كما نصَّ عليه في الإيضاح: (6/ 93)، ولم أقف عليه في شعره المجموع.
واستُشهد بالبيت -أَيضًا- في المفتاح: (430).
(3)
في الأَصْل: "الطّرفان". والمثبت من: أ، ب.
كانتْ عينَا الكَلِمتين مُتَّحدّتين لكان تجنيس تصحيفٍ، أَوْ لامُهما متّفقتين (1) لكانَ التَّجنيس المضارع، ولَمَّا بقي مُذَبْذَبًا بينهما سُمّس مُشَوَّشًا.
والبيتُ ليس كذلك، ولا عليه إن تركه كما تركَ كثيرًا من أقسامه؛ كالمرفوّ (2)، و (3) هو ما كان المركّبُ منها بعضًا من كلمة أخرى؛ نحو:(فهمتُ كتابكَ يَا سيّدي فهمتُ، ولا عجيب أنْ أهيما)(4) وكغيره ممّا هو مذكورٌ في الكتب المعمولة في الفنِّ (5).
ويُعدُّ منه، من التَّجنيس، ويلحقُ به شَيْئان ما يجمع الكلمتين (6) الاشْتِقاق، وهو: أن يجئَ بلفظين يَجْمَعُهما أصلٌ واحدٌ في اللغة، وما يجمعه المشابهة؛ أي: يشبه (7) الاشتقاق؛ نحو: {قَال إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} (8)، فإنَّ قوله:{الْقَالِينَ} لم يُشْتق مما اشتقَّ منه، قال: لكن
(1) في ب: "أوْ لأنّهما متّفقتان" ولا وجه له.
(2)
في ب: "كالمرفق". وهو تحريف.
(3)
في الأَصْل: "أَوْ". والصواب من: أ، ب.
(4)
هكذا في الأَصْل. وفي أ، ب:"أتيما".
(5)
هذا الكلام اعتراف من الكرمانيّ بأن شيخه الإيجيّ لم يستقصِ كل ما ذكر في هذا الفن، وكنّا ننتظر من الكرمانيّ نفسه أن يكمل ما تركه شيخه، وأن يفيد مِمَّن جاء قبله، وبخاصّة أنَّه متأخّر وسبقته مؤلّفات بلاغيّة أعطت هذه التّقسيمات حقّها؛ كشروح المفتاح، والإيضاح؛ الّتي اعتمد هو عليها.
(6)
في الأَصْل، ب:"الكلمتان". والصَّواب من: أ.
(7)
في أ: "ما يشبه".
(8)
سورة الشّعراء، من الآية:168.
يشابه ذلك. والأَوَّل؛ كقوله -تعالى-: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ القَيِّمِ} (1) فإن (القيِّم) و (أقم) مُشْتقّانِ من أصلٍ واحدٍ وهو القيام، وكذا قوله:{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} (2).
وردّ العجز على الصّدر؛ هذا مردود على قوله: (التَّجنيس)؛ فيكون صنفًا من أَصْناف اللَّفظي.
قال في المفتاح (3): "ومن جهاتِ الحُسْنِ ردُّ العجزِ على الصَّدر"، وذلك يحتملُ أن يكون (4) أَيضًا من أقسام اللّفظي.
مجانسة آخر البيت للفظ فيه؛ في البيت؛ أعمّ من أن يكون في صدره، أَوْ حشوه، أَوْ آخره من المصراع الأَوَّل، أَو (5) الأَوَّلين من الثَّاني؛ نحو:
مُشْتَهرٌ في زُهْدِه وعِلْمه
…
وحِلْمِه وعَهْدِه مُشْتَهرٌ
أينما وقع (مشتهر) الأَوَّل من المواضع الخمسة (6)، وأمثلته نحو:
(1) سورة الرّوم، من الآية:43.
(2)
سورة الواقعة، من الآية:89.
(3)
ص: (430).
(4)
في الأَصْل: "لا يكون"، الأَقرب إلى الصَّواب ما أخذ من أ، ب، وهو الملائم للسِّياق قبله، والمستقيم مع "أَيضًا" بعده.
(5)
في الأَصْل بالعطف بالواو، والصَّواب من أ، ب.
(6)
أي: مواضع الكلمات التَّالية لـ"مشتهر". وقس بقيّة المواضع على هذا الموضع:
في زهده مشتهر وعلمه
…
وحلمه وعهده مشتهر
سُكْرانِ سُكرُ هوًى وسُكْرُ / مُدامةِ
…
أَنَّى يُفيقُ فَتًى به سُكْران؟! (1)
ونحوه:
ولَمْ يَحْفَظْ مُضاعَ المجدِ شَيءٌ
…
مِن الأشياءِ كالمالِ المضاع (2)
ونحو:
ففِعْلُكَ إِنْ سُئِلتَ لَنَا مُطِيعٌ (3)
…
وَقَوْلُكَ: إِنْ سَأَلتَ لنا مُطَاعُ (4).
ونحو:
(1) البيت من الكامل، وقائله ديك الجنّ؛ عبد السّلام بن رغبان، والبيت في ديوانه:(111)، وحسن التّوسّل:(52).
واستُشْهد به في نهاية الإيجاز: (135) والإيضاح: (6/ 103)، ومفتاح المفتاح:(1299).
وهو في المعاهد: (3/ 242). ونسبه محقّقا بغية الإيضاح الشيخ عبد المتعال الصّعيدي (4/ 75)، والدّكتور عبد المنعم خفاجي (6/ 103) إلى الخليع الدّمشقيّ.
(2)
البيت من الوافر. وقائله أبو تَمَّام، قاله ضمن قصيدة يمدح بها مهديّ بن أصرم.
والبيت في ديوانه بشرح التَّبريزيّ: (2/ 340)، وحسن التّوسّل:(53).
واستُشهد به في الإيضاح: (6/ 103)، ومفتاح المفتاح:(1300).
وهو في المعاهد: (3/ 254).
(3)
في ب: "مطاع" وهو بخلاف الرّواية.
(4)
البيت من الوافر. وهو للبحتريّ. قاله ضمن قصيدة يمدح بها إبراهيم بن المدبّر.
والبيت في ديوانه: (2/ 1246)، وحسن التَّوسّل:(53).
واستُشهد به في نهاية الإيجاز: (138)، ومفتاح المفتاح:(1303).