الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معنى التصفية والتربية وماذا بعدها
السائل: ما معنى التصفية والتربية وماذا بعد هذه المرحلة؟
الشيخ: هذا بحث طويل جدا لا مجال أن يبحث في مثل هذه الأجوبة لكننا لابد أن نقول كلمة موجزة إن المجتمع الإسلامي اليوم مجتمع واسع وعظيم جدا يعد الملايين المملينة وقد اقترن في هذه الأيام في هذا المجتمع ما يسمونه بالصحوة لأن المسلمين كانوا كالنائمين لبعدهم عن تطبيقهم لأحكام الدين ثم صحوا بعد لأي وبعد زمن متأخر إلى وجوب رجوع المسلمين إلى دينهم كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الأحاديث: «إذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» والحديث لعلكم تذكرونه وأوله: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» ومما لا شك فيه مع الأسف الشديد أن المسلمين اليوم أذلاء في كل مكان إلا ما شاء الله وأي ذل أكبر من احتلال أذل الناس لبلاد مقدسة هي فلسطين والمسلمون ينظرون إليهم ويسمعون الانتفاضة في كل يوم يقتل فيها كثير من المسلمين والمسلمون من حولهم ينظرون ويتفرجون لا شك أن هذا من أكبر الذل الذي أصاب المسلمين فما هو الحل؟ لقد اختلفت آراء الجماعة الإسلامية في الوقت الحاضر في تصور الحل ليعود المسلمون إلى مجدهم وعزهم الغابر ويتمكنون من طرد العدو الظالم ، والذي نراه ولا نشك في ذلك هو ما ندندن حوله في مثل هذه
المناسبة مما نسميه بالتصفية والتربية لا بد من هذين الركنين الأساسيين لتحقيق الإصلاح المنشود لإعادة المسلمين إلى عزهم القديم وأنا أعني حينما أقول بالتصفية: تصفية الدين مما دخل فيه من كل جوانب الدين ، سواء كان الدخيل في العقائد أوفي العبادات أوفي الأخلاق والسلوك أوفي غير ذلك من جوانب الدين الكثيرة ومن ذلك ما هوالأصل الثاني من
الشريعة الإسلامية ألا وهي السنة فقد دخل فيها كما تعلمون كثير من الأحاديث التي لا صلة لها بنبينا عليه الصلاة والسلام بل هي مفتراة عليه لا بد من إجراء مثل هذه التصفية العامة وذلك يتطلب قيام ألوف لا أقول مئات فضلا عن عشرات العلماء بل ألوف العلماء في كل البلاد الإسلامية أن يقوم كل منهم بواجب تخصصه بتصفية الإسلام مما دخل فيه هذا يصفي العقيدة من أدرانها ومن الشركيات التي دخلت فيها ومن الانحرافات التي سلطت باسم التأويل عليها ونحوذلك وذاك يقوم بتصفية كتب التفسير مما فيها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات المكذوبة التي لا يليق بالمسلم أن يرويها وما أكثرها والثالث يقوم بكذا وكذا إلى آخره حتى يعود الإسلام بهذه الجهود المباركة المتكاتفة إلى نقائه الأول هذا لابد منه.
ثم الشيء الثاني الذي أعنيه بكلمة التربية ينبغي أن يقترن مع هذه التصفية تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى أنا أقول آسفا ومصرحا هناك صيحة وهناك صحوة علمية ولكن ليس هناك إصلاح أخلاقي وتقويم لسلوك المسلمين حتى طلاب العلم منهم فضلا عن غيرهم حتى الذين ينتمون إلى السنة وإلى العمل بالحديث، فنجد شكاوى كثيرة من كثير من أفرادهم، من ذلك مثلا أن بعضهم لا ينهض لصلاة الفجر كسلا ولا مبالاة كذلك قد لا يهتم بعضهم بإقامة الصلاة مع الجماعة وهومسلم يصوم ويصلي ولكنه لا يهتم
بتحقيق هذه العبادة مع جماعة المسلمين هذا مثال قريب ومشاهد مع الأسف بين كثير من المسلمين ، كذلك نجد في بعضهم انحرافا سلوكيا أخلاقيا منها أن بعض الدعاة منهم فضلا عن غيرهم ينطلقون في دعوتهم على القاعدة الكافرة التي تقول:(الغاية تبرر الوسيلة) فتجد بعضنا نحن فضلا عن أولئك يرى أن يكذب لمصلحة فأنا مثلا يرن جرس التلفون يقول عندي سؤال.
من أنت؟ يقول: طالب علم. سبحان الله! ألا يدري أن هذا المجيب بأن كل سائل خاصة حينما يسأل السائل الذي هوأنا ، أن الذي سألني هوطالب علم، هذا يشبه تماما ما جاء في الحديث الصحيح وهذا هوالتربية على الأحاديث الصحيحة ، كما في صحيح مسلم أن رجلا طرق الباب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:(من) - يسأله الرسول عليه السلام: الطارق من - فقال: «أنا» إيش أنا؟ ما عرف نفسه بالنبي وهو يسأله ليعرفه ، فما كان منه عليه السلام إلا أن أنكر عليه هذه اللفظة وهي قوله «أنا» بأن كررها عليه السلام مؤنباً له فقال:«أنا، أنا» إيش أنا ، أنا؟ فحينما نسأل من أنت؟ يقول: طالب علم ، يا أخي معروف أنك طالب لكن من أنت؟ يُسَمِّي نفسه ويُسمِّي نفسه بغير اسمه لماذا له غرض الله أعلم ما هو في نفسه فيسمي نفسه باسم لا يعرف به هذا كله داخل في فساد أخلاق المسلمين اليوم وهذه الأمور كثيرة وكثيرة جدا لا يمكن إحصاؤها وما أحسن ما يروى عن شوقي مصر أنه قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
…
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
كيف لا ورسولنا صلوات الله وسلامه عليه يقول: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وإن تعجب فعجب أن بعض الجماعات الإسلامية من منهجهم أن لا يهتموا بهذه التربية الأخلاقية ويقولون هذا زمانه حينما تقوم الدولة المسلمة
أما الآن فيجب أن نوجد في المسلمين فقط شيئا واحدا وهي اليقظة السياسية ولكي يهتموا لإقامة الدولة المسلمة ، بعد ذلك تأتي تربية النفوس على الأخلاق والآداب ، يأتي موضوع إثارة الحجاب وأنه فرض على النساء وتحريم التبرج منهن ونحوذلك ، هذا صار نظاما مخالفا للإسلام فنقول لابد لتقوم قائمة المسلمين ويعود إليهم مجدهم القديم من الرجوع إلى الدين كما قال عليه السلام في الحديث السابق ، وهنا نقول حينما قال عليه السلام:«حتى ترجعوا إلى دينكم» وهذه نقطة حساسة جدا لا ينتبه لها أكثر الدعاة الإسلاميين اليوم هم يومنون أن هذه حقيقة أنه لا نجاة للمسلمين من هذا الوضع الذليل الذي هم فيه إلا بالرجوع إلى الدين لكنهم يغفلون أويتغافلون عن حقيقة الدين هذا الدين من أوصافه قوله تبارك وتعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} من صفات هذا الدين أنه تم وذلك يستلزم سد باب الإبتداع في الدين إلى الآن تجد ناس من هم أكثر الأمة الإسلامية خاصة وعامة يعتقدون أنه لا مانع من إحداث بدع يسمونها بدعة حسنة وهذا مثال ، والأمثلة تكثر وتكثر جدا حينما قال عليه السلام:«حتى ترجعوا إلى دينكم» إنما يعني الدين الذي أتم الله نعمته علينا بإكماله فأين الجهد ليرجع المسلمون إلى دينهم المصفى من كل دخيل كما ذكرتُ آنفا ثم أين التربية التي يجب أن تقترن مع هذه التصفية هما أساسان ونتيجتان هامتان جدا جدا لا سبيل لنهضة إسلامية حقيقية إلا على
أساسهما.
(فتاوى جدة- أهل الحديث والأثر (17) /01: 58: 26)