الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصل من أصول جماعة التبليغ
مداخلة: يقول السائل ما رأيكم بأصل من أصول جماعة التبليغ، وهو أنهم يقولون لا نتكلم في أربعة أشياء أثناء الخروج في ما يترتب على الكلام في هذه الأشياء من المفاسد، وهي السياسات والفقهيات والخلافيات والجماعات.
الشيخ: نسأل الله لنا ولهم الهداية، السياسات: نحن نوافقهم على هذا الشيء الأول، ولكن ليس على الإطلاق، نحن نرى كما حكيت هذا أكثر من مرة، لقد امتحنا هناك في سوريا واستنطقنا من المخابرات كما يفعلون مع الأسف في كل البلاد الإسلامية، قال لي: أنت تعمل تجمع وتكتل ونحو ذلك .. وأنا أقول أنا تكتلي هذا للإصلاح وليس للسياسة بعد مناقشة طويلة جداً ربما جاوزت الساعة، ولما لم يجد هذا المستنطق البعثي مجالاً لأن يأخذ علي شيئاً من الناحية القانونية قال: إذاً اذهب وابق على دروسك ولكن لا تتكلم في السياسة، مع أنه أنا قلت له بالتفصيل أنه نحن دعوتنا دعوة إصلاحية والرجوع إلى الكتاب والسنة كما تسمعون دائماً وأبداً، قلت: أنا ذكرت لك آنفاً بشيء من التفصيل.
الآن رجوعك إلى القول: (لكن لا تشتغل بالسياسة) يدفعني أن أبين لك شيئاً: نحن صحيح لا نشتغل بالسياسة ولكن ليس هذا؛ لأن الاشتغال بالسياسة ليس من الإسلام لا السياسة من الإسلام، وبعض علماء الإسلام ألفوا في السياسة الشرعية قديماً وحديثاً وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية فالدولة الإسلامية لا تسألني عن السياسة؛ لأنه ما معني السياسة؟ سياسة الناس يعني
وتسليك أمورهم على ما يوافق مصالحهم في الدنيا والأخرى، نحن لا ننكر وجوب الاشتغال بالسياسة، لكننا رأينا وهُنا الشاهد أن من السياسة ترك السياسة، رأينا في هذا الزمان من السياسة ترك السياسة، والغرض الآن أننا نوافق الجماعة على عدم الاشتغال بالسياسة وقتياً، لكن لا يمكن الاستغناء عنها وإلا كيف يمكن إقامة الدولة المسلمة إلا بمثل هذه السياسة، ولكن الذين ينبغي أن يشتغلوا بالسياسة يجب أن يكونوا علماء يجب أن يكونوا فقهاء، أن يكونوا علماء بالمعنى الصحيح بالكتاب والسنة والسلف الصالح .. إلى آخره، ولذلك نحن نوافقهم على هذا الشرط الأول، ولا نوافقهم نوافقهم، هكذا إجمالاً لا نوافقهم تفصيلاً، أنا أقول الآن من السياسة، ترك السياسة، أما الفقرة الثانية فلسنا نوافقهم عليها وهو الفقه.
مداخلة: الفقهيات.
الشيخ: فقهيات كيف هذا كيف يتصور في جماعة أولاً يسمون أنفسهم جماعة تبليغ، ماذا يريدون أن يبلغوا للناس، إما أن يبلغوا العقيدة وهم مع الأسف لا يفعلون، وما أدري هذا لماذا لا يذكرونه؛ لأن الفقهيات لعلهم يعنون بالفقهيات ما هو عام وأشمل.
مداخلة: العفو شيخنا.
الشيخ: ماذا بعد؟
مداخلة: الإحداثيات.
الشيخ: هذا هو، فالفقهيات إلى ماذا يدعون إذا هم أنا لا أريد أقول أنهم يدعون إلى ما يمكن أن يدعوا إليه كل طائفة متدينة على وجه الأرض، فأنتم تعلمون مثلاً أن جماعة التبشير من النصارى هم يدعون إلى ما يسموها التي
مطبوعة في الإنجيل العاشر.
مداخلة: الوصايا العشر.
الشيخ: الوصايا العشر لا تسرق لا تزني لا تكذب ما أدري .. إلى آخره كمان هذه الأشياء يدعو إليها الإسلام، فإذا كان الجماعة لا يريدون أن يبحثوا في السياسة قلنا لهم: لا بأس مؤقتاً، لكن في الفقهيات ورسول الله يقول:«من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» ، أنا أعتقد جازما أن هذه الفقرة سبب وضعها هو نفس السبب الذي يحملهم على ترك خطبة الحاجة ولعلكم ما نسيتم بعد ما هو السبب أنهم لا يؤمنون بقوله عليه السلام:«كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» هذه القاعدة التي أسسها الرسول عليه والسلام كما ذكرناها لكم آنفاً ولذلك فهم لا يعرجون على هذه السنة المتروكة ولا يحيونها كذلك، لماذا أعرضوا عن الفقهيات؛ لأنهم لا فقه عندهم؛ لأن الفقه كما قال ابن القيم رحمه الله:
العلم قال الله قال رسوله
…
قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلافة سفاهة
…
بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها
…
حذرً من التعطيل والتشبيه
فهم لا يبحثون في الفقهيات بزعم أنه يثير الخلاف، لا، هذا زعم يتسترون خلفه، والحقيقة أنهم لا يحسنون الفقه كل واحد كما يقولوا عندنا بالشام: جماعة التبليغ مثل الإخوان المسلمين مثل جماعة التحرير، لا فرق بينهم في نقطة واحدة، وهي جماعة الإخوان المسلمين يجمعوا بين السلفي والصوفي، بين الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي، وفي بعض الظروف بين السني وبين الشيعي هكذا السياسة تقتضي حزب التحرير، كذلك ما يهمهم حتى لقد صرحوا
من منهجهم أنهم لا يتبنون رأي في العقيدة، هذا من حسناتهم لكنها في نفسها سيئة، أما جماعة التبليغ ما يصرحون بهذا لكنه واقعهم لا يتبنون رأياً في العقيدة، كما أنهم لا يتبنون رأياً في الفقه؛ لأن الفقه ألف هناك من جماعة الأزهر الشريف كتاب اسمه الفقه على المذاهب الأربعة، إذا أردت أن تضيع في غمرة الخلاف بين المذاهب الأربعة، إقرأ هذا الكتاب وحينئذ ما تخرج منه إلا وأنت دايخ ما تعرف إلى أي قول يعني تذهب إليه وتتمسك به، كذلك دكاترة الجامعات اليوم يدرسون الفقه الذي يسمونه بالفقه المقارن على طريقة الفقه على المذاهب الأربعة، يقول لك: أبو حنيفة قال كذا و .... وقول الشافعي
…
وبعدين أين الحق الذي قال الله عز وجل فيه: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} [يونس: 32] ، ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، فإذاً: الذين لا يشتغلون بالفقهيات ليست سبب أنه يوقع الخلاف؛ لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو سيد البشر قاطبة من أسمائه وأرجو أن تسمعوا هذا وأن تحفظوه من أسمائه الفارق أو المفرق، من أسمائه المفرق كالقرآن القرآن من أسمائه الفرقان، لماذا رسول الله مُفَرِّق فَرَّق بدعوته بين المؤمن والكافر كان من نتائج ذلك فرق بين الوالد وولده هذا كافر مشرك وهذا مؤمن مذنب.
إذاً لماذا نحن نخاف، نخاف أن تفرق بالباطل، ولا ينبغي أن نخاف أن تفرق بالحق؛ لأن ربنا يقول:{فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} [يونس: 32] لكن الحقيقة أنهم لا يعرفون الحق من الباطل، لا يعرفون الصواب من الخطأ ولذلك تمثلون بالمثل العامي:(الهريبة نصف الشجاعة) لأنه اللي بده يدخل.
مداخلة:
…
الشيخ: المقصود هم عرفوا أنهم كما يقال أيضاً: (ليس حشو الكبة) يجيء
يقول مثلاً قال أبو حنيفة: خروج الدم مهما قل فهو ناقض للوضوء، والإمام الشافعي يقول: مهما كثر فهو غير ناقض للوضوء، الإمام أحمد يقول ومالك معه أيضاً من قبل: أنه إن كان كثيراً نقض، وإلا فلا ينقض.
شو بدهم من الدوشة هذه؟ هذه تحتاج إلى إطلاع على أدلة المذاهب أولاً، ثم إجراء معادلة ومراجحة بين هذه الأدلة ثانياً، وهذا بتطلب شيء إضافي على وجوب معرفة أقوال الفقهاء يتطلب أن يعرف علم الحديث في مصطلحه وعلم التجريح والتعديل في تجريحه وتوثيقه، وهذا أكثر الدكاترة مش العامة من جماعة التبليغ وأمثالهم الذين يخرجون من الدعوة، هؤلاء لا يستطيعون لكني كنت أستحسن منهم أن يقولوا كما يقولون في الأمس القريب لما ذكرنا لكم كنا في مادبا، وتكلمنا حول جماعات منه جماعات التبليغ قال لي أحدهم ممن أحسن الظن به، قال لي ذلك؛ لأنه أنا حضضتهم على العلم، قال لي ذلك مشايخنا يقولون لنا اذهبوا إلى العلماء وقلت لهم نحن نريد أن تكونوا أنتم العلماء، أنتم الذين تهتمون بدعوة الأمة مش أنتم تذهبون يا علماء ثم تخرجون ولستم علماء
…
إذا تركهم الفقهيات؛ لأنها تفرق أنا أقولها صراحة وأرجو عدم المؤاخذة؛ لأن الحق أحق أن يقال: هذا عذر أقبح من ذنب لماذا؟
لأنه أولاً: لا يعبر عن السبب الحقيقي، ولأنه ثانياً: لا بد من التفريق بين الحق والباطل، بين الصواب والخطأ، وبخاصة ما كان من ذلك متعلق بالعقيدة، وهم كما تسمعون ماذا قال في الفقرة الثانية.
مداخلة: خلافيات.
الشيخ: خلافيات هل هناك خلاف في التوحيد، كثير من الدكاترة يقولوا ما في خلاف يا أخي كل المسلمين يقولوا أشهد أن لا إله إلا الله صح، لكم القول شيء
والفهم والإيمان شيء آخر، الكافر حينما تقوم قائمة الدولة المسلمة إذا قال أشهد أن لا إله إلا الله خلص رأسه من قطفه عن بدنه، ولكن هل نجا بذلك من الخلود في النار الجواب: إن فهم الشرط الأول إن فهم المعنى الصحيح لهذه الكلمة أولاً، ثم آمن بهذا الفهم الصحيح ثانياً، نجا من الخلود في النار يوم القيامة، أما إذا لم يفهم أو بالتالي لم يؤمن؛ لأننا لا نتصور إيماناً غير مقرون بالفهم الصحيح، فهل المسلمون اليوم كل المسلمون الذين يعدون كم مليون ..
مداخلة: ألف مليون.
الشيخ: ألف مليون أو يزيدون، طيب هل الألف مليون كلهم يقولون أشهد أن لا إله إلا الله يمكن يكون منهم
…
طيب هل هؤلاء اتفقوا على فهم هذه الكلمة فهماً صحيحاً ينجيهم من الخلود في النار يوم القيامة.
(الهدى والنور /524/ 30: 47: 00).
الجواب: مع الأسف الشديد لم يتفقوا؛ ولذلك هم لما قالوا هذه الكلمة يعنون ما يقولون؛ لأننا إذا دخلنا في موضوع: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19]: فرقنا الصفوف، ونحن جماعة جمع ولسنا جماعة تفريق، هذا لسان حالهم، ولسان قالهم.
أما نحن معشر السلف فنقولها صراحة، ولكن قبل أن نقولها ندعم مذهبنا: بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فنحن مفرقون، نفرق بين الحق والباطل، بين المحقين وبين المبطلين، ولا نسوي بين المحقين والمبطلين كما يفعل غيرنا من الآخرين.
لما كنت في دمشق، كان هناك رسالة ألفها أحد شيوخ الطريقة الشاذلية وأصله مغربي، عنون الرسالة: لا إله الا الله، ما في أجمل من هذا، تدخل في الداخل قال: لا إله إلا الله: لا رب إلا الله، هكذا فسر الآية الكريمة، ولو أن كافراً قال: لا إله إلا الله بهذا المعنى الذي شرحه هذا الشاذلي ما أفاده شيئاً، لا في الدنيا ولا في الأخرى.
لماذا؟ لأن المشركين كانوا يقولون: لا رب إلا الله، لكنهم:{إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات: 35].
إذن هم بعروبتهم الأصيلة كانوا يعرفون معنى كلمة التوحيد على الوجه الصحيح، ولكنهم معرفتهم هذه لم تغن عنهم شيئاً؛ لأنهم كفروا بهذا المعنى الصحيح، وعلى العكس من ذلك بعض المسلمين حينما يقولون: لا إله إلا الله، المشركون لا يقولون لا إله إلا الله؛ لأنهم إذا قالوا: لا إله إلا الله نافقوا، وهم يريدون أن يعلنوا، فهم يعلمون معنى لا إله إلا الله؛ ولذلك لا يقولون المسلمون لا يعلمون معنى لا إله إلا الله إلا القليل منهم، ولذلك فهم يقولون كلهم: لا إله إلا الله، لكن إذا أردت أن تبين لهم: أن ما تفعلونه من إتيان إلى الأولياء والصالحين، والذبح عندهم، والنذر لهم، والحلف بهم، والصلاة عند مقابرهم
…
الخ: هذا كفر بـ: لا إله إلا الله؛ لأن معنى لا إله إلا الله ليس هو ذاك المعنى اللي ذكرناه عن الشاذلي: لا رب إلا الله، وإنما معناه: لا معبود بحق إلا الله تبارك وتعالى، وحينئذٍ حينما يفهم المسلم كلمة الشهادة، الكلمة الطيبة: لا إله إلا الله، فهماً صحيحاً فيجب أن يطبقه تطبيقاً صحيحاً كما فهمه فهماً صحيحاً.
ومن هنا يظهر الفرق بين الذين يؤمنون بـ: لا إله إلا الله وبالمفهوم الصحيح
وبين الذين يؤمنون بـ: لا إله إلا الله بالمفهوم غير الصحيح، تختلف تصرفاتهم في هذه الحياة.
لن نجد مؤمناً بهذه الكلمة الطيبة على المعنى الصحيح يذبح لغير الله، وينذر لغير الله ويحلف بغير الله، ويصلي لغير الله عند قبر الأنبياء والصالحين، لن تجد عند هؤلاء شيئاً من ذلك، بينما الآخرون، الله أكبر!
اذهبوا عند ما يسمى: بسيدي شعيب، وشوفوا النذور هناك، والنذر لغير الله من نذر لغير الله فهو ملعون كما قال عليه السلام:«من ذبح لغير الله فهو ملعون» .
كيف ملعون وهو بيقول: لا إله إلا الله؟ لم يفهم لا إله إلا الله، ولذلك فالدعوة إلى الإسلام بصورة غير مفهومة للأنام: هذه ليست دعوة الإسلام، وإنما هي دعوة إلى جانب من جوانب الإسلام، وخير لهؤلاء الإخوان الطيبين من جماعة التبليغ شيئان اثنان:
الأول: هو ما ننصحهم دائماً: أن يتفرغوا لطلب العلم ولا يتفرغوا للدعوة؛ لأن للدعوة رجالاً، وقد قلت لهم هناك وفي كل مكان: هل تعلمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل بالعشرات والعشرينات دعوة إلى المشركين وإلا أرسل أفراداً من نخبة الصحابة: كعلي بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، وأبي موسى الأشْعَرِي، ودحية الكلبي؟
هؤلاء الدعاة هم الذين كان الرسول عليه السلام يرسلهم، ومرة واحدة وقعت أن أرسل سبعين من قراء الصحابة، وبهذه المناسبة يجب أن تعلموا أن معنى قراء الصحابة هم علماؤهم.
لأننا لا نتصور يومئذٍ قارئاً كقرائنا اليوم يحسنون القراءة والترتيل والتجويد، لكن لا يفقهون ما يقرأون من القرآن شيئاً، الصحابة لم يكونوا هكذا.
فذهبوا إلى قبيلة مشركة وطلبوا منهم أن ينزلوا ليدعوا إلى الله عز وجل فأعطوهم الأمان ثم غدروا بهم فقتلوهم، سبعين من قراء أصحاب الرسول عليه السلام.
ولما بلغه خبر قتلهم قال أنس بن مالك: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجد علي ناس كما وجد على هؤلاء القراء، فكان يدعو عليهم ويقول في صلاة الفجر وغيرها:«اللهم العن رعلاً وذكوان» ، وقبائل أخرى سماهم عليه السلام؛ لأنهم قتلوا هؤلاء الصحابة من القراء الكرام.
هكذا كان الرسول عليه السلام يرسل علماء، فما بال هؤلاء المسؤولين من جماعة التبليغ ورئيسهم هناك في الباكستان أو في الهند يرسل ناس لا علم عندهم؟
لأنه إن كان عندهم علم يجب أن يقتدوا بالرسول عليه السلام.
ماذا فعل الرسول؟ إلى ماذا دعا الرسول حينما أنزل عليه قول تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1 - 3]؟
دعا كما دعت الرسل من قبل: {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، فما لهؤلاء الناس لا يدعون إلى ما دعا الرسول عليه السلام وإلى ما دعا الأصحاب بتعليم الرسول عليه الصلاة والسلام؟
جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أرسل معاذاً إلى اليمن، ماذا قال له؟ قال:«ليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله» ، ليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله. هؤلاء جميعاً من كل الجماعات التي ذكرناها آنفاً: من إخوان مسلمين، من حزب تحرير، من جماعة تبليغ، لا يكون من أول ما يدعون إليه: شهادة أن لا إله إلا الله.
وهذا سبب سبق أن ذكرته، أجمله الآن:
أولاً: لظنهم أن المسلمين ما هم بحاجة؛ لأن كل المسلمين بيقولوا: لا إله إلا الله، إذن ندعوهم إلى ماذا؟ هذا اسمه: تحصيل حاصل لكن الواقع أن المقصود: ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله أول ما تدعوهم؛ لأنهم كانوا عرباً.
ولذلك كما شرحت آنفاً كانوا إذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون؛ لأنهم يفهمون معنى: لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، أما الرب فما كانوا ينكرونه:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25].
الجواب: المسلمون لا يفهمون شهادة التوحيد، كما فهمه العرب، لكن هم يؤمنون بلفظها ويكفرون بمعناها.
فلماذا لا تشتغل هذه الجماعات بدعوة المسلمين للتوحيد الصحيح؟
السبب: لا يعلمون واقع المسلمين اليوم، أنهم منحرفون عن التوحيد الصحيح.
سبب ثاني: وهو أهم بالنسبة إليهم أنفسهم لا يعلمون حقيقة معنى: لا إله إلا الله، ولذلك لا يدعون الناس إلى معنى: لا إله إلا الله، كما أنهم لا يدعون الناس إلى أن يشهدوا أن محمداً رسول الله، لماذا؟ لنفس السببين:
السبب الأول: أنهم يشهدون أن محمداً رسول الله، وأنا أعتقد أنهم كذلك، لكن يخالفون هذه الشهادة.
لأنه يلزم من التصديق بأن محمداً رسول الله: ألا يتقدم المسلمون بين يدي رسول الله برأي .. باجتهاد .. بنظام
…
ب
…
بـ الخ، وهذا مع الأسف موجود وواقع.
وأوضح مثال: قضية استحسان، الاستحسان في بعض المذاهب قيل بأنه دليل شرعي، وفي المجتمع الإسلامي هو قائم على قدم؛ لأنهم يقولون هذه بدعة حسنة وشو فيها يا أخي
…
والخ.
أيضاً يجب على الدعاة الإسلاميين أن يبدأوا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله بياناً وشرحاً وليس لفظاً فقط:
فإذن لا يجوز نحن أن نقول بأننا ندع الفقهيات، وندع الخلافيات؛ لأن معنى ذلك أن ندع الدعوة إلى شهادة لا إله إلا الله محمداً رسول الله.
والرابع: ما هو؟
مداخلة: الجماعات الإسلامية.
الشيخ: أيضاً لا ينقدون الجماعات الإسلامية: أنا سلفي وأنت خلفي، لا تنتقدني، لماذا؟ لأني على حق أم على باطل؟ لا: هذا يفرق. أيش الفائدة إذن من دعوتك إذا تركتني في ضلالي؟ وأيش الفائدة الفائدة من دعوتي إذا تركتك في ضلالك؟ وهكذا.
يجب أن نقول كلمة الحق، ألم يقرأوا في كتاب الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أوصى أبا ذر بعدة وصايا، ومنها: ألا تأخذه في الله لومة لائم؟ وين هذا؟ هاي فقرة، ها وصية من وصايا الرسول عليه السلام لأبي ذر.
فيجب إذن أن نتعلم وأن نعمل بما نعلم، والإعراض أو التمسك بهذه الفقرات الأربع معناها: إعراض عن التمسك بالإسلام الذي جاء به عليه الصلاة والسلام.
الملقي: النقطة الثالثة: اللي هي بالنسبة أنه ندعوهم إلى العلم، فهم ما أدري
عن عمد أو عن غير عمد يفهمون هذه الكلمة عنا خطأ، فيقولون ويظنون أننا حينما نريد بالعلم: أن يحفظوا كتب السنة حفظاً، وأن يحيطوا بالعلوم كلها صغيرها وكبيرها، فمثل هذا يعني لو توضيح.
الشيخ: لا ما نقوله نحن يجب.
نحن أولاً: نعني بالعلم: العلم المستقى من الكتاب والسنة.
ونعني ثانياً: بأنه يجب على المسلمين أن يتعلموا لينجوا من هذه المسائل الأربعة: أي لينجوا من أن يقعوا في الخلاف، والخلاف قائم منهم يرجون بإبقاء هذا الخلاف بسبب بعدهم عن العلم، وكلما تعلم المسلم، وازداد علمه، كلما كان ناهياً عن الاختلاف، وربنا يقول في القرآن فضلاً عن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31 - 32]، هذا واقع الجماعات الإسلامية، فبماذا تقضي؟ نقضي على هذا بالعلم الصحيح، ثم نحن نريد من عامة المسلمين أن يتعلموا شيئين اثنين:
ما يصححون به عقيدتهم.
وما يصححون به عبادتهم.
لا نريد من كل مسلم أن يصير علامة في التفسير، في الحديث، في الفقه، في اللغة، لا، هذا له علماء يتخصصون في ذلك، وهذا فرض كفائي، فالعلم علمان كما يقول العلماء جميعاً لا خلاف بينهم.
علم فرض عين وعلم فرض كفاية.
فرض العين: هو ما يجب على كل مسلم أن يتعلمه، وأنا أضرب مثلين اثنين
فقط اختصاراً للكلام.
كل مسلم بالغ واجب عليه أن يصلي لا يستثنى من هذه الصلاة أحد منهم.
إذن كل مسلم فرض عليه أن يتعلم ما تصح به الصلاة: شروط الصلاة، وأركانها، وواجباتها.
هذا فرض على كل مسلم، هل يقومون جماعات التبليغ في أنفسهم بهذا، فضلاً أن يبلغوه الآخرين؟
الجواب: لا.
فإذن هم تاركون فرض عين، فهم مؤاخذون.
المثل الثاني يقابل هذا: الحج إلى بيت الله الحرام ليس يجب الحج إلى بيت الله الحرام على كل مسلم بالغ مكلف؛ ذلك لأن الله عز وجل قال: {ولِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، فقد لا يستطيع المسلم: إما لفقره وإما لمرضه، أو لغير سبب آخر، لا يستطيع أن يحج، فنقول له: لا يجب عليك أن تتعلم أحكام الحج، أما الآخرون كما يسمعون والحمد لله في كل شيء، في حجاج إلى بيت الله الحرام، لكنهم يخلون بهذا الفرض، فلا يتعلمون أحكام الحج. هؤلاء الذين يستطيعون الذهاب صار فرض عين عليهم أن يتعلموا أحكام الحج، أما الآخرين وهم الجمهور الذين لم يجب عليهم الحج لا يجب عليهم تعلم أحكام الحج.
من الذي يجب عليهم أن يتعلموا أحكام الحج؟ أولئك الفقهاء والعلماء الذين يتوجه الناس إليهم بالأسئلة فعليهم أن يكونوا على علم بما هم يتعرضون للسؤال عنه.
فإذن نحن لا نريد من كل فرد من أي جماعة كانت أنه يصير عَلَّامة، ومثل ما يقول المثل السوري: فلان عالم مثل الصحن الصيني وين ما رنيته يجاوب. لا، نحن نريد فقط كل فرد يقوم بالواجب الذي يجب عليه.
الصلاة: كما قلنا: كل واحد يجب عليه إذا بلغ سن التكليف.
الزكاة: ليست كذلك، الحج: ليست كذلك.
فإذا بعض هذه الأحكام: فرض عين: من لم يفعل فهو آثم عند الله.
ولذلك نحن نرى جماعة التبليغ والإخوان المسلمين وحزب التحرير كجماعة، لا أقول: كل فرد منهم؛ لأني عارف أنه في الإخوان، (وفي كل الجماعات هذه أفراداً يمشون معنا على الخط السلفي)؛ لأنه لا أحد يستطيع أن يجادلنا في أن هذا الخط الذي نحن ماضون فيه، هو الذي قال رَبُّنا عنه:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].
لا أحد من هؤلاء يستطيع أن يجادلنا في هذا، ولذلك فنحن نعلم بالتجربة (أن في كل هذه الجماعات أفراد معنا على الخط علماً وعملاً، لكن كجماعة كلهم لا يقومون بالفرض العيني).
أقل شيء أن يعرفوا صلاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: كيف كان يصلي، ما يعرفون. فهم إذن لا يقومون بفرض العين. هذا الذي نريده منهم، لكن بالإضافة إلى هذا كما قلت آنفاً: نريد منهم أن يكون فيهم علماء، علماء يعني أحاطوا بقدر ممكن من العلم بما يجب وجوباً عينياً، وبما يجب وجوباً كفائياً.
فإذا سأله السائل: أنا ذاهب إلى بيت الله الحرام، فهل أحج مثلاً: مفرداً، أم
أحج قارناً، أم أحج متمتعاً؟
يمكن يجاوب مثل ما أجاب ذاك المفتي اللي علم أباه، ونصبه مفتياً.
يمكن بعض إخواننا ما سمعوها النكتة وبخاصة أنه طال الدرس، وبيقولوا: إن العلم جاف، فخلينا نبلها شوية يعني بها النكتة هذه، زعموا أن مفتياً عرض له سفر، فقال لأبيه: اخلفني من بعدي، قال له: يا ابني كيف أخلفك من بعدك وأنا رجل لا أعلم؟ !
قال له: معليش، أنا بادلك على طريقة تمشي حالك لغاية ما أنا أعود.
قال: هات، نشوف.
قال: أنت تجلس على الكرسي مكاني، وكلما جاءك سائل، سألك أي سؤال، قل له: في المسألة قولان.
قال له: يا ابني، جزاك الله خيراً.
سافر المفتي وجلس أبوه مكانه، وصاروا الناس كالعادة: أن المفتي هو اللي بيعطيهم الجواب لحل مشاكلهم.
ما في عنده جواب غير: يا أخي في المسألة قولان.
إن كان السؤال مثلاً: يا أخي أنا قلت لزوجتي: روحي أنت طالقة، كلما حلَّلِك شيخ، حَرَّمِك شيخ
…
الخ. هذه طلقت مني والا لا؟
يا ابني في المسألة قولان: منهم من يقول: طلقت، ومنهم من يقول: ما طلقت.
أنا عملت كذا وكذا، تجب علي الزكاة والا لا؟
في المسألة قولان: منهم من يقول: يجب ومنهم، وعلى ذلك فقس، وأنتم ما يحتاج الأمر إلى شرح كبير.
أحد الأذكياء انتبه: أنه هذا الشيخ روتين عنده مثل المسجلة: ما يجيب شيئاً جديداً أبداً: في المسألة قولان .. في المسألة قولان.
قال لرجل بجانبه دخيلك اسأل الشيخ، قل له:{أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} [إبراهيم: 10] قال له: يا سيدي الشيخ: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} [إبراهيم: 10]؟ قال: في المسالة قولان.
الآن قد يأتي حاج قاصد للحج بيسأل عن المشايخ ممن لا علم عندهم من هذا العلم القائم على الكتاب والسنة: شو بدي أحج يا شيخ، مفرد ولا قارن، ولا متمتع؟
بيقول له: في ثلاث أقوال، فأيها فعلت ماشي الحال، وبيزيدها: من قلد عالماً لقي الله سالماً، وإن شاء الله ما يقول: قال رسول الله؛ لأن هذا لا أصل له، أما أنا كفقه هذا فقه: من قلد عالماً لقي الله سالماً. هذا يجب أن يكون في الأمة من يرفع عنها الحيرة: ثلاث أقوال في حجة حجها الرسول؟ اعتبروا يا سامعين.
الرسول حج في زمانه حجة واحدة، اشلون: إن شئت مفرداً، إن شئت قارناً، إن شئت معتمراً؟ ! لا بد أن يكون الحق واحد؛ لأن الحق لا يتعدد؛ ولذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث اللي بتسمعوه دائماً لكن قل من ينتبه لانحراف الناس عنه:«إذا حكم الحاكم فاجتهد، فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد» .
إذن المسألة: يا خطأ، يا صواب.
فهذه ثلاثة أقوال في مسألة الحج، اللي ما حج الرسول في حياته كلها
المباركة إلا حجة واحدة في آخر حياته؛ لأنهم لا يعلمون، أو يعلمون لكن يحيدون، وكما يقال: أحلاها مر.
إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما وقف على الصفا قال له رجل من الصحابة: يا رسول الله، عمرتنا هذه؛ لأن الرسول كان قارناً جامعاً بين الحج والعمرة، ومع أنه قال:«ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي، ولجعلتها عمرة، فأحلوا أيها الناس» ، يعني: اجعلوا حجكم تمتعاً، قال ذلك السائل وهو في أسفل جبل الصفا: يا رسول الله، عمرتنا هذه، ألعامنا هذا، أم للأبد؟ قال:«بلا لأبد الأبد» ، عمرتنا هذه ألعامنا؟
يعني: خصوصية لنا يا أصحاب الرسول عليه السلام والا هي للأبد؟ قال: لا، بل لأبد الأبد، دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، وشَبَّك بين أصابعه، عليه السلام. شوبدهم بقى المسلمون بياناً أوضح من هذا الكلام الممثل عملياً بتشبيك الأصابع: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة؟ !
إلى الآن تجد مشايخ كبار يخيرون الحجاج: أن تحج مفرداً، أن تحج قارناً، أن تحج متمتعاً.
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ألغى هذه الحجج كلها إلا حج القران بشرط: أن يسوق الهدي من ذي الحليفة بالنسبة إلينا ولهم.
ما في الآن سوق الهدي: واحد يشتري الغنم من ذي الحليفة ويركبها معه في السيارة،
…
المقصود هنا غير واقع، إذن لم يبق عندهم؛ لأن الذي يحج قارناً ويسوق الهدي بيكون جمع أيش؟ بين الحج والعمرة بيكون صدق عليه هذا الحديث، لكن نسي قول الرسول:«لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي -يعني من ذي الحليفة- ولجعلتها عمرة، فأحلوا أيها الناس» . اللي ما
ساقوا الهدي، مع أنهم ناوين القران أمرهم بأن يتحللوا حتى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه كان في اليمن مبعوثاً من الرسول عليه السلام، كما ذكرنا آنفاً، فبلغه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه السنة حاج، فيمم شطر المسجد الحرام، لكن ما بيعرف شو ناوي الرسول، فلبي بأنه حج كحجة الرسول عليه السلام.
لما جاء إلى مكة وسعى وطاف طواف القدوم، دخل على زوجته فاطمة، فرآه حالة مُتَهَيَّئة لاستقبال زوجها، والبخور يعمل عمله في خيمتها، قال لها: ما هذا؟ منكراً عليها.
فأخبرته بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هكذا، يعني أمر.
في حديث أنه أهل بيته عليه السلام جمعوا بين الحج والعمرة وتحللوا، فلما سمع ذلك منها ذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو لا يزال في إحرامه، أما زوجته تحللت، فذكر علي للرسول عليه السلام ماذا رأى من فاطمة.
قال له عليه السلام: بماذا أهللت يا علي؟
قال: أهللت بإهلال النبي.
قال: فأنا أهللت بأني حاج قارناً.
وكان علي ساق الهدي معه، فقال له: إذن أمسك على إحرامك، فظل قارناً بينما زوجته متحللة.
فإذن قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة» . لا يجوز لمسلم أن يحج حجاً مفرداً.
لماذا يلجأ كثير من الناس اليوم إلى حج الإفراد؟
هناك سببان اثنان:
أحدهما: وهو آفة العالم الإسلامي اليوم: الجهل بالسنة، لا يعلمون مثل هذا الحديث وغيره:«دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة» .
السبب الثاني: بعضهم يعلمون، ولكن يحققون في أنفسهم قول رب العالمين: ليش ما يذبح؟ بيخسر ثلاثمائة ريال .. أربعمائة ريال، أو أقل أو أكثر على حسب الأثمان؛ لذلك هو بيحج حج مفرد، وما عليه شيء إطلاقاً: لا ذبح، ولا صيام ثلاثة أيام هناك، ولا سبعة أيام إذا رجع إلى بلده.
لهذا العلاج يا إخواننا فقد طال المجلس، وعلينا أن نصلي: أن نذهب مبكرين العلم، العلم .. العلم، العلم، عليكم بطلب العلم على التفصيل السابق.
لا نريدكم أن تكونوا جميعاً علماء، لكن نريدكم أن تكونوا علماء لما يجب عليكم من العلم.
أن تكونوا علماء بصلاتكم، أن تكونوا علماء بصيامكم؛ لأن الصوم كالصلاة، أما أن تكونوا علماء بالزكاة، ولم تجب عليكم الزكاة، أن تكونوا علماء بالحج، ولم يجب عليكم الحج، لا نكلفكم بهذا، دعوا هذا الجانب من العلم: وهو العلم الكفائي للعلماء المتخصصين.
أما العلم الأول فنأمركم به، نلزمكم به إلزاماً، لأن الله عز وجل أمركم بذلك، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال في الحديث الصحيح:«طلب العلم فريضة على كل مسلم» يعني: العلم العيني.
أما زيادة «ومسلمة» فهي غير صحيحة رواية، ولسنا بحاجة إليها رواية؛ لأنها من حيث المعنى تدخل في عموم لفظة: مسلم، وبذلك فالرسول ما نطق بلفظه: ومسلمة، وهذا من جهل الناس بلغتهم العربية أكثرهم يروون الحديث بهذه الزيادة:«طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» ، هذه الزيادة باطلة نسبتها
إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا حاجة إليها لغة، لأنها تدخل في عموم قوله عليه السلام:«مسلم» ، وكفى الله المؤمنين القتال، ولعل في هذا القدر كفاية.
توضيح هنا وهنا وهناك في الداخل أيضاً، شوف هذا صاحبك شو بده.
(الهدى والنور /525/ 43: 00: 00)
(الهدى والنور /525/ 17: 24: 00)