الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
السائل: حكم السفر للبلدان الأوربية للعمل؟
الشيخ: إذا كان العمل في حدود الشرع والسفر كذلك ومن ذلك أن يكون قد سافر وقد حصن نفسه بدينه وأخلاق إسلامه أولاً ثم بزوجته الصالحة ثانياً ثم لم ينوي الإقامة في تلك البلاد ثالثاً وأخيراً.
(الهدى والنور / 268/ 10: 41: 00)
باب منه
مداخلة: بالنسبة للأستاذ، شيخنا، النصيحة الذي قدمتها لأبو صلاح قبل ثلاث سنين الله يجزيك الخير بعدم السفر إلى أمريكا والمحافظة على البقاء في ديار المسلمين، منها الفائدة هذه الذي ذكرتها بالمجلس، ذاك أن صلاة الجماعة ما تتيسر هناك ببعدهم عن دينهم.
الشيخ: صحيح، أبو عبد الله، الله يجزيه الخير يُذَكِّرنا ببعض كلمات نقولها في كثير من المناسبات، وهي أننا لا ننصح إخواننا المسلمين جميعاً أن يستوطنوا بلاد الكفر وأن يقيموا فيها سنيين طويلة، لا بأس عندي بأن يسافر وفيه كل البأس أن يهاجر، لا بأس للمسلم أن يسافر إلى شيء من بلاد الكفر والفسق والفجور؛
لأمر تجارة أو صناعة مؤقتة بشرطين اثنين:
الشرط الأول: أن يكون مُحَصِّناً نفسَه خُلُقياً وزواجياً إذا صح التعبير، أن يكون حسن الأخلاق والتربية، وأن يكون له زوجة تحصنه أن يميل هناك إلى نساء بني الأصفر.
المقصود: هذا الشرط الأول: أن يكون محصناً نفسه بهاتين الحصانتين.
الشرط الثاني: أن يذهب لقضاء مصلحة وقتية، أما أن يقيم بين ظهراني المشركين، فهذا فيه أحاديث كثيرة تحذر المسلم من الإقامة بين ظهراني المشركين كمثل قوله عليه السلام:«أنا بريء من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين» قال عليه السلام: «المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما» لازم يكونوا بعيد أحدهما عن الآخر، «من جامع المشرك فهو مثله» من جامع المشرك أي: من خالطه وساكنه وعاشره وصاحبه
…
إلى آخره.
فهو مثله أي: أنه يتخلق بأخلاقه، وهذا أمر مشاهد في أكثر الذين يُبْتَلون بالسفر إلى تلك البلاد، وأصغر بلية التي تمثل خطر هذا السفر أن يسموا الأشياء بغير أسمائها الشرعية، أن يسموا السفر إلى بلاد الكفر هجرة؛ بينما العكس هو الصواب، إذا أسلم كافر هناك في بلاد الكفر أن يهاجر هو إلى بلاد الإسلام، هذا لا يقع، ما سمعنا مسلماً مهما طنطن الإسلاميون فرحين مسرورين بأنه ما شاء الله دعوة الإسلام ماشية في بلاد الكفر في بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إنجلترا ولندن وباريس والمدن الكبيرة هذه، وبعدين أمريكا الشمالية والجنوبية كل هذه بلاد ما سمعنا أن مشركاً من هؤلاء أسلم فعلاً، هاجر إلى بلاد الإسلام، لكننا نسمع ليلاً نهاراً أنه فلان مسلم هاجر من بلد الإسلام إلى بلاد الكفر، هذا سببه يعود إلى شيئين اثنين.
الشيء الأول: الجهل بالإسلام، وهذا أمر خطير جداً.
الشيء الآخر: أن التمسك بالإسلام والتحمس له انقشع وانكشف عن الناس، فقل منهم من يتحمس لدينه، ولذلك تراهم لا يفرقون بين أن يقيم بين ظهراني المسلمين وبين أن يقيم بين ظهراني المشركين، وإن كنا حينما نقول بين ظهراني المسلمين على عجرهم وبجرهم، لكن مسلم واحد أفسق مسلم يساوي أحسن كافر في بلاد الكفر والظلام هذه حقيقة يجب أن نعتز بها، أفسق مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله يساوي أحسن مشرك نتصوره دماثة خلق وكرم مال ومال وو
…
آخره.
لأن أولئك مخلدون في النار وهؤلاء ناجون من الخلود في النار فشتان ما بين الفريقين ولذلك. نحن ننصحك وننصح كل مسلم يقيم في تلك البلاد، من أجل العيش وكسب القوت، فهذا لا يجوز لأن الله يقول:{أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء: 97].
ولأنه يقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3].
أنا أعلم أن هناك أناس من المسلمين يسافرون -وليس يهاجرون- إلى أمريكا في سبيل الدعوة إلى الله إلى الإسلام فأنا أقول هؤلاء قسمان: -
القسم الأول: يسافر للدعوة خالصاً لوجه الله، لا وظيفة ينتمي إلى جمعية خيرية في هذا البلاد أو تلك، وإنما خالصاً لوجه الله عز وجل قد يعطل مصلحته الدنيوية في سبيل القيام بمصلحته الأخروية ألا وهي الدعوة إلى الله ورسوله، وهؤلاء في اعتقادي أندر من الكبريت الأحمر كما كانوا يقولون قديماً.
الذين يذهبون في سبيل الدعوة إلى الله نقول لهم: الأقربون أولى بالمعروف،
حتى ولو كانوا يعملون كموظفين ليختاروا بلداً من بلاد الإسلام، حتى ما يصدق عليهم ما قلناه آنفاً بالنسبة للمرشح الذي يرشح نفسه أن يدخل البرلمان، لا، هو قد يعيش بين المسلمين وينصحهم ويدعوهم، ويغتنم كل فرصة لا يدعها تفوته في سبيل أن يقوم بواجب الدعوة إلى الله عز وجل، وليس أن يذهب إلى هناك وبدل أن يقلب الناس هناك من الكفر إلى الإسلام، ومن الفسق والفجور إلى الأخلاق الإسلامية قد ينقلب هو في بعض هذه النواحي من الأخلاق وهذا مشاهد في الذين يعيشون في البلاد الأوروبية، فإنهم يتزيون بالزي الكافر فيكثِّرُون سواد الكفار هناك، ويتزيون بزي الكفار؛ حتى لا يشار إليه ويقال: هذا مسلم، نحن نعلم كثيراً من الإسلاميين تراهم شيوخاً بعمامة وبلحى، فإذا ما خرجوا من البلاد العربية أطاحوا بالعباءة، وبالعمامة، ولبسوا الجاكت والبنطلون وعقدوا الجرافيت الرقبة، وخرجوا حسراً، بدون عمامة ولا طاقية ولا أي شيء؛ بحيث أنه يختلط الحابل بالنابل، وأنا أنصحك أنت وغيرك من الحاسرين هنا أن لا يمشوا في الطرقات، وبخاصة في تلك البلاد حسراً، عليكم أن تتعممون وليست العمامة بفريضة إسلامية، ولكنها زي إسلامي، وإن كان العمامة مثلاً تكون عملية بالنسبة لبعض الناس من العمال وغيرهم، فهذه القلنسوة هذه الطاقية تكفي؛ لأنها أصبحت شعار المسلمين، فلو أخذ المسلم المتزيي بهذا الزي الإسلامي بالونش الهلكبتر من بلاد الأردن عمان إلى باريس، ووضع في بلاد الفسق والفجور أشير إليه بالبنان: هذا مسلم، بينما هو إذا غير زيه، فلا تعرفه مسلماً أو نصرانياً .. إلى آخره، وحين ذاك تتعطل كثيراً من الشعائر الإسلامية التي منها أن الرسول عليه السلام، سئل عن خير الأعمال أو خير الإيمان أنا نسيت الآن قال:«أن تسلم على من عرفت أو من لم تعرف» .
طيب أنا إذا شفتك في الطريق والله ما أدري أنت مسلم أو غير مسلم؛ لأنك لا
تحمل علم الإسلام، علم الإسلام هو هذا، أو هو ذاك وبس.
لكن أكثر من ذلك، أننا نلبس كل زي كافر، لكن والحمد لله ما زال عندنا شيء من الصيانة والحماية والغيرة الإسلامية فلا نضع القبعة، وإلا أي شاب اليوم لا يتزيى بزي المسلمين، وإنما يتزيى بزي الكافرين يمشي حاسراً، خلية يحط برنيطة، ما بتقول عنه إلا جورج أو أنطونيو، لكن لن ترى أبداً واحد لابس جلابية، القميص، ومربي لحيته وحافف شواربه، وفوق هذا مغطي رأسه بالبرنيطة، نقيضان لا يجتمعان.
نسال الله أن يهدي إخواننا المسلمين في كل بلاد الإسلام هذه كلمة يعني: لفت نظرنا إليها الأخ أبو عبد الله جزاه الله خير/ والموضوع أنا طرحته في كثير من المناسبات بأشياء كثيرة جداً من الكتاب والسنة والحوادث الواقعة التي نلمسها لمس اليد، لذلك نقول: فاتقوا الله وأصلحوا أعمالكم.
(الهدى والنور/285/ 50: 40: 00)