المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌هل البيعة فرض على كل مسلم ولمن تكون في هذاالزمان وبيان أن حل مشكلة العالم الإسلاميهي عن طريق التصفية والتربية - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ١

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌شكر وتقدير

- ‌مع القراء وإليهم

- ‌جامع المنهج

- ‌كلمة أخيرة

- ‌مقدمة شيخنا أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني -حفظه الله- لأعمالنا

- ‌مقدمة شيخنا الكريم علي حسن عبد الحميد الحلبي-حفظه الله- للمشروع

- ‌المنهج السلفي

- ‌مقدمات تعريفية بالمنهج السلفي

- ‌هل المنهج يدخل في العقيدة أم الأحكام

- ‌التعريف بالسلفية وبيان أنها نسبة إلى العصمة

- ‌هل يجوز مخالفة إجماع الناس فيزمان ما على خلاف ما كان عليه السلف

- ‌المقصود بالقرن في قول النبي صلى الله عليه وسلم:«خير القرون قرني»

- ‌نصيحة بأهمية الأخذ بمنهج السلف وبيان خطورةالتنكُّب عن ذلك بضرب أمثلة من أبواب الاعتقاد

- ‌أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم

- ‌حال حديث: ما زالت طائفة من الغرب

- ‌ما المقصود بسنة الخلفاء الراشدين

- ‌باب منه

- ‌حول حديث الطائفة المنصورة

- ‌حديث الطائفة المنصورة ووصفهم بأنهم يقاتلون

- ‌الطائفة المنصورة هل هم أهل الحديث؟مع ضرب أمثلة على أهل الحديث من القديم والحديث

- ‌من هي الطائفة الظاهرة المنصورة

- ‌ما المقصود بالتزام الجماعة

- ‌هل الأمة التي ستفترق هي أمة الإجابة أم أمة الدعوة؟ وهل الفرقة الناجية مجموعة أشخاص لهاشعارات تُمَيِّزها

- ‌بيان المنهج السلفي (فهم السلف-الطائفة المنصورة-الفرقة الناجية)

- ‌هل الطائفة المنصورة والفرقة الناجية واحدة

- ‌الفرق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية

- ‌باب منه

- ‌كيف نفهم السلفية

- ‌الجمع بين حديث «أمتي كمثل المطر»؛وحديث «خير الناس قرني»

- ‌نصيحة من الشيخ لرجل نصراني أسلمبالاعتناء بمعرفة الإسلام المُصَفَّى

- ‌ما المقصود بالمفارق للجماعة

- ‌حول تعيين العدد في حديث الفرق

- ‌نصيحة للمسلمين

- ‌أولوية الدعوة السلفية

- ‌هل السلفية حزب

- ‌ما هي الفرقة الناجية

- ‌المنهج الصحيح في الدعوة السلفية

- ‌هل هناك أوصياء على الصحوة الإسلامية

- ‌السلفية: علم وعمل

- ‌الدعوة السلفية في اضطراب

- ‌الجمع بين حديثي: مثل أمتي، وخير الناس

- ‌هل توجد جماعات تدعو إلى اللهعلى الكتاب والسنة

- ‌كن رجلاً يعرف الرجال بالحقوليس يعرف الحق بالرجال

- ‌من هم الغرباء

- ‌أهل السنة يذكرون ما لهم وما عليهم

- ‌مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم

- ‌السلفية والغزو الفكري

- ‌الوقوف عند الدليل ليس جمودًا

- ‌نصيحة للأمة بالرجوع للكتاب والسنة

- ‌السلفية وحركات العنف

- ‌السلفية وأهمية العلم

- ‌السلفية وأهمية العلم

- ‌من تمسك بالسنة لا يضيعه الله أبداً

- ‌رأي الشيخ في كتاب السلفية للبوطي

- ‌الكلام على أهمية إضافة قيد فهمالسلف إلى جانب الكتاب والسنة

- ‌أهمية إضافة قيد فهم السلفللكتاب والسنة

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌كلمة على شروط قبول العمل الصالح

- ‌هل يجوز تقليد السلف فيمالم يأت عليه دليل في السنة

- ‌كلمة هامة حول منهج السلف

- ‌حجية قول الصحابة،والكلام على الخلاف بينهم

- ‌أهمية الرجوع إلى فهم الصحابةللأحكام الشرعية

- ‌بين حديث سنة الخلفاء الراشدين،وحديث: اقتدوا باللذين من بعدي

- ‌المقصود بسنة الخلفاء الراشدين

- ‌قيد هام حول اشتراط فهم السلف:أنه في النصوص التي تحتمل أوجه

- ‌التصفية والتربية

- ‌هل البيعة فرض على كل مسلم ولمن تكون في هذاالزمان وبيان أن حل مشكلة العالم الإسلاميهي عن طريق التصفية والتربية

- ‌هل التصفية والتربية منهج ينبغي أن يتربىعليه كل العالم الإسلامي أم أغلبه

- ‌لا عودة إلى الأخلاق الإسلاميةالحميدة إلا بالتربية

- ‌معنى التصفية والتربية وماذا بعدها

- ‌بركة التصفية

- ‌من هم الغرباء وكلمة حولالتصفية والتربية

- ‌حاجة الدعاة إلى التربيةوالإخلاص في دعوتهم

- ‌لمن البيعة؟ .. ثم متى الوصول؟والكلام على التصفية والتربية

- ‌علاج الاختلاف والتفرق، وفيه الكلام علىتربية قاعدة وهي جيل كامل من المسلمينالمتفقهين في عقديتهم

- ‌هل تعدت الدعوة السلفيةمرحلة التصفية والتربية

- ‌اتهام: منهج التصفية والتربيةلا يكفي لإنشاء الدولة الإسلامية

- ‌مرحلة التصفية والتربية متى تنتهي

- ‌كيفية إقامة الدولة الإسلامية(العقيدة-العلم-التصفية-التربية)

- ‌توحيد الربوية، وتوحيد العبادة، وتوحيد الصفات:

- ‌التربية .. تربية الأولاد

- ‌المسجد ودوره في التربية

- ‌متى يصبح العالم مؤهلاً للتصفية، ،وهل طريق التربية هو نقل الإنسانمن البيئة الفاسدة إلى الصحية

- ‌التصفية والتربية هي الطريق لإيجادحاكم أهلٌ لمبايعة المسلمين

- ‌الأزمة والحل: العلم والعملالتصفية والتربية

- ‌الاعتناء بالتصفية والقصورفي التربية

- ‌الخلل في التربية بين أبناء الصحوة

- ‌السمر وراء التلفاز من فتنالعصر الحاضر

الفصل: ‌هل البيعة فرض على كل مسلم ولمن تكون في هذاالزمان وبيان أن حل مشكلة العالم الإسلاميهي عن طريق التصفية والتربية

‌هل البيعة فرض على كل مسلم ولمن تكون في هذا

الزمان وبيان أن حل مشكلة العالم الإسلامي

هي عن طريق التصفية والتربية

السؤال: بالنسبة لهذا الموضوع حساس، حساس لأنه يمس كل مستطيع ..... موضوع البيعة، هل ترى أن البيعة فرض على كل مسلم يريد أن يلاقي ربه بوجه سليم، وبقلب سليم وبعمل سليم، وإن كان هذا فلمن تكون البيعة في هذا الزمان.

الشيخ: هذا الذي كنت أريد أسألك عنه أنت تعرضت له، البيعة لمن لمفقود أم موجود؟ البيعة لمفقود غير وارد، إذاً: البيعة يجب أن تكون لموجود، فأين هذا الموجود الذي يجب أن يبايع من جهة، ويصدق عليه إذا لم يبايع هذا الموجود قوله عليه السلام:«من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» أين هذا الذي ينبغي أن يبايع بناء على هذا الحديث وأمثاله من الأحاديث، لذلك من الخطأ البحث في أمر غير موجود هل يجب مبايعته أم لا، إنما الواجب السعي لإيجاد المجتمع الذي ينبع منه الشخص الذي يجب مبايعته.

أنا أشعر بأن هذا الكلام على قلته هو جواب سؤالك، لكن من ناحية الأخرى قد أشعر أنك أنت ما ارتويت من الجواب، فالري هذا يحتاج إلى النضح، فهات نرى أنت انضح ما عندك، وبعد هذا الجواب.

ص: 367

مداخلة: لا شك أنك تتورط كاره في هذا.

العمل لإيجاد المجتمع الذي ينبع منه أو يوجد من خلاله هذا الشخص كما أنه من الصعب جداً في هذا الزمان وفي هذا الواقع أن نعالج وأن نسأل ونستفسر .... عن واقع ذلك، واقعنا صعب جداً، كيف تعمل الآن لإيجاد هذا المجتمع، .... والحركات كثرت، حتى إن الحركة الواحدة انفصلت في حد ذاتها إلى حركات كثيرة، فكيف تعمل؟ وكلٌّ يدعي أنه على حق، فأنا الحقيقة أريد إيضاح من خلال النظر إلى واقعنا الحالي بالضبط في واقع البلاد الإسلامية والحركات الإسلامية؟

الشيخ: هذا الجواب

جوابك سيكون غريب شوية مبدئياً لكن ستجده صواباً، تعرف أمرئ القيس ماذا قال لصاحبه، قال:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه

وأيقن أنا لاحقين بقيصر

فقلت له لا تبك عينيك إنما

نحاول ملكاً أونموت فنعذر

ما رأيك في هذا الكلام الذي نبع من جاهلي، هويسعى وراء الملك الدنيوي، لكن انظر ماذا قال:

وإنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذر

إما أن نُحَصِّل الملك وإما أن نموت ونحن معذورين، هذا كلام جاهلي وضعه في أمر دنيوي، نحن نضعه في أمر ديني، أعني بهذا بشيء من التوضيح:

نحن لا نستطيع أن نحل المشكلة التي أنت وصفت جانباً منها، لما ذكرت الأحزاب وما ذكرت مثلاً الدول المحيطة المستعمرة إشي مباشرة وإشي فكرياً .. إلخ، نحن ما نستطيع بعجزنا وبعجرنا وبجرنا ما نستطيع أن نحل المشكلة، لكن

ص: 368

علينا أن نسعى، وهنا الشاهد، وعلى الله التمام، علينا أن نسعى.

لنرجع فكرياً إلى ما قبل أربعة عشر قرن، إذا تصورنا ضعف الرسول وأصحابه من الناحية العَدَدِية والعُدَدِية، واستحضرنا أيضاً قوة الدولتين العظيمتين يومئذٍ واللتين تشبهان الدولتين العظيمتين اليوم فارس والروم، هل كان يخطر في بال أحد أنه يمكن هذه القلة القليلة عَدَداً وعُدَداً أنها تنتصر على الدولتين العظيمتين؟

هذا من حيث الحسابات المادية مستحيل، لذلك المسلم لا يحصر فكره فقط في الأسباب المادية التي يجب أن يأخذ بها، لذلك أنا قلت: علينا أن نأخذ بالأسباب، أما القضاء على المشكلة ما هي باتخاذنا نحن الأسباب، هناك شيء من وراء الغيب يأتي حتماً بوعد الله الصادق حين قال:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، فالخطأ الذي يقع فيه كثير من الشباب المسلم أنه يفكر تفكير غربي، أي: يفكر تفكير مادي، أنه هذه الأمة المتفرقة بعضها على بعض، والمسيطر عليها كما ذكرنا آنفاً وهو معلوم لديكم، كيف يمكن هذه تعود لها مجدها؟

الجواب: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] ليس بقوتنا، وإنما بقوة الله عز وجل التي لا تقهر، ولكن هذا لا يعني أن نظل ضعفاء مادة ومعنى، لا، {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُواللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60] إذاً: المسألة سهلة وصعبة، سهلة فيما إذا نحن أخذنا بالأسباب الكونية والشرعية، ولا يهولنا بعد ذلك هذا العدد الضخم المعادي لهؤلاء المسلمين

، لأن التاريخ يعيد نفسه، معنى هذه الجملة: سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

مما جاء في القرآن: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا

ص: 369

فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} [يوسف: 110] الرسل هؤلاء، فما بالك نحن؟ لكن نحن علينا أن نأخذ بالأسباب فنتوكل على رب الأرباب، ما نقعد نفكر بالأسباب نحن ما نعمل بالنسبة لكلا الدولتين العظيمتين؟ نحن نقدر ننتصر عليهم؟ لا ما نستطيع، إذا ما اعتمدنا على أنفسنا، أما إذا اعتمدنا على ربنا وعلى أحكام شريعته التي أمرنا بها، لا شك أن الله عزوجل سينصرنا، لأن الله لا يخلف وعده، {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].

ولذلك أنا عندي فكرة ووضعت لها عنواناً من نحو أكثر من عشر سنوات، طريق الخلاص من الوضع الذي نحن فيه هو ما أعبر عنه بكلمتين: لابد من التصفية والتربية، تصفية الإسلام مما دخل فيه، والذي دخل فيه أكثر مما فيه.

مداخلة:

أعداء الإسلام من الإسلام؟

الشيخ: لا، هو من المسلمين الجهلة، يعني: إذا تعددت الأسباب، تعددت الأسباب والموت واحد، فيه شيء نبع من أنفسهم، وفيه شيء طرأ عليهم من أعدائهم، أظن تبين لك ماذا نعني بالتصفية، التصفية تعني تصفية العقائد التي دخلت في أفكار المسلمين والإسلام بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب كما يقال.

تصفية الأحاديث النبوية من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وما أكثرها، ما تسمع خطبة في مسجد في إذاعة إلا وتجد فيها حديث أو أكثر ضعيف أو موضوع، تصفية الفقه الإسلامي مما فيه من آراء وأفكار بعضها نبعت من مجتهدين علماء، لكنهم غير معصومين، وبعضها صدرت من ناس ليسوا من أهل العلم، وإنما مقلدين، تصفية تصفية، وبعدين تصفية السلوك من الانحراف عن الكتاب والسنة، والسلوك الصوفي مثلاً الذي يزهد في الدنيا، ويخالفوا مثل قوله

ص: 370

تعالى: {وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]، وإن كان هذا الخطاب خلافاً لما يظن كثير من المسلمين بسبب عدم دراستهم للقرآن الكريم، هذا الخطاب ليس موجهاً من الله للمسلمين مباشرة، وإنما هوحكاية عن المؤمنين أتباع موسى قالوا لقارون:{وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]، فهذا كلام المؤمنين ينصحون قارون، معروف هذا الذي كان من أغنى الناس في ذاك الزمان.

لكن هذا كلام حق، إذ أنه ينبغي أن نفرق بين أن يكون هذا الكلام خرج من الله موجهاً إلى المؤمنين مباشرة وبين أن يكون الله حكاه عن المؤمنين ينصحون مثل قارون هذا، مثل قوله تعالى:{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف: 53] كثير من الناس يتوهموا أن هذا كلام يوسف، بينما هوكلام امرأة العزيز، هي التي قالت: وما أبرئ نفسي.

الشاهد: فيجب التصفية والتربية، تصفية الإسلام من كل ما هوغريب عنه، وهذا يحتاج إلى جهود جبارة جداً، وأن يقترن مع هذه التصفية تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى، الآن ما أظن فيه خلاف أن من مصائب المسلمين اليوم تكالبهم على الدنيا، بدليل ما يسألوا حرام أحد، الربا يحاولوا يغطوه بما يسمونه بالحيل الشرعية، ومن هنا نبعت البنوك الإسلامية زعموا، وهي واجهة فقط، ما فيه فرق بينها وبين غيرها إطلاقاً، بل بعض من يتعامل مع البنوك يقول لك: بعض البنوك التي ما هي واضعة الواجهة هذه واللافتة أرحم من البنك الإسلامي، بالأمس سأل أبومحمد يريد يشتري له

مداخلة: الطريقة هذه تحايل.

الشيخ: .. ربا مكشوف، وهذا من أخطر ما دخل في الإسلام، وهوالاحتيال على ما حرم الله بأدنى الحيل، وقد حذرنا الرسول عليه السلام بطريق حكايته عن

ص: 371

معاقبة الله عز وجل لليهود بسبب أكلهم الحرام وهم يعلمون لكن مع الاحتيال، قال عليه السلام:«لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها، ثم باعوها، ثم أكلوا أثمانها، وإن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه» ما معنى الحديث؟ في القرآن الكريم ما يشير إلى هذا الذي حرمه الله على اليهود، قال تعالى:{فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} [النساء: 160] ما هي الطيبات التي حرمت عليهم؟

يذبحوا الذبيحة الحلال ما يجوز يأكلوا الشحم، كيف نحن نرمي الغائط الذي في الكرش

الدهن منه، ويأكلوا اللحم الأحمر، عقوبة من الله بسبب ظلمهم، وقتلهم الأنبياء بغير حق، ما صبر اليهود على هذا الحكم الإلهي، هذا بيانه في الحديث الذي ذكرته آنفاً، ماذا فعلوا؟ أخذوا هذه الشحوم ووضعوها في القدور الحلل الضخمة الكبيرة، أوقدوا النار تحتها، سالت، أخذت شكلاً غير الشكل الطبيعي، هذا هوالاحتيال، فبهذا زين لهم الشيطان أن هذا ما بقى شحم، هذا غير الشحم الذي الله حرمه، فباعوه، صاروا يبيعوه ومن قبل كانوا يرموه، هكذا الله حكم عليهم، فباعوه وأكلوا ثمنه، قال عليه السلام:«وإن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه» .

وقصة السبت مذكورة في القرآن ما تخفى على مسلم، ما تصطادوا يوم السبت، يوم حرم الله عليهم العمل، لكن وضعوا السدود وحبسوا السمك ليجدوا الخلجان يوم الأحد تغلي غلياناً من السمك.

المسلمون اليوم وقعوا في مثل هذا في جوانب كثيرة كثيرة جداً ظاهرة مكشوفة في البنوك الإسلامية، وكل يوم تطلع فتاوى لاستباحة ما تفعله البنوك من أكل أموال الناس بالباطل، فهذا لا يمكن أن الله عز وجل ينصر المسلمين

ص: 372

وهم في هذا الوضع من الاحتيال على ما حرم الله عز وجل.

فإذاً: كلمتان لابد من التصفية والتربية، كثير من الناس صالحون يقومون الليل والناس نيام، لكن لا تقبل صلاتهم وعبادتهم، لأنه على خلاف السنة، وفي السنة الصحيحة في البخاري ومسلم:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهورد» نحن نعرف بعض الجماعات الإسلامية يجتمعوا كل يوم جمعة يحيوها، فيه سرايا عندهم، تجتمع هذه السرايا ليلة الجمعة ويتعبدوا، هذا جهل، لأن الرسول يقول:«لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام ولا نهارها بصيام» فإذاً: هذه الأفكار تحتاج إلى نقض من جديد، وإقامة السنة الصحيحة مقام هذه الأفكار الدخيلة في الإسلام.

وهذا بحث طويل وطويل جداً، لكن عنوانه: لابد من التصفية والتربية، اليوم تصفية لا يوجد إلا في أفراد في العالم الإسلامي، وأنا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك ألوف مؤلفة من علماء المسلمين منتشرين في هذا البحر الإسلامي يدعون المسلمين ليلاً نهاراً للرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ثم أن يعنى بالأطفال بتربيتهم منذ نعومة أظفارهم على هذا الإسلام المصفى، وحينئذٍ يستقيم المسلمون على الجادة، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.

السؤال: بالنسبة يا شيخ الجهود الكلام عن جهود العلماء، لكن أسلوب الدعوة سيكون كيف، العلماء هؤلاء فيه ناس تقول: نحن لابد أن نكون ضمن جماعة، أنا أعرف أنه بالزمن السالف من التاريخ الإسلامي ما كان فيه حركات إسلامية تعمل، حركة فلان وحركة فلان، كان أسلوب علماء، هم الذين ينشروا، هم الذين لهم

وإقامة الدعوة في أكثر من مكان.

الشيخ: التحزب هو ينافي الإسلام، ويفرق المسلمين، وإن كان فيهم قوة يبددها ويضعفها، لأنه قال تعالى:{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53].

ص: 373

مداخلة: إذاً: كيف تكون الجهود؟

الشيخ: الكيفية كل إنسان بعلمه يدعو الناس إليه بدون تحزب لشخص معين أو جماعة معينة، كما أنت تلاحظ في كلامك كيف كان الأولون، لهذا من الكلمات المأثورة:

وكل خير في اتباع من سلف

وكل شر في ابتداع من خلف

لم يكن في الزمن الأول تحزبات وتكتلات بين المسلمين، فيجب أن يستمر الأمر كذلك، فيتعاون المسلمون جميعاً كلهم في حدود اختصاصه في الدعوة إلى الإسلام والعمل به، دون تكتل حزبي.

مداخلة: معنى هذا أنه لا يشترط أن المسلم يتبع جماعة معينة، ممكن يعمل لوحده.

الشيخ: مش معنى هذا لا يشترط، لا يجوز، ليس فقط لا يشترط؛ لأن معنى لا يشترط يجوز، بينما نحن نقول: لا يجوز.

مداخلة: المنظمات الإسلامية قد يكون لها دور في هذا.

الشيخ: قد يكون لها دور في ماذا؟

مداخلة: في موضوع مثل هذا التصفية والتربية.

الشيخ: لا، لأنه لو كان كذلك ما كانوا كذلك، لو كان لهم دور في التصفية والتربية البدء من التصفية هي عدم التكتل وعدم التحزب، ونحن عشنا نصف قرن من الزمان ورأينا التكتلات والتحزبات، ما جنى المسلمون منها إلا زيادة فرقة واختلاف، هذا من جهة، من جهة ثانية هذا التكتل والتحزب صرفهم عن التصفية، لأنه ما معنى التصفية؟ معناها العلم الصحيح، العلم الصحيح بالكتاب

ص: 374

والسنة، والإنسان طاقته محدودة لما يحشر نفسه في منهج معين بيصرفه على منهج ثاني، الآن نضرب مثال: أنه كون الإنسان اختص في الطب، لا بأس هذا جيد، لكنه ما يستطيع يختص باب الشريعة، لابد يختص في الشريعة الذي ما اختص بالطب، لكن في النتيجة هوعنده اختصاصات، فالنتيجة هؤلاء كلهم لابد يكونوا قطعة واحدة، بوتقة واحدة.

سؤال: موضوع الكتاب والسنة الحقيقة هذا موضوع كثير أثار النقاش والجدل، يعني بعض الإخوة في الساحة الإسلامية يقول لك: صحيح أنا آخذ من الكتاب والسنة، آخذ الكتاب والسنة كما فسرها أحد الأئمة، على سبيل المثال حسن البنا رحمه الله، أخذ بالكتاب والسنة، أتباعه الآن هناك سمعنا من يقول: يا أخي أنا لا آخذ إلا كما قال حسن البنا تماماً، يا أخي عود إلى الكتاب والسنة، قال لك: هويأخذ بالكتاب والسنة، فبالتالي أنا آخذ بالكتاب والسنة، وكثيرون يقول هذا الكلام

، فكلكم تأخذون الكتاب والسنة، واجلس مع واحد أواثنين منهم أول شيء يتقاتلوا مع بعض، طيب أين الكتاب والسنة بينكم؟

الشيخ: لماذا يتقاتلون، لأنهم متحزبين، ليسوا عايشين في بوتقة واحدة، ثم حسن البنا على الكتاب والسنة، الكتاب والسنة هذه كلمة قليلة الألفاظ، لكن يدخل فيها حياة المسلم كلها في كل نواحي الحياة، هنا يرد:

وكل يدعي وصلاً بليلى

وليلى لا تقر لهم بذاك

حسن البنا أولاً ليس رجلُ علمٍ، إنما هورجل دعوة، ونفع الله به الشباب المسلم حيث أنقذهم من القهاوي والسينماء وإلخ، لا شك ولا ريب فيه، لكن أين كتب حسن البنا التي تدل على علمه، أبوه الذي اسمه عبد الرحمن له بعض الكتب تدل على علمه، لكن ابنه حسن البنا ليس له إلا بعض الرسائل الصغيرة،

ص: 375

هذه الرسائل الصغيرة كمنهج لدعوته يعني، لكن ما تدل على أن الرجل كان عالماً، فالذي يقول لك: أنا على الكتاب والسنة وعلى منهج حسن البنا، هذا دليل أنه مغمض عينيه، ومستسلم لهوى الحزبية العمياء أن حسن البنا، حسن البنا له رسالة صغيرة في الأذكار صغيرة لا أعرف

، أحد كبار الإخوان المسلمين في الشام عرض علي تخريج هذه الرسالة، وطبعها طبعة بهذا التخريج العلمي، لأنه هويثق بي كرجل مختص في علم الحديث.

قلت له: أنا أفعل ذلك، لكن أنا أخشى أن تضيع جهودي سدى، قال: لماذا؟ قلت: لأن أنت عاطفتك العلمية والدينية هي التي تحملك على هذا الاقتراح، أني أنا أخرج رسالة حسن البنا، لكن من الناحية الحزبية ما يمشي الحال، لأنه جماعة الإخوان حينما يقال لهم: هذا رسالة حسن البنا بتخريج الألباني سيحكموا الإعدام على هذا التخريج، لأنه يعظم عليهم ويكبر عليهم جداً أن رسالة للبنا بتخريج الألباني، لماذا؟ لأنه فيه تعصب، فيه تحزب على عماها، ومثل رجل كان

وما طبعت الرسالة إلا كما وضعها حسن البنا رحمه الله.

ما هي هذه الرسالة؟ واضع كم كتاب من كتب العلماء القدامى، ومن فقه بعض الآثار الأحاديث الأذكار والمأثورات حسب ما يبدوله، ليس حسب القواعد العلمية الحديثية، لأنه ليس هومن أهل الحديث، أبوه بعض الشيء من أهل الحديث، لكنه كذلك، بينما أحمد شاكر مصري أيضاً هذا رجل إمام في هذا العلم، لذلك فحسن البنا المأثورات هذه انتقاها كيفياً ليس علمياً، فمع ذلك تلاقي الناس متعصبين لحسن البنا، ما جاء هذا التعصب عن علم أبداً، وإنما عن حزبية عمياء، وأنا قلت من مدة قريبة: ترى كبار الإخوان المسلمين قطعوا العلاقة بينهم وبين الرسول عليه السلام، وربطوا علاقتهم بحسن البنا، وهذا ظاهر،

ص: 376

لماذا؟ أنا مثلاً هذا الرجل الذي ابتلي بأنه خففوا له لحيته، كانت لحيته جليلة بمن يتشبه؟ بحسن البنا، لا، حسن البنا لحيته أقصر من لحيته الآن، فتجد الإخوان المسمين متدينين منهم، والذين ما يريدون يحلقوا لحاهم يربوا لحية قصيرة، ويحطوا

صورة طبق الأصل عن حسن البنا، يا جماعة أينكم وأين الرسول الذي هوالقدوة، وهوالذي قال ربنا في القرآن الكريم في حقه:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] لذلك الِعلَّة ما يعرفوا حياة الرسول {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُواللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} [الأحزاب: 21] فلذلك انقطعوا عن الرسول عليه السلام، بسبب انصرافهم عن دراسة السنة واشتغالهم بالسياسة والاجتماع والاقتصاد والهتافات التي ما تحتها إلا الصياح.

الإخوان المسلمين

شباب محمد، أبعد وأبعد، اليوم الألعاب الرياضية وكرة القدم وكرة السلة، وما أدري أيش هناك كرات أخرى، يا ليت تكون هذه في سبيل التمسك بالسنة وتقوية البنية لأن الرسول عليه السلام يقول:«المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير» ، ليس من الآداب الإسلامية أولاً أن المسلم يتشبه بالكافر، اشرب بيدك اليمين يتشبه بالكافر، ليس من الآداب الإسلامية أنه يكشف عن فخذه، ليس من الآداب الإسلامية أنه يلبس لباس الكشافة اليهودية الأصل، كشاف ما يصير إلا يكون كاشف عن فخذه، ما هذا التقليد، تقليد مصداقاً لقوله عليه السلام في خصوص الجهلة من المسلمين:«لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» .

(الهدى والنور /58/ 47: .. : .. )

ص: 377