الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
مداخلة:
…
في بعض الأصدقاء في الدول مثل أمريكا ودول أوروبا لكن يطبقون الإسلام فاستشهدت بالحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه: «أنا بريء من كل من أقام بين ظهراني الكفار لأكثر من ثلاث» . فماذا تنصح هؤلاء الشباب المسلم في الدول الكافرة ليكونوا دعاة الإسلام أو .. ؟
الشيخ: أولاً أُريد أن ألفت النظر بأن قولك يطبقون الإسلام فيه تسامح كبير في التعبير، أليس كذلك؟
مداخلة: ما فهمت قصدك يعني
الشيخ: قصدي واضح ولكن تأمل فيما أقول: إن تعبيرك بأن أولئك القاطنين في بلاد الكفر أمريكا وأوروبا قلت: إنهم يطبقون الإسلام، فيه تسامح في هذا التعبير.
مداخلة: في الواقع قصدت يطبقون العبادات يا شيخ.
الشيخ: أنا عارف يا شيخ ماذا قصدت.
مداخلة: جزاك الله خير.
الشيخ: لكن امشِ معي أنه فيه تسامح في التعبير صح؟
الشيخ: آه ما تريد تقول صحح.
الشيخ: إلا هزاً بالرأس، يعني: خايف تسجل عليك.
الشيخ: ما فيه خوف، هنا اعتراف بالحق يعني.
مداخلة:
…
الشيخ: المقصود، أنا أنصح كل مسلم يقيم في بلاد الكفر بما نصح به الرسول عليه السلام، ولا يمكن لي إلا أن أقول كذلك.
مداخلة: نعم.
الشيخ: ولكن فقه الإسلام يجعل لي فسحة بأن أقول: إذا وجدت طائفة من المسلمين في بعض بلاد الكفر متكتلة متجمعة ويشعرون بأنهم يستطيعون أن يقوموا بتطبيق الإسلام بأوسع دائرة مما لو كانوا في بعض البلاد الإسلامية هذا أولاً.
وثانياً: يكون لديهم عالم على الأقل إن لم أقل علماء يُبَصِّرونهم بأحكام دينهم؛ لأن هؤلاء المقيمين في تلك البلاد الكفرية هم يجمعون بين غربتين: غربة الدار فهم غرباء عن بلاد الإسلام في بلاد الكفر والغربة الدينية، حيث إنني إلى الآن لا أعلم وليس هذا يعني: أن عدم العلم بالشيء يستلزم العلم بعدمه لا، لكن أقول في حدود ما أحاط به علمي، إلى اليوم لا نعلم أن هناك مجتمعاً في بلاد الغرب ممكن أن يسمى مجتمعاً إسلامياً كنقطة بيضاء في ذلك السواد الكافر يقودهم عالم بالكتاب والسنة، أنا لا أعلم هذا، ولذلك فالذي أتصوره من جهة وأعلمه بما يردني من أسئلة ومن أخبار بأن أولئك الغرباء مرتين يتخبطون في تطبيقهم لدينهم؛ لأنهم ليس عندهم علم أو ليس عندهم عالم يقودهم على الكتاب والسنة، فإذا توفر هذان الشرطان الشرط الأول: أن يكونوا متمكنين من تطبيق الإسلام بأكثر مما يمكن أن يُطَبِّقوه في بلادهم الإسلامية، وأن يكون لهم
على الأقل عالم واحد يهتدون بهديه ويستنيرون بعلمه، وهذا ما لا أعلم له وجوداً.
لذلك أعود إلى أن أنصحهم جميعاً وهذا ما أفعله دائماً وأبداً حيث في كل ليلة تقريباً تردني أسئلة من مختلف البلاد من أوروبا ومن أمريكا فأنصحهم بأن يهاجروا من أمريكا إلى بلاد الإسلام وليس العكس، ويسمونها بغير اسمها، يهاجرون من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر، فَغَيَّروا حقيقة شرعية إلى درجة أنهم سموا قديماً أمريكا ماذا سموها بالمهجر، آه هذا خلاف في الشريعة، {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 97] خطاب للذين أسلموا في بلاد الكفر أن يهاجروا منها إلى بلاد الإسلام، نحن الآن نعكس.
إذاً ننصح لهؤلاء أن يعودوا إلى بلاد الإسلام.
ثم أنا أعتقد أن أي فرد أو أي جماعة تسعى لإصلاح المجتمع الإسلامي فمهما كان الإصلاح صعباً في بلد إسلامي فهو بلا شك في بلاد الكفر أصعب، أصعب؛ لأنه بلاد الكفر مثلاً تريد تعالج تصحيح المفاهيم، وتصحيح السلوك والأخلاق ومحاربة ما .. محاربة تبرج النساء وفسوق الرجال ونحو ذلك، لهذا بينما تضيع وقتك وجهدك في محاربة هذا الدم الأسود لا أهون عليك أن تعود إلى بلدك وتستصفي لك مكاناً أو قرية أو محلة وتدعوا هناك من حولك إلى الكتاب والسنة، هذا بلا شك أنفع وأسهل من هناك، وهذه نصيحتي والله أعلم.
(الهدى والنور / 354/ 00: 00: 00)