الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من هم الغرباء وكلمة حول
التصفية والتربية
مداخلة: بالنسبة لحديث: «طوبى للغرباء» يعني: مين هم الغرباء: هم الذين يدعون إلى سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟ .
الشيخ: لا ليس يدعون، يصلحون ما أفسد الناس من سنتي مِن بعدي.
مداخلة: أيش الفرق فيه فرق جوهري؟
الشيخ: فيه فرق طبعاً؛ لأنه الذين يصلحون هم العلماء، والذين يتابعون هم الأتباع، فأظن الفرق أيضاً أكيد أليس كذلك؟
مداخلة: يعني: أن المقصود فيه هنا مش الدعاة فقط، وإنما العلماء الذين يعملون
…
ويبينون للناس.
الشيخ: أيوه لهؤلاء الدعاة.
مداخلة: يبينون هؤلاء هم الغرباء.
الشيخ: إيه نعم، فيه الحديث الثاني، عرفت الحديث الثاني؟
مداخلة: يعني: إنه فيه رواية
…
الشيخ: «أناس قليلون صالحون من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم» .
مداخلة: يعني: أن الرسول أراد بالغرباء، يعني: كل صادق من الصالحين
المسلمين.
الشيخ: بالمعنى الثاني.
مداخلة: بالمعنى الثاني، يشمل أيضاً هذا المعنى الثاني.
الشيخ: المعنى الثاني صحيح.
مداخلة: ولا يحمل القولين أحدهما على الآخر.
الشيخ: لا.
مداخلة: لا يحمل أحدهما على الآخر.
مداخلة: هذا الحديث الحقيقة فيه بيان كبير ومهم بالنسبة للدعاة الذين يشكلون تلك الأحزاب والجماعات التي لا تضع نصب أعينها يعني: الدعوة إلى الكتاب والسنة، ويزعمون أنهم يريدون أن يقيموا شرع الله إلى غير الله.
الشيخ: إذا أردنا أن نكون دقيقين في التعبير أكثر، لا نقول الذين لا يضعون نصب أعينهم دعوى الكتاب والسنة، بل لا يضعون نصب أعينهم الدعوة إلى الكتاب، وتصفية السنة.
مداخلة: يعني:
…
صحيحة المقصود طبعاً، حينئذ لا يرد هذا القول.
الشيخ: لا، كمان موصحيح، خليك مع الشيخ تهتدي، تصفية السنة.
مداخلة: والله تصفية السنة هذه
…
الشيخ: لكان
…
مداخلة: تكلفنا بما لا نطيق
…
الشيخ: أنا ما أكلفك، لا أكلف إلا نفسي، لكن أقول معنى الحديث: هم الذين
يصلحون ما أفسد الناس، ليس فقط في العقيدة وفي الفقه والعلم، بل وفي كل شيء من شؤون الحياة، منها الانطلاق لإقامة حكم الله في الأرض، فكما بدأ الرسول عليه السلام يجب نحن أن نبدأ، الحقيقة إنه المسائل التي تُبذل للوقوف في وجه هؤلاء الناس ممن أشرت إليهم من المسلمين المنحرفين، أومن غير المسلمين، لا سبيل إلى أن نقف أمامهم إلا بالعلم الذي أنزله الله على قلب محمد عليه السلام، كما أنت أشرت في تضاعيف كلامك، لأن القوة والدولة معهم اليوم، فنحن لا نستطيع أن نعمل شيئاً سوى كما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] متى عليكم أنفسكم؟ حينما يقوم كلٌّ منا بواجبه من الدعوة إلى دينه للذين من حوله، ثم يوسع الدائرة بقدر الإمكان، فمنهم من لا يستطيع أن يوسعها ولا يخرجها من بيته، ومنهم .. ومنهم .. كما لا يخفى، أما أن نصل فسوف لا يكون بتنظيمنا احنا وتحزيبنا احنا، إنما سيكون ذلك من فضل الله عز وجل علينا؛ لأنه هو الذي سيهيئ للمسلمين الظرف الذي يمكنهم من أن يخرجوا عن كونهم مستضعفين في الأرض إلى أن يصبحوا أسياداً كما كان شأن الأولين من المسلمين، فلذلك أنا أرى من الخطأ أن ننسى أنفسنا إصلاح أنفسنا، والاهتمام بالأقربين منا في سبيل الدعوة العامة هذه التي يهتم بها الآخرون فتنسيهم أنفسهم.
الآن نحن علينا أن نعمل فيما نستطيع، وسيتلو بعد هذا العمل شيء من الاتفاق والاتحاد والقوة التي لا نستطيع نحن أن نتصورها بسبب ما يحيط بنا نحن معشر المسلمين في كل العالم الإسلامي من أعداء بعضهم ظاهرون وبعضهم مختفون، والأمر كما قال تعالى:{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} [يوسف: 110] .. {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].
فعلينا العمل بما نستطيع، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها؛ لأنه القيام بالتنظيمات والتكتلات، قد جربت طوائف من المسلمين أو جماعات منهم، فما أفلحوا ولا نجحوا، فلا استفادوا من ذلك لا في داخلهم ولا في خارجهم، ومن رأى العبرة بغيره فليعتبر.
مداخلة: [خلاصتها أن المسلمين في بداية الدعوة استطاعوا سريعاً أن يتقووا وذلك في بيعة العقبة].
الشيخ: نحن .. أنت بتنظر النتيجة، وأنا قصدي نتكلم في المقدمة، هل خلقوا هكذا؟
مداخلة: لا طبعاً.
الشيخ: فإذاً، وكم مضى عليهم حتى وصلوا إلى هذه النقطة مع ملاحظة الفرق بين أوضاعهم وأوضاعنا، كم مضى عليهم حتى وصلوا إلى بيعة العقبة مثلاً؟
الشيخ: المهم أن نلاحظ أنه كل .. غاية يريد شخص أوجماعة يصلوا إليها، لا بد لها من مقدمات، فأنت الآن بتذكرنا بالرسول وصحبه، نحن الآن لا يجوز أن نقيس أنفسنا عليهم من تلك الحيثية؛ لأنه البون شاسع مع الأسف الشديد، نحن علينا أن نعيش سنيناً، إن لم نقل دهوراً طويلة؛ لإصلاح ما فسد من عقائدنا وأخلاقنا، بينما الرسول حقق هاتين الركيزتين الأساسيتين في بضع سنين مع ذول الجماعة الذين تشير إليهم فإذاً
…
مداخلة: [خلاصتها أنه ليس معنا القائد الذي يبين لنا أننا انتهينا من مرحلة ما وسننتقل إلى مرحلة تالية].
الشيخ: طبعاً.
الشيخ: نحن لسنا مسئولين عن هذا، لسنا مسئولين عن من هوالذي سيقول لنا انتهينا من المرحلة الأولى، والآن تبدأ المرحلة الثانية ثم الثالثة لسنا مسئولين عنها، نحن مسؤولون عن تطبيق آية القرآن، {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 105] نحن الآن لا نعمل، وإن عملنا عملنا بخلاف العلم، لذلك أنا يعني فكرتي ودعوتي كعنوان قائم على كلمتين، لا بد للجماعة فليكونوا مائة فليكونوا ألف، فليكونوا مليون، مش مهم العدد الآن، لكن أي جماعة لا بد أن تقوم على أساس كلمتين «تصفية» و «تربية» .
الجماعة المسلمة التي ينشدها جماعات إسلامية كثيرة لا يمكن في اعتقادي أن تقوم لها قائمة إلا على أساس من التصفية والتربية، انظر الآن الإسلام نزل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام صافياً من السماء ما فيه كلام، رباهم الرسول عليه السلام المربي الأول في هذه الدنيا، فأحسن تربيتهم، فمن الذي سيصفي هذا الإسلام الذي كان أصفى من ماء السماء، ثم دخل فيه ما دخل مما هو معلوم إجمالاً عند البعض وتفصيلاً عند آخرين، من الذي سيقوم؟ ! يجب أن يقوم بهذا أفراد يعني: من أهل العلم والفضل والتقوى والخوف من الله كثيرون، منتشرون في العالم الإسلامي، ثم يقومون باقتران بهذه التصفية التربية، تربية الأفراد المسلمين، نحن الآن ما فيه عندنا تربية أبداً، نحن بنشوف كيف إنه كل الجماعات عم تنقسم إلى جماعات، وعم تفرق بيناتهم المصالح الفردية والشخصية، وهذا أنا أعتقده أمر طبيعي جداً ولماذا؟ لأنه مضى على المسلمين قرون كثيرة، وهم يعيشون في إسلام غير مصفى، وفي جوغير مربى، ورثنا نحن هذا الخليط، ثم استيقظنا على ما يسمى اليوم بالصحوة، لكن هذه الحقيقة
صحوة فكرية لم يقترن معها بعض الصحوة السلوكية، فحينما يوجد الأمران وفي جماعة يطبقون الإسلام الذي يأمر أن تكون هناك أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، فأنا لا أرى التفكير كيف؟ من الذي سيقوم ببيان هذه المراحل التي من الناحية العملية لا بد منها، لكن من الناحية الفكرية لا سبيل إليها في اعتقادي؛ لأنه شئون الدعوة لا تقاس على شئون المادة كالاقتصاد مثلاً الذي كل دولة تضع لها نظام في كل مدة خمس سنوات، سواء اقتصادي أو صحفي أو نحو ذلك، يلمسون النتائج لمس اليد؛ لأن الأمور مادية، أما الدعوة هذه، فأنت مثلاً قد تربي ولداً لك، لا تستطيع أن تحكم متى يصلح هذا الولد ليكون مسلماً داعيةً، وهو ابنك، وهو فِلْذَةُ كبدك، ما تستطيع، فكيف تستطيع أن تحكم على ناس هم غرباء
عنك، وهناك مصالح تعتور وتحيط هؤلاء الناس الذي تريد أن تربيهم، هذا إذا كان المربي هونفسه قد تربى على الإسلام المصفى، لذلك الحقيقة نحن في الوقت اللي ينبغي أن لا نيئس من روح الله، لكن في الوقت نفسه، ينبغي أن لا نكون مغترين، ولا أن نكون مغفلين، وأن نظن إنه بيننا وبين النصر أيام قليلة وقليلة جداً، هذا الذي وقع في بعض الجماعات الإسلامية، حيث أعلنوا على غير حياء وخجل إنه في ظرف كذا، أوفي سنة كذا سينادى بالدولة الإسلامية، ثم أصبحوا كالدهر أيش؟ الدابر، خبر كان.
مداخلة: [غير واضحة].
الشيخ: يعني: سيؤدي بنفسه إلى نفسه إلى الالتقاء وإلى التجمع، وإلى التنظيم الذي لا بد منه؛ لإقامة حكم الله في الأرض، هذا لا بد منه، لكن الآن، الآن في هذه المرحلة يعني: هذه قضية بظني منطقية جداً، إنسان يريد أن يبني بناء وهو
لا يملك أرضاً، فمن العبث أن يفكر بأي شيء قَبْلَ أن يهيئ الأرض، وهكذا
سَلْسِل موضوع الموضوع هذا البناء المادي، فلا يفكر كم غرفة؟ كم طابق؟ الأرض بعد ما استحضرها، وهولا يدري سعتها أو ضيقها وهكذا، لكن لا بد من السعي لشراء الأرض، لا بد من إيجاد الأرض، لا بد من إيجاد القاعدة، فنحن الآن في صدد تقعيد القاعدة فعلاً.
مداخلة:
…
الموضوع يعني: أنا أنظر الأمر
…
الشيخ: كيف؟
مداخلة: أنا أنظر للأمر القضية متكاملة، فالأرض بحد ذاتها شراء ليس هدف، الأرض هي مطلب
…
الشيخ: ليس البحث إنه هو هدف ولا مو هدف، ما أدري ليش إنه ندخل في مواضيع ما فيها خلاف، الأرض ما هي هدف، الهدف إقامة البناء.
مداخلة: نعم، هو الهدف
…
الشيخ: طيب كويس، لكن التفكير في البناء قبل التفكير في الأرض الصالحة لهذه البنية، هذا عبث منطقي، وكذلك قضية شرعية، قبل أن توجد الناس الذين تثق بعقيدتهم وسلوكهم، من العبث أن تفكر بتكتل تقيمه.
مداخلة:
…
لا أفكر. أنا أفكر من هدف
…
الشيخ: ما هو الهدف في النهاية.
مداخلة: الهدف في النهاية أن يكون لي بنيان.
الشيخ: لا، أيش هو البنيان، أنت بتحكي من الناحية المعنوية وإلا المادية، ؟
مداخلة: أنا أحكي
…
الشيخ: المادية؟
مداخلة: أنا أفكر بالأرض.
الشيخ: طيب.
مداخلة: أنا أفكر إنه أنا هدفي النهائي إنه
…
الشيخ: طيب.
مداخلة: أنا ما أعرف
…
أول خطوة حتى يكون عندي بناء لازم يكون عندي أرض
…
فهذا راحل.
الشيخ: نعم؟
مداخلة: هذا الهدف راحل
…
الشيخ: وأنا هذا الذي أقوله.
مداخلة:
…
أول خطوة
…
الشيخ: يا أخي أنا هذا الذي أقوله، أنا عم أقول: إن النهاية ذكرت لك ما هو الهدف، الهدف بالنسبة للمثال المادي هو هذه الدار لنطمئن فيها ونسكنها، الهدف بالنسبة للدعوة هو إقامة حكم الله في الأرض، هو أن يكون هناك أمة تحكم بما أنزل الله، وتنشر الدعوة في الأرض بكل قوة وجرأة بحيث إنه لا يستطيع أحد أن يقف أمامها، فإن وقف أحد أمامها كان جزاؤه
…
مداخلة: [غير واضحة].
الشيخ: سيدي ما اختلفنا، يعني عم نقول يعني: المرحلة الأخيرة التي بدنا إياها هو هذه، لكن كيف نمشي فيها؟ ما هي المرحلة الأولى؟ أنا ضربت مثال
مادي آنفاً المرحلة الأولى تحضير الأرض، فما هي المرحلة الأولى لتحقيق حكم الله في الأرض؟ أليس هذا هو الهدف؟ طيب، فما هي المرحلة الأولى، المرحلة الأولى التصفية والتربية لا بد من ذلك.
مداخلة: لكن وأنت تقسم هدفك النهائي إلى مجموعة من الأهداف المرحلية، عليك أن تعد أيضاً لأهداف أخرى.
الشيخ: أبو يحيى الله يرضى عليك هذا مسلم فيه، لكن من هو الذي يقوم بهذا؟ من هو؟ أنا والا أنت والا زيد والا بكر.
مداخلة: هذا مثل
…
هل هي طبيعية.
الشيخ: يا أخي هذه مرحلة تأتي مش الآن، الآن بدنا نحن كما قلنا بالآية السابقة {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] هذه المرحلة الأساسية أناَّ نفهم الإسلام فهماً صحيحاً ونطبقه على من؟ ما أقدر أطبقه غير على نفسي، هذا واجبي، باقدر أطبقه على ابني هذا واجبي، زوجتي، بناتي، أولادي وهكذا، في حدود الاستطاعة، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، هذه المرحلة الأولى، وهي المرحلة صار فيها الرسول عليه السلام، ثم انظر الدقة في الموضوع، الرسول عليه السلام والأنبياء الكرام بقوا سنين يدعون إلى كلمة واحدة، وهي أن يعبدوا الله ويجتنوا الطاغوت، ما هو رأيك اليوم في المسلمين؟ المسلمين مش الكفار، المسلمين أنفسهم بحاجة إلى هذه الدعوة، يعني: ها اللي بدنا نشد ظهرنا فيهم، وبدنا نقيم الدولة على أساس الاستعانة بهم، هم بحاجة إلى دعوة التوحيد، وأخونا الآن الأستاذ عدنان بيقول: بتدندنوا وبتحكوا كثيراً.
مداخلة: [إذاً ما هو البديل عما نحن فيه].
الشيخ: البديل التصفية والتربية، كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان.
مداخلة: ما في بأس، لكن لو طبق على المئات
…
الشيخ: أنا قلت: إنه نحن ما بنقول باليأس؛ لأنه {مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، لكن نحن علينا العمل.
(الهدى والنور /149/ 02: 31: 00)