الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]، فمن حيث الضعف والقوة، وضعكم الآن كما هو وضع الكثير من السلفيين في كثير من البلاد الإسلامية أشبه بموقف الصحابة في العهد المكي من حيث الضعف وليس من حيث الأحكام الشرعية وأظن تفرق معي بين هذا وهذا لأننا نسمع أحيانا بعض الأشرطة تكاد تكون هذه الأشرطة صريحة بان الآن نحن يجب أن نعود إلى العهد المكي وهذا فيه تعطيل للأحكام الشرعية لا يجوز لمسلم أن يقع فيه، لكن من حيث الضعف والقوه كثير من المسلمين في كثير من البلاد الإسلامية هم كالصحابة في العهد المكي، فماذا كانوا يفعلون، كانوا يواجهون
…
وسأقول ما هو أكثر هل كانوا يفكرون بالمواجهة لا ماذا كانوا يفكرون كانوا يفكرون في المهاجرة أي في الهجره وهذا الذي وقع في أول الأمر من هجرة الحبشة ثم الهجرة الثانية ثم الهجرة إلى المدينة.
(الهدى والنور /441/ 47: 25: 00)
باب منه
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم، بخصوص وجودنا في تلك البلاد التي تحدثت عنها في الأسبوع الماضي، يقول: أين تجد الحد الفاصل المعاملة الحسنة التي شرعها الإسلام وبين بداية الذوبان والانحراف في المجتمع الأوروبي؟
الشيخ: أين تجد، نحن لا نجد اليوم المعاملة الحسنة كما ينبغي في البلاد الإسلامية فضلاً عن بلاد الكفر، أقول هذا وإن كان من المشهور عند كثير من الناس الذين ابتلوا بالاستيطان في بلاد الكفر أنهم يجدون هناك نوعاً أو أنواعاً من المعاملات هي أحسن بكثير من بعض المعاملات في بعض البلاد
الإسلامية، لكن الحقيقة أن هذه النوعية الحسنة التي ترى في تلك البلاد هي نابعة عن تجارب كثيرة مر بها الكفار فوجدوا أن من مصلحتهم الاستقامة في معاملاتهم، ولم تكن هذه الاستقامة في معاملاتهم نابعة من دينهم، وإنما هي تجارب حملتهم على الاستقامة في بعض المعاملات، في البيع والشراء والأخذ والعطاء، ونحو ذلك، وإلا فليس كما يقولوا، وإلا فليست القضية كما يشاع بين بعض الناس ويظنون تلك الإشاعة حديثاً مروياً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي قولهم:«الدين المعاملة» فالذي أريد أن أنبه عليه في مثل هذه المناسبة هو أمران اثنان: الأول: أن هذه الجملة ليست حديثاً نبوياً إطلاقاً، والشيء الثاني: أنها ليست صحيحة المعنى على إطلاقها، لأن هذا التركيب من حيث الأسلوب العربي «الدين المعاملة» هو على وزان قوله عليه الصلاة والسلام:«الدين النصيحة» ومثل هذا الحصر في المبتدأ والخبر في الأسلوب العربي يعطي أهمية هذا المبتدأ الذي كان خبره النصيحة، الدين النصيحة، فالذي أشاع هذه الجملة الدين المعاملة ضاهى فيها بقوله عليه السلام الثابت في الصحيح: الدين النصيحة، فهل المعاملة كالنصيحة في الدين؟
الجواب: ليس كذلك، لا شك ولا ريب أن المعاملة الحسنة من المسلم لأخيه المسلم هو بلا شك من الدين، مما يأمر به الإسلام، ولكن ليس هو الدين كما يفيد هذا التركيب: الدين المعاملة، ولذلك بعد هذا البيان أقول: إذا كان الكفار من أوروبيون أو أمريكيون أو غيرهم نجد في معاملاتهم شيئاً من الحسن أو النصف، فلا يعني ذلك أن معاملاتهم كلها هي معاملة صحيحة وحسنة، فأنكم تعلمون أنهم يعيشون حياة تعيسة جداً بسبب ماديتهم حتى ترتب من وراء هذه الحياة المادية انفلاتات غريبة وعجيبة جداً جداً، وكان من آثارها انتشار الانتحار بين طبقات الكفار، ذلك مصداق قوله تبارك وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ
لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} [طه: 124 - 126].
فإذاً: يوجد عن الأوروبيون نوع من المعاملة الحسنة، لكن غالب معاملاتهم ليست حسنة إطلاقاً، ولهذا فإن كان عندهم شيء من الحسن في المعاملة فأصله نبع من عند المسلمين، وهو مما تأثروا بهم حينما اختلطوا بسبب الفتوحات الإسلامية وبسبب احتلال الجيوش الإسلامية كثيراً من بلاد الكفار في التاريخ الماضي، ثم انقلب الأمر مع الأسف على المسلمين، فتركوا كثيراً من سلوكهم الذي يأمرهم به دينهم، هذا ما يمكنني الإجابة عن مثل ذاك السؤال، ولست أدري إذا أتيت على الإجابة كما هو في ضمير السائل، لعلي فعلت؟
السائل: نعم.
(الهدى والنور/490/ 19: 02: 00)
(الهدى والنور/490/ 00: 05: 00)