الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشرعية إعمالاً عاماً للناس، لا نقول هذا تشبه بلغ مرتبة الحرام أو لم يبلغ من تشبه بقوم فهو منهم وهذا من لباس الكفار كما جاء في صحيح مسلم فلا تلبسه وانتهى الأمر، أما التعمق هذا التعمق لا ينفع عامة الناس قد ينفع خاصة الناس طلبة العلم لكن عامة الناس لا يجوز أن نفصل لهم هذا التفصيل لأن حين ذاك سيتبع هواه وسيقول في كل عمل يتشبه فيه بالكفار هذا من النوع الخفيف معليش.
(الهدى والنور / 271/ 05: 22: 00)
باب منه
مداخلة: هو شيخنا! يبدو طبعاً من أجل البحث العلمي المستفيد: أخونا وليد يعني: مقتنع برأي للشيخ ابن عثيمين أنه مثل هذه القضايا عرفية يعني: ينظر فيها إلى البيئة التي الناس يكونوا فيها أو ما يتعارفون عليها، يعني: حتى مثل الثوب مثلاً القميص هذا الذي نلبسه، أو مثل العمامة أو الغترة التي يسموها أو شيء من هذا يعني، من باب الفائدة يعني لو ..
الشيخ: لعلك سمعت بحثاً حول حض الرسول عليه السلام على مخالفة المشركين، وأن مخالفة المشركين هي غير التشبه بالكفار؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: أقول: لعلك سمعت أو قرأت أو درست أو أي شيء قلت فمقبول منك، يعني: هناك قضيتان:
القضية الأولى: أعتقد أنه لا تخفى على مسلم وبخاصة إذا كان عنده شيء من الثقافة الشرعية ألا وهي: التشبه بالكفار هذه مسألة معروفة لديكم أليس كذلك؟
مداخلة: بلى.
الشيخ: نعم، لكن هناك مسألة أخرى وهي مخالفة المشركين، عندك فكرة عنها؟
مداخلة: مخالفة المشركين؟
الشيخ: نعم، يعني: في عاداتهم .. في تقاليدهم .. حتى فيما ليس لهم خيرة في ذوات أنفسهم.
مداخلة: لا.
الشيخ: عندك فكرة؟
مداخلة: والله عندي شيء من الفكرة.
الشيخ: نعم.
مداخلة: أقول عندي شيء من الفكرة.
الشيخ: نعم، يقنعنا منك القليل منها فهاتها.
مداخلة: والله يعني: في ما يبدو في ما مضى علي من قراءة لكتاب شيخ الإسلام: اقتضاء الصراط المستقيم وغيره فيما يتعلق بالملبس أن كل ما اعتاده المشركون في اللبس وتعارفوا عليه في لبسه، يعني: استعمال المسلم في ملبسه يعني ليماثل في ملبسه ملبس المشركين فهذا يدخل في باب التشبه لعله.
الشيخ: يقولوا عندنا بالتعبير السوري: شكلتها، يعني: علقتها، حين قلت:
لعله.
مداخلة: يا شيخ! فصل البحث
…
تفريق بين
…
شكل المشركين ومخالفتهم
…
الشيخ: نعم.
مداخلة: أنت الآن ذكرت التشبه، ختمت كلامك بالتشبه
…
الشيخ:
…
لا غير هذا، هو بدأ بالمخالفة، بدأ حديثه، ثم انتهى إلى التشبه.
مداخلة: نعم هذا هو.
مداخلة: لعلك كنت تقصد بالمخالفة الترك، وبالتشبه الفعل يعني.
الشيخ: أقصد بالمخالفة ماذا قلت؟
مداخلة: بالمخالفة الترك.
الشيخ: ماذا؟
مداخلة: الترك.
الشيخ: الترك.
الشيخ: لا، أقصد الفعل، الفعل الذي يخالف فعلهم، أنا أردت من سؤالي ولا موآخذة هو توفير الوقت.
مداخلة: نعم.
الشيخ: خاصة وقد قلنا آنفاً: إنه نحن سنبقى هنا نصف ساعة، فأردت أن أصل معك إلى موضوع العادة الجارية اليوم في بعض البلاد الإسلامية من الانطلاق في الطرقات والدخول في الصلاة حُسَّراً، أردت أن ألفت النظر أن هذه عادة غير
إسلامية وإنما هي عادة أجنبية، وحينئذ فإن قيل: بأنه لا تشبه في ذلك فأقل ما يقال: إن علينا أن نقصد مخالفة الكفار فيما هم من عاداتهم، والذي يعني يحسم الموضوع هو قوله عليه السلام:«إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم» .
وكلنا يعلم أن الشيب ليس من الأفعال الاختيارية التي للإنسان قدرة واختيار ألا يشيب سنة الله في خلقه: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62] فكما يشيب المسلم يشيب الكافر، هذه حقيقة مشاهدة، مع ذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من اهتمامه بتكوين شخصية المسلم نهاه فيما إذا شاب مثلي أن يصبغ شيبه مخالفة لليهود، هنا لا يقال: أنا تشبهت هذا الشيخ المسلم تشبه بذلك الشيخ الكافر ما يقال هذا؛ لأن هذا ليس من فعله ولا من فعلي؛ ولكن هنا يأتي موضوع المخالفة، فالرسول يأمرنا بأن نخالف الكفار في شيبهم الذي هو ليس من صنعهم، واضح؟
مداخلة: نعم، نعم.
الشيخ: فالآن: إذا كان هناك عادة للكفار، ونحن الآن نضع بين يديك مثلاً عملياً لعلك تقتنع أولاً به ثم تقتدي بنا فيه، فأنت ترى الآن أغلبنا يضع الساعة في يمناه والعادة أن توضع في اليسرى، عادة من هذه؟
مداخلة: عادة من أوجد الساعة.
الشيخ: من الذي أوجد هذه الساعة؟
مداخلة: الظاهر أهل الكفر، أهل الباطل
…
الشيخ: أرى تحفظ إذاً، يقول: الظاهر.
مداخلة:
…
الظاهر والباطن.
الشيخ: هذه هي المشكلة، والحقيقة يا أستاذ هذا هو الظاهر والحقيقة ..
مداخلة: هذه هي الحقيقة إن شاء الله.
الشيخ: إن شاء الله، لا هذه سنفسرها إن شاء الله مثل ما قال يعني ابن تيمية الله يرحمه: تحقيقاً لا تعليقاً، أليس كذلك؟
مداخلة: بلى.
الشيخ: نعم، إذاً: هذه الساعة نعني الساعة اليدوية ولا نتكلم عن الساعة الجدارية لمن؟
مداخلة: شارلمان.
الشيخ: شارلمان، ما نتكلم عن الساعة الجدارية، وإنما نتكلم عن الساعة اليدوية هذه أوجدها الكفار واعتادوا أن يضعوها في شمائلهم، فنحن الآن نتقرب إلى الله بأن نضعها في أيماننا، لماذا؟ لأننا نقول: إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يأمرنا بأن نخالف الكفار في شيءٍ ليس من صنعنا، أفلا نخالفهم بشيء هو من صنعنا؟ ! كل يوم نتوضأ مرتين ثلاثة ونحط بأيدينا اليسرى هذا من صنعنا لكن نخالفهم؛ لأننا نستطيع أن نفعل هكذا ونتقرب إلى الله بذلك زلفى وعلى ذلك فقس، بارك الله فيك.
جزاك الله خير، وأنت ترى أهل العلم، وطلاب العلم، وأهل الجهل من المسلمين جميعاً لا ينتبهون لهذه النقطة وهي من قضايا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ ولذلك لم يكن من عادة المسلمين إطلاقاً أن يمشوا .. ما أقول: أحدهم هم أن يمشوا كجماعة في الطرقات حسراً إنما حدث هذا بعد أن استعمر
الكفار بعض البلاد الإسلامية، والذي يعرف البلاد الإسلامية وقدر له أن يطوف فيها يجد الفرق بين شعب استعمر وبين شعب لم يستعمر، الآن أنت عشت في البلاد السعودية.
مداخلة: نعم.
الشيخ: البلاد السعودية ما قبل بضع سنين ما كنت ترى حاسراً بينما الحسر في البلاد السورية وهنا وفي مصر مكتسح في الشباب.
مداخلة: وهو المتعارف عليه.
الشيخ: نعم.
مداخلة: أقول: هو المتعارف عليه.
الشيخ: لا هو المتعارف عليه لو قيدت كلامك اليوم كنا وقفنا معك.
مداخلة: اليوم أقصد أنا.
الشيخ: نعم لكن نحن في صدد أن هذا العرف من أين جاءنا؟
مداخلة: مستورد.
الشيخ: من استعمار الكفار بارك الله فيك.
مداخلة: إي نعم.
الشيخ: وهنا الشاهد البلاد السعودية.
مداخلة: نعم.
الشيخ: ولا تؤاخذني؛ لأنه كلام يجر كلام قبل استعمارها اليوم ما كان يعرف فيها هذه العادة.
مداخلة: إي نعم.
الشيخ: إلا بعد أن خالط السعوديون بسبب أن فتحت أمامهم الأذونات للسفر إلى بلاد الغرب وأمريكا وبعضهم من أجل أن يتعلموا بعض العلوم بحسن نية وبغيرها لا يهم، بدأ الحسر ينتشر في البلاد السعودية، عندنا نحن في دمشق أنا رأيت ظاهرتين اثنتين:
الأولى: الحسر، نحن في سوريا استعمرنا مع الأسف استعماراً مديداً طويلاً من فرنسا ولا بد قرأتم أو سمعتم، كانت الموضة في الشباب حلق اللحية والشارب؛ لأن هذه عادة الفرنسيين، فلما ذهب الفرنسيون وجاء البريطانيون، البريطانيون يربون شواربهم ويحلقون لحاهم وصارت الظاهرة هذه بين الشباب منتشرة، الجنود في العهد الفرنسي كانوا يحلقوا لهم بدون يعني نظام، لما جاء البريطان.
أصبحوا يحلقوا لجنودهم حلاقة إنجليزية وهي يحلقوا هكذا ويتركوا قليلاً هنا أشبه ما يكون بماذا؟
مداخلة: بالقزع.
الشيخ: بالقزع فالبلاد هذه يعني تأثرت بالتيارات الغربية من قريب ومن بعيد ويختلف ذلك بسيطرة الاستعمار مباشرة أو بطريقة غير مباشرة لذلك فالحسر هذه عادة أجنبية، المسلمون من قبل كأمة كشعب ما يعرفون الحسر بل قد ذكر الفقهاء المتأخرون في كتبهم أن من كان يمشي في الطريق حاسراً فشهادته مرفوضة، كانوا يعتبرونه مخلاً بالمروءة فضلاً عن من ولا مؤاخذة؛ لأن الأرض يمكن مسكونة، فضلاً عمن يكون حليق اللحية فهذا ساقط ماذا؟ الشهادة
…
فالقصد: يجب نحن أن نلاحظ قاعدة قصد مخالفة الكفار وليس فقط عدم
التشبه بهم؛ ولذلك فالشيء الذي ذكره أخونا أبو الحارث وهذا على مسؤوليته أنا ما أدري: أن بعض المشايخ يقولوا: إن هذه العادات الأمر فيها أمر واسع، أنا أقول بقوله هذا لكن بقيد أنها تكون عادة نابعة من نفس المسلمين، أما أن تكون عادة مستوردة من الكفار وسببها هو استعمار الكفار الاستعمار الوطني أو الفكري فهذا يأتي هنا هذه القاعدة الهامة ألا وهي: خالفوا المشركين.
وكنت جمعت الأحاديث التي جاءت في هذا الباب لدعم شرط من شروط حجاب المرأة المسلمة الذي هو أن لا يشبه لباس الكفار، حجاب المرأة المسلمة يجب أن لا يشبه لباس الكفار، فجمعت يومئذ نحو أربعين حديثاً فيها تحذير الرسول عليه السلام عن موافقة المشركين والحض على مخالفتهم، من ذلك قوله في بعض مناسك الحج:«هدينا خالف هدي المشركين» هذه يمكن الإفاضة من عرفات أو مزدلفة نسيت الآن: «هدينا خالف هدي المشركين» .
إذاً: هذه نظام حياة المسلم في الأمور العادية: «هدينا خالف هدي المشركين» لذلك ما أرغب لمسلم وبخاصة إذا كان من إخواننا طلاب العلم أن يتأثر بالأجواء التي يعيش فيها؛ لأنه نخشى أن لا يقف هذا عند حد ولو بشيء من التآويل التي وقع فيها بعض من يشار إليهم بالبنان أنهم من أهل العلم في بعض البلاد الإسلامية، مثلاً: حلق اللحية قد وجد عندنا في دمشق وفي مصر ومشايخ الأزهر يمكن تعرفون أكثرهم يحلقوا لحاهم وجد فيهم من قال: إن هذه عادة والمسلم حر فيها، وهذه ما لها علاقة بالدين والعبادة، وتجاهلوا الأحاديث الخاصة التي وردت بخصوص اللحية.
فهذا ما أردت بيانه بمناسبة السير في الطرقات حاسر الرأس، ويعجبني بهذه المناسبة رواية كنت قرأتها في رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية حجاب المرأة
ولباسها في الصلاة ذكر أن عبد الله بن عمر رأى نافعاً مولاه يصلي حاسر الرأس فقال له: أرأيت لو أنك ذهبت إلى أحد هؤلاء الأمراء أتقابله أو تذهب إليه هكذا حاسر الرأس قال: لا، قال: فالله أحق أن يتزين له، أعجبتني فعلاً هذه الرواية وإن كنت حتى هذه الساعة لم أعثر على أصل لها في الكتب التي وقفت عليها، وإن كان الجزء الذي هو موضع الشاهد منها موجود في سنن أبي داود ومرفوعاً إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«من كان له إزار ورداء فليتزر وليرتدي فإن الله أحق أن يتزين له» هذه الجملة التي جاءت في أثر ابن عمر الذي ذكره ابن تيمية منصوص عليه في سنن أبي داود مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فإن الله أحق أن يتزين له» لكن فائدة الأثر أنها جاءت في الصميم يعني: مثال الذي له علاقة بالصلاة حاسر الرأس، وهذه مسألة تكلم فيها الفقهاء المتأخرون وبخاصة الحنفية: منهم من قال: يكره، منهم من قال: لا بأس، منهم من قال: إذا نوى الخشوع فهو أفضل، وهذا طبعاً مع تقعيدنا له بدعة من القول في الإسلام أن يتقرب إلى الله عز وجل بشيء ما فعله الرسول عليه السلام ولا حض عليه.
(الهدى والنور /341/ 34: 27: 00)