الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَأْتِي على النَّاس زمَان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الْجَمْر
دراسات أُخْرَى للبلوي على ابْن مَرْزُوق الكفيف
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا
الْحَمد لله الَّذِي جعل التحدث بمدرار آلائه الفاخرة شكرا والتشبث بأزرار أوليائه ذخْرا للآخرة وَفِي الآخرين ذكرا وصلوا الله تعلى وَسَلَامه على من خيب الله عز وجل ببعثته من المارقين مكرا وعَلى آله وَصَحبه وأنصاره الأكرمين وَحزبه الَّذين أسسوا قَوَاعِد الدّين عرفا ونكرا صَلَاة وَسلَامًا نعتمدهما ليَوْم تذهل كل مُرْضِعَة عَمَّا ارضعت وتضع كل ذَات حمل حملهَا وَترى النَّاس سكارى وَمَا هم بسكارى
هَذَا وَإِن الله عز وجل لما من عَليّ من لِقَاء شَيخنَا رحْلَة الْمغرب وأعجوبة النَّاقِل الْمغرب قدوة المسندين صدر الخلطباء خلف الصَّالِحين بَقِيَّة الْأَعْلَام الْقدْوَة الْبركَة الْحجَّة الْمُفِيد سيدنَا وبركتنا ومفيدنا وقدوتنا أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن سيدنَا الإِمَام خَاتِمَة الْأَعْلَام بَقِيَّة الشُّيُوخ وَعلم الْعلم الَّذِي امتاز فِيهِ بالشموخ وفازم من الاضطلاع بأعبائه والاطلاع على غرائب أنحائه بمزية الرسوخ الْعَالم الْكَبِير الْحجَّة الْقدْوَة الخطير الشهير النَّاقِد النَّافِذ الْبَصِير المبرز الْمُحَقق النحرير قدوة
المسندين شمس الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن سيدنَا الإِمَام الْخَطِيب الخطير الصَّالح الْبركَة الْمُعظم الْكَبِير سلالة الْعلمَاء وَخلف الْأَوْلِيَاء أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن بدر الْمغرب وشمسه والمبرز فِي حلبته على أَبنَاء جنسه بَحر الحَدِيث وخاتمة شُيُوخ التحديث فَخر الخطباء قدوة البلغاء الْعَالم الْقدْوَة النَّاقِد الْمُقَيد الْمُفِيد الرحالة الْمُحدث الراوية المتفنن المتقن الْمُحَقق الحملة الْكَامِلَة وحيد عصره خطيب العدوتين شمس الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن سيدنَا الإِمَام الْعَالم الْوَلِيّ الصَّالح الْكَبِير الشهير الْقدْوَة الخطير مأوى الغرباء وملجأ المنقطعين المجاور الْمُنْقَطع المتعبد الْبركَة الْكَبِير أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْوَلِيّ الْكَبِير الْمُعظم الخطير بركَة هَذَا الْبَيْت الشريف وفخره وكبير أَوْلِيَاء الله تعلى فِي عصره سيدنَا أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَرْزُوق العجيسي رضي الله عنه وَعَن سلفه وَأعَاد علينا من بركاتهم
بعدة طَال مَا مطل الدَّهْر بإنجازها ومنة تقصر الألسن عَن
شكرها فتعدل عَن إطالتها لإيجازها وَحَضَرت من مَجْلِسه الشريف منبع الْفَوَائِد وَمجمع الشوارد فحللت من كنفه حرما أَمينا ووردت مِنْهُ للدراية وَالرِّوَايَة موردا معينا وَوجدت مِنْهُ للصعب ملينا وللمبهم مُبينًا وعَلى الْعلم معينا
قَرَأت عَلَيْهِ رضي الله عنه بلفظي وَسمعت بِلَفْظ غَيْرِي مصنفات عديدة رِوَايَة ودراية وتلقيت مِنْهُ فَوَائِد غزيرة وَحَضَرت إلقاءه تَفْسِير بعض سُورَة آل عمرَان من كتاب الله تعلى على مَا يجب فِي ذَلِك وَله من التَّحْقِيق والتحرير
وَكَانَ مِمَّا قَرَأت عَلَيْهِ بلفظي تفقها من أول كتاب الإِمَام أبي عَمْرو بن الْحَاجِب فِي الْأُصُول إِلَى الْأَحْكَام وَكتاب الصُّلْح بجملته وَالْإِجَارَة إِلَّا يَسِيرا من آخرهَا من التَّهْذِيب لأبي سعيد البراذعي رحمهمَا الله تعلى وَرِوَايَة صَحِيح الإِمَام أبي عبد الله البُخَارِيّ رحمه الله تعلى من أَوله إِلَى آخِره فِي أَصله الْعَتِيق الَّذِي قَرَأَ فِيهِ أول مرّة على سيدنَا الإِمَام أَبِيه رضي الله عنه فرع أصل الراوية أبي بكر بن خير رحمه الله تعلى
وَسمعت أَيْضا مِنْهُ فِي هَذَا الأَصْل من كتاب النَّفَقَات إِلَى
آخِره بِقِرَاءَة ابْنه سيدنَا الْخَطِيب النَّاقِد الْجُمْلَة الفاضلة سَيِّدي ومولاي أبي الْعَبَّاس رضي الله عنه ونفع بِهِ
وقرأت أَيْضا من تَرْجَمَة أَمر الْحَامِل وَالْمَرِيض وَالَّذِي يحضر الْقِتَال فِي أَمْوَالهم من الْأَقْضِيَة من الْكتاب الْمُوَطَّأ لإمامنا مَالك رضي الله عنه إِلَى آخر الْأَقْضِيَة وَالْمُسَاقَاة وكراء الأَرْض وَالشُّفْعَة والقراض وَالْمكَاتب وَالْمُدبر وَالْعِتْق وَالْوَلَاء والفرائض والعقول والقسامة وَالْحُدُود وَالْجَامِع فِي مُدَّة آخرهَا صَبِيحَة الْجُمُعَة لست خلون من شعْبَان خمس وَتِسْعين وثماني مائَة (1490 / 6 / 25)
وَسمعت بَاقِي الْكتاب بِلَفْظ غَيْرِي فكمل لي بَين قِرَاءَة وَسَمَاع إِلَّا شَيْئا يَسِيرا من أول كتاب النذور إِلَى قَوْله قَالَ يحيى سَمِعت مَالِكًا يَقُول لَا يمشي أحد عَن أحد ففاتني وَقد تكَرر لي بعض تِلْكَ الْكتب الَّتِي قَرَأت بلفظي سَمَاعا بِلَفْظ غَيْرِي
وَكَانَ سَمَاعي ذَلِك الْبَاقِي المسموع بِلَفْظ السَّيِّد الْفَقِيه الْأَجَل الْمدرس الْفَاضِل سَيِّدي أبي الْحجَّاج يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن يسْعد بن عمرَان بن ابراهيم المغراوي نفع الله بِهِ وَأَنا أمسك عَلَيْهِ الأَصْل الَّذِي
قَرَأت فِيهِ مَا ذكرت بلفظي وَهُوَ أصل جليل عَلَيْهِ خطوط مَشَايِخ جلة مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله رحمه الله وَغَيره وَمَتنه فِي غَايَة الاتقان وتجويد التَّقْيِيد وتحرير الرِّوَايَات إِلَّا الْفَوْت الَّذِي ذكرته وَإِلَّا أَرْبَعَة أفوات أخر
الأول فِي كتاب الصَّلَاة من قَوْله الْعَمَل فِي غسل يَوْم الْجُمُعَة إِلَى قَوْله مَا جَاءَ فِي السَّعْي يَوْم الْجُمُعَة أَرْبَعَة تراجم سَمعتهَا بِقِرَاءَة السَّيِّد الْفَقِيه الْأَجَل الْفَاضِل سَيِّدي أبي الْحسن عَليّ بن دَاوُد بن عمر بن يحيى السالمي المصمودي الشُّهْرَة فِي الأَصْل الَّذِي قَرَأت فِيهِ
الثَّانِي ترجمتان ثِنْتَانِ من أول كتاب النِّكَاح والْحَدِيث الأول من الثَّالِثَة وَهِي تَرْجَمَة مَا جَاءَ فِي الصَدَاق والحبا وَهُوَ حَدِيث الواهبة نَفسهَا سمعته بِقِرَاءَة السَّيِّد الْفَقِيه الْأَجَل الْفَاضِل الصَّالح سَيِّدي أبي الْقَاسِم الزواوي نفع الله بِهِ فِي غير الأَصْل
الثَّالِث من كتاب الْبيُوع ترجمتا مَا لَا يجوز من بيع الْحَيَوَان وَبيع الْحَيَوَان بِاللَّحْمِ سمعتهما بِقِرَاءَة سَيِّدي عَليّ أَيْضا
الرَّابِع أول تَرْجَمَة من الضَّحَايَا سَمعتهَا بقراءتهما مَعًا مرَّتَيْنِ وَسمعت بقراءتهما أَيْضا جملَة وافرة من الْكتاب غير مَا ذكرته وَالْحَمْد لله تعلى
وقرأت بلفظي أَيْضا من أول الإنجاد للْإِمَام أبي عبد الله بن المناصف إِلَى أثْنَاء الْبَاب الثَّالِث مِنْهُ وَمن كتاب التَّرْغِيب والترهيب
لِلْحَافِظِ الإِمَام زكي الدّين أبي مُحَمَّد الْمُنْذِرِيّ رحمه الله تعلى وَأَنا مُسْتَمر عَلَيْهِ أمل تَمَامه إِن شَاءَ الله تعلى انْتَهَيْت فِيهِ وَقت كتب هَذَا إِلَى آخر كتاب الْحَج
وَسمعت عَلَيْهِ رضي الله عنه كتاب الشفا للْقَاضِي الإِمَام أبي الْفضل بن مُوسَى رضي الله عنه ونفع بِهِ من أَوله إِلَى آخِره بِقِرَاءَة ابْنه أبي الْعَبَّاس نفع الله بِهِ إِلَّا أَرْبَعَة أفوات
أَحدهَا شَيْء من أول الْفَصْل الرَّابِع من الْبَاب الأول من الْقسم الأول
الثَّانِي الْفَصْل الَّذِي أَوله وَأما الضَّرْب الثَّالِث فَهُوَ مَا تخْتَلف الْحَالَات من الْبَاب الثَّانِي وَنصف الَّذِي يَلِيهِ
الثَّالِث من قَوْله فِي آخر الْبَاب الثَّالِث فصل فِي تشريف الله تعلى لَهُ بِمَا سَمَّاهُ بِهِ من أَسْمَائِهِ الْحسنى إِلَى قَوْله وَمن أَسْمَائِهِ تعلى الْمُهَيْمِن فِي الْفَصْل نَفسه
الرَّابِع الْبَاب الثَّالِث من الْقسم الثَّانِي بجملته وَكَانَ بَدو سَمَاعه يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة خلت من رَمَضَان عَام أَرْبَعَة وَتِسْعين أَي وثماني مائَة الْمُوَافق للتاريخ الميلادي 10 أغسطس 1489 وختمه يَوْم السبت لسبع عشرَة خلت من جُمَادَى الْأُخْرَى من سنة خمس بعْدهَا (1490 / 6 / 8) وَالْحَمْد لله على ذَلِك
وَكتاب الْعُمْدَة لِلْحَافِظِ أبي مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي رحمه الله تعلى من أَوله إِلَى آخِره بِقِرَاءَة سَيِّدي أبي الْعَبَّاس أَيْضا رضي الله عنه وَكَانَ كمالها يَوْم الْجُمُعَة لأَرْبَع خلون من رَمَضَان الْمُعظم من سنة خمس هَذِه 22 يوليه 1490
وابتدأ سَيِّدي أَبُو الْعَبَّاس أبقى الله بركته قِرَاءَة الْمسند الصَّحِيح للْإِمَام أبي الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج رضي الله عنه بِلَفْظِهِ ففاتني الْمجْلس الأول مِنْهُ المحتوي على مقدمته وانْتهى فِيهِ إِلَى أول كتاب الصَّلَاة وَسمعت مَعَه من الْإِيمَان إِلَى هُنَاكَ وَهُوَ مُسْتَمر من الله عز وجل بالتمام برحمته وَطوله
وَسمعت عَلَيْهِ أَيْضا بِقِرَاءَة سَيِّدي يُوسُف المغراوي بعض الشهَاب لأبي عبد الله الْقُضَاعِي وَسمعت غير مَا ذكرته تفقها وَرِوَايَة وَسمعت أَيْضا من أول كتاب عُلُوم الحَدِيث للْإِمَام أبي عَمْرو بن الصّلاح رضي الله عنه إِلَى آخر النَّوْع السَّابِع وَالْعِشْرين مِنْهُ بِقِرَاءَة سَيِّدي أبي الْعَبَّاس
أَيْضا وَمُقَابل ذَلِك من الرَّوْضَة فِي نظمه لسيدنا الْمولى الإِمَام أَبِيه رضي الله عنه بِقِرَاءَة السَّيِّد الْفَقِيه الصَّدْر الْأَجَل الْمدرس الْفَاضِل سَيِّدي أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن يسْعد بن إِبْرَاهِيم المغراوي الْمَعْرُوف بِابْن جلال نفع الله بِهِ إِلَّا مَجْلِسا قرأته أَنا وأظن آخر قَرَأَهُ بعض الطّلبَة وَنحن مستمرون على السماع وَالله يمن بالتمام برحمته وَطوله
وَسمعت أَيْضا تفقها صَدرا من إرشاد أبي الْمَعَالِي ودولا من التَّهْذِيب وكل ذَلِك بِقِرَاءَة سَيِّدي أبي الْعَبَّاس أبقاه الله تعلى وبقراءة غَيره دولا من ابْن الْحَاجِب الفرعي وَغير ذَلِك وَسمع معي شَيخنَا الإِمَام الْأُسْتَاذ الْمُحَقق المقرىء الْمُفِيد الْخَطِيب الْجَلِيل سَيِّدي أَبُو مُحَمَّد عبد الْجَبَّار بن أَحْمد أبقى الله بركته من ذَلِك مَا قرأته من التَّهْذِيب وَالْبُخَارِيّ إِلَّا فوتا فِي أَوَاخِر أَبْوَاب الصَّلَاة لم أضبطه وَمَا قرأته من الْمُوَطَّأ والإنجاد وَالتَّرْغِيب والترهيب وشيئا من آخر الشفا وَجَمِيع الْعُمْدَة وَمَا ذكرت قِرَاءَته من كتاب مُسلم والشهاب ودولا من ابْن الصّلاح وَالرَّوْضَة وصدرا من الْإِرْشَاد وَإِن وَقع لَهُ فَوت فِي شَيْء من ذَلِك لم أضبطه شملته الْإِجَازَة كَسَائِر الأفوات إِن شَاءَ الله تعلى
وَسمع أَيْضا من ذَلِك شَيخنَا الإِمَام الْأُسْتَاذ المقرىء الْخَطِيب الراوية الْبركَة سَيِّدي أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد بن أبي الطَّاهِر الفِهري الْقرعَة أبقى الله بركته كتاب البُخَارِيّ إِلَّا خَمْسَة أفوات تقيدت فِي غير هَذَا شملتها الْإِجَازَة وشيئا مِمَّا قرأته من الْمُوَطَّأ وشيئا من مُسلم وَمن الْعُمْدَة إِن لم تكن كملت لَهُ