الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حول حديث الطائفة المنصورة
مداخلة: قال الرسول عليه السلام: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق .. ظاهرين على غيرهم» وفي لفظ: «قاهرين لغيرهم» ، إن قال أحد هؤلاء قال: نحن لسنا ظاهرين على غيرنا، ولسنا قاهرين لغيرنا، ولسنا قائمين على غيرنا، والرسول يقول إلى قيام الساعة.
الشيخ: القضية بارك الله فيك نسبية، الرواية التي ذكرها الشيخ علي هنا هي مجسمة تماماً يقاتلون، لا نقاتل فعلاً، هذه ما بدها مناقشة إطلاقاً، لكن ذلك لا يعني أنهم ليسوا على الحق، إلا من هذا الجانب إلا من هذا الجانب، وإذا وقفنا الآن للنظر في أنهم ليسوا على الحق من هذا الجانب يجب أن نتأمل هل أن تصير الطائفة المنصورة والتي هي على الحق إلى أن تقوم الساعة في ظرف مثل هذا الظرف تكون مقاتلة يعني: فعلاً تحمل السلاح، وتقاتل الأعداء سواء كانوا في الداخل أوكانوا في الخارج، هل هذا يمكن تحقيقه ما بين عشية وضحاها؟ طبعاً الجواب عند كل العقلاء سيكون لا.
إذاً: إذا الأمر كذلك فنحن نتصور أن هذه الطائفة إما أنها تلاحظ تقصيرها من هذا الجانب، أو تعترف بأنها غير مقصرة؛ لأنها تأخذ بالسبب الذي يمكن أن يوصلها إلى أن يتحقق هذا الوصف فيها، حينئذ إن كانت هكذا، هل تخرج عن كونها الطائفة المنصورة؟ يعني: إما أن تأخذ بأسباب أن تصبح مقاتلة، وإما ألا تأخذ، فإن أخذت فما عليها من مؤاخذة إطلاقاً؛ لأنها كما قلنا آنفاً هي تمشي في
هذا الطريق، وإن لم تأخذ فهي بلا شك مقصرة من هذه الزاوية صح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: فالآن المسلمون كما تعرفون وتشاهدون إذا كنا نحن نعتقد إنه هذا الطريق الذي نحن نمشي فيه من حيث أولاً ما نسميه نحن بكلمتين تصفية ثم تربية، هل يمكن أن يتحقق هذا الوصف في الطائفة المنصورة بدون هذا الطريق، إما أن نقول يمكن، ومع ذلك نحن لا نفعل، فلسنا بالطائفة المنصورة، وإما أن نقول: لا يمكن إلا أن نبدأ من ههنا، فحينئذ من الواضح جداً أنا لسنا مكلفين الآن على اعتبار أننا الطائفة المنصورة أن نحمل السلاح ونحن لا ندري كيف نستعمل السلاح، بل لا ندري أن نصنع السلاح، بل لا ندري من أين نأتي بالسلاح، لا يقول أحد: إنه علينا أن نبقى على هذا، ما دام المقدمات التي ينبغي أن توصلنا إلى هذا المرحلة الأخيرة، التي هي الصفة المثلى بالنسبة للطائفة المنصورة ما دام ما نستطيع أن نصل إليها قصداً، وإنما على طريقة سنة الله عز وجل في خلقه، فلا يضيرنا حينئذ أن هذه الصفة صفة مقاتلة المسلمين لمن يعاديهم غير متجلية الآن، إذا تركنا هذا الجانب بعد هذا البيان، نقول «قائمة»: هنا القيام بقى ممكن تفسيره بالحجة، ونحن لا نشك بأنه هذا والحمد لله قائم وبخاصة في العصر الحاضر بأن الناس قد بدأوا يفيئون ويعودون إلى رشدهم إلى دعوة الحق، دعوة الكتاب والسنة بعد أن كانوا من قبل يصدون عنها صدوداً، فأنا أعتقد إنه حديث الطائفة المنصورة لا إشكال فيها، وأن الوصف الذي جاء فيه ينطبق على أهل السنة والجماعة حقاً إلا صفة المقاتلة.
مداخلة: حتى القهر لغيرهم.
الشيخ: هيك هذا يتبع المقاتلة، حينئذ نقهرهم.