الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استجازة البلوي لعلماء فاس
الْكتاب الأول
من تِلْقَاء الْفَقِيه المتفنن المشارك الْحجَّة الْجَامِع المُصَنّف الناثر النَّاظِم البليغ الأمضى الأدرى الْأَكْمَل أبي جَعْفَر أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن دَاوُد البلوي أبقى الله تَعَالَى بركته وَنَصه
الْحَمد لله الَّذِي نزل أحسن الحَدِيث وَرفع دَرَجَات حماة السّنة من رُوَاة الحَدِيث وَجعل اجْتِمَاعهم فِي الْقَدِيم للذب عَن حوزة الدّين القويم رَحْمَة فِي الحَدِيث فلولا ذَلِك لامحت مِنْهُ الرسوم والتحق الْمَوْجُود بالمفقود والمعلوم بالمعدوم وَلما امتاز الطّيب من الْخَبيث وَلَا العروة الوثقى من السَّبَب الواهي الرثيث وَعلا من تحصل وتأصل بوساطة التلقي عَنهُ لما أجمل من ذَلِك وَفصل هَذَا الْفَصْل الأثيل الأثيث وَثبتت لأهليها هَذِه الرّفْعَة الشامخة بِمَا أورثهم من علومه الْحجَّة الراسخة وناهيك شرفا بِهَذِهِ الرّفْعَة وَذَلِكَ التوريث
صَلَاة تفعم الجو ارجا وَتَسْلِيم يتوالى حجَجًا مَا تحمل من أمل لثم ترابه فِي جنب اللجا إِلَى جنابه السّفر الشاق وَالسير الخيث
وعَلى آله نُجُوم الِاقْتِدَاء وخلفائه الْأَرْبَعَة الشهدا وكافة جنده وَحزبه الَّذين خَاضُوا فِي مرضاته ومرضاة ربه غبرات الْيَوْم الكريه وَعمْرَان الهول الكريث وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان إِلَى يَوْم الدّين
هَذَا وَإِن شرف هَذِه الْأمة فِي الْقَدِيم والْحَدِيث باتصال سلسلة سندها بنبيها وشعف هَذِه اللمة من أهل الحَدِيث بالارتسام فِي أدنى دَرَجَات خير الْقُرُون قَرْني لَا فِي دنيها حملهمْ على أَن هجروا الملذوذات والشهوات وأعملوا حُرُوف اليعملات فِي فيافي الفلوات فسارت تفري فراها فري الْأَدِيم وطارت فِي تأويبها وسراها تباري الرّيح الْعَقِيم تسائل كل من تلقى لَعَلَّهَا تلفي سلسلة عالية تتصل بالعروة الوثقى ثِقَة بِضَمَان نبيها صلى الله عليه وسلم الْجنَّة لمن روى حَدِيثا تُقَام بِهِ سنة ثمَّ جِئْنَا نَحن على الْأَثر نتعلل بِالْوُقُوفِ على رسم قد درس ودثر ونود الاقتفاء لسبيلهم والاقتداء بدليلهم لَو ساعدنا أَو ساعف الْقدر وتصدنا عَن الرحلة كَمَا ارتحلوا وإعمال عوامل النقلَة كَمَا أعلمُوا أوطان وأوطار ومخاوف وأخطار ومسالك لَا تخطر السَّلامَة فِيهَا على البال إِلَّا بالأخطار فنقنع بالمحبة فِي طريقهم والاتسام بسمة فريقهم
(ولربما يَكْفِي الْمُحب تعللا
…
آثَارهم ويعد ذَلِك غنيمَة)
وَلمن حَاله هَذِه سوغ الْأَئِمَّة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم الْإِجَازَة بِالْكِتَابَةِ وَاسْتَحَبُّوا لمن طلب ذَلِك مِنْهُ من أَعْلَام الْملَّة الْإِجَابَة لِئَلَّا تزَال السلسلة مُتَّصِلَة والفضيلة الَّتِي خص الله تعلى بهَا هَذِه الْملَّة الشَّرِيفَة
مَحْفُوظَة على الدَّوَام متحصلة وَلذَلِك مَا نرغب مِمَّن يقف على الْمَكْتُوب من السَّادة الْأَعْلَام القادة أَئِمَّة الْإِسْلَام من أهل مَدِينَة فاس أمنها الله تعلى وَأبقى بركاتهم ونفع بهم ونفع بِصَالح دعواتهم أَن يمنوا بإسعاف رَغْبَة من يتسمى آخِره فِي الْإِجَازَة الْعَامَّة الْمُطلقَة التَّامَّة لَهُم فِي جَمِيع مروياتهم ومروياتهم ومرتجلاتهم ومقولاتهم وَجُمْلَة مَا يحملونه عَن شيوخهم الجلة الْأَعْلَام من الْعُلُوم وتصانيفها على اخْتِلَاف صنوفها من منثور ومنظوم وَسَائِر مَا يَصح إِسْنَاده إِلَيْهِم أَو تتَوَقَّف الرِّوَايَة فِيهِ عَلَيْهِم من كل مَا ينْطَلق عَلَيْهِ اسْم مَرْوِيّ من مقروء ومسموع ومتناول ومجاز بِأَيّ أَنْوَاع الْإِجَازَة كَانَ منعمين مَعَ ذَلِك بالإفادة بالتعريف بأشياخهم وَشَيْء من عوالي مروياتهم وغرائب مَا تأدى إِلَيْهِم لتحصل الْفَائِدَة الْمَطْلُوبَة وتتم الْمِنَّة والمنحة المرغوبة ومتبعين ذَلِك بِذكر موالدهم وَالرَّفْع فِي أنسابهم ومستوفين لأسماء تآليفهم نظما ونثرا ومصنفاتهم فِي أَي فن كَانَت لتقع الْإِجَازَة فِي جَمِيع ذَلِك على التَّعْيِين ويشمل عمومها مَا شَذَّ عَنْهَا على طَريقَة الْأَعْلَام الْمُتَقَدِّمين أمثالهم وعَلى طريقتهم المثلى من التَّلَفُّظ بِالْإِجَازَةِ حَالَة الْكتب والتفضل بكتب خطوطهم بِأَيْدِيهِم لتحصل الْبركَة وتتم الْفَائِدَة
وَالله سُبْحَانَهُ يمتع بحياتهم الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين وَيرْفَع ذكرهم فِي الْعلمَاء العاملين وَالسَّلَام الْكَرِيم يعْتَمد جلالهم العلمي العملي من الطالبين الْمَذْكُورين ملتمسي بركتهم شَيخنَا الْأُسْتَاذ المقرىء الْخَطِيب