الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة سبأ
سورة سبأ مكية، قال القرطبي: في قول الجميع إلا آية واحدة اختلف فيها، وهي قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
…
} الآية، فقالت فرقة: هي مكية، وقالت فرقة: هي مدنية.
وآيها: أربع وخمسون. وكلماتها: ثمان مئة وثلاث وثلاثون كلمة. وحروفها: ألف وخمس مئة واثنا عشر حرفًا.
الناسغ والمنسوخ فيها: قال أبو عبد الله محمد بن حزم رحمه الله تعالى: سورة سبأ كلها محكمة إلا آية واحدة، وهي قوله تعالى:{قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)} الآية، نسخها الله تعالى بآية السيف، وسميت سورة سبأ؛ لذكر قصة سبأ فيها.
المناسبة: ووجه اتصالها بما قبلها (1):
1 -
أن الصفات التي أجريت على الله في مفتتحها تشاكل الصفات التي نسبت إليه في مختتم السورة السالفة.
2 -
أنه في السورة السابقة ذكر سؤال الكفار عن الساعة استهزاءً، وهنا حكى عنهم إنكارها صريحًا، وطعنهم على من يقول البعث، وقال هنا ما لم يقله هناك.
وقال أبو حيان: وسبب نزولها: أن (2) أبا سفيان قال لكفار مكة - لما سمعوا {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ} -: إن محمدًا يتوعدنا بالعذاب بعد أن نموت، ويخوِّفنا بالبعث، واللاتِ والعزى لا تأتينا الساعة أبدًا، ولا نبعث، فقال الله: قل يا محمد {بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} . قاله مقاتل.
وباقي السورة تهديد لهم وتخويف، ومن ذكر هذا السبب ظهرت المناسبة بين هذه السورة والتي قبلها.
(1) المراغي.
(2)
البحر المحيط.
فضلها: وروي في فضلها (1): أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ سورة سبأ .. لم يبق رسول ولا نبي إلا كان له يوم القيامة رفيقًا ومصافحًا، ولكن لا أصل له صحيح، وسميت سورة سبأ لذكر قصة سبأ فيها.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *
(1) الخازن
الآيات لما قبلها: أن الله (1) سبحانه وتعالى لما بيَّن أنَّ له الحمد في الآخرة على ما أسدى إلى عباده من النعم .. أردف ذلك ببيان أنَّ كثيرًا منهم ينكرها أشد الإنكار، ويستهزء بمن يثبتها ويعتقد أنها ستكون، وقد بلغ من تهكمهم أنهم يستعجلون مجيئها ظنًا منهم أنَّ هذه خيالات، بل أضغاث أحلام. وقد ذكر أنَّ مجيئها ضربة لا زب، لتجزى كل نفس بما تسعى من خير أو شر، ثم أعقب هذا ببيان أنَّ الناس فريقان: مؤمن بآيات ربه، يرى أنها الحق، وأنها تهدي إلى الصراط المستقيم، ومعاند جاحد بها، يسعى في إبطالها، ومآل أمره العذاب الأليم على ما دسَّ به نفسه من قبيح الخلال.
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ
…
} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لمَّا (2) بين أنهم أنكروا الساعة، ورد عليهم ما قالوا، وأكده كل التأكيد، ثم ذكر ما يكون إذ ذاك من جزاء المؤمن بالثواب العظيم على ما عمل من صالح الأعمال، وجزاء الساعي في تكذيب الآيات بالتعذيب في الجحيم على ما دسَّ به نفسه من اجتراح المعاصي، وفاسد المعتقدات .. أردف ذلك بذكر مقال للكافرين ذكروه تهكمًا واستهزاءً، ثم ذكر الدليل على صحة البعث بخلق السموات والأرض، ثم توعدهم على تكذيبهم بأشد الوعيد لعلهم يرجعون عن عنادهم، ويثوبون إلى رشادهم.
قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا
…
} الآيتين، مناسبتهما لما قبلهما: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر أنَّ في خلق السموات والأرض آية لكل من أناب إلى الله تعالى ورجع إليه .. أردف ذلك بذكر بعض من أنابوا إلى ربهم، فأنعم عليهم بما آتاهم من الفضل المبين، ومن جملتهم: داود عليه السلام، فقد جمع الله له النبوة والملك والجنود ذوي العَدد والعُدد، ومنحه الصوت الرخيم، فكان إذا سبح تسبح معه الجبال الراسيات، وتقف له الطيور الراسيات، وعلمه سرد الدروع؛ لتكون عدة للمقاتلين، درءًا للمجاهدين.
قوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ
…
} الآيتين، مناسبتهما لما قبلهما: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر ما منَّ به على داود من النبوة والملك ..
(1) المراغي.
(2)
المراغي.