المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب منه الشيخ: هذه صحوة، هذه بدء الصحوة، لكننا نريد أن - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ١

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌شكر وتقدير

- ‌مع القراء وإليهم

- ‌جامع المنهج

- ‌كلمة أخيرة

- ‌مقدمة شيخنا أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني -حفظه الله- لأعمالنا

- ‌مقدمة شيخنا الكريم علي حسن عبد الحميد الحلبي-حفظه الله- للمشروع

- ‌المنهج السلفي

- ‌مقدمات تعريفية بالمنهج السلفي

- ‌هل المنهج يدخل في العقيدة أم الأحكام

- ‌التعريف بالسلفية وبيان أنها نسبة إلى العصمة

- ‌هل يجوز مخالفة إجماع الناس فيزمان ما على خلاف ما كان عليه السلف

- ‌المقصود بالقرن في قول النبي صلى الله عليه وسلم:«خير القرون قرني»

- ‌نصيحة بأهمية الأخذ بمنهج السلف وبيان خطورةالتنكُّب عن ذلك بضرب أمثلة من أبواب الاعتقاد

- ‌أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم

- ‌حال حديث: ما زالت طائفة من الغرب

- ‌ما المقصود بسنة الخلفاء الراشدين

- ‌باب منه

- ‌حول حديث الطائفة المنصورة

- ‌حديث الطائفة المنصورة ووصفهم بأنهم يقاتلون

- ‌الطائفة المنصورة هل هم أهل الحديث؟مع ضرب أمثلة على أهل الحديث من القديم والحديث

- ‌من هي الطائفة الظاهرة المنصورة

- ‌ما المقصود بالتزام الجماعة

- ‌هل الأمة التي ستفترق هي أمة الإجابة أم أمة الدعوة؟ وهل الفرقة الناجية مجموعة أشخاص لهاشعارات تُمَيِّزها

- ‌بيان المنهج السلفي (فهم السلف-الطائفة المنصورة-الفرقة الناجية)

- ‌هل الطائفة المنصورة والفرقة الناجية واحدة

- ‌الفرق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية

- ‌باب منه

- ‌كيف نفهم السلفية

- ‌الجمع بين حديث «أمتي كمثل المطر»؛وحديث «خير الناس قرني»

- ‌نصيحة من الشيخ لرجل نصراني أسلمبالاعتناء بمعرفة الإسلام المُصَفَّى

- ‌ما المقصود بالمفارق للجماعة

- ‌حول تعيين العدد في حديث الفرق

- ‌نصيحة للمسلمين

- ‌أولوية الدعوة السلفية

- ‌هل السلفية حزب

- ‌ما هي الفرقة الناجية

- ‌المنهج الصحيح في الدعوة السلفية

- ‌هل هناك أوصياء على الصحوة الإسلامية

- ‌السلفية: علم وعمل

- ‌الدعوة السلفية في اضطراب

- ‌الجمع بين حديثي: مثل أمتي، وخير الناس

- ‌هل توجد جماعات تدعو إلى اللهعلى الكتاب والسنة

- ‌كن رجلاً يعرف الرجال بالحقوليس يعرف الحق بالرجال

- ‌من هم الغرباء

- ‌أهل السنة يذكرون ما لهم وما عليهم

- ‌مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم

- ‌السلفية والغزو الفكري

- ‌الوقوف عند الدليل ليس جمودًا

- ‌نصيحة للأمة بالرجوع للكتاب والسنة

- ‌السلفية وحركات العنف

- ‌السلفية وأهمية العلم

- ‌السلفية وأهمية العلم

- ‌من تمسك بالسنة لا يضيعه الله أبداً

- ‌رأي الشيخ في كتاب السلفية للبوطي

- ‌الكلام على أهمية إضافة قيد فهمالسلف إلى جانب الكتاب والسنة

- ‌أهمية إضافة قيد فهم السلفللكتاب والسنة

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌كلمة على شروط قبول العمل الصالح

- ‌هل يجوز تقليد السلف فيمالم يأت عليه دليل في السنة

- ‌كلمة هامة حول منهج السلف

- ‌حجية قول الصحابة،والكلام على الخلاف بينهم

- ‌أهمية الرجوع إلى فهم الصحابةللأحكام الشرعية

- ‌بين حديث سنة الخلفاء الراشدين،وحديث: اقتدوا باللذين من بعدي

- ‌المقصود بسنة الخلفاء الراشدين

- ‌قيد هام حول اشتراط فهم السلف:أنه في النصوص التي تحتمل أوجه

- ‌التصفية والتربية

- ‌هل البيعة فرض على كل مسلم ولمن تكون في هذاالزمان وبيان أن حل مشكلة العالم الإسلاميهي عن طريق التصفية والتربية

- ‌هل التصفية والتربية منهج ينبغي أن يتربىعليه كل العالم الإسلامي أم أغلبه

- ‌لا عودة إلى الأخلاق الإسلاميةالحميدة إلا بالتربية

- ‌معنى التصفية والتربية وماذا بعدها

- ‌بركة التصفية

- ‌من هم الغرباء وكلمة حولالتصفية والتربية

- ‌حاجة الدعاة إلى التربيةوالإخلاص في دعوتهم

- ‌لمن البيعة؟ .. ثم متى الوصول؟والكلام على التصفية والتربية

- ‌علاج الاختلاف والتفرق، وفيه الكلام علىتربية قاعدة وهي جيل كامل من المسلمينالمتفقهين في عقديتهم

- ‌هل تعدت الدعوة السلفيةمرحلة التصفية والتربية

- ‌اتهام: منهج التصفية والتربيةلا يكفي لإنشاء الدولة الإسلامية

- ‌مرحلة التصفية والتربية متى تنتهي

- ‌كيفية إقامة الدولة الإسلامية(العقيدة-العلم-التصفية-التربية)

- ‌توحيد الربوية، وتوحيد العبادة، وتوحيد الصفات:

- ‌التربية .. تربية الأولاد

- ‌المسجد ودوره في التربية

- ‌متى يصبح العالم مؤهلاً للتصفية، ،وهل طريق التربية هو نقل الإنسانمن البيئة الفاسدة إلى الصحية

- ‌التصفية والتربية هي الطريق لإيجادحاكم أهلٌ لمبايعة المسلمين

- ‌الأزمة والحل: العلم والعملالتصفية والتربية

- ‌الاعتناء بالتصفية والقصورفي التربية

- ‌الخلل في التربية بين أبناء الصحوة

- ‌السمر وراء التلفاز من فتنالعصر الحاضر

الفصل: ‌ ‌باب منه الشيخ: هذه صحوة، هذه بدء الصحوة، لكننا نريد أن

‌باب منه

الشيخ: هذه صحوة، هذه بدء الصحوة، لكننا نريد أن نسمع شيئاً ثالثاً، ألا وهو: قال الله قال رسول الله، قال السلف الصالح.

بدون القولة الثالثة والأخيرة لا يمكن أن العالم مؤمن حقاً بما جاء في الكتاب والسنة، لا يمكنه أبداً أن يكون على هدى من ربه في تفسيره لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا إذا لجأ إلى تلقى ذلك عن أصحاب الرسول، وسلك سبيل المؤمنين الأولين.

{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} [النساء: 115]. ما قال الله رأساً: {مَا تَوَلَّى} [النساء: 115] وإنما عطف على مشاققة الرسول فقال: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] هل قال الله: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] عبثاً؟ حاشا لله عز وجل.

إذن لماذا هذه الجملة؟ أليس كان يكفي أن يقول الله: ومن يشاقق الرسول نوله ما تولى؟ ولومن بعد ما تبين له الهدى؟

كان يكفي لو أردنا الاعتماد فقط على الكتاب والسنة، لكن الله عز وجل لحكمة جلية ظاهرة قال:{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115].

و- صلى الله عليه وآله وسلم حينما يعظ أصحابه يلفت نظرهم، ويدندن على مسامعهم مراراً وتكراراً أن يأخذوا بسنته وسنة أصحابه، وقال عليه السلام حينما وصف الفرقة الناجية إنها التي تكون على ما كان عليه الرسول فقط، وإنما عطف فقال: «ما أنا عليه

ص: 244

وأصحابي». ما أنا عليه وأصحابي، كذلك في حديث العرباض بن سارية وهومعروف ولا حاجة بي أن أوأسوقه بتمامه، وإنما الشاهد منه:«فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي» السر في هذا: أنهم هم النقلة الأمنة الذين نقلوا لنا تطبيق النبي صلى الله عليه وآله وسلم لنصوص الكتاب وألفاظ أحاديثه.

خذوا مثلاً بعض الآيات القرآنية، ومن أهمها ما يتعلق ببعض الحدود الشرعية، قال تعالى:{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38].

السارق لغةً: لا أحد يستطيع وهو عربي أن يجهل أيش معنى السارق.

وأن أي إنسان سرق شيئا مهما كان هذا الشيء يسيراً وقليلاً جداً؛ فهو سارق.

كذلك اليد: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38]. أيضاً اليد معروفة، لكن السارق كما هو معروف له عدة صور: يسرق الإبرة، يسرق البيضة، يسرق الدجاجة، يسرق إلى ما لا نهاية له.

كل هذه السرقات بكل أنوعها، يقال للسارق: سارق، فهل كل سارق تقطع يده الجواب: لا.

من أين لنا من القرآن، القرآن أطلق قال: والسارق، نعم من بيان الرسول عليه السلام حيث قال:«لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً» لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً. إذن من سرق ما هو أقل من ربع دينار لا يجوز قطع يده يكون بغياً وظلماً عليه إذا ما قطعت يده، هذا واضح، لكن الذي يحتاج إلى أكثر من هذا التوضيح أن الله حينما قال:{اقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38]. نجد اليد تطلق في بعض المرات فيراد بها:

الذراع إلى المرفقين، ونجد أحياناً اليد تطلق فيراد: الكفين فقط، فيا ترى

ص: 245

حينما قال الله عز وجل في هذه الآية {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38] ما هي اليد المقصودة هنا؟ لغةً: سواء قطعت يد السارق من عند الرسغ، أومن عند المرفق، أومن عند الكتف، كل ذلك يد نوكل من طبق نص هذا القرآن بأي وجه من هذه الوجوه الثلاثة: الكف والذراع أواليد كلها عند الكتف، لغةً: طبق النص القرآني: يد فاقطعوا أيديهما لكن هل هذا شرع؟ الجواب: لا.

من تطبيق الرسول لهذا النص القرآني، أي: حينما قطع يد السارق لم يقطعها من عند الكتف، ولا من عند المرفق، وإنما من عند الرسغ.

من أين عرفنا هذا؟ من الصحابة، من هؤلاء النقلة الأمنة، هم الذين إذن نقلوا إلينا هذا الإسلام بكل تفاصيله التي أشرنا إليها ولوبكلمة مجملة. لذلك يقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في شعره العلمي:

العلم: قال الله قال رسوله

قال الصحبة ليس بالتمويه

ما العلم نصبك للخلاف سفاهةً

بين الرسول وبين رأى فقيه

كلا ولا جحد الصفات ونفيها

حذراً من التعطيل والتشبيه

إذن العلم ما هو؟ قال الله، قال رسول الله، قال أصحاب رسول الله هذا الذي أردت أن أؤكد على مسامعكم ترداده دائماً مع الكتاب والسنة: الصحابة.

هذا إلى الآن قليل من الناس من ينتبه إلى هذا الضميمة التي أشار إليها ربنا في الآية السابقة: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] فسبيل المؤمنين في مثالنا الأمثلة كثيرة وكثيرة جداً في مثالنا سبيل المؤمنين: قطع يد السارق من عند الرسغ، وليس من عند المرفق، ولا من عند الكتف، من فعل خلاف هذا فقد شاقق الرسول اتبع غير سبيل المؤمنين، فالآن كان السؤال: أن بعض العلماء وهذا بحث طويل جداً، لكن ما أريد أن أضيع الجلسة في هذا البحث؛ لأننا في صدد

ص: 246

الإجابة عن بعض الأسئلة كان السؤال آنفاً: أن بعض العلماء يقولون: بأنه يجوز التوظف في البنوك الربوية، نرى هؤلاء العلماء الذين يشير إليهم السائل، أولا: قالوا: قال الله، قال رسول الله؟ دعونا من الضميمة الثالثة التي لا بد منها، هل قالوا: قال الله، قال رسول الله؟ الجواب: لا؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي تولى بيان القرآن قال خلاف ما يقول هؤلاء الذين جاء في السؤال: إنهم من العلماء. ماذا قال الله؟ قال عز وجل: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2] فمن يشك لا أقول: من شك من أهل العلم؟ بل ولا أقول: من يشك من طلبة العلم؟ بل هل هناك مسلم ذوعقل يشك في أن الذي يعمل موظفاً في البنك هويعين البنك على أكل أموال الناس بالباطل، وعلى أكل احرم الله؟ ما أظن أحداً يشك في هذه الحقيقة، وإلا لم يكن في قدرته أن يفهم معنى:{وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

التعاون على الإثم غير ارتكاب الإثم مباشرة، هذه حقيقة علمية يعرفها، لا أقول: أهل العلم، بل طلاب العلم المبتدئين.

إليكم الآن من بيان الرسول عليه الصلاة السلام المتعلق بمثل هذه الآية: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

أكل الربا لا شك فيه عند أحد من المسلمين إطلاقاً أنه من الكبائر، وأن شرب الخمر أوإدمانه أنه من المحرمات، إن لم يشرب الخمر فكذلك.

ترى لولم يكن هناك التعاون على المنكر، هل استطعتم أن تجدوا مرابياً يأكل أموال الناس بطريق الربا؟ لا. هل كنتم تجدون شاربا للخمر إذا لم يكن هناك متعاونون على المنكر؟ الجواب: لا.

والدليل من السنة المبينة للقرآن: «لعن الله في الخمرة عشرة» يقول رسول الله

ص: 247

- صلى الله عليه وآله وسلم: «لعن الله في الخمرة عشرة» فأول ما ذكر عليه الصلاة والسلام: شاربها، شاربها، ثم عطف على ذلك بقية العشرة.

قال: «ساقيها، ومستقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه» . كل هؤلاء لم يشربوا الخمر، لكنهم هم السبب في وجود شارب الخمر، لولم يكن مثلاً بائع العنب لم يعصرها خمراً، لم يوجد خمر في الدنيا.

إذن: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]. يلعن شرعا الذي لا يشرب الخمر مادام أنه يعين شارب الخمر، أي يهيئ الأسباب ليتمكن من شرب الخمر، هذا حديث متفق عند علماء المسلمين على صحته، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طرق عديدة صحيحة.

الحديث الثاني وهوفي صلب الموضوع: «لعن الله آكل الربا، وموكله، كاتبه، وشاهديه» فهل يتصور عالم يقول: لا بأس أن يكون المسلم موظفاً في البنك المرابي، وهويكتب الربا ورسول الله يقول:«لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه» ؟ هذا ليس عالماً، فد يكون عالماً من باب:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2 - 3].

لا أتصور رجلاً مؤمناً بالله حقاً، وعالماً بالكتاب والسنة حقاً، مع ذلك فهويقول ويفتي بتلك الفتوى الجائرة: أنه يجوز للمسلم أن يكون موظفاً في البنك.

الآن طرحنا السؤال التالي مراراً وتكراراً وكان الجواب واحداً بالإجماع.

لا أقول الآن هؤلاء الموظفين، وأنا أقول: هؤلاء الأغبياء الذين هم ليسوا عمالاً في البنك، لكنهم أودعوا أموالهم في البنك، لوأنهم أجمعوا جميعهم على

ص: 248

أن يسحبوا رؤوس أموالهم من أكبر بنك من البنوك الربوية هذه ماذا يصيب البنك؟ بالإجماع ستقولون: الإفلاس.

إذن من الذي أوجد البنك؟ هؤلاء الذين يطعمون، هم قد يقولون نحن نودع ونضع أموالنا في البنك محافظة عليها، ولا نأكل الربا، يظنون أنهم بذلك يحسنون صنعا، كلا ثم كلا.

بدليل أنهم لوسحبوا هذه الأموال لأفلست البنوك، إذن هؤلاء الذين يودعون أموالهم في البنوك هم سبب وجود آكلى الربا، إذن صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال:«لعن الله آكل الربا وموكله» .

فإذا كان يلتعن شرعاً من كان خارج البنك السبب أنه هوسبب وجود هذا البنك، فالآن ننتقل إلى الصورة التي لها علاقة مباشرة بالسؤال: هؤلاء المتعاملين مع البنوك لا يزالون يودعون أموالهم في البنوك، لوفرضنا أن هؤلاء الموظفين في البنك تابوا وأنابوا إلى الله عز وجل ما أقول حينما سمعوا فتوى الشيخ خلاف فتوى ذلك العالم، وإنما أقول: حينما سمعوا حديث الرسول عليه السلام.

أولاً: الحديث المتعلق بهم: «لعن اله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه» .

ثم الحديث: «لعن في الخمرة عشرة» .

سمعوا هذين الحديثين فأنابوا إلى الله وتابوا وانسحبوا، شوبيصير بالبنك؟

بيتعطل بلا شك.

إذن التعاون على المنكر نص في القرآن الكريم ومبدأ إسلامي عظيم جداً لا يجوز لمسلم أن يعين مسلماً على منكر فضلاً عن أن يعين كافراً على منكر.

ص: 249

ومن مشاكل البنوك التي تُسمَّى اليوم مع الأسف الشديد بغير اسمها: البنوك الإسلامية لوكان هناك إسلامية فرؤوس أموالها مودعة في البنوك الكافرة، في أوربا، في سويسرا، في، في .. الخ.

ولذلك فمن أي جانب أتيت للنظر في التعامل مع هذه البنوك ولو كانت عليها: اسم: بنك إسلامي، فستجده محرماً لا يجوز به ولوكان فقط يودع ماله للمحافظة عليه، وهذا في الحقيقة بحث طويل وطويل جداً، لكن حسبي الآن أنني ذَكَّرت السائل مباشرة والحاضرين بأن الذي يفتي: بأن المسلم يجوز له يكون موظفاً في البنك، والبنك يتعامل بالربا، أن هذا جهل أوتجاهل الآية القرآنية:{وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]. ثم بعض الأحاديث النبوية التي تبين أن التعاون على المنكر منكر.

أردت أن أختم الجواب بهذا ثم خطر في بالي حديث كنت أود ألَّا أُطِيل الكلام بذكره أيضاً لولا أنني أعلم أن أكثر المسلمين أيضا غافلين، هم غافلون عن ارتباط هذا الحديث بالآية السابقة:{وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]. هذا من جهة، ثم إنهم يخالفونه في أنفسهم أوفي ذويهم، في عائلتهم، أعني بذلك قوله عليه الصلاة والسلام:«لعن الله النامصات والمتنمصات» .

المتنمصات: خلينا نقولها بالتعبير الصوري: المنتوفات، يعني المرأة تنتف مثلاً حاجبيها، لكن هي ما تستطيع أن تنتف حاجبيها، في نتافة، في نتافة، هذه التي، تنتف لها حاجبها، شوعاملة هاي؟ لولاها ما كانت المنتوفة، فأنتوعم تشوفوا أن هذا المثال مكمل أومن تمام الأمثلة الكثيرة جداً التي تفسر:{وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2] .. «لعن الله النامصات» يعني: المزينات،

ص: 250

خلينا بقى بنقول كلمة هذه النامصات والمتنمصات، يعني: الزبونة، «والواشمات، المستوشمات» ، الواشم معروف، بتلاقي ليس النساء بل الرجال أيضاً، بتلاقي هذا الحيوان الليى هوصورة إنسان راسم في عروقه وفي جلده الذي أحسن الله خلقه، جعله بشراً سويا، مصور في صورة أسد، وحامل سيف بأيش، يوشم، طيب هذا من الذي صوره؟ الواشم، فهومستوشم: أي طالب الوشم من غيره، لولم يكن الواشم ما كان المستوشم، فانظروا كيف أن الرسول عليه الصلاة والسلام يريد أن يجعل المجتمع الإسلامي مجتمعاً متعاوناً على المعروف، متناهياً عن المنكر:«لعن الله النامصات، والمتنمصات، والواشمات، والمستوشمات، والفالجات، المتفلجات» هاى ما شفناها، ونرجو أنه ما نشوفها، لكن عما نشوف ما هوشرمنه، الظاهر كان قديماً زين الشيطان لبعض النسوة أن يغيرن من خلق الله الحسن الجميل، فكما تعلمون أن الله عز وجل خلق في فم كل إنسان أسنان كاللؤلؤ المرصوص، فلا يعجبها خلق الله، فتذهب عند الفالجة، فالفالجة، يعني: مزينة، حلاقة، تأخذ مبرداً دقيقاً فتوسع بين السن والسن، فَيَحْلو لها أن يظهر السن من أسنانها بعيداً عن جانبي السنين المحيطين بها؛ فيعجبها أن تظهر لها ناب كناب الكلب مثلاً، ها خير عندها من أن تكون أسنانها كما خلقها الله عز وجل هذا هوالفلج، وتلك هي الفالجات والمتفلجات.

لماذا أنكر على هذين الجنسين الواقع المنكر فيه والموقع للمنكر عليه؟ لأنهم تعاونوا على المنكر في خصوص هذه الخصال المذكورة هنا، قال عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث:«المغيرات لخلق الله للحسن» .

الحقيقة يا إخواننا لوأن المجتمع الإسلامي يمشي بهذه الآية فقط: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2] كنا كما كان آباؤنا الأولون يعيشون في عز ومجد يخافهم الأعداء مسيرة شهر.

ص: 251

ولكن مع الأسف أصبحوا الآن يتعاونون على المنكر، ماذا نقول: اليوم الحلاق ها الليي بيعيش بحلق ذقون الرجال، هذا تعاون على المنكر، ولا بيشعرون أبداً أنهم يأتون بمعصية، الذي يبيع الألبسة الضيقة لنساء، شوبيسموها:

نوفاينه.

الشيخ: نوفانيه.

د: نعم.

الشيخ: هادولا الليي يبيعوا نوفانيه، هادولا أكثر أموالهم محرمه؛ لأنهم يعينون على المنكر؛ ولذلك هدى الله أخانا

وتاب من بيع نوفانيه، الحمد لله، هذا كله بيان:

{وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2] ومن التعاون على الإثم والعدوان: أن تكون موظفاً ليس في البنك فقط، ولوأجير حالق، لونوفانيه، ولوولو

الخ.

ولذلك احذروا فإن ما عند الله لا ينال بالحرام.

(الهدى والنور / 748/ 52: 00: 00)

ص: 252