المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب منه الملقي: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ٧

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌جماعة التبليغ

- ‌حول جماعة التبليغ

- ‌حول جماعة التبليغ

- ‌جماعة التبليغ صوفية عصرية

- ‌كلمة عن جماعة التبليغ

- ‌أصل من أصول جماعة التبليغ

- ‌حول بعض ممارسات جماعة التبليغ

- ‌حل جماعة التبليغأم تصحيح مسارها

- ‌رأي الشيخ في جماعة التبليغ

- ‌هل جماعة التبليغ من الفرق

- ‌حول جماعة التبليغ

- ‌جماعة التبليغ

- ‌جماعة التبليغ

- ‌لماذا لا يوجد عند السلفيين حسن تعاملكما هو عند جماعة التبليغ

- ‌التفريق بين المدرس والداعيفي هيئة إلقاء الدرس

- ‌هل يشترط العلم في المُبَلِّغ

- ‌الردود على الإخوان المسلمين والتبليغ

- ‌حكم الخروجمع جماعة التبليغ

- ‌حكم الخروج مع جماعة التبليغ

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌الخروج مع جماعة التبليغ كمهر للزواج

- ‌الخروج في سبيل الله للنساء

- ‌الخروج في سبيل الله

- ‌الخروج مع جماعة التبليغ

- ‌جماعة التبليغ، ومدة الخروج

- ‌نقاش حول جماعة التبليغ

- ‌نقاش مع الأستاذ عقلحول جماعة التبليغ

- ‌نصائح لجماعة التبليغ

- ‌نصيحة إلى جماعة التبليغ

- ‌نصيحة لجماعة التبليغوبيان المؤاخذات عليهم

- ‌كتاب الولاء والبراء

- ‌حكم التشبه بالكفار

- ‌أهمية التشبه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌بيان حكم التشبه بالكفار

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌التَشَبُّه بالكفار بالتَفَرُّق عند الطعام

- ‌تشبه النساء بالكافرات

- ‌حكم لبس البنطلون

- ‌هل ارتداء البنطالمن التشبه بالكفار

- ‌هل لُبْس الساعة في اليسارمن التشبه بالكفار

- ‌لبس المريول هل هو تشبه بالكفار

- ‌لبس العروس

- ‌ضوابط التشبه بالكفار

- ‌ضوابط التشبه بالكفار

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌إشكال حول ضابط التشبه

- ‌حكم السفر إلى بلاد الكفر

- ‌حكم السفر إلى بلاد الكفار

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌‌‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار

- ‌السفر للسياحة

- ‌السفر إلى بلاد الكفر للتعليم

- ‌حكم الإقامة في بلاد الكفار

- ‌الإقامة في بلاد الكفار لعذر

- ‌الإقامة في بلاد الكفر

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌التعاملات التجارية مع الكفار

- ‌هل الكافر مخاطب بفروع الشريعة؟وهل يجوز بيع ما فيه محرم له

- ‌التجارة مع الكفار

- ‌باب منه

- ‌التجارة مع اليهود والعمل عندهم

- ‌التجارة مع غير المسلم

الفصل: ‌ ‌باب منه الملقي: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول

‌باب منه

الملقي: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، الحمد لله الذي هيأ لنا الأسباب حتى اجتمعنا بفضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني -حفظه الله-، (جئنا من بلد هولندا) وعندنا بعض الأسئلة نريد أن نطرحها على الشيخ -حفظه الله-. تمكنا في خلال فترة.

مداخلة: ارفع صوتك.

الملقي: نعم، خلال فترة الحمد لله أن ننشئ بعض المراكز في هولندا، وعندنا الآن ما يقرب من عشرين مدرسة إسلامية معترف بها من قبل تلك الدولة، وعندنا دعاة الحمد لله، من مختلف، من بينهم أحمد سلام أبو صهيب من دمشق، والأخ عماد الدي بكري إسماعيل، وبعض الأخوة من جنسيات مختلفة، فالوضع هكذا، فما هو حكم الإقامة في تلك البلاد، بحيث أن الإنسان يستطيع أن يمارس سائر شعائره التعبدية دون أن يتعرض إلى مضايقة أو اضطهاد من قبل أولئك، بالمقابل في بلده لا يستطيع، فما هو حكم الإقامة في هذه البلاد؟

الشيخ: إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فمما لا شك فيه عند أهل العلم أن إقامة المسلم في بلاد الكفر مهما كانت

ص: 411

أخلاقها فما دامت أنها بلاد كفرٍ فلا يجوز الإقامة فيها، والأحاديث التي وردت في هذا الصدد كثيرة وكثيرة جداً، وفي اعتقادي أن هناك أشرطة كثيرة مسجل فيها جواب مثل هذا السؤال، فإن كان ليس عندكم شيء من هذه الأشرطة، فالبسط العلمي يوجب علي أن أذكركم ببعض هذه الأحاديث، ثم الإفاضة حولها لتأكيد ما تضمنتها من المعاني والتوجيهات الإسلامية الصحيحة، فهل عندكم شيء من هذه الأشرطة أم لا؟

الملقي: لا ما عندنا.

الشيخ: ما عندكم، فأقول تأكيداً لما سبق: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما تعلمون أكد استمرار الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فالهجرة ماضية إلى يوم القيامة، ولا يخفى على أحدكم -إن شاء الله-، أن الهجرة التي يتحدث الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث، إنما المقصود منها هجرة المسلمين الذين يهديهم الله عز وجل وهم في بلاد الكفر أن يهاجروا منها إلى بلاد الإسلام، وليس العكس، فالعكس منهي عنه في تلك الأحاديث التي أشرت إليها آنفاً، منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«أنا بريء من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين» .

كذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما» ، وهذا كناية عن أن المسلم لا يجوز أن يقارب في سكنه في منزله في خيمته منزل المشرك أو خيمته؛ لأنكم تعلمون أن من عادة العرب أنهم كانوا يسكنون تَحْت الخيام، وأنهم كانوا يوقدون النار أمامها، فكنى الرسول عليه السلام عن وجوب ابتعاد المسلم في منزله عن منزل المشرك فقال: لا تتراءى نارهما، أي: إذا أوقد كل من المسلم والمشرك النار أمام منزله أما خيمته فلبعد المسافة بينهما

ص: 412

لا يكاد يرى أحدهما نار الآخر، فإذاً الحديث حينما يقول:«المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما» ، فهو كناية عن عدم المخالطة، وعن وجوب ابتعاد المسلم عن المشرك في سكنه في مخالطته، وأكد هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«من جامع المشرك فهو مثله» ، المقصود هنا في كلمة (جامع) المخالطة؛ ولأن الرجل يجامع زوجته، فهو يخالطها أشد ما يمكن من المخالطة، لكن أصل الكلمة تفيد مطلق المخالطة والمجامعة، ولذلك فلما قال عليه الصلاة والسلام:«المسلم والمشرك» «من جامع المشرك فهو مثله» أي: من خالطه، والسر في نهيه عليه الصلاة والسلام عن مساكنة المسلم للمشرك جاء في المثل المشهور في بعض البلاد ألا وهو قوله: الطبع سراقٌ، الطبع سراق، وهذا بلا شك مما قعده وأسس هذا المعنى إنما هو نبينا -صلوات الله وسلامه عليه- في بعض الأحاديث الصحيحة التي وردت عنها، من أشهر هذه الأحاديث ومن صحاحها قوله عليه الصلاة والسلام:«الجليس الصالح» «مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك إما أن يحذيك» أي: يعطيك مجاناً «وإما أن تشتري منه، وإما تشم منه رائحة طيبة» ، وهذا معناه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد استفادة المسلم من مجالسة المسلم الصالح ولا بد، ويضرب على ذلك مثلاً بائع المسك، فهو إما أن يعطيك مجاناً، وهذا أكبر فائدة، وإما أن تشتري

منه بدراهمك وفلوسك، وهذه فائدة تلي تلك، وإما على الأقل أن تشم منه رائحة طيبة «أما مثل الجليس السوء، فهو كالحداد، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تشم منه رائحة كريهة» ، فإذاً أنت أيها المسلم لا تخلوا من مخالطة الصالح من استفادة منه بوجه من وجوه تلك الاستفادات التي ذكرها الرسول عليه السلام، كما أنك لا تنجوا من أن تتضرر من مخالطتك للجليس الطالح، ومثاله الحداد، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تشم منه رائحة كريهة، من هنا جاءت الأحاديث تأمر بمصاحبة

ص: 413

المسلم للمسلم فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي» ، والجملة الثانية في رأيي هي تأكيد للجملة الأولى:«لا تصاحب إلا مؤمناً» ؛ لأن المفروض في المسلم أنه لا يدعوا من لا يستفيد من علمه من خلقه من دينه، وكذلك لا يدعوه إلا من كان مثله، فقوله عليه السلام في الجملة الثانية: ولا يأكل طعامك إلا تقي تأكيد لمعنى الجملة الأولى، أي: لا تدع إلا دارك إلا من كان تقياً مؤمناً، هذا الحديث -أيضاً- يؤكد المعاني التي تجمعت في الأحاديث السابقة، ثم يأتي حديث آخر من الأحاديث الصحيحة، لتؤكد عملياً تأثير المجتمع الفاسد على الإنسان، ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فأراد أن يتوب، فسأل عن أعلم أهل الأرض؛ فدل على راهب» أي: على متعبد جاهل «فذهب إليه، وعرض عليه قصته» خلاصتها أنها قتل تسعة وتسعين نفساً بغير حق، وأنه يريد أن يتوب إلى الله؛ فهل له من توبة؟ فعظم عليه الأمر وقال: قتلت كذا وكذا نفساً، وأن تريد أن تتوب لا توبة لك، فقتله وأتم به العدد، عدد المائة.

ولكن الرجل يبدوا أنه كان مخلصاً في توبته، وفي سؤاله عن العلماء الذين يظن فيهم أنهم يدلونه على الطريق التي بها يتمكن من التوبة الصحيحة.

فأخيراً وهو يسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على عالم، فأتاه، وقال له: إني قتلت تسعة وتسعين، إن قتلت مائة نفس بغير حقٍ؛ فهل لي من توبة؟ قال: ومن يحول بينك وبين التوبة؟ ! ولكنك بأرض سوء -وهنا الشاهد-، ولكنك بأرض سوء فاخرج منها إلى القرية الفلانية، التي أهلها صالحون، فانطلق الرجل من

ص: 414

القرية الفاسد أهلها إلى القرية التي دُل عليها، وهذا يؤكد بأنه كان مخلصاً في سؤاله عمن يدله على سبيل التوبة، فانطلق يمش، يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:«فجاءه الموت وهو في الطريق، فتنازعته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، كلٌ يدعي أنه من حقه أن يقبض روحه» والأمر واضح ما يحتاج إلى شرح، «فأرسل الله عز وجل إليهم، ملكاً ليحكم بينهم، فقال: قيسوا ما بينه وبين كلٍ من القريتين فإلى أيهما كان أقرب فألحقوه بأهلها، فكان أقرب إلى القرية الصالح أهلها بمقدار شبر» هي ميلة الإنسان في أثناء سيره؛ لأن الإنسان لا يمشي هكذا، وإنما يمشي هكذا، فكان أقرب إلى هذه القرية الصالح بهذا المقدار، فتولته ملائكة الرحمة، فإذاً الجو الصالح، والجو الفاسد كما هو يؤثر من الناحية البدنية الطبية فهو كذلك يؤثر من الناحية الروحية المعنوية تماماً، والأطباء الماديون هم خريتون ويهتمون جداً جداً في تحذير الناس من أن يستوطنوا أرضاً موبوءة، ولكنهم لا يلتفتون إلى الوباء المعنوي، وإنما هذا من وظيفة الأنبياء والرسل الذين جاؤوا لإصلاح القلوب، فجاء عليه الصلاة والسلام إذاً بمثل هذه الأحاديث لكي يعلم المسلمين أن لا يخالطوا المشركين، وأن لا يساكنوهم؛ لأن الطبع سراق، أرادوا أم ما أرادوا، وأنا أذكر بهذه المناسبة قصة وقعت لي تؤكد لكم هذا المعنى الذي دندنت حوله هذه الأحاديث الصحيحة هي أنني قدر لي أني ذهبت إلى

بريطانيا في سبيل الدعوة والاتصال مع الجاليات الإسلامية هناك، فدللت على داعية في بلدة تبعد عن لندن نحو مائة وعشرين كيلو متر، وكان الشخص الذي يممنا شطرنا إليه رجلاً مسلماً من جماعة الشيخ المودودي رحمه الله، وكان الوقت يومئذٍ شهر رمضان، فجاء وقت الإفطار فجلسنا على مثل هذه السفرة المتواضعة نفطر، رأيت الرجل يجمع بين نقيضين من حيث المظهر فهو ملتحي وهذا نادراً ما نراه في بلاد الإسلام فضلاً عن بلاد الكفر والطغيان، لكنه

ص: 415

بالإضافة إلى ذلك هو إذا صح التعبير ....

متجرفت بالجرافيت عُقْدَة تعرفونها، فذكرته بأنه هذا لا يجوز للمسلم؛ لأنه تشبه بالكفار، وذكرت له بعض الأحاديث الواردة في هذا الصدد، ومنها الحديث المشهور:«بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم» ، ومما يدل على أن صاحبنا هذا رجل طيب كذاك الذي سأل عن أعلم أهل الأرض ليدلوه على التوبة، مجرد أن قال له العالم: إنك بأرض سوء فاخرج منه، انطلق سريعاً إلى الأرض الصالح أهلها، وهكذا هذا الرجل تجاوب معي فوراً فحل العقدة ورماها أرضاً، وهو يأكل يفطر، ما أجلها كما يفعل بعض الناس، ولكن ما كادت الفرحة تحل في القلب إلا أتبعها بترحة؛ ذلك لأنه علل فعلته تلك أي وضع الجرافيت من أجل ماذا؟ قال: هنا البريطانيون ينظرون نظرة خاصة إلى إخواننا الفلسطينيين الذين من عادتهم أن يفكوا الزر هكذا، ولا يعقدون الجرافيت على عنقهم، فالبريطانيون ينظرون إلى الفلسطينيين -معروف العداء الموجود بينهم- نظرة احتقار وعدم اكتراث وإلى آخره، تفهم ما هذا التعليل ما أسوأه، فأنا صارحته: قلت له: -بارك الله فيك-، ليتك سكتَّ؛ لأنه معنى هذا الكلام أنك تهتم برأي هؤلاء الكفار، وببغضهم لإخواننا الفلسطينيين المسلمين، ونظرتهم الشائنة إليهم، فأنت لا تريد أن تلحق بهم بهذه النظرة، إذا ما ربطت العقدة فيظنونك فلسطينياً، فماذا يصيبك إن ظنوك مسلماً فلسطينياً، الشاهد من هذه القصة أنه هذا الرجل الفاضل المتجاوب مع السنة فوراً تأثر بالعيش في ذلك المحيط البريطاني، فعلل وضعه للعقدة، وتشبهه بالكفار حتى لا ينسب إلى المسلمين، شايف؟ فإذاً التشبه فيه رباط بين المتشبه والمتشبه به، والمخالطة والمجامعة هي بلا شك تؤكد هذا الرباط إما بصورة خفية كما فعل هذا الإنسان أو بصورة جلية،

ص: 416

لهذا نحن دائماً وأبداً ننصح إخواننا الذين مضى على بعضهم زمن حرفوا معنى الهجرة فسموا

أمريكا مهجراً، وهذا قلب للحقائق الشرعية؛ لأني قلت لكم إن الهجرة إنما تشرع من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، فكيف بهؤلاء الذين يهاجرون من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر، ويسمون تلك البلاد بالمهجر، ننصح هؤلاء دائماً وأبداً بالتعجيل بالعودة إلى بلادهم، وبعضهم يقولون، وقولهم له وجه، ولكن ليس كل الوجه، يقولون: نحن هنا يعني أحرار في كما أنت أشرت آنفاً يعني وهذا معروف من النظم الأوروبية أنهم لا يتدخلون بين العبادات والأديان وإلى آخره، ما لم يتقرب المتدين للعمل السياسي الذي يناقض منهجهم أو نظامهم، فيقولون بأنه البلاد الإسلامية ما نستطيع نعيش فيها أحراراً، أقول لهم: أنتم مخطئون جداً، إذا أردتم أن تعيشوا في أي بلد إسلامي لا تتدخلون بالسياسة التي تخالف سيادة البلد، فلا أحد يقول لكم: لا تصلوا لا تقيموا الصلاة ولا تحجوا ولا ولا الخ، إلا في بعض البلاد المغرقة في الضلال، لكن لا يصح إطلاق هذا الكلام على كل بلاد الإسلام، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن الذين يهاجرون من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر والطغيان نظرتهم قاسية جداً جداً بحيث يصدق عليهم المثل العربي القديم الذي يقول: فلان لا ينظر إلى أبعد من أرنبة أنفه، يعني من هنا إلى هنا فقط، المفروض في المسلم أن ينظر إلى المدى البعيد والبعيد جداً، فإذا كان المسلم يهرب من بلاد الإسلام؛ لأنه فيها شيء من الكفر، ونقولها صراحةً أو من الطغيان فيذهب إلى بلاد أخرى، فإذا كان هنا لا يستطيع أن يقيم دولة الإسلام، فهل يستطيع أن يقيمها هناك؛ لأنه مثل ما بيقول المثل السوري: كل شي بس ناحية الجيبة لا تقرب.

آه، فإذا أردت أن تقيم دولة مسلم في فرنسا في بريطانيا في ألمانيا في أمريكا ستحتاج إلى قرون وقرون كثيرة وكثيرة جداً جداً، أما وأنت في بلاد الإسلام قد تحتاج إلى ربع قرن نصف

ص: 417

قرن قرن من الزمان ما في مانع، ولكن على كل حال إقامة الدولة المسلمة والمنهج الإسلامي والمجتمع الإسلامي في هذه البلاد الأصيلة في الإسلام أسهل بكثير من إقامتها هناك، ولكن هل هؤلاء الذين يسافرون إلى بلاد الكفر قد وضعوا نصب أعينهم أن يقيموا دولة الإسلام هناك، لو أنهم فكروا في هذا قليلاً لما سافر منهم من بلد إسلامي إلى بلد كافر إطلاقاً، لهذا أنا أقول: إنه لا يجوز للمسلم أن يسافر من بلد إسلامي إلى بلد كافر مهما كانت الحرية الدينية هناك؛ لأنك تصور عاش المسلمون قرن من الزمان هناك، وماذا بعد ذلك؟ وماذا بعد ذلك؟ أنا أقول شيئاً وهذا من الإنصاف في الموضوع وعدم المبالغة إفراطاً أو تفريطاً: ممكن لو أن هؤلاء المسلمين الذين يقطنون في بعض البلاد الأوروبية الكافرة كانوا نخبة من علماء المسلمين وصالحيهم، ويتكتلون بحيث يشكلون بلدة إسلامية نموذجية ويسمح النظام الكافر هناك بإقامة مثل هذا البلد فيستمرون في نشر الدعوة حولهم بالتي هي أحسن، كما بدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيمكن أن يقال بجواز هذا الفعل، ولكن لا أزال أقول: إن هذا العمل الذي يراد هناك إقامته في بلاد الإسلام أيسر وأقرب وصولاً إلى الهدف المنشود. والآن نقف هاهنا لنمضي في الإجابة على الأسئلة الأخرى؛ لأننا نقول: درس وضرس ما يجتمعان.

مداخلة: ههههه

الملقي: جزاك الله خير، جوابك كان في غاية الوضوح، لكن بعض الاستفسارات نريد أن نستفسرها منكم جزاك الله خير، وهو قلنا بأن هناك مدارس إسلامية وهذا لا يسطيع لا تستطيع دولة من الدول الموجودة الآن أن تعطينا مدرسة إسلامية، حتى النواد

الهولندية تخضع تحت رقابة بعض الأخوة التي

ص: 418

الذين بواسطتهم يمكن لنا أن نطهر موادهم من أفكارهم المسمومة كالشيخ أحمد سلام والشيخ عماد الدين بكري إسماعيل وغيرهم، فأمر آخر كذلك أن بعض الأخوة الذين يوجدون هناك مضطهدين من قبل يعني بلدانهم وكذا، فهل هذه مسوغات يمكن بواسطتها أن نجد لهم متسعاً أو مخرجاً للإقامة هناك في تلك البلاد.

الشيخ: كلامك، له شعبتان: الشعبة الأولى سأستوضحها منك، الشعبة الأخرى الجواب فيها واضح؛ لأنه إن كان هناك بعض الإخوان يعني الدولة التي كانوا يعيشون تحت حكمها لها مواقف عدائية تجاههم؛ فأرض الله واسعة، فيستطيعون أن يعيشوا في بلاد أخرى إسلامية، ولذلك فلا نجد لهم عذراً في البقاء في تلك البلاد وقد عرفت حكم الشرع في البقاء فيها، أما الوجهة الأخرى أو الشعبة الأخرى وهي الأولى من كلامك، فأنا ما وضح لي، فأرجوا التوضيح.

الملقي: نعم، في

أعطيك يعني بشيء من التفصيل، في تقريباً عام 1986 أو 1987 بدأت فكرة إنشاء المدارس الإسلامية الابتدائية بالنسبة للأطفال، وعلى ضوئها ممكن الحصول على مدارس ثانوية، فهم يعني اشترطوا بعض الشروط يعني أن يكون عدد الطلاب يعني أكثر من 56، وأن نوجد يعني المدرس بخاص الدروس الدينية، أما بالنسبة للدروس العربية، دروس اللغة العربية فهو يكون يعني مؤهل وقد مر يعني تخرج من مدرسة لإعداد المعلمين، والحمد لله بدأت هذه الفكرة بدأت أول مدرسة (مدرسة طارق بن زياد) في مدينة (إندهوفن)، وبدأت بعض المدارس الأخرى، فوصل عددها الآن إلى عشرين مدرسة إسلامية، والهولنديين ما عندهم أدنى دخل في هذه المدرسة إلا أنهم يعني يصرفون عليها مائة في المائة، لكن الإشراف الإداري هو من قبل إخواننا

ص: 419

السلفيين، فتعرض علينا بعض المسائل، وقبل يعني ما يبت فيها لازم يعني يعرفوا حكم الشرع فيها، ويتقبلون أي فكرة لدرجة أن المدرسة التي تدرس في روضة الأطفال، وهي على كفرها، نقول لها يعني لازم تلتزمي يعني مثلاً.

الملقي: بـ باللباس الشرعي، حتى لا يتأثر مثلاً البنات عندما يرونك دائماً أنت عارية أو تقولي لهم: انزعوا الحجاب كما هو الواقع في فرنسا، والحمد لله وجدنا عدد كبير من الهولنديات وبعضهن أسلمن، وبعضهم لا زال لا زال على كفرهن، يعني يلتزم بالشروط شروط المدارس الإسلامية، وكما قلت إنه في البلاد الأخرى في المجتمعات الإسلامية لا يمكن أن نوجد مدرسة بهذا الشكل، والأمر الآخر يعني هناك أن تكون دروس علمية أو دروس منهجية هل من مسوغ يعني في هذا الكلام، في هذا الكلام؟

الشيخ: كأني أفهم من كلامك أن يعني المناهج التي تدرسونها في هذه المدارس أنتم يعني أحرار فيها أكثر مما لو كانت هذه المدارس في البلاد الإسلامية.

الملقي: وهو كذلك.

الشيخ: هكذا تقصد؟

الملقي: وهو كذلك، والمنهج الذي عندنا هو منهج المدارس الإعدادية في السعودية.

الشيخ: طيب، فهنا يأتي ما قلته آنفاً بالنسبة لأولئك الأفراد الذين كانوا يعيشون تحت حكم أو نظام معين فاتخذ هذا النظام ضدهم موقفاً عدائياً، فقلت: المخرج أن لا يدخلوا إلى هذا البلد، وإنما أرض الله واسعة، فلا يمكن أن يقال نفس الكلام، إنه مثل المدارس يمكن إنشاؤها في البلاد الإسلامية أخرى، وأن

ص: 420

لا يدخلها نظام كافر مطلقاً.

الملقي: ممكن

الشيخ: فإن كان الجواب ممكن إذاً هذا -أيضاً- لا يسوغ، ولكن أنا شعرت من تضاعيف كلامك أن هناك قضية لا تليق بالعزة الإسلامية، حيث ذكرت وأرجوا أن أكون أسأت سمعاً أو أسأت فهماً أنه الدولة هي التي تنفق على هذه المدارس، هذا الفهم صحيح؟

الملقي: نعم.

الشيخ: إي هذا لا يجوز. العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والحديث الصحيح يقول:«يد الله هي المعطية» وفي لهجة عربية قديمة «هي المنطية» «واليد الآخذة هي السفلى» «اليد العليا هي المعطية، واليد السفلى هي الآخذة» {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8]، فمعنى هذا أنهم تعيشون تحت إحسان الكفار البولنديين ولا الهولنديين؟

الملقي: الهولنديين.

الشيخ: الهولنديين، أي نعم، والكفر ملة واحدة على كل حال، فمعنى هذا أنكم تعيشون تحت إحسان الهولنديين، طيب مثل هؤلاء كمثل ولا مؤاخذة قد تكون الأرض مسكونة، مثل الذين يعيشون من إخواننا الفلسطينيين على صدقات مين، شو بتسموها؟ قل لي؟

مداخلة: وكالة الغوث.

الشيخ: وكالة الغوث.

مداخلة: ....

ص: 421

الشيخ: هل هذا إسلام، العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولذلك فما أرى في كل ما ذكرت ما يسوغ إسلامياً البقاء في تلك البلاد ولو كانت فيها هذه المحسنات التي ذكرتها، علماً بأننا نسمع وكما قيل قديماً، وليس المقصود التشبيه من كل ناحية: صاحب الدار أدرى بما فيها، وإن كنتم أنتم لستم صاحب الدار، وأهل مكة أدرى بشعابها، وإن كنتم تسكنون في بلد يعادي بلاد مكة، وهكذا، لكن المقصود هو جانب من هذا المثل، فأنتم تعرفون هل هذا الذي نسمعه بأن هذه البلاد بولندا وهولندا هي من أفسق بلاد الدنيا؟ صحيح هذا.

الملقي: نعم.

الشيخ: سبحان الله، فكيف إذاً يمكن.

الملقي: انتقلت العدوى كذلك إلى البلاد الأخرى إلى البلاد

الشيخ: لكن ليست بهذه النسبة، لا يزال في المسلمين الخير مهما انحطوا ومهما تدنوا، أهلاً، طيب الجواب الذي عندي.

الملقي: ما دمنا في قضية المدارس الإسلامية، ربما ستسمع شيء أمراً آخر.

الشيخ: خير -إن شاء الله-.

الملقي: هو أدهى وأمر.

الشيخ: الله أكبر.

الملقي: من ضمن البرامج المبرمجة في المدارس الهولندية على وجه الخصوص، والأوروبية على وجه العموم السباحة.

الشيخ: يا عيني، ههه هه، يا عيني.

ص: 422

مداخلة: هههه هههه

مداخلة: ههه هه

الملقي: ههه للجنسين يعني للذكور والإناث.

الشيخ: وهذا يعني منهج عام يعني

الملقي: نعم لا بد

الشيخ: طيب، وأنتم نجوتم من هذه المصيبة؟

الملقي: فالسؤال هو كالآتي.

الشيخ: هاه.

الملقي: شرطنا بعض الشروط وعندما قالوا بأن السباحة إجبارية.

الشيخ: الله أكبر عليهم.

الملقي: بالنسبة لـ

الشيخ: وإجبارية بين الجنسين.

الملقي: نعم عندهم هذا وبين الجنسين.

الشيخ: طبعاً من شان يطفوا الحرارة تبعهم.

الملقي: طبعاً، وإلى الآن هولندا لم تعترف بالإسلام.

الشيخ: بالإسلام

الملقي: ديانة رسمية.

الشيخ: إيه.

ص: 423

الملقي: لكن عندها ما يقال بحرية الأديان.

الشيخ: أي نعم.

الملقي: فكما قلت بأن المدارس الآن اللي موجودة عندنا هي مدارس ابتدائية، أعمار الأطفال تتراوح ما بين تقريباً خمس خمس سنوات أقصى شيء عشر سنوات، ومن بينهم يعني بنات، فلما قالوا وهم قالوا على قضية السباحة، قلنا لهم: طبعاً إذا كان الأمر ولا بد وبعد استشارتكم طبعاً أن ستجعلوا للبنات مكاناً خاصاً بهن.

الملقي: بإشراف مدرسة هولندية، فإذا كان الأمر كذلك وهم وافقوا على منح مكان خاص للبنات للسباحة بإشراف مدرسة هولندية، ولا يطلع عليهن أحد من الرجال، فما هو الحد الأدنى للباسهن وأعمارهن كما قلت بين الخامسة أو بين السابعة إلى التاسعة والعاشرة، أفيدونا -حفظكم الله-.

الشيخ: تضاموا تضاموا.

مداخلة: تضاموا تضاموا.

الشيخ: الله يوسع عليك يا أبا الحارث.

مداخلة: اللهم آمين يا شيخنا.

مداخلة: ههه هه

الشيخ: أريد أن أفهم من باب الاطلاع والمعرفة: هل تنازلوا لكم عن شيء فيما يتعلق بلباس هذه الفتيات اللآتي أعمارهن ما بين الخامسة والعاشرة؟

الملقي: الأخ محمد مشرف على مدرسة

في (مستر هون)

فيمكن يوضح أكثر.

ص: 424

الشيخ: تفضل.

الملقي: بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، المدرسة الحكومة الهولندية تسمح بإنشاء مدارس سواء كانت مدارسة نصرانية أو مدارس إسلامية إلى غيرها، وهناك المدارس العامة عموماً، لكن هذه تسمى مدارس خاصة، نظامها كالآتي: أن الحكومة الهولندية تعطي حوالي 80% من مصاريف المدرسة، المواد التي تدرس في المدرسة عموماً هي الرياضة، كل المواد التي تدرس في المدارس الأخرى، يضاف على ذلك التربية الإسلامية واللغة العربية، لكن نظام المدرسة ككل يندرج تحت.

الشيخ: النظام العام.

الملقي: لا، ليس تحت نظا .. النظام العام من جهة، ومن جهة أخرى.

الشيخ: هاه.

الملقي: تحت يعني إشراف المسلمين وكذلك يحق للمسلم أن يعني يكيف المدرسة على حساب النظام الإسلامي، لكن المواد الذي تدرس هي لا بد من تدريس المواد العامة مثل الحساب وغيرها من المواد الأخرى، حتى هذه المواد من حقنا إذا كان هناك نص.

مداخلة: هذه مكالمة خارجية

مداخلة: معلش.

الملقي: إذا كان هناك نص يخالف الشريعة الإسلامية يجوز لنا أن نغير في هذه النصوص، نضرب مثل كان هناك مسألة رياضية.

مداخلة: هو الأخ يقول

في أي شيء يعني

ص: 425

الشيخ: قد كان ما قد خفت أن يكون.

مداخلة: هههه ههه

الشيخ: ههه هه

الملقي: هههه جزاك الله خير يا شيخ

الشيخ: كان سؤالي، مؤجلاً جوابي لسؤاله أنه ما هي الشروط التي فرضتها عليكم الدولة الهولندية بالنسبة لبناتكم اللآتي يتراوح سنهن بين الخامسة والعاشرة، لا بد أنكم اشترطتم عليهم السترة الإسلامية، لكن ربما لا يتجاوبون معكم في كل شيء، فإلى أي حد تجاوبوا معكم؟

الملقي: بالنسبة للسترة الإسلامية، السترة الإسلامية

الشيخ: في السباحة في السباحة.

الملقي: في السباحة؟

الشيخ: نعم، هو كان سؤاله هكذا.

الملقي: نعم، حد السترة الإسلامية على حد علمي في السباحة.

الشيخ: أأ أأ أأ، ليس هذا السؤال، السؤال: إلى ماذا وافقوا معكم النظام الهولندي؟

الملقي: في الحقيقة أن النظام الهولندي يعطي الحرية في ذلك، لكن القضية تكون بين المدرسة وبين حمام السباحة نفسه، فحمام السباحة يفرض بعض الشروط حتى

الشيخ: يا أخي نحن في حمام السباحة، هو كان سؤاله في هذا. في السباحة

ص: 426

البنات اللي بدهن يسبحوا في هذا المسبح

الملقي: نعم

الشيخ: ما هو اللباس الذي تطلبه الحكومة الهولندية بالنسبة لبناتكم.

الملقي: هو هو مثل يعني اللباس في سائر يعني

الشيخ: إي ما هو.

الملقي: حماماتهم، يعني عادي.

الملقي: احنا شرطنا شرط.

الشيخ: يعني الشرت يعني همم.

الملقي: الشرت هذا.

الملقي: اللباس يعني منتصف الساق يعني ما زي الألبسة العادية.

الشيخ: أعرف هذا، لكن لا بد أنتم طلبتم أن يسمحوا بشيء زائد يتناسب مع الشريعة الإسلامية.

الملقي: نعم.

الشيخ: طيب، فهل وافقوكم على شيء؟

الملقي: وافقوا، ولكن احنا الآن هذه المسألة نريد أن نعرضها عليك.

الشيخ: أنا عارف يا أخي، بس أفهمني على ماذا وافقوا؟

الملقي: وافقوا على قضية اللباس لكن الحد الأدنى له وهو الذي نريد أن نسمعها من فضيلتكم حتى نبلغه لإخواننا، وافقوا أن يعطوا مسبحاً خاصاً.

ص: 427

الشيخ: كاللباس يا أخي -بارك الله فيك-.

مداخلة:

إلى الركبة.

الملقي: لا لازم يلبسوا يلبسوا تنورة إلى الركبة. لكن الآن نحن نريد أن نستشير هل هذا؟

الشيخ: يا أخي -بارك الله فيك-، تكرر سؤالك أنا عارف سؤالك، وأنا ضامن في نفسي، وضامر أن أجيبك، لكن أنا أريد أن أفهم هل تسامحوا معكم في شيء فيما تلبسون البنات، ولا ما تسامحوا؟ إلا الشورت.

الملقي: لا هم قالوا لنا: جيبوا يعني مثلاً حكم الشرع في هذا

الشيخ: آه.

الملقي: نحن على أتم الاستعداد.

الشيخ: هذا هذا الجواب.

الملقي: نعم.

الشيخ: إذاً ما جرى كلام حول هذه الحدود.

الملقي: لا ما جرى، هذه أول تجربة من نوعها.

الشيخ: طيب، فأولاً لعلكم جميعاً تعلمون أن الحكم بالنسبة للنساء البالغات يؤخذ من قوله تعالى:{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ} إلى أن قال: {أَوْ نِسَائِهِنَّ} [النور: 31]، وهذه الآية تتقدمها آية أخرى، وهي قوله تعالى:{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] والعلماء علماء التفسير بخاصة انطلاقاً منهم من هاتين الآيتين جعلوا الزينة في النساء قسمين: زينة ظاهرة، وزينة باطنة،

ص: 428

الزينة الظاهرة اختلف فيها المفسرون والفقهاء، لكن أكثر العلماء قديماً وحديثاً أن الزينة الظاهرة المذكورة في الآية التي قبل الآية الأولى التي ذكرناها في سياق كلامنا:{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31]، أي: الوجه والكفان، هذه هي الزينة الظاهرة، فيجوز للمرأة، يجوز ولا يجب أن تكشف عن وجهها وعن كفيها، إذا انطلقت إلى السوق إلى قضاء حاجاتها، أو جالست بعض الناس ممن هم ليسوا من محارمها، هذه اسمها عندهم الزينة الظاهرة، الآية الأخرى:{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ} إلى أن قال في آخر الآية: {أَوْ نِسَائِهِنَّ} [النور: 31] يسمونها بـ الزينة الباطنة؛ لماذا؟ لأنه لا يجوز للمرأة أن تظهر هذه الزينة لغير المحارم، الذين ذكروا في سياق الآية، وإلا النساء اللآتي ذكرن في آخر الآية، والمقصود هنا بالنساء في قول علماء التفسير: النساء المؤمنات المسلمات، وليس الكافرات، الآن هنا لا بد من التنبيه إلى مشكلة يعيشها اليوم المسلمون في بلاد الإسلام، فضلاً عن غير بلاد الإسلام، فإننا نجد كثيراً من النساء لا يطبقن هذا النص القرآني أي الزينة الباطنة، فتجد الأخت مثلاً تجلس أمام أخيها وهو بلا شك من محارمها، بل وأمام أبيها وهو أبوها ولكن الشرع في هذه الآية لم يبح للمرأة المسلمة أن تظهر من زينتها الباطنة إلا، أو من بدنها الذي

هي العورة إلا الزينة الباطنة، الآية سواءً الأولى أو الأخرى:{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31]، المقصود مواضع الزينة، كذلك {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} مواضع الزينة، فإذا ما رجع الباحث إلى وقت نزول هذه الآية، فما هي مواضع الزينة التي يشير إليها ربنا عز وجل في الآية الثانية آية الزينة الباطنة، هي مثلاً: الرأس وما حوى، الأقراط هذه من الزينة الباطنة؛ لأنه لا يجوز للمرأة أن تظهر الأقراط، كذلك العقد، كذلك الدملج الذي هو في العضد مكان السوار، كذلك الخلاخيل التي كانوا يضعونها على أقدامهن، وأشار ربنا -عز

ص: 429

وجل- إليها بقوله: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور: 31] أي: الخلاخيل، هذه الأماكن التي هي مقر هذه الزينة هي التي يجوز للمرأة المسلمة أن تظهرها، هذه الزينة فقط هي التي يجوز للمرأة المسلمة أن تظهرها أمام محارمها وبالتالي أمام بنات جنسها، أمام النساء، فإذاً لا يجوز للمرأة المسلمة أن تلبس أمام أختها القميص الشيال، تعرفون هذا؟

الملقي: نعم.

الشيخ: القميص الذي لا يستر من المنكبين إلا أقله، ويظهر منها العضدان ويظهر منها الإبطان، هذا حرام أن تظهر المرأة البنت أمام أمها والأم أما ابنتها، فضلاً عن أبنائها، فلا يجوز إذاً للمرأة المسلمة أن تظهر شيئاً من بدنها إلا مواضع

الزينة ومواضع الزينة وقد عرفتموها، بعد هذه التوطئة وهذا البيان نستطيع أن ندخل في الجواب، هناك بنات قلتم من الخامسة إلى العاشرة، من الذي يكلف بكل الأحكام الشرعية؟ هو من بلغ سن التكليف ولا شك، ولكن هنا شيء لا يتعلق بالمكلف، وإنما يتعلق بولي المكلف، لا يتعلق بالمكلف وإنما يتعلق بولي المكلف، وإلى هذا يشير ربنا عز

يشير نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع» ، ومعنى هذا الحديث أنه يجب على ولي الولد ذكراً كان أو أنثى أن يمرنه وأن يعوده على الأحكام الشرعية من السن السابعة:«مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع» ولا يخفاكم أن المقصود: ذكوراً كانوا أم إناثاً، ثم يتضمن هذا الأمر بالأمر بالصلاة الأمر بشروط الصلاة وأركانها بداهةً؛ لأننا بصفتنا فقهاء بالكتاب والسنة لا نتصور أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما يأمرنا بقوله:«مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع» يعني يصلوا بدون طهارة، هذا ما يخطر

ص: 430

في بال فقيه، مروهم بالصلاة ولو عراة، عراة، يعني: ربي كما خلقتني، لو صلى المكلف هذه الصلاة فهي غير صلاة، ليست هي الصلاة التي أمر الله بها، إذاً نفهم من مجرد هذا الأمر النبوي كلاماً واسعاً جداً، وهذا كما جاء في شمائله عليه السلام أو خصوصياته بالأصح من جوامع كلمه، فحينما قال:«مروا أولادكم بالصلاة» أي بالصلاة وشروطها وأركانها وواجباتها وكل ما يتعلق بهيئاتها، إذ الأمر كذلك فحينما تبلغ الفتاة السن السابعة، يجب إلباسها اللباس الشرعي، ليس فقط الصلاة؛ بل لأن الإسلام أمر المرأة البالغة بما سمعتم آنفاً:{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} أو أو {أَوْ نِسَائِهِنَّ} [النور: 31]، هذا فيما بعد السنة السابعة، أما ما قبل السابعة فيمكن غض النظر عن هذا التفصيل، أما والمدرسة كما ذكرتم فيما من الخامسة والعاشرة، وأنا لا أستطيع أن أجمد عند السن العاشرة؛ لأنه ممكن يكون في إحدى عشر واثني عشر.

الملقي: لا.

الشيخ: أليس كذلك؟

الملقي: ينتقلون إلى مدارس أخرى.

الشيخ: يعني نظام حتمي لا يمكن أن تكون هناك في السن فوق العشرة؟

الملقي: إلا من كان يعني متخلف يعني في الدر

الشيخ: نعم؟

الملقي: حسب

الشيخ: هاه هذا الذي ظننته.

الملقي: للذي هو متخلف عقلياً أو بليد شوية يبقى إلى 12 سنة.

ص: 431

الشيخ: إي لكن إذا كان بليداً شوية، يمكن يكون من الذئاب مشتهى أكثر. هههه

الملقي: ههه

مداخلة: ههه

الشيخ: فإذاً البلادة هنا يعني عذر والا هو عذر أقبح من ذنب. هههه. المقصود فأنا لا أتصور إذاً هذه الدقة في التطبيق لا بد يكون هناك من جاوز العاشرة، الشاهد: من السن السابعة يجب عليكم معشر المسلمين ولاة الأمور حقاً أن لا تدعوا بنتاً لكم دخلت في السنة السابعة إلا وهي تتحجب الحجاب الكامل، كما لو كانت بلغت سن التكليف، وسن التكليف ليس محدوداً عند النساء إلا بالحيض، كما أن سن التكليف عند الشباب ليس محدوداً بسن معين، وإنما بالماء الدافق، هكذا، وإذ الأمر كذلك وأنتم أصحاب المدارس في تلك البلاد التي ابتليتم بالإقامة فيها، فلا يجوز لكم أن تسمحوا لهذه البنات بأن يلبسن من الألبسة حين السباحة وأن يرى بعضهم من بعض ما ليس من الزينة الظاهرة، عفواً ما ليس من الزينة الباطنة. واضح الجواب؟ نعم، ثم هناك ملاحظة أخرى، نحن نأمر الشباب الذي ينزلون في البحيرات للسباحة أو في البحار أو في الأنهار أن لا يلبسوا لباساً يشف أو يصف فيجب أن يكون فضفاضاً وأن لا يحجم العورة وكذلك النساء ما يجوز أن يلبسن هذه البنطلونات التي تعض على أفخاذهن عضاً، وتحجم الفخذ الممتلئ لحماً، أو النحيل بدناً أو ما شابه ذلك، هذه الأشياء يجب أن تراعى لمن يريد أن يتقي الله عز وجل وأن يكون سالكاً الصراط المستقيم، فإذاً الأمر ليس فيه مجال للترخص إطلاقاً، حتى لو طبقت هذه أنا أريد أن ألفت نظركم إلى شيء هناك في بعض الأمثال أن للجدر آذان،

ص: 432

تسمعون هذا الكلام؟ آه، الآن للجدر عيون.

مداخلة: هههه هذي جديدة يا شيخ.

الشيخ: فأنا لا أعتقد أنه يمكن ضمان أنه لا يمكن الاطلاع على هذه الفتيات المسلمات وهن يسبحن في البحيرة المخصص لهن، كيف يمكن هذا الضمان إلا بإقامة سد ذي القرنين من الجوانب الأربعة، وهذا خيال في خيال، واضح الجواب؟

الملقي: واضح.

الشيخ: غيره أيش عندك.

الملقي: في مسألة الزواج بالكتابيات.

الشيخ: نعم.

الملقي: في هذه البلاد.

الشيخ: هل هو السؤال هكذا مختصر.

الملقي: لا ....

الملقي: لا في أسئلة متعلقة بهذا الأمر.

الشيخ: إيه تفضل.

الملقي: السؤال الأول: الشروط التي بها لا ينعقد، الشروط التي بها لا ينعقد العقد؟

الشيخ: الشروط التي ينعقد.

الملقي: الشروط التي ينعقد بها العقد نعم.

ص: 433

الشيخ: أنت إذا عرفت الإيجاب عرفت السلب.

الملقي: نعم.

الشيخ: هه أما إذا عرفت السلبيات وهي لا يمكن حصرها، فما عرفت الإيجابيات. نعم.

الملقي: من ضمن الأشياء يريد رجل أن يعقد له وهو يعيش مع امرأة من أهل الكتاب، وبيرتكب جريمة الزنا.

الشيخ: الله أكبر.

الملقي: أو لا يصلي. لا يصلي، أو يتأخر، أو يتعاطى المحرمات وغيرها من الأمور، ثم يتوب إلى الله عز وجل، ويريد أن يتزوج بها، فهل يجوز يحل له أن يتزوج بها، وإن كان يحل، ما هو الواجب عليه حتى يباح له الزواج بهذه الكتابية؟

الشيخ: أظنك أصبت بآفة القفز.

مداخلة: ههه

الشيخ: لماذا لم تبق عند سؤالك الأول: هل يجوز للمسلم اليوم أن يتزوج بالكتابية؟ بعد ذلك انفتح لك الطريق لتقفز قفزة الغزّال وتسأل عن ذلك الفاسق الذي كان يعيش مع الكافرة هذه عيشة الـ الـ شو بتسموهم الخل.

مداخلة: الأخدان

الشيخ: الأخدان، الأخدان، أي نعم، بعد ذلك يأتي ذاك السؤال، لكنني أظنك سوف لا تحتاج وستستريح من توجيه مثل ذاك السؤال إذا ما عرفت جوابي على السؤال الذي عدلت عنه، أنا ألفت النظر قبل كل شيء إلى الآية التي هي مرجع

ص: 434

العلماء المسلمين الذين يقولون، وحقاً يقولون بأنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية، هم كما .. لما يقولون هذه الكلمة هم لا يريدون إطلاقها ومطلقها، وإنما يعنون المعنى الإجمالي.

لقوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: 5]، وعلى حسب ما نسمع ونعلم، وأنتم في تلك البلاد الآن تعيشون ربما تكون أعلم مما نسمع لا .. يصعب جداً جداً أن تبقى هناك فتاة كافرة خاصة إذا كانت بولندية أو هولندية أن تبقى محصنة أي عفيفة، فإن كان فهذا نادر جداً جداً، والنادر في مثل هذه الحوادث لا قيمة له، بمعنى شاب مسلم يريد أن يتزوج من كتابية هولندية، هل يغلب على ظنه أنه لم تعاشر الرجال من قبل؟ أم يغلب على ظنه المعاشرة هذه؟ أجيبوني أنتم بعلمٍ: ماذا يغلب على الظن؟

الملقي: هو الأخ عنده فكرة أكثر.

الملقي: يغلب على الظن أنها عاشرت من قبل يعني حالات قليلة جداً التي يكون فيها يعني فيها عفيفة.

الشيخ: آه.

الملقي: كما ذكرتم.

الشيخ: -بارك الله فيك-؛ فإذاً لا يجوز للمسلم اليوم أن يتزوج من كتابية؛ لأن السماح بالزواج مقيد بأن تكون محصنة، وهذا نادر، والنادر لا حكم له كما قلنا آنفاً، هذا من جهة، فإذا وقعت الواقعة، وتزوج المسلم كما يقع اليوم كثير وكثير جداً بأنهم أخذوا المسألة مطلقة من كل قيد، يعني يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية، لكن أكثر الناس لا يعلمون هذا القيد المصرح به في القرآن الكريم، المسلم لا يجوز له أن يتزوج بمسلمة زانية، فكيف يتزوج بكتابية زانية.

ص: 435

مداخلة: الله أكبر.

الشيخ: لما كنت في سن نحو الثلاثين أو الخامسة والثلاثين تعرفت على ضابط من ضباط الأتراك القدامى الذين أتيح لهم بسبب الفتوحات الإسلامية التي أوصلتهم إلى بلاد النمسا فحدثني أنهم لما وصلوا إلى تلك البلاد يعني فتحوها واستوطنوها مدة من الزمن، ثم غلبوا على أمرهم ورجعوا القهقرى، الشاهد عرفوا عرفوا أن من عادة تلك البلاد أن القابلة، الداية، حينما تأخذ الجنين من الوالدة فتنظر إن كانت بنت فضت بكارتها بإصبعها سلفاً.

مداخلة: الله أكبر.

مداخلة:

الشيخ: لماذا؟ لكي لا يثير مشكلة حينما تبلغ سن الزواج، ويتزوجها الشاب، فيجدها أيش مفضوضة البكارة، لا هي مو لأنها تعاشر الأخدان، وإنما لأنها فضت بكارتها من ساعة سقوطها من بطن أمها، إلى هنا وصل يعني ضلال هؤلاء الناس أنك لا تجد بكراً هنا، إما لا تجد بكراً فعلاً لأنها خالطت الرجال وعاشرتهم بالحرام، وإما أن يكون من النادر، وإما أن يكون من النادر التي فضت بكارتها وقد سقطت من بطن أمها، لهذا لا يجوز للمسلم أن يتزوج الكتابية اليوم؛ لأن الكتابية كانت متمسكة بأخلاق متوارثة، صحيح أنها مشركة بالله كما قال تعالى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} [المائدة: 73]، لكن في عندهم شيء من الشرف في شيء عندهم من الغيرة، هكذا كانوا بالأزمنة الأولى، زمن الجاهلية زمن العرب، ولكن الآن أوروبا خرجت عن دينها ليست فقط في عقيدتها بل وفي سلوكها بكل منطلقاتها في حياتها، ولذلك، فلو تزوج المسلم صدفة بامرأة نصرانية أو يهودية وكانت يعني بكراً لا يجوز للمسلم أن يتزوجها

ص: 436

مع تحقق هذا الشرط إن كان يمكن التحقق منه، وأنا أظن هذا يمكن التحقق منه، لكن لا يمكن التحقق منه؛ لأنه ربما يكون مفضوضة البكارة ثم يشهد الطبيب بأنها بكرٌ الشاهد.

فلو فرضنا أنه تزوج كتابية بكراً، فلا يجوز -أيضاً- أن يتزوج بها؛ لماذا؟ لأني ألاحظ شيئاً أستنبطه استنباطاً ليس كالأمر الأول، الأمر الأول منصوص في الآية:((والمحصنات))، أما أنا أقول الآن: حتى المحصنة في هذا الزمان لا يجوز للمسلم أن يتزوجها إذا كانت يهودية أو نصرانية؛ لماذا؟ لأن النصارى واليهود كشعب من الشعوب، أو أمة من الأمم ..

فإن كلاً من اليهود والنصارى لهم عاداتهم لهم تقاليدهم، لهم مدنيتهم، لهم ثقافتهم، التي اغتر بها كثير من الشباب المسلم، بسبب احتكاكه بهم في عقر دورهم، فهم أعني هذا الشباب إن عادوا إلى بلاد الإسلام ولم يتأثروا بتلك العادات والتقاليد فهذا فضل من الله عليهم، أما النساء اللآتي هم من اليهوديات أو النصرانيات فحينما يأتون بهم إلى هنا إلى بلاد الإسلام يختلف وضعهم اليوم عن زمن نزول الآية الكريمة:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: 5]، كيف ذلك؟ تعلمون من بحثنا السابق حول عدم جواز السفر إلى بلاد الكفر والنهي عن مواطنة الكفر ومساكنتهم والحكمة من ذلك، على العكس من ذلك تماماً أمر الشارع الحكيم من أسلم من المسلمين أن يهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام؛ لماذا؟ لأنه سيتأقلم بالعادات الإسلامية وينطبع بها، فيخرج ليس فقط في فكره حيث: شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، بل وفي سلوكه -أيضاً- وفي أخلاقه وآدابه سينطبع بطابع المجتمع الإسلامي، قد أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذه الحقيقة في قوله العجيب: «إن ربك

ص: 437

ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة في السلاسل»، «إن ربك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة في السلاسل» يشير عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث إلى الأسرى، إلى الكفار الذين يقعون أسرى في يدي الجيش المسلم ثم يوزعون على أفراد الجيش، هذا بيطلع له رجل كبير يستخدمه، أو شاب كذلك، أو امرأة أو فتاة الخ، فيؤخذون كأسرى إلى بلاد المسلمين، وهناك كل مين يأخذ نصيبه، فيعيش الأسير عبداً رقيقاً ولكن رقه بين المسلمين خير من حريته في بلاد الكفر، ولذلك وجدنا في التاريخ الإسلامي كثيراً من هؤلاء الكفار الذين جيء بهم أسرى مغللين في الأصفاد ثم صاروا عبيداً لدى أسياد مسلمين نجد في هؤلاء من أصبحوا من كبار التابعين، ومن كبار علماء المسلمين، فمنهم: الحسن

البَصْري، منهم أبو حنيفة هاللي أبوه كان يعني مجوسياً، وهكذا ما الذي جعلهم بعد أن صاروا عبيداً أن يصبحوا مسلمين أولاً، ثم يصيرون أسياداً هو أنهم عاشوا الإسلام فأعجبهم الحياة الإسلامية والأخلاق الإسلامية والعقيدة الإسلامية فأسلموا طوعاً وليس كرهاً فالآن الوضع انقلب مع الأسف الشديد تماماً، المجتمع الإسلامي الآن ليس له ذاك التأثير الذي كان له في الزمان الأول، فحينما تأتي الزوجة اليهودية أو النصرانية وتعيش في مجتمع إسلامي يمكن تجد من النساء المتبرجات أكثر منها، وتجد من الفسق والفجور في ظنها على الأقل أكثر مما كانت ترى هناك إذاً، إذاً ما الذي يحملها أن تنسجم مع الإسلام، ليس هناك إسلام مطبق، في إسلام في الفكر في الذهن وإسلام مشرد وضائع بين الغرباء وبين الأفراد وإلى آخره. إذاً كان من حكمة الإسلام حينما أمر أو رخص في أن يتزوج المسلم باليهودية أو النصرانية إدخالها في طريق في الإسلام بطريق الزواج بالمسلم، ولذلك من تمام الحكمة أن الله عز وجل لم يأذن للمسلمة أن تتزوج يهودياً أو نصرانياً؛ لأن الرجال قوامون على النساء، فكما أن المسلم

ص: 438

مفروض أنه يعيش هو وزوجته في مجتمع إسلامي، كذلك الكافر المفروض فيه أنه يعيش في مجتمع كافر، فإذا تزوج بمسلمة، معناها مع الزمن هالمسلمة رح تصير كافرة، وذريتها -أيضاً- وهذا من تمام الحكمة السابقة ستربى من طرفها تربية غربية تربية غير إسلامية، لذلك نجد هذه المشكلة وقعت في بلاد أمريكا بصورة خاصة، حينما يتزوج المسلم هناك بأمريكية ويعيش هناك فيصبحون الأولاد مع الزمن هاللي اسمه جورج، وهاللي اسمه أنطونيوس وو إلى آخره، وأبوه مسلم، هاه. لذلك لا يجوز للمسلم أن يتزوج بالنصرانية؛ لسببين اثنين: السبب الأول: أن المحصنات مفقودات كما شرحنا. والسبب الثاني: أنها ستربي أولادها على المنهج الغربي.

ولا يستطيع الرجل أن يضع دأبه ودأب تربية الأولاد على الطريقة الإسلامية، إذا عرفت هذا أظن تأخذ جواب سؤالك. ههه.

الملقي: جزاك الله خير.

(الهدى والنور /523/ 43: 00: 00)

ص: 439