الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقصود بسنة الخلفاء الراشدين
مداخلة: هل يجيز قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين»
…
إلى آخر الحديث،
…
أفعال الخلفاء الراشدين، نرجو
…
الشيخ: لا شك في أن ما اجتمع عليه الخلفاء الراشدون ولم يكن بطبيعة الحال هناك سنة تخالفهم، لا شك في
…
على شيء، لكن لعل السائل أوعلى الأقل بعض الحاضرين يتوهمون من الحديث أنه يدل على حجية قول أحد الخلفاء الراشدين ولوكان لوحده، فلذلك أقول: لا يعني الحديث شيئًا من هذا، وبمعنى أوضح: قوله عليه السلام: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» إما أن يقدر المضاف المحذوف لفظة أحد فيقال: وسنة أحد الخلفاء الراشدين وإما أن يقدر لفظ مجموع الخلفاء الراشدين وحينئذٍ يظهر الفرق بين المعنى الأول والمعنى الآخر، المعنى الأول يفيد لو صح أن أحد الخلفاء الراشدين لو تفرد برأي صار حجة، بخلاف التأويل الآخر وهو التأويل الصحيح فإنما يعني أن اجتماع الخلفاء الراشدين على رأي فهو حجة وكما قلت هذا هو الصواب، وهذا التعبير النبوي كأنه مقتبس من التعبير القرآني في مثل قوله تبارك وتعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] فإن قوله عز وجل: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] يأتي فيه ما ذكرناه من الاحتمالين في الحديث السابق: «وسنة الخلفاء الراشدين» كذلك يمكن أن يقال: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ
الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] أي: ويتبع غير أحد سبيل المؤمنين، ولا شك أن هذا المعنى غير مراد في هذه الآية، وإنما المقصود مجموع المسلمين
…
{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] جميعًا، ولهذا كان الإمام الشافعي ممن لفت النظر من السابقين الأولين إلى أن هذه الآية حجة في إثبات حجية الإجماع .. إجماع المسلمين، ومعنى ذلك أنه لم
…
أن معنى الآية ويتبع غير سبيل أحد المؤمنين، هذا المعنى لا يراد وإنما كما فهم الشافعي ويتبع غير سبيل المؤمنين جميعًا، كذلك الحديث تمامًا:«وسنة الخلفاء الراشدين» جميعًا وليس أحد منهم فقط، هذا معنى الحديث نعم.
(أسئلة وفتاوى الإمارات - 3/ 00: 09: 38)