الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسموعا ومقيسا وأعملت اليعملات فِي فيافي الفلوات فبلغت فِي طلب الْحفاظ الثِّقَات عراقا وسوسا
أما بعد فَإِن أمتن أَسبَاب النجَاة وَأقوى مَا توسل بِهِ العَبْد إِلَى نيل رَحْمَة الله المرتجاة الْعلم بِأَحْكَام الله تعلى وسننه والاقتفاء لمهيع رَسُوله صلى الله عليه وسلم وسننه فقد ورد عَنهُ فِي ذَلِك مَا هُوَ مَعْلُوم ومشهور وَأجْمع عَلَيْهِ من عُلَمَاء دينه الكافة وَالْجُمْهُور فسارعوا إِلَى التفقه فِي دينه واستخراج درره وعيونه وَقَطعُوا لذَلِك الفلوات وهجروا لَهُ الملذوذات والشهوات ليفوزوا بالعيشة الراضية والحياة الدائمة الْبَاقِيَة
ثَانِيًا وَالِد الْمُؤلف أول شُيُوخه بوادي آش
وَلما من الله سُبْحَانَهُ عَليّ بالاقتفاء لآثارهم والاقتباس من أنوارهم فوفقني لحفظ كِتَابه الْمجِيد الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه تَنْزِيل من حَكِيم حميد ويسرني لطلب علم دينه ومجالسة شُيُوخه لتفهم دواوينه وَأَرْجُو من كرمه وجوده وفضله كَمَا يسرني لطلبه وَحمله أَن يَجْعَلنِي من أَهله وَلَا يزِيغ بِي عَن واضحات سبله إِنَّه أرْحم
الرَّاحِمِينَ كَانَ أول من قعدت بَين يَدَيْهِ وَحَضَرت مَجْلِسه للْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَالِدي الَّذِي نشأت فِي ظلّ رفده وسعى لي فِي تَحْصِيل السَّعَادَة بغاية جهده واستجلب لي خير الدَّاريْنِ وَكَانَ لي سَبَب الحياتين فحاز شرف الأبوتين وفاز بالمرتبتين الشريفتين مولَايَ ومفيدي وبركتي أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُود البلوي أمتعني الله بحياته وأفاض عَليّ من بركاته وكافأ عني إحسانه وَرفع فِي رتب الْعلمَاء العاملين رتبته ومكانه
دخلت عَلَيْهِ مَجْلِسه للتدريس بمؤخر الْمَسْجِد الْأَعْظَم من دَاخل دجفن مَدِينَة وَادي آش أمنها الله تعلى مَعَ مؤدبي ومكتبي ومعلمي الْقُرْآن الْعَزِيز الَّذِي ظَهرت عَليّ بركته وانتفعت بدعائه لي ومحبته سَيِّدي ومولاي الشَّيْخ الْفَقِيه الإِمَام الصَّالح الْبركَة التقي الزكي الْقَائِم بِكِتَاب الله تعلى وتلاوته آنَاء اللَّيْل وأطراف النَّهَار على شيخوخته وَكبر سنه وَضعف قواه القانت بِهِ تهجدا بَين يَدي مَوْلَاهُ الْمُنعم الْمُقَدّس المرحوم أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَلمَة برد الله ضريحه وجدد عَلَيْهِ رَحمته وَأَسْكَنَهُ جنته ونفع بِهِ