الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل يجوز تقليد السلف فيما
لم يأت عليه دليل في السنة
؟
مداخلة: قلنا: نقرأ عن بعض السلف أنهم كانوا يعملون أشياء لا نعرف سنة جاءت بذلك الأمر الذي يفعلوه هل يجوز لأحد أن يقلدهم لجلالة قدرهم ومعرفتهم بالسنة في ذلك الأمر الذي لا يعرف فيه سنة؟
الشيخ: هل تستحضر مثالاً؟
مداخلة: أستحضر مثالاً عن ابن سيرين.
الشيخ: ابن سيرين؟
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: هاه، مثلاً؟
مداخلة: أنه في مصنف ابن أبي شيبة قال: من كان يكثر التفاته في الصلاة فلا بأس أن يغمض عينيه.
الشيخ: من كان أيش؟
مداخلة: يكثر الالتفات ..
الشيخ: الالتفات في الصلاة؟
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: هاه.
مداخلة: فلا بأس أن يغمض عينيه، يقول: كان على هذا من أدركنا.
الشيخ: هاه، إيه، لكن هذا مثال لما قلت؟
مداخلة: يعني .. هذا ما نعرف سنة جاءت تحث على مثل هذا ..
الشيخ: لكن هذه ليست سنة.
مداخلة: هذه ..
الشيخ: هذه لا يقال فيها سنة بارك الله فيك.
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: على كل حال، احفظ سؤالك هذا فسأجيبك عليه، الجواب بالنسبة للسؤال وأرجو أن كل سؤال مسجل عندك حتى تربط الجواب به: إذا كان الشيء الذي لا نعرفه في السنة المروية عن الرسول عليه السلام، إذا كان من عمل السلف ليس من عمل فرد من أفراد السلف، وإنما هومن عمل جماعة من السلف فنحن نعمل به، ونرى الاقتداء بهم لما ذكرته، ماشي إلى هنا جواب سؤالك؟
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: طيب، لكن مثالك لا يصلح تمثيلاً للسؤال وللجواب، لم؟ إنما كان يمكن أن يكون المثال مثلاً صالحاً للسؤال فيما لو كانوا يتعبدون الله بغمض العينين، والمثال ليس كذلك، المثال كما قرأت، إنما هو بالنسبة لمن يلهيه النظر ويحمله النظر إلى الالتفات يمنة ويسرة، حينئذ مجاهدة لنفسه يغمض عينيه، وليس تعبداً إلى ربه عز وجل، هذا فرق بين أمرين؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب، ينتج من وراء هذا التدقيق في مناقشة الأثر: أن من كان لا يلتفت ولا ينتهي بصلاته ببصره فهولا ينبغي له أن يغمض عينيه أليس كذلك؟
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: إذاً: المثال ما يصلح به السؤال.
مداخلة: لكن ما مر بكم مثل هذا الفعل؟
الشيخ: لا.
مداخلة: نعم.
الشيخ: إلا أننا نحن سنقول: أليس من السنة أن ينظر المصلي إلى موضع سجوده؟
مداخلة: بلى.
الشيخ: طيب، إذاً: هذا خلاف السنة، غمض العينين خلاف السنة، لكن أنا لا أقول: بالنسبة للمثال، وهذا كله قائم على إغماض العينين عن صحة سند هذا الأثر ..
مداخلة: صحيح يا شيخ.
الشيخ: فهل أنت على صحة منه؟
مداخلة: نعم، على صحة منه، في ابن أبي شيبة.
الشيخ: وهذا لا يكفي.
مداخلة: لا، على صحة ..
الشيخ: يعني: درست إسناده؟
مداخلة: نعم، رأيت إسناده ودرسته.
الشيخ: طيب، هل تعرف أين هو بسهولة؟
مداخلة: يصعب شوية، لكن أظنه في المجلد الثاني من ابن أبي شيبة، ولكن
…
الشيخ: إن السنة كما يقرر ذلك ابن قيم الجوزية في زاد المعاد في هدي خير العباد: ألا يغمض عينيه، ويستدل على ذلك بأمور: منها حديث سعد بن الحنظلية المروي في سنن أبي داود: «أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل طليعة، فكان وهو يصلي ينظر إلى الشعب الذي سيطل منه ذلك الطليعة» ، وأشياء منها قوله عليه السلام كما هو ثابت في الصحيحين:«لا تسبقوني بالركوع والسجود فإني أراكم من خلفي كما أراكم من أمامي» ، فهذا أيضاً يدل أن الرسول عليه السلام لم يكن من هديه أن يغمض عينيه في الصلاة، لكن الأثر هنا معالجة خاصة بمن يغلب عليه الالتفات فيقول: يغمض عينيه، لكن هذا ليس مثالاً، أنا ودي أقول بما جاء في السؤال. غيره. نعم.
(الهدى والنور /734/ 33: 30: 00)