الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولوية الدعوة السلفية
مداخلة: فضيلة الشيخ! لقد انقسم الشباب إلى أحزاب وجماعات، فمنهم من يقول: الدعوة إلى التوحيد هي الأصل الأصيل لهذا الدين، وإليه يرجع عقيدة السلف أوترجع عقيدة السلف، ومنهم من يقولك: التربية والتصفية واجتماع الأمة هو الآن الذي تحتاجه الأمة في هذا الزمان، والبعض يقول: انتشال الشباب من الحضيض إلى الرفعة هو هدف الأمة وهدف الإسلام، فنرجو كلمة متوسطة في هذا المجال، والحث والتوجيه إلى المنهج الصحيح السليم.
الشيخ: في اعتقادي أن ما سبق من الكلام يمكن اعتباره جوابًا عن هذا السؤال، ولا بد من شيء من البيان:
في السؤال أن بعض المسلمين اليوم يهتمون أو يرون الاهتمام بالدعوة إلى التوحيد، وناس بالتصفية والتربية، وناس بجمع الكلمة، ونحو ذلك، فأقول: إن البدء في الدعوة إلى التوحيد هي سنة الأنبياء والرسل من قبل، فإن الآيات متوفرة على أن الله عز وجل ما أرسل نبيًا إلا دعا قومه إلى عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له، وما قصة نوح عليه السلام في السورة التي سميت باسمه عنكم ببعيد، ولكن الابتداء بالتوحيد لا يعني الانصراف عن الدعوة، الإسلام ككل لا يتجزأ وذلك لا بد من أن يكون الداعي، وأنا قلت في الأمس القريب وفي اجتماع مبارك كاجتماعكم هذا أو أكبر: الدعوة إلى الله عز وجل ينبغي أن يكون الدعاة على قسم وافر من العلم، وقد ذكرنا لكم آنفًا ما هو العلم، وأنه هو
كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح.
فالداعية ينبغي أن يكون من أهل العلم وليس ممن أوتي شيئًا قليلًا من الثقافة ثم هولا يعلم ربما التوحيد نفسه من كل وجوهه حتى يتم فهمه بكلمة الشهادة: لا إله إلا الله، فكيف به يستطيع أن يكون داعيةً، وهوالذي يؤتى حظًا وافرًا من العلم، فالدعوة يجب أن تكون أولًا من العلماء، ثم يجب أن تكون كاملة وجامعةً لهذا الإسلام الذي قال الله فيه في القرآن:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران: 19].
فلئن كان بعض الناس يهتمون بالدعوة إلى التوحيد وهذا واجبهم فذلك لا يعني أنهم لا يدعون إلى كل ناحية من نواحي الإسلام لكن هذا يعني أن الداعية يجب أن يكون على علم بكل .. أوعلى الأقل بأكثر أبواب الشريعة، والناشئون اليوم ممن ينتمون إلى ما يسمون بالدعاة، ثم يختلفون في الطريق الذي ينبغي أن يسلكوه في الدعوة، وكما سمعتم في السؤال وإن كان هذا السؤال ليس واضحًا جدًا؛ لأنه لا اختلاف اختلافًا كثيرًا بين خطة وأخرى، ولكن الذي يجب أن تكون كل الدعوات التي نسمع صوتها في كل البلاد الإسلامية على كلمة سواء ألا وهي: أن ندعو إلى الله على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى منهج السلف الصالح، مع الحض للناس على أن يحرصوا على الفعل أكثر من
…
على القول، وهذا كله سبق تفصيل الكلام فيه فيما سبق فنكتفي بهذه الكلمة.
(رحلة النور 42 ب/00: 01: 13)