الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التفريق بين المدرس والداعي
في هيئة إلقاء الدرس
الملقي: تقول جماعة التبليغ: إن السنة للمدرس أن يلقي درسه جالساً، أما الداعي فالسنة أن يدعو إلى الله وهو قائم على رجليه، ممسك بعصا.
الشيخ: عجيب، هذا بقى بيذكرنا وما في مجال للتوسع أنهم لا يفرقون بين السنة التعبدية والسنة العادية، يعني: الرسول عليه السلام كان له عصا تسمى: بالمحجن، لها عكفة، وكانت تنصب له في العراء إذا صلى، خاصة في المصلى، كانت تنصب له يصلي إليها.
فهذه كان يستعملها الرسول عليه السلام للحاجة، كما جاء في قصة موسى عليه السلام حينما سأله ربنا عز وجل:{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه: 17 - 18]، يدفع عنه الوحوش من الحيوانات، من البشر الخ.
لكن إذا كان مثلاً خرج من بيته إلى المسجد، وهو قوي البنية، شاب، فلماذا يتكئ عليها؟ ما يتكئ عليها، لكن أنا أدري ما هو السبب أنهم أولاً: لا يعرفون هذه القاعدة: التفريق بين سنة العادة وسنة العبادة.
سنة العبادة: هي التي نقتدي فيها بالرسول عليه السلام: سنة العادة: ما كلفنا باتباع الرسول عليه السلام بها.
مثلاً: هلا هنا با شوف أشكال وألوان، واحد حاطط حطة بيضة وفوق منها عقال، هذا خالف السنة بزعمهم.
آخر بشيء منه حطة بيضة وما فيها عقال، هذا وافق السنة بزعمهم! ثالث: حطة حمراء أو نقاط حمراء
…
الخ، خالف السنة.
قلنسوة مزخرفة فيها نقوش جميلة .. خالف السنة.
ما لها علاقة كل هذا القضايا بالسنة التعبدية، هذه سنة العادات، سنة العادات تختلف عن سنة العبادات.
فهذا
…
هو السبب الأول: أنهم جعلوا أن الداعي يدعو وهو قائم، ومتكئ على عصا.
السبب الثاني: وهذا يجب أن تحفظوه جيداً؛ لأنه منهج علمي، أنهم يقرأون في الأحاديث: العصا سنة الأنبياء، وهذا حديث موضوع. فهم لا يفرقون بين حديث صحيح وحديث ضعيف، فيعتمدون على الحديث الموضوع كما يعتمدون على العصا، وكل هذا الاعتماد وهذا الاعتماد يحسن بالمسلم أن يعتمد عليه، والبحث يعني الحقيقة طويل، وطويل جداً، لكنني أريد أن أقول: على هؤلاء أن يعنوا بدراسة السنة، فهي كما قال عليه الصلاة والسلام:«تركت فيكم أمرين، لن تضلوا ما إن تمسكتم بها: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض» . وأخونا أبو الحارث يبشرنا بأن القصة الأخيرة، ما يسمونه: بالدينامو، بدأت تقل، وأنا أرجو هذا من أثر الدعوة السلفية التي تبصر الناس جميعاً بدينهم، وإن كانوا هم أحزاب متفرقين، لكنهم من الناحية العلمية لا يستغنون عن التثقف بالثقافة السلفية.
أنا أعلم من قديم وأظن أن هذا أصبح نسياً منسياً عند جماعة التبليغ، أنهم
كانوا إذا جلسوا على مائدة الطعام، أو سفرة الطعام بدأوا بالملح، بدأوا بالملح ولو شيء لطيف، لماذا؟ لأنه هناك حديث: من بدأ طعامه بالملح كفى شر سبعين داء. حديث كذاك الحديث: العصا سنة الأنبياء، حديث لا أصل له.
ولأنهم يعيشون هكذا سبهللاً بين التراث، من الأحاديث التي فيها ما هبَّ ودبَّ مما صح وما لم يصح، فهم يعملون بكل ما يسمعون، ما في عندهم علم، لا أقول هذا بالنسبة للعامة الآن، لا، أنا أعني خاصتهم؛ لأننا قدمنا مثالاً آنفاً حينما تكلمنا عن كتاب الصحابة، وأن فيه ما هب ودب. فهم يستقون من هذا المعين، وفيه الشيء العكر الذين لا يسمن ولا يغني من جوع، ولهذا القدر كفاية، والحمد لله رب العالمين.
(الهدى والنور /525/ 37: 42: 00)