الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول تعالى: واذكر يا محمد: إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن
أي: قام بجميع ما كلفه الله به من الأوامر والنواهي، كما قال تعالى:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} .
قال: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} يقتدى بك في الخير جزاء على ما فعل، كما قال تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} ، قال:{وَمِن ذُرِّيَّتِي} ، أي: ومن أولادي أيضًا فاجعل منهم أئمة يقتدى بهم.
قال الله تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} أي: لا يصيب عهدي من كان منهم ظالمًَا، ومعنى الآية: لا ينال ما عهدت إليك من النبوة والإِمامة من كان ظالمًا من ولدك، وأنه سيكون في ذريتك ظالمون، كما قال تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} .
قال ابن عباس: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ} ، يقول: لا يقضون منه وطرًا يأتونه، ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه. وقال
قتادة: {مَثَابَةً لِّلنَّاسِ} ، أي: مجمعًا للناس. وقال أبو العالية: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً} ، يقول: وأمنا من العدو أن يحمل فيه السلاح، وقد كانوا في الجاهلية يتخطف الناس من حولهم وهم آمنون.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم فتح مكة: «إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلي خلاه» ، فقال العباس: يا رسول الله إلا الأذخر، فإنه لقينهم وبيوتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إلا الأذخر» .
وقوله تعالى: {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} ، المقام: هو الحجر الذي كان إبراهيم عليه السلام يقوم عليه في بناء الكعبة، وفي الحديث الصحيح عن عمر:(قلت: يا رسول الله! لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} )، وفي حديث جابر:(استلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الركن، فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم فقرأ: « {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} » فجعل المقام بينه وبين البيت، فصلى ركعتين) . وقال قتادة: إنما أمروا أن يصلوا عنده، ولم يؤمروا بمسحه، وروى البيهقي عن عائشة رضي الله عنها: أن المقام كان زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمان أبي بكر ملتصقًا بالبيت، ثم أخره عمر بن الخطاب.
وقوله تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} . قال الحسن: أمرهما الله أن يطهراه من الأذى والنجس، ولا يصيبه من ذلك شيء. وقال مجاهد:
من الأوثان والرفث، وقول الزور والرجس، وقال ابن عباس: إذا كان جالسًا فهو من العاكفين.
وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أبي، أخبرنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، قال: قلنا لعبد الله بن عبيد بن عمير: ما أراني إلا مكلم الأمير أن أمنع الذين ينامون في المسجد الحرام، فإنهم يُجنبون ويحدثون، قال: لا تفعل، فإن ابن عمر سئل عنهم، فقال: هم العاكفون، وقد قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} .
روى البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن إبراهيم حرم مكة ودعوت لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها، في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة» . ولمسلم: «بمثل ما دعا إبراهيم لأهل مكة» .
قال ابن كثير: لا منافاة بين الأحاديث الدالة على أن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، وبين الأحاديث الدالة على أن إبراهيم عليه السلام حرمها؛ لأن إبراهيم بلغ عن الله حكمه فيها وتحريمه إياها.
وقوله تعالى: {وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ، عن أُبيّ بن كعب، قال:{وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ، قال هو قول الله تعالى. وقال ابن عباس: كان إبراهيم يحجرها على المؤمنين دون الناس، فأنزل الله: ومن كفر أيضًا أرزقهم كما أرزق المؤمنين، أأخلق خلقًا لا أرزقهم! ؟ أمتعهم قليلاً ثم اضطرهم إلى عذاب النار وبئس المصير ثم قرأ ابن عباس:{كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً} .
وقوله تعالى: {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ، أي: ثم ألجئه بعد متاعه في الدنيا وبسطنا عليه إلى عذاب النار ، {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ، أي: المرجع يصير إليه كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} .
قوله عز وجل: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ
فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) } .
يقول تعالى: واذكر يا محمد بناء إبراهيم وإسماعيل البيت، وهما يقولان:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} . والقواعد: الأساس.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان، خرج إسماعيل وأم إسماعيل، ومعهم شنة فيها ماء، فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة، فيدر لبنها على صبيها حتى قدم مكة، فوضعها تحت دوحة ثم رجع إبراهيم إلى أهله، فاتبعته أم إسماعيل حتى بلغوا كداء فنادته من ورائه: يا إبراهيم إلى من تتركنا؟ قال: إلى الله: قالت: رضيت بالله، قال: فرجعت، فجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها حتى لما فني الماء قالت: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدًا، فذهبت فصعدت الصفا، فنظرت هل تحس أحدًا، فلم تحس أحدًا، فلما بلغت الوادي سعت حتى أتت المروة، وفعلت ذلك أشواطًا حتى أتمت سبعًا، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل الصبي، فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله، كأنه ينشع الموت، فلم تقرها نفسها، فقالت: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدًا، فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت، فلم تحس أحدًا حتى أتمت سبعًا، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل، فإذا هي بصوت، فقالت: أغثْ إن كان عندك خير، فإذا جبريل عليه السلام قال: فقال بعقبه هكذا، وغمز عقبه على الأرض، قال: فانبثق الماء، فدهشت أم إسماعيل، فجعلت تحفر.
قال: فقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «لو تركته لكان الماء ظاهرًا» ، قال: فجعلت تشرب من الماء ويدر لبنها على صبيها، قال: فمر ناس من
جرهم ببطن الوادي، فإذا هم بطير كأنهم أنكروا ذلك، وقالوا: ما يكون هذا الطير إلا على ماء، فبعثوا رسولهم فنظر فإذا هو بالماء فأتاهم فأخبرهم فأتوا إليها، فقالوا: يا أم إسماعيل أتأذنين لنا أن نكون معك ونسكن معك؟ قالت: نعم، فبلغ ابنها ونكح منهم امرأة.
قال: ثم إنه بدا لإِبراهيم صلى الله عليه وسلم، فقال لأهله: إني مطلع تركتي، قال: فجاء فسلّم، فقال: أين إسماعيل؟ قالت امرأته: ذهب يصيد، قال قولي له إذا جاء غيّر عتبة بابك، فلما أخبرته قال: أنت ذاك، فاذهبي إلى أهلك.
قال: ثم إنه بدا لإِبراهيم، فقال: إني مطلع تركتي، قال: فجاء فقال: أين إسماعيل؟ فقالت امرأته: ذهب يصيد، وقالت: ألا تنزل فتطعم وتشرب، فقال: ما طعامكم وما شرابكم؟ قالت: طعامنا اللحم، وشرابنا الماء، قال: اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم.
قال: فقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «بركة بدعوة إبراهيم» .
قال: ثم إنه بدا لإِبراهيم صلى الله عليه وسلم، فقال لأهله: إني مطلع تركتي، فجاء فوافق إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلاً له، فقال: يا إسماعيل، إن ربك عز وجل أمرني أن أبني له بيتًا، فقال: أطع ربك عز وجل، قال: إنه قد أمرني أن تعينني عليه، فقال: إذَن أفعل، أو كما قال: قال فقام فجعل إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، ويقولان:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، قال: حتى ارتفع البناء، وضعف الشيخ عن نقل الحجارة، فقام على حجر المقام، فجعل يناوله الحجارة ويقولان:
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} . رواه البخاري في أحاديث الأنبياء كذلك، ورواه أيضًا من وجه آخر بسياق أبسط من هذا.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألم تري أن قومك حين بنوا البيت اقتصروا عن قواعد إبراهيم» ؟ فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال: «لولا حدثان قومك بالكفر» . فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم، ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين
يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم عليه السلام. رواه البخاري وغيره.
وفي رواية لمسلم: «لولا قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض، ولجعلت لها بابًا شرقيًا وبابًا غربيًا، وزدت فيها ستة أذرع من الحجر، فإن قريشًا اقتصرتها حيث بنت الكعبة» .
قال ابن إسحاق: وكانت الكعبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر ذراعًا، وكانت تكسي القباطيّ، ثم كسيت بعدُ البرود وأول من كساها الديباج الحجاج بن يوسف.
وقوله تعالى: حكاية لدعاء إبراهيم، وإسماعيل عليهما السلام:
…
{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} ، {مُسْلِمَيْنِ} ، مخلصين، قال سلام بن أبي مطيع: كانا مسلمين ولكنهما سألاه الثبات. وقال عكرمة: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} ، قال الله: قد فعلت. {وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ} ، قال الله: قد فعلت.
وقوله: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} ، قال عطاء: أخرجها لنا، علّمناها، وقال مجاهد: قال إبراهيم: ((أرنا مناسكنا)) ، فأتاه جبريل فأتى به البيت، فقال: ارفع القواعد، فرفع القواعد وأتم البنيان؛ ثم أخذ بيده فأخرجه فانطلق به إلى الصفا، قال: هذا من شعائر الله؛ ثم انطلق به إلى المروة، فقال: وهذا من شعائر الله؛ ثم انطلق به نحو منى، فلما كان عند العقبة إذا إبليس قائم عند الشجرة فقال: كبِّر وارمه، فكبّر ورماه، ثم انطلق إبليس، فقام عند الجمرة الوسطى، فلما جاز به جبريل وإبراهيم، قال له: كبّر وارمه، فكبّر ورماه، فذهب الخبيث إبليس، وكان الخبيث أراد أن يدخل في الحج شيئًا فلم يستطع، فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به المشعر الحرام، فقال: هذا المشعر الحرام، فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به عرفات، قال قد عرفت ما أريتك؟ - قالها ثلاث مرات - قال: نعم.
وقوله: {وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} ، طلبًا من الله التوبة والرحمة؛ لأنه لا يدخل الجنة أحد بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته.
وقوله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} ، يقول تعالى إخبارًا عن تمام دعوة إبراهيم وإسماعيل أنهما قالا:{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ} ، أي: في الأمة المسلمة {رَسُولاً مِّنْهُمْ} ، أي: محمدًا صلى الله عليه وسلم، وروى أحمد وغيره عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
«إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت،
وكذلك أمهات النبيين يرين» . وفي حديث أبي أمامة: «ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام» .
وقوله تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} ، قال الحسن وغيره: الكتاب: القرآن، والحكمة: السنة، وقيل: الحكمة الفهم في الدين، ولا منافاة.
وقوله تعالى: {إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} ، أي:{العَزِيزُ} ، الذي ليس مثله أحد ولا يعجزه شيء، {الحَكِيمُ} ، في أفعاله وأقواله فيضع، الأشياء في محلها. والله أعلم.
* * *