الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحة لجماعة التبليغ
وبيان المؤاخذات عليهم
السؤال: حصل التباس عند بعض الإخوة، قرؤوا كتاب الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة، خصوصاً فيما يتعلق بجماعة التبليغ، فيا ليت توضح لنا .... ؟
الجواب: نحن على خطتنا في أن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا بلا شك والحمد لله نص متفق عليه بين كل الجماعات الإسلامية، لا أحد يقول: خير الهدى هدى أبو حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد، فكلهم يعتقدون أن هؤلاء من أهل العلم والفضل، وهدفهم اتباع الرسول عليه السلام والسير على هداه، فهذا الأصل المتفق عليه بين المسلمين جميعاً خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مع هذا الاتفاق فهناك اختلاف في تطبيقه، وفي جعل هذه القاعدة النبوية حقيقة تمشي على وجه الأرض، هنا يصبح الأمر مختلفاً فيه.
فتحدثنا آنفاً بالنسبة لموضوع العلم ما هو، وقلنا: إنه قال الله قال رسوله، هذا إذاً لا خلاف فيه، لكن واقع الأمر اليوم أنك نادراً ما تسمع جواب عالم يجيب عن سؤال سائل فيقول لك: قال الله قال رسوله، وإنما كما قلنا آنفاً: يقول لك: قال فلان، فقوله قال فلان، ليس من العلم كما ذكرنا آنفاً، فإذاً: المهم اليوم هو أن يتلقي المسلمون على القواعد الشرعية المتفق عليها بينهم، ويمشوا عليها، وما
يجعلوها جانباً، فنحن نقول: خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بعد ذلك ترى هذا يصلي في صلاة، صورة صلاة، وهذا صورة ثانية، وهذا وهذا إلخ، كذلك الوضوء والصيام والحج .. إلخ.
لماذا، ما هو السبب؟
السبب أنهم ما طبقوا قاعدة: خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لماذا؟ لأن جعل هذه القاعدة حقيقة واقعية في حياتنا الدينية يتطلب العلم بقال الله وقال رسول الله، وبخاصة لما قال رسول الله مما صح عنه والابتعاد عما لم يصح عنه، فأين هذا النهج وأين تطبيقه في واقعنا اليوم؟
نأتي إلى السؤال فنقول: ليس جماعة التبليغ كل الجماعات الإسلامية يقولون معنا: خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لكن جماعة التبليغ وغيرهم لا نخصهم بالذكر، لأن المشكلة عامة، هل توحدت عقيدة هذه الجماعات وهي وجدت على وجه الأرض اليوم من سنين طويلة، أفراد جماعة التبليغ هل عقيدتهم توحدت، هل عبادتهم توحدت هل هل .. إلخ؟
في اعتقادي أقول: لا، لأنه ستجد فيهم الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي كما هو موجود في غير جماعة التبليغ، فما فيه فرق بين هذه الجماعة وبين تلك الجماعة من هذه الحيثية، كذلك ستجد في جماعة التبليغ ناس يميلون فعلاً إلى التمسك بالكتاب والسنة، كما شرحنا آنفاً، لكن لا يجدون فيهم علماء يدلونهم على الكتاب والسنة، وإنما هم يلتقطون من أي عالم يظنون فيه العلم بالكتاب والسنة فما دام يدلهم على الكتاب والسنة فهم يتبعون ذلك، لماذا؟ لأنه عقيدتهم استقامت أنه لازم نحن نتبع الكتاب والسنة، لكن جماهيرهم ليسوا كذلك، ما هو السبب؟
لأنهم ليست موحدة فكرتهم، ولا هم متلقين هذه الفكرة موحدة من نفس الدعوة التي يسمونها بدعوة التبليغ، لماذا تصدر منهم كثير من الأمور المخالفة للسنة؟ من ذلك ما تفردوا وتميزوا به على سائر الجماعات الإسلامية، وهو ما يسمونه بالخروج في سبيل الله، ويعنون بذلك الخروج جماعات إلى بعض القرى إلى بعض المدن، إلى بعض الدول، وقد تكون دول غير إسلامية.
فنحن نلفت نظرهم دائماً وأبداً: الخروج في سبيل الله أمر يجب؛ لأن الرسول عليه السلام: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة» ، لكن إذا كونهم يؤمنون معنا كما نعتقد: خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هل هكذا كان الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام يخرجون بالعشرات للدعوة إلى الإسلام.
مداخلة: ما الخطأ في الخروج؟
الشيخ: الخطأ ما سمعته، الخطأ ما سمعته، ماذا سمعت مني الآن؟
مداخلة: سمعت أنهم ما كانوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرجون، مش هكذا، ولكن كانت عندهم بيئة تختلف عن بيئتنا الآن، أنا مثلاً أنا مدرس أنا طبيب أنا مهندس أنا نجار أنا حداد [ليس الناس] جميعاً يذهبون إلى المسجد بعد تسليم الإمام في الوقت الذي يجب، ولكن نحن إذا خرجنا إلى القرى ثلاثة أيام
…
، نحن نتفرغ
…
فأنا لما أتفرغ أسبوع مثلاً، أنا أول شيء أستفيد أتعلم من الذي أعلم مني، وبعدين ثانياً عندما نخرج نجد أناس لا يصلون، يعني: مثلاً عندما نتكلم في المسجد
…
الشيخ: عفواً، البحث العلمي بده شوية أناة، انته دخلت أنك بتزوره، ما هو هذا البحث، الزيارة في الله مطلوبة، التناصح مطلوب، والأمر بالمعروف
مطلوب، والنهي عن المنكر مطلوب، لكن نحن قلنا لك: نحن نتكلم عن قضية يتفرد بها جماعة التبليغ عن كل الجماعات، الآن الذي تقوله ما تفردت جماعة التبليغ، كل من عنده غيرة للإسلام، وعنده شيء من العلم، وشيء من الغيرة على المسلمين يفعل هذا الذي تقوله.
أنا أتكلم الآن عن هذا الخروج، وأستدل بالسنة، وأتكلم بقاعدة قلت وكررت قولي هذا بأنه لا يختلف فيها المسلمون إطلاقاً: خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم الناس في زمانه كانوا أحوج إلى العلم من المسلمين اليوم في زماننا، لماذا؟ لأنه كان محاط بالكفار، فكان يرسل الرجل العالم منهم، وما يرسل له خمسة عشرة رديف لهم، لا يعلمون شيئاً، إنما هم يتعلمون من أهل العلم الموجودين كل في بلده، فهو كما تعلمون فيما أظن جميعاً أرسل معاذاً وحده، أرسل أبا موسى الأشعري وحده، أرسل علياً، أرسل أبا عبيدة بن الجراح، أرسل دحية إلخ، ما وجدناه عليه الصلاة والسلام طيلة حياته المباركة أرسل مع العالم من الصحابة ناس غير علماء، يذهبون إلى اليمن، ماذا يوجد في اليمن، ما فيها غير شرك وكفر، فتصورت أنه الحاجة موجودة في زمن الرسول عليه السلام.
ولذلك نقول نحن: الدعوة أساسها العلم بالكتاب والسنة، وأنا لفت نظرك إلى شيء كنت آمل وأرجو أنه بدل ما تدندن حول قضية لا خلاف فيها، أنه زيارة فلان، وأنه لماذا لا تصلي في المسجد، وأشياء، هذه ما فيها خلاف، لكن لفتُّ نظركم هذه جماعة التبليغ مضى عليها كذا سنين أنتوا أدرى بها، عقيدتهم ما هي موحدة، صلواتهم ما هي موحدة، عباداتهم ما هي موحدة، إذاً: ما هو التبليغ الذي تبلغوه للناس وأنتم ما بلغتم أنفسكم بعد.
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
…
فإذا انتهت [عنه فأنت حكيم]
المهم ابدأ بنفسك كما قلنا آنفاً لصاحبنا هذا، ابدأ بنفسك ثم بمن تعوله، فجماعة التبليغ ماذا يبلغون إذا كانوا هم بعد ما اتفقوا في العقيدة.
بعد ذلك أنت تتكلم حول هذه النقاط، ما تأتي لي بنقاط ما فيها خلاف والحمد لله كزيارة المريض وتارك الصلاة، الأمر بالمعروف إلخ.
عقيدتهم ما هي موحدة، صلواتهم ما هي موحدة، صيامهم حجهم إلخ، الإسلام كله ككل إن شئت أن تأخذه ككل فأنا معك، وإن شئت أن تأخذ منه القواعد والأصول والأركان المهمة من الإيمان والإسلام فأنا أيضاً معك، في حد علمي أنا جماعة التبليغ لا يعملوا بهذه النواحي إطلاقاً، بل كثير منهم نصرح: نحن ما نبحث في الأمور العقائدية، لأن نحن لا نريد نثير خلافات بين المسلمين، ولذلك أيضاً هم لا يبحثوا في تصحيح الصلوات والعبادات على السنة .. إلخ.
فإذاً: فاقد الشيء لا يعطيه، يدعون إلى الإسلام ما هو الإسلام؟ صلوا، صوموا زكوا إلخ، لكن لو جاء سائل يسأل الداعية ليس العامي الماشي مع الداعية لجماعة التبليغ، قال له: من فضلك علمني كيف كان رسول الله يصلي؟ ما فيه جواب، لماذا؟ لأنه من الأصل من المرجع الذين يستقون منه لا هو متوجه بكليته إلى أن يلقن نفسه قبل كل شيء الإسلام على البحث السابق: كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد يكون متقيد بمذهب واحد، قد يكون له طريقة واحدة من الطرق الكثيرة، والتي يتحدث عنها بعض الصوفية، فيقولون دون أي تردد: الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق، فيمكن هذا الشيخ له طريق من هذه الطرق الكثيرة التي يشهد أهل العلم جميعاً أنه لم يكن شيء من ذلك في القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية، كيف والله عز وجل يقول: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} أي: الطرق {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]، فإذا كان الرأس الداعي والذي هو خطط لجماعة التبليغ هو نفسه متمذهب بمذهب حنفي أو شافعي أو غيره، هو نفسه متطرق بطريق من هذه الطرق، وما هو هذا الإسلام إذاً الذين هم يدعون الإسلام اليوم؟
الصلاة، نحن نسمع كثيراً ونعرف هذه الحقيقة كثير ناس ما كانوا يصلون وصاروا يصلون، من ينكر هذا، نعرف نحن صوفية غلاة في كل بلاد الإسلام وبخاصة في سوريا التي عشت أنا فيها سنين طويلة مشائخ صوفية يأخذون أموال الناس ويعيشون على جيوب أتباعهم، ومع ذلك كثير ناس سكارى خميرين اهتدوا على أيديهم، هذا يذكر كانوا ما يصلوا، يصلوا، لكن هل هذا هو المقصود أن الإنسان يكون مثله كما قال عليه الصلاة والسلام:«مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل المصباح يضيء للناس ويحرق نفسه» ما هو هذا المقصود، المقصود هو أن المسلم يدعو على بصيرة من دينه كما قلنا، ومن أين تلقى هذا؟ قلنا: إما بنفسه أن يكون عالماً فيدرس الكتاب والسنة، وإما أن يتلقى الكتاب والسنة ممن هو عالم بهما، نحن ما نرى هذا في جماعة التبليغ، وأُكَرِّر وأقول: كل هذه السنين مثل الإخوان المسلمين تماماً من هذه الحيثية، وهو أنه ما توحدت أفكارهم، كما يوجد في الإخوان سلفي يوجد صوفي يوجد مذهبي يوجد في بعض البلاد شيعي أيضاً نعرف هذا من تاريخيهم الطويل، أي إسلام هذا الذي يدعون إليه.
الآن بعد أن وضحتُ لك ما الذي يؤخذ عليهم أنا أنصحهم يا جماعة بدل ما تخرج هذا الخروج الذي أولاً لم يكن في عهد الرسول عليه السلام، وثانياً: تنظمونه تنظيماً لا أصل له في الإسلام، ثلاث أيام أربعين يوم ما أدري أشياء
تفصيلية لا أحفظها الآن وما لنا فيها، فبدل هذا الخروج الذي لم يكن في العهد الأنور الأول، اجلسوا يا أخي في المساجد، وادرسوا كتاب الله، إما من عند أنفسكم إن كنتم من القسم الأول، وإما كما قلنا: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
نسمعهم كثيراً يفتتحون الدرس بكلمة جميلة جداً، أنا ما حفظتها بالطبع أنتم تعرفونها، ما هي الكلمة التي يلقيها الواحد بعد ما يصلوا الفريضة قبل أن يصلوا السنة يقولوا مثلاً كلمة تشبه.
مداخلة:
…
الشيخ: نعم أحسنت تماماً، طيب
…
واتباع سنة رسول الله، لكن لو سألته ما هي السنة في هذه الصلاة التي صليتها الآن؟ ما يدري، المهم يجلس بعد الصلاة ويفتح رياض الصالحين ونعم الكتاب هو، يقرأ له حديثين ثلاثة، لا يشرح، ولا يبين، ولا يوضح، يقرأ مثل ما وجده في الكتاب، ثم ينصرف الناس، وبيقولوا عندنا في الشام.
تيتي تيتي مثلما رحتي جيتي.
ما فهمت يا أخي من الحديث؟ والله الشيخ ما شرح لنا، لماذا لم يشرح؟ لأن فاقد الشيء لا يعطيه يا أخي، ولذلك بدل ما يضيعوا أوقاتهم بقراءة أحاديث ما فهموها خل واحد أو اثنين من الألوف المؤلفة منهم يتخصص في العلم: تفسير حديث لغة إلخ، ثم يجمع الناس حوله ويدعوهم إلى الإسلام، ويدعوهم على بصيرة، أما على هذه الطريقة جماعة التبليغ يبلغون الإسلام، طيب ما هي العقيدة التي يجب على المسلم أن يعتقدها، أهي الأشعرية مثلاً أم الماتريدية أم عقيدة أهل الحديث؟ مثل ما قلت لك آنفاً: كل على حسب ما تلقى، إما من أبوه وأمه
وجده، وإما من الأزهر الشريف أو الجامعة الإسلامية أو إلخ، وإما فهو فارغ الذهن تماماً ما فيه عنده لا هكذا ولا هكذا. ما هو السبب؟
أولاً: ليس من نظامهم أن يفهموا جماعتهم العقيدة، ليس من نظامهم، ليس من منهاجهم.
ثانياً: ليس من دعوتهم أن يفهموا الناس السنة والبدعة، والشاعر العربي المصري القديم: يقول:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه، ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
وهذه الحكمة الشعرية مأخوذة من حديث حذيفة بن اليمان الذي قال عن نفسه: كان الناس يسألون الناس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني
…
[فينبغي ألا يكون الامر] كما قال الشاعر أيضاً:
أوردها سعد وسعد مشتمل
…
ما هكذا يا سعد تورد الإبل
تريدون تدعوا إلى الإسلام لابد تعرفوا معنى الإسلام بدأً من الإيمان وهذا الحديث يمكن بعض الإخوان يقرؤوه، «بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، ولا يعرفه منا أحد، ولا يرى عليه أثر السفر، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأسند ركبتيه ووضع يديه على فخذيه، وقال: يا محمد! أخبرني عن الإيمان، قال الإيمان: كذا ..
قال: أخبرني عن الإسلام، الإسلام: كذا» ..... إلخ.
الإيمان بالله ما سمعت مرة أحد إخواننا هؤلاء أتى شرح كلمة الإيمان بالله، هذه يمكن تأليف مجلدات عليها، ويكفيك يا أخي أن شيخ الإسلام ابن تيمية له
مجلد اسمه كتاب الإيمان، وهنا كتب قديمة لمحدثين كابن أبي شيبة وأبي عبيد القاسم بن سلام وغيره كلها تحت كتاب الإيمان، ما هو الإيمان، الإيمان بالله؟
المسلمين يؤمنون بالله، النصارى يؤمنون بالله، اليهود يؤمنون بالله، الكل غير زنديق غير دهري يؤمن بالله، لكن كل واحد من هؤلاء إيمانه بالله يختلف عن إيمان الآخرين، وأيضاً ما هو هذا الإيمان الذي هو الشرط الأول في الإيمان؟ ما يدرس هذا الموضوع أبداً، هذا الإيمان مثلاً يدخل فيه الإيمان بوحدانية ذات الله عز وجل، يدخل فيه الإيمان بوحدانية ألوهية الله بحيث لا يعبد سواه، يدخل فيه وحدانية الله في صفاته، يدخل فيه وحدانية الله في صفاته، كل هذه الأشياء جماعة التبليغ ما يدندنون حولها إطلاقاً.
إذاً: يا أخي ما هو الإسلام الذي تدعون إليه؟ بس يا أخي
…
صلي تعال صلي، كلمة حق ما فيها إشكال، لكن أين أنتم وقوله:«صلوا كما رأيتموني أصلي» ، «خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا» .
إذاً: نحن نصيحتنا أن يتفقه ليس كلهم ألوف مؤلفة وقد يكونوا ملايين، لا، عشرات مئات منهم، وهؤلاء هم الذين يوجهونهم إلى اتباع كتاب الله وحديث رسول الله، أما الخروج فلا يخرج إلا أهل العلم هكذا .. هدي الرسول عليه السلام. أما التبليغ فكل إنسان يبلغ ما يعلم، لكن هذا التبليغ لا ينظم هذا التنظيم، كيف يعمل جماعة من الشغيلة العمال، يتركوا أهاليهم وأولادهم ويذهبوا إلى أوروبا وأمريكا، يقعدوا يا أخي في عقر دارهم ويتفقهوا في دين الله، ويتعلموا كما فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نحن نكرر نقول: خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، من هم الذين فهموا هذه القاعدة الجوهرية أكثر منا؟
بلا شك، هم أصحاب الرسول عليه السلام، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، نحن نقول لهم مضى على الإسلام أربعة عشر قرناً، ومهما كنا في حساب هذا الزمان واختلاف الأساليب
…
إلخ، فنحن اليوم في القرن الرابع عشر كل هذه القرون هذه ما فيه جماعة من أهل العلم يطلعوا هكذا بالعشرات والمئات يطوفون البلاد في سبيل الدعوة، لماذا لم يفعلوا هذا؟ لذلك يقول أهل العلم:
وكل خير في اتباع من سلف
…
وكل شر في ابتداع من خلف
لا أحد يناقش في سبيل الدعوة؛ لأن الله يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} [آل عمران: 104]، لكن البحث يكون في أسلوب الدعوة، في طريقة الدعوة، فيما أدخل فيها من أمور لم تكن في عهد الرسول، أوضحها أنه يخرج من لا علم عنده، يخرج لماذا؟ ليتعلم، يا أخي اقعد في بيتك والمسجد بجانبك واجلس هناك وتعلم من أهل العلم.
مداخلة: لماذا إذا خرجت إلى قرية ثانية وجلست في المسجد تتعلم ونفس المسجد أيش الفرق؟
الشيخ: يا حبيبي ما هو هذا البحث الله يرضى عليك، لا تخلينا ندخل في نقاط ما هي موضع الخلاف، أنا لعلك ما تعرفني،
…
، أنت تقولي ايش المانع؟ ! أقول لك: الأقربون أولى بالمعروف، أهل بيتك جيرانك إلخ، ثم إلى ماذا تدعو، أهل بيتك أنت علمتهم، أنا ولا مؤاخذة هذا البحث بيني وبينك خاص، أنت أهل بيتك فهمتهم العقيدة، فهمتهم كيفية صلاة الرسول عليه السلام، أنا أقول لك: لا، لماذا؟ على اعتبار أنك من جماعة التبليغ، أنا ما أدري، لكن أفترض أنك من جماعة التبليغ، جماعة التبليغ لا يتعلمون كيفية صلاة الرسول، ولا يعلمون كيفية
الحج إلى بيت الله الحرام، لا يتعلمون ولا يعلمون إلخ، فأنت إذاً على اعتبارك فرد من أفراد جماعة التبليغ أهل بيتك الذين أنت عايش معاهم والذي تحضنها وتحتضنك .. إلخ، وهي أقرب الناس إليك أنت قمت بهذا الواجب حتى تترك وتروح إلى قرية أخرى تقول: ما المانع؟ أقول لك: ما فيه مانع، لكن ابدأ بنفسك ثم بمن يليك، لماذا تترك بلدك، يعني: قلة الجهل في بلدك حتى تروح إلى بلد أخرى، حتى تروح إلى أوروبا، لا يا أخي، ما فينا كافينا، نحن نريد مئات العلماء الدعاة، مئات حتى يكفينا قيام الواجب بعدين ننتقل مثلاً إلى الزرقاء إلى كذا إلى كذا، مش نروح إلى أوروبا، فأين الدعاة، هذا بحثنا يا أخي، فاقد الشيء لا يعطيه، فيه عندنا نكتة في الشام يذكروها، يقولوا: إن رجل من الأكراد متحمس للإسلام لكن كردي لا يعرف من الإسلام إلا الشيء القليل، لقي رجل من اليهود في الطريق والخنجر في حضنه، سحب الخنجر وقال له: اسلم ولَّا سأقتلك، قال: ماذا أقول؟ قال: والله لا أدري، ما هذا الحماس، ما أفاده، هو لا يدري أن يلقن هذا اليهودي الإسلام ما هو، فنحن نقول له قبل هذا الحماس اجلس يا أخي تعلم ما هو الإسلام، ثم بلغه للناس بالتي هي أحسن.
وهذا يكفي في بيان ما يؤخذ على جماعة التبليغ، وإلا الدخول في التفاصيل ما لنا ولها، لأن الأمر يحتاج حينئذ إلى بحث تاريخي، والسند صحيح أم السند ليس صحيح، لسنا في هذا الصدد، لكن الشيء الواضح تماماً هو هذا الخروج مع جماعات لا يعرفون من الإسلام إلا شيئاً قليلاً.
مداخلة: هذا الاتهام بعيد عن الواقع.
الشيخ: عفواً هذا الاتهام حدده لي من فضلك حتى أفهمه.
مداخلة:
…
الذي التي يتهم جماعة الدعوة بهذه الاتهامات ما خرج معهم
حتى يفهم
…
الشيخ: عفواً سألتك يا أخي الله يرضى عليك دعنا من الكلمات التي ما تفهم المخاطب، أنا سألتك هذا الاتهام ما هو هذا الاتهام؟
مداخلة: الاتهام لا يصلون كما يصلي الرسول عليه الصلاة والسلام.
الشيخ: كيف اتهام نحن نشوفهم، كيف اتهام يا أخي الله يهديك، لأن هذا
…
نحطك تحت الواقع أنت أو غيرك من جماعة التبليغ، إذاً: لماذا تقول هذا اتهام الله يرضى عليك، نحن نراهم.
مداخلة: [خلاصتها أنه في جماعة التبليغ من يتعلم الصلاة وفيهم حرص على ذلك، وأنه عنده كتاب في صفة الصلاة].
الشيخ: اسمح لي أنت تقول: أولاً: هذا اتهام، نحن لا نتهم الناس، ونحن أحرص الناس على ألا نتهم مسلماً، الجماعة عايشين في المريخ أم عايشين في أرضنا؟
مداخلة: عايشين في أرضنا.
الشيخ: يصلوا في مساجدهم أم في مساجدنا، كيف اتهام ونحن نراهم، ثم كلامك أنت يؤيد كلامي السابق، لكن الإنسان ربما لأول مرة لا يرسخ الكلام لأول مرة، ولذلك كان من سنة الرسول عليه السلام أنه إذا تكلم بالكلمة أعادها ثلاثاً لتفهم عنه، أنا قلت لك آنفاً: إذا وجدنا في جماعة التبليغ من يصلي على السنة هذه السنة ما جاءتهم من دعوتهم، هذه السنة جاءتهم من غيرهم، فنحن نريد هذه السنة تبدأ من عندهم، فأنت الآن كما جاء في القرآن:{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26]، أنت تقول: صار لك سنتين تصلي، الحمد لله، وتصلي على
كتاب صفة صلاة الرسول، لماذا لا تصلي على كتاب صدر من جماعة التبليغ؟ لأنه لا وجود لمثل هذا الكتاب، ثم نرجع إلى أهم شيء نرجع أيضا العقيدة، أيضاً ترى أننا نتهمهم في أنهم لا يعتنون بالعقيدة وتبليغ العقيدة، أيضاً تقول إن هذا اتهام، وهم يصرحون بذلك، يُصَرِّحون أنهم لا يدعون إلى عقيدة، ولا ندعو إلى كتاب أو سنة، كل إنسان يعود لمذهبه، فأنت الآن جاءك صفة الصلاة لا من طريق دعوة التبليغ، هل دعوة التبليغ تتبنى صفة الصلاة ككتاب مرشد إلى ما كان عليه الرسول عليه السلام في هذه العبادة، لا، لكن كل واحد هو يفنى ومذهبه، لا يمانعوا أنك أنت تقرأ صفة الصلاة لفلان، أو كتاب الصلاة لفلان .. إلخ.
أنا أريد أن أقول: السنة يجب أن تنبع من جماعة التبليغ، وليس أن تنقل إليهم من جماعات أخرى، ما داموا يريدون
…
الإسلام، وما دام عندهم أن هذا حماس، فأنت الآن تقول: أنا داخل في الإسلام ولا مؤآخذة جديدة وأصلي لي سنتين، طيب هات لي إنسان تعتقد بأنه على من جماعة التبليغ لترى حينئذٍ صدق كلامي، وتكون بعيد عن اتهامي بما ليس فيَّ بأني تتهمني أني أتهمهم، أنا أعرفهم
…
ولي جلسات معهم، وأعرفهم هنا ويزوروني ويبحثوا معي .. إلخ، فأنا لست بعيد عنهم ولا جاهل بهم حتى تقول: ما يجوز اتهامهم، لكن أنت تتهم أننا نتهم، نحن نتكلم عن علم، وبخاصة انت بتقول
…
صفة الصلاة، فعندك أنت عشان تتجلى لك الحقائق حقيقة أي شخص من الإخوان ما بين جماعة التبليغ أثبت أنه هو رأس في الدعوة يعني: عنده علم بالكتاب والسنة .. إلخ، ..... بحث أخوي وبساط أحمدي كما يقولون ونبحث في الموضوع، والدين النصيحة كما تعلم من قوله عليه السلام.
مداخلة:
…
الشيخ: الدكتور من؟
مداخلة: ....
الشيخ: صحيح، صحيح، لكن ما تمام البحث، أنه لفت نظر بعض الإخوان الذين كانوا معه أنه كلام الشيخ صحيح، طيب ما استفدنا نحن أن كلام الشيخ صحيح وجماعة التبليغ بالملايين ما عندهم خبر بهذا الصحيح، هذه المشكلة، طيب جماعة التبليغ يا أخي باختصار نحن نشكر تحمسهم ولا نشكر انطلاقهم، هذا خير الكلام ما قل ودل، هذا الحماس يجب أن يقترن بالعلم، والعلم كما سمعت في كلامي الأول قال الله قال رسول الله، يعني: الآن إذا نريد نعرف هل جماعة التبليغ هم عندهم من ينبههم وهذا التنبيه صادر من عنده ما يصلي صلاة الرسول آخذاً من غيره، تنبيههم هذا حديث صحيح هذا حديث ضعيف، حتى العالم من جماعة التبليغ يكون على بصيرة من دينه، ما فيهم واحد، يدعون إلى السنة، ما تجد واحد عنده هذه العناية، فلماذا؟ لأن هذا الخط انحرف عن الخط المستقيم {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: 153].
بعدين
…
العواطف يا أستاذ لا تفيد البحث العلمي أبداً، لما تقول: أنا ما كنت أصلي صرت أصلي بفضلهم، أنا أشهد وأوقع على ذلك مثلك عشرات ومئات، لكن هؤلاء الذين يصلون ما هي الصلاة، هي الصلاة التي صلاها الرسول عليه السلام؟ لا، المهم أنه يصلي صلاة من هذه الصلوات وانتهى الأمر، أي صلاة، رب مُصَلِّ لا صلاة له، كم من قائم لا صلاة له، كم من صائم لا صيام له ..
إلخ، وحديث المسيء صلاته لعلك تذكره، وهو الذي يقول وهو في صحيح البخاري: «جاء رجل إلى المسجد ورسول الله يجلس في ناحية منه فصلى، ثم أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله! قال: وعليك السلام
ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع الرجل، في الأخير يتبين للرجل أنه لا يحسن الصلاة فيعتذر، يقول: والله يا رسول الله لا أحسن غيرها فعلمني، فقال عليه السلام: إذا أنت قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ثم استقبل القبلة ثم كبر، ثم اقرأ ما تيسر من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ترفع حتى تطمئن قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها، فإن أنت أتممت ذلك فقد تمت صلاتك، وإن أنت أنقصت من ذلك فقد أنقصت في صلاتك، فكم من مُصَلٍّ لا صلاة له»، فما دام أن الواحد لا يصلي نقلناه من ترك الصلاة إلى صلاة لا صلاة له، لا، نريد ننقله إلى صلاة تكون مقبولة عند الله سبحانه وتعالى، كيف نعرف هذه الصلاة مقبولة أم لا؟ من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذا ما درسنا سنة رسول الله ما اهتدينا، لذلك قال عليه السلام:«تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي» فالذي يريد يصلي كما كان الرسول يصلي يجب أن يعرف سنة الرسول في صلاته، هل يريد يحج كما حج الرسول يجب أن يعرف صفة حجة الرسول، أما هات يدك وامشي مع الناس هذا ما هو تبليغ، هذا ما هو إسلام، هذه عادة الناس، وكما يقول عامة الناس: أيها الناس اتبعوا الناس، لا ما هكذا أمرنا، {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الزمر: 55]، {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 3] أحسن ما أنزل إليكم من ربك، والله نحن يكفينا أنه
نتبع الحسن، أما الأحسن هذا يريد ناس من فوق كثير كثير، لكن أول الغيث قطرة ثم ينهمر، فَنُعَلِّم الناس الصلاة التي تصح، بعد ذلك نأمرهم بالأشياء التي إذا أخذ بها المسلم ما يكون أخلَّ في الصلاة، مثلاً: الاطمئنان في الركوع والسجود وما بينهما ركن من أركان الصلاة، لكن الخشوع في الصلاة ما هو ركن، لكن ربنا أثنى على
الخاشعين: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1 - 2] .. إلخ، فنحن نريد إنسان يصلي ولا يقال له كما قال عليه السلام للمسيء صلاته: ارجع فصل فإنك لم تصل.
بعد ذلك نقول له: يا أخي لازم تخشع في الصلاة، لازم تتأمل فيما تقرأ من كتاب الله .. إلخ.
خلاصة القول يا أخي: نحن نتكلم عن علم ولا مؤاخذة، وما نتهم مسلماً مش مسلمين، مش ملايين منهم، وإنما نتكلم عن بصيرة، والدين النصيحة، لذلك نقول لهم: اعلموا ثم بلغوا، أما العكس هذا لا يجوز.
مداخلة غير واضحة: [خلاصتها أن مقصد الدعوة أنها أداة تدعو الناس إلى إقامة الدين، وذكر السائل أن من يتكلم على الخروج في سبيل الله عليه ن يجربه كأبي الحسن الندوي، وذكر كذلك أن الشيخ أبا بكر الجزائري قال عن جماعة التبليغ أنها مدرسة متنقلة].
الشيخ: يا أخي! بارك الله فيك أنا نصحتك نصيحة، الحماس في الدعوة لا يفيد، الحماس دعه جانباً، البحث العلمي يريد أناة وهدوء إلخ، أنت لما تقول الدين وتدعو إلى الدين ألا يجب عليك أن تكون فاهم للدين؟
مداخلة: نعم
…
الشيخ: كيف تدعون إذاً وتعترفون أنكم لا نعرف الحديث الصحيح من الضعيف .. إلخ، لما تأتي تلقي محاضرة أو تعمل وعظ أو تذكير .. إلخ، يخطر ببالك حديث من شان نصح الناس، وتقول: قال رسول الله، وأنت ما أنت دارس في الحديث، وأنت لا تعرف صحيحه من ضعيفه، ماذا تعمل في هذه الحالة؟
مداخلة: أنا أقول لك: احنا عندنا في بيان ألا نتكلم بالحديث الضعيف.
الشيخ: هذه حيدة، أنا أقول لك: ما عَرَّفك بالحديث الضعيف؟
مداخلة: أنا قلت لك: أنا لما آتي بكتاب أول شيء مكتوب مثلاً حديث حسن حديث صحيح،
…
الشيخ: أنا لا أحكي عن شخصك أنا أحكي عن جماعة الدعوة، جماعة الدعوة الذين ممتدين من السند والهند إلخ، هؤلاء هل يستطيعون تمييز الصحيح من الضعيف، أنت تحكي عن نفسك، وأنا قلت لك سلفاً: في جماعة التبليغ ناس سلفيين من إخواننا من أهل الحديث، كما أنه في جماعة الإخوان المسلمين فيه سلفيين إلخ، لكن هؤلاء لا يمثلون الدعوة يا أخي، أنا أتكلم عن الدعوة، وأنت تقول: الذي ما دخل في الدعوة ما يعرفها، الدعوة ليست سر، الدعوة قامت على كتاب الله وسنة رسول الله كما يلهجون بين يدي كل درس، طيب! أين هذه الدعوة ونحن نسمع دروسهم ونسمع مواعظهم ونرى أفكار منحرفة عن الكتاب والسنة، عقيدة منحرفة عن الكتاب والسنة، وأنت الآن كررت آنفاً أنهم عندهم هداية، أما ما عندهم تعليم وتبليغ العقيدة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يعني: الآن أنتم جماعة ما أدري اثنين ثلاثة أربعة من جماعة التبليغ، لو سألكم سائل سؤال الرسول للجارية: أين الله؟ هل جوابكم إن كان صواباً ينبع من دعوة التبليغ أم من دعوة أخرى، وإن كان خطأ فكيف لا تعرفون الجواب الصحيح لهذا السؤال؟
الآن لو سألناك أنت: أين الله؟ ما جوابك؟
مداخلة: جوابي لن أعطيك الجواب الصحيح لأنه ما مرت علي هذه المسألة، أنت لا تبحث في هذا الشيء.
الشيخ: لا، أنا أضحك، شر الضحك ما يبكي، أنا أضحك وأنت ضحكت الآن، أنا أضحك من قهري ومن أسفي على المسلمين أنهم يقعدوا بينشغل بغيره وينسوا أنفسهم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، لماذا لا يكون عندك جواب وهذه مسألة عقيدة؟ عقيدة أين الله ما عندك جواب لها، أنت ما عندك جواب لأنك تعترف ابن سنتين، والذي ابن عشرة وعشرين، عنده جواب أم لا؟ أنا أقول: ما عنده جواب، وإن كان عنده جواب فيكون خلاف السنة، تقول لي: أنت لا تتهم الناس،
…
تفضل يا أخي، هذه عقيدة ما جوابكم عليها، إن كان صح نقول لكم: من أين أخذتموها من جماعة التبليغ؟ نقول لكم: لا، جماعة التبليغ ما تبحث هذه المسائل، وإذا كان ما عندكم جواب فالمشكلة أشكل، لماذا؟ عقيدة ما تعرفوها وعايشين تبلغون الناس دعوة الإسلام وأنتم هذه العقيدة إلى الآن ما عرفتموها ولا عرفتوا جوابها، لا يصير هذا.
مداخلة: أعطنا الجواب فضيلة الشيخ.
الشيخ: أنا أعطيك الجواب، واجب علي الجواب، لكن أنت لماذا لا تعطيني جواب؟
مداخلة: أنا يمكن أعطيك جواب ما يعجبك.
الشيخ: الله أكبر، ليش أنت تريد تعطيني جواب يعجبني أو لا يعجبني، نحن من ساعة وعظنا أخانا القديم هنا أنه دخول المسجد ويصلي لله تعالى ما كتب الله لك، ولا تجادل الناس، فأنت الآن تقول: أعطيك جواب يمكن ما يعجبك، ماذا تريد مني يعجبني أو لا، أنت اقصد وجه الله.
مداخلة: يمكن أقول أن الله أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد.
الشيخ: لا، هذا ليس جواب، هذا ليس جواب أين الله، أنت تعرف حديث الجارية؟
مداخلة: لا ما أعرف.
الشيخ: هذا هو، لكن غيرك من الإخوان الموجودين يعرفون جواب أين الله؟
مداخلة: ما أعرف
الشيخ: كيف.
السؤال: الله جل جلاه كما ذكر في القرآن الكريم
…
{عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5].
الشيخ: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ما معنى استوى؟
السائل: أي هو أعلى جل جلاه.
الشيخ: يعني: تعرف أنت المفسرين هنا يقولوا بعضهم: استوى بمعنى استولى، وبعضهم يقولوا استوى بمعنى استعلى، فأنت جزاك الله خير لما جبت الآية هذا جواب ما فيه كلام، قال الله وانتهى الأمر، لكن بعد ما نرى هل الاستدلال بهذه الآية على أي تفسير من التفسيرين المذكور في كتب التفاسير، استوى بمعنى استولى واستوى بمعنى استعلى، هذا الجواب يأخذه أخونا هنا جواب صحيح لأنه أولاً معتمد على الآية ومعتمد على التفسير الصحيح، أنا أسألك الآن: هل هذه العقيدة تلقنتها من جماعة التبليغ؟
مداخلة: لا.
الشيخ: أرأيت! فنحن هذا موضوعنا يا أخي، والدين النصيحة، جماعة التبليغ على رأسنا وعينا متحمسين ويدعون ووإلخ، لكن يدعون إلى أشياء المدعوين
يعرفونها، كل ما في الأمر أنهم بحاجة إلى من يحركهم ويوعظهم، أما إذا أمرت واحد بالصلاة فهل مسلم ينكر شرعية الصلاة؟ أسوأ واحد يقول لك: الله يتوب عليك، إذا نهيته عن شرب الخمر ما أحد منهم يستحل شرب الخمر .. إلخ، تذكير، أنا قلت لك: أمر بمعروف ونهي عن منكر، لكن هؤلاء الذين يريدون أن يقوموا بالواجب الكفائي، بالفرض الكفائي عليهم أن يقوموا قبل ذلك بالفرض العيني، فرض عين على كل مسلم أنه يصحح عقيدته لله أولاً، ثم لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ثانياً، ثم ثم .. إلخ، فأنا لما أتكلم عن جماعة أعرفهم جيداً، إذا كان عندهم عقيدة صحيحة أو عبادة صحيحة ما هي نابعة من دعوتهم، أخذوها من غيرهم وهذا يُشْكَرون عليه، يُشْكَرون عليه كأفراد، أنت أخذت صفة الصلاة فاهتديت إلى صلاة النبي، وأخذ هذا العقيدة الصحيحة من غير جماعة التبليغ، فاستقامت العقيدة .. إلخ، هذا شيء جيد، لكن هذا نابع من غير دعوة التبليغ، فنحن نريد هذه الحسنات وهذه الأذكار الصحيحة أن تنبع من جماعة التبليغ نفسها، ويُشِعُّوا بها على العالم كله، أما وهم لا يعلمون ففاقد الشيء لا يعطيه، فلعله وضح لك إن شاء الله أنني لا أتهم إنسان بما ليس فيه، وأني حريص على الجماعة هؤلاء أنهم يكونوا دعاة إلى الإسلام على قاعدة بعثة الرسول عليه السلام بمعاذ وغيره.
لما الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أرسل معاذاً إلى اليمن قال له: ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله
…
أنا أقول لك: لا، الرسول يقول: ليكن أول ما تدع الناس إليه: شهادة أن لا إله إلا الله، الناس، سواء كانوا كفاراً أو كانوا مسلمين، لماذا؟
هنا العلم الآن يظهر لك كيف يقترح الأمر، الكفار يقتصر ويكتفى منهم حتى يصيروا مسلمين أن يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله حتى يكونوا مسلمين،
أما هم لا يصيرون بذلك مؤمنين، إذا قال الكافر لا إله إلا الله محمد رسول الله صار مسلماً، صار له ما لنا وعليه ما علينا، لكن لا يصير بذلك مؤمناً يعني: ناجياً عند الله تبارك وتعالى، وكيف ولم؟
الجواب: أن الشهادتين إعلان للإسلام، لكن هذا ليس معناه أنه فهم الإسلام الذي أوله الإيمان، هذا يحتاج إلى زمن، مع الزمن سيتبين للأمة المسلمة للحاكم المسلم أن هذا الكافر الذي قال: أشهد أن لا إله إلا الله قالها نفاقاً، قالها تقية، خوفاً من الإسلام، خوفاً من
…
مع الزمن سيتبين، فإذا كنت تدعو المسلم فتدعوه أول ما تدعوه إلى شهادة أن لا إله إلا الله، لكن هنا يختلف الأمر، هذا شاهد يصلي ويتشهد في الصلاة وخارج الصلاة، لكن هنا وظيفتك الآن تشرح له شهادة لا إله إلا الله، الكافر لست بحاجة للشرح، لأنك
…
يعني: إذا صح التعبير نعتبره مثل الطعم، يجي ويروح للإسلام، المفتاح هو أن يشهد أن لا إله إلا الله، أما إذا كان يريد أن يكون ناجياً يوم لقاء الله عز وجل ويكون من أهل الجنة لازم هذا المفتاح كما يقول بعض السلف كل مفتاح لابد ما يكون له أسنان، إذا ما له أسنان لا يفتح، فإذاً هذا المفتاح لا إله إلا الله لابد من أن يكون له أسنان، ما هي أسنانه؟ تتمة أركان الإيمان والإسلام مثل الصلاة وو .. إلخ، لكن اليوم المسلمون خاصة الأعاجم حتى العرب العرب الأولون الذين أرسل إليهم الرسول عليه السلام وهم قريش كانوا يفهمون ما معنى لا إله إلا الله، ولذلك كفروا، الآية تقول:{إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات: 35]، وكذلك قال تعالى في القرآن الكريم، قالوا:{أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5] الفهم الذي فهمه الكفار من الآية لا إله إلا الله فهموا وكفروا، المسلمون اليوم إلا القليل منهم آمنوا ولم يفهموا.
مداخلة: ما فهموا مثل فهم الكفار.
الشيخ: بارك الله فيك، شايف الأخ وليد فهمان، لكن هذا الفهم ليس نابع من الدعوة، هذا يضرك، المسلمون اليوم لا يفهمون فهم الكفار بلا إله إلا الله، لكن فيه فرق بين هؤلاء وأولئك، أولئك فهموا وكفروا، ولذلك استنكروا:{أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]، أما المسلمون يقول لك: أشهد أن لا إله إلا الله، آمنت بالله وبملائكته وبنبيه، لكن ما معنى: لا إله إلا الله؟ أكثرهم الآن لا يعلمون المعنى، وإذا وجد فيهم من عرف المعنى كفر بالمعنى عملياً، هذه البحوث أنا أريد جماعة التبليغ يكونوا مشبعين فيها من كبيرهم إلى صغيرهم، لأن هذا له علاقة بالعقيدة، كل شيء دون العقيدة سهل، كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] لو فرضنا إنسان أعبد الناس أتقى الناس لكن عقيدته خراب يباب لا يفيده شيء، والذي قتل تسعين نفساً ومات وهو يشهد أن لا إله إلا الله خير من ذاك بألوف المرات، هذه العقائد ليس جماعة التبليغ وبس، جماهير المسلمين ضائعين عنها، لكن من يؤاخذ؟ يؤاخذ الذي أعلن راية الدعوة وليس هنا في أوروبا وأمريكا، لكن إلى ماذا يدعون؟ والله ماذا يقول؟ والله لا أدري، سبحان الله هذه عقيدة.
فالآن لا إله إلا الله معناه باللغة العربية التي فهمها العرب ثم كفر بعضهم بها: لا معبود بحق في الوجود إلا الله. أكثر الناس حتى بعض الرسائل المطبوعة كتب: لا معبود إلا الله، هذا كفر، لا معبود بحق إلا الله، لا معبود إلا الله هذا كفر، لأن المعبودات كثيرة جداً، المعبودات التي تعبد من دون الله كثيرة في الواقع، لكن كل هذه باطلة إلا عبادة الله وحده لا شريك له، فإذا قلنا لبعض المسلمين فهموا هذا المعنى الصحيح: لا إله إلا الله أي: لا معبود بحق في الوجود إلا الله،
هذا معنى صحيح، وهذا الذي ينجو به المسلم من الشرك بالله عز وجل، لكن هل كل من فهم هذا الفهم الصحيح ظل مؤمناً به لا ينقضه بعمل له، ما أكثر النواقض، فتجد من يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله يعبد غير الله، لماذا يعبد غير الله؟ لأنه ليس فاهم ما هي العبادة، ولذلك أنا أدندن وأتحسر أن جماعة التبليغ هذه البحوث كلها ضاربين عنها صفحاً، لماذا؟ ليس كأفراد، القيادة فارضة على الجماعة أنهم يبتعدوا عن هذه القضايا.
كيف مسلم يشهد أن لا إله إلا الله بالمعنى الصحيح نفترض هكذا، ثم هو يكفر بهذا المعنى عملياً، قلنا: لأنه يعبد غير الله، كيف يتصور مسلم يعبد غير الله، فيه ملايين المسلمين الذين يعبدون غير الله بالملايين، الآن كونه يصلي ولابد ولو في ركعة الوتر الركعة الوحيدة لابد يقرأ الفاتحة حتى تصح صلاته، ويقول في الفاتحة: يا رب! {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، أي: بك وحدك نستعين، لا بغيرك، ما رأيك اليوم في الملايين المسلمين الذين يأتون بغداد من أجل الشيخ عبد القادر، الذي يسمونه الباز، ويأتون الحسين وزينب في مصر.
مداخلة: يستعينوا بهم.
الشيخ: نعم، يذهبون إلى هناك من أجل: مدد يا سيدي أحمد، مدد يا بدوي .. إلخ، أين {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]؟ ما فهموا ما هي العبادة التي يحصرها في الله، لأنه يقول: إياك نعبد ما يدري أنه إذا سجد تعظيماً لشخص أنه عبده من دون الله، ما يدري هذا المعنى أبداً، ما يدري أنه إذا نذر للسيدة زينب أو الخضر أو شعيب أو ما أدري أيش ما يدري أن هذا الذبح هو شرك بالله عز وجل وكفر بعبادته، لماذا؟ لأنه ليس معلم، هو أمي لا يقرأ ولا يكتب جيد، لكن قلنا التعليم يكون بطريقتين، إما إذا كان قادراً على فهم الكتاب والسنة فبالكتاب
والسنة مباشرة، وإما {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، أين أهل الذكر؟ أهل الذكر لو سألتهم هذا السؤال اليوم لن يجاوب عليك بهذا التفصيل ولن يفهمك التوحيد ولا شروط العبادة، الله يقول في القرآن الكريم ونقرأ هذه الآية، لكن أكثرنا لا يفهمها وبالتالي لا يطبقها {قُلْ إِنَّ صَلاتِي} [الأنعام: 162] صلاتي مفهومه، {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} [الأنعام: 162] ما معنى نسكي؟ ذبيحتي، {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162] {لا شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام: 163]، طيب أنت تقول: أنا نذرت الذبيحة إلى سيدي شعيب، وهذا لعبد القادر، والسيدة زينب والحسين .. إلخ، هذا كله إشراك بالله عز وجل، لأن الله قرن النسيكة مع الصلاة، فقال:{إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]، والرسول عليه السلام يقول:«ملعون من ذبح لغير الله»
…
ملايين المسلمين يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلوا ويصوموا ويمكن يقوموا الليل والناس نيام، لكن عقيدته خراب يباب، ما فائدة الصلاة وقد أشرك بالله؛ لأنه في الأصل الشهادة التي يدخل المسلم إلى الإسلام ما فهمها [كفهم] الكافر أنه يدخل الإسلام بشهادة أن لا إله إلا الله، لكن هذا المسلم ابن مسلم ابن مسلم ابن مسلم يمكن يرجع جده صحابي من أتباع الرسول عليه السلام، ما فائدة عاش هذه السنين كلها وهو لا يفقه معنى لا إله إلا الله، ثم إن فقه ذلك وفهم كفر به عملياً، لماذا؟ لأنه ما فهم العبادة التي لا يعبد بها إلا الله ما هي هذه العبادة.
وما أكثر ما ترى الآن الحلف بغير الله على غير هداية، لأدنى مناسبة، بحياتي بحياة أمي برأس أبي برأس جدي، ويمكن ما فيكم واحد إلا وقرأ قول الرسول عليه السلام:«من حلف بغير الله فقد أشرك» فإذاً: هذا الإيمان الذي هو الركن الأول لما سأل جبريل الرسول عليه السلام ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن
بالله، فأول الإيمان بالله أن تؤمن بوحدانيته في ذاته وفي عبادته وفي صفاته، اليوم ملايين من الصوفية يعتقدون أن بعض المشايخ يطلعون على الغيب، ونحن عندنا في الشام كانوا التلامذة المساكين يقول: أنا أحببت الشيخ عن كشف شافه في قلبي، والله قال عليم بما في الصدور رب العالمين، شرَّكوا الشيخ مع رب العالمين أنه يطلع على ما في قلبه، أراد أن يسأله سؤال، وإذا الشيخ يجاوبه بدون ما يسأله،
…
، هذا شرك بالله عز وجل.
عندك قصيدة البوصيري التي لا يزال كبار المشايخ في هذا البلاد وغيره يحطوا شربة الماء في الوسط ويعملوا حلقة ذكر ويقرؤوا فيها قصيدة البوصيري، وفيها الكفر الصريح الذي يقول:
فإن من جودك الدنيا وضرتها
…
ومن علومك علم اللوح والقلم
هذا خطاب للرسول عليه الصلاة والسلام:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك
الذي يعرف اللغة العربية يفهم (من) هذه تبعيضية يسموها، يعني: بعض علومك يا رسول الله علم اللوح والقلم، هذا الكفر الصريح مع ذلك طامة .... يتباركوا في هذا الكفر، يضعوا شربة الماء من أجل تحل فيها بركات هذه الجلسة، ما هي هذه الجلسة؟ إشراك بالله عز وجل، ما سبب هذا يا أخي؟ سببه أن المسلمين ليسوا مسلمين، هؤلاء مسلمين، لأن
…
كافر إذا قال لا إله إلا الله محمد رسول الله صار مسلم، لكن كثير من هؤلاء المسلمين مظلومين من قبل دعاتهم، مظلومين من قبل علماؤهم، لأنهم لا يشرحون لهم معنى هذه الكلمة الطيبة التي هي مفتاح دخول الجنة كما قال عليه السلام:«من قال لا إله إلا الله نفعته يوماً من دهره» أي: يوم القيامة، لو كان مرتكب التسعة والتسعين المعصية
من الكبائر يدخل النار ويتطهر ويتعذب ما شاء الله، ثم تنجيه شهادة لا إله إلا الله، لكن أي شهادة هذه؟ أنك تؤمن بمعناها أولاً، ثم غير مفهومة بمعناها ثانياً، نعم، لازم تكون مفهومة فهماً صحيحاً ومطبقة تطبيقاً صحيحاً، هذه المعاني كلها الأمة الإسلامية مش بس جماعة التبليغ، الأمة الإسلامية بحاجة أن يفهموها، وبعد ذلك كل فرد يدعو إليها بحسب ما بلغه من العلم، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
أما ننسى نحن حالنا ونقعد نشتغل بغيرنا والله هذا لا يفعله إلا إنسان مغفل يعني: مغفل في أحط درجات الغفلة، لماذا؟ ابدأ بنفسك، الشرع هكذا علمنا، قرآن وسنة، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] تعلم وعلم، استجابوا فبها، ما استجابوا لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، فاقد الشيء لا يعطيه.
مداخلة: الشيء الذي حكيت عنه أنه ينقص جماعة الدعوة العلم أو العلماء هذا موجود، وخاصة نشكي منه أكثر شيء داخل الأردن، أما في بلاد خارج هذه البلاد الحمد لله وجدنا علماء كثير، ولكن في داخل هذا البلد ينقص هذا يا شيخ، أما فيه شيء ثاني وهو عملية عدم تركيزهم على كلمة التوحيد هذا الشيء الأساسي الذي .... وخاصة عندما يكون فيه جُدد يتدربوا يشغلوا أوقاتهم من بكرة في الصباح الساعة تسعة الصباح إلى ما قبل صلاة الظهر بنصف ساعة، الذي هو التدرب على ست صفات، من هذه الصفات أولاً: اليقين المتمثل بالكلمة الطيبة لا إله إلا الله محمد رسول الله، تفسيرها أي: لا معبود بحق إلا الله كما ذكرت، ولا طريق توصلنا إلى مرضات الله
…
إلا طريق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، هذه أول صفة.
الشيخ: هذا حق.
مداخلة: من الصفات التي يتدربوا عليها في هذا الخروج. تأتي الصفة الثانية التي هي الصلاة، باب الخشوع والخضوع، الصفة الثالثة التي هي العلم.
الشيخ: عفواً، بس الصلاة أخي يدندنوا حول الخشوع والخضوع، لكن ما يدندنوا حول صفة الصلاة المقبولة عند الله، لأن الرسول عليه السلام كان يقول: «إن الرجل ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها تسعها ثمنها
…
» إلى أن قال عليه السلام: «نصفها» . فهذا إذا ما ضممنا إلى حض الناس على الخشوع والخضوع لله في الصلاة إتقان الصلاة على أركانها وواجباتها ما نكون كملنا الواجب الذي أخذ على أهل العلم.
مداخلة: لا شك في ذلك.
الشيخ: لكن هم ما يفعلون هذا يا أخي، فيجب أنت واحد مثل حكايتك أنه يذكر هؤلاء أنه لا يكفي نضيع خمس دقائق عشر دقائق عشرين أكثر أقل حول جانب واحد فقط مما يتعلق بالصلاة وهو الخشوع، وإنما أن تؤخذ الصلاة ككل، وليس ضروري يؤخذ هذا من كتابي أو من كتاب غيري، يأخذونه من كتب السنة وهي مكتوبة.
طيب أنت تقول: أنه وجدت علماء هناك لكن هنا ما فيه علماء.
مداخلة: فيه لكن أقلاء.
الشيخ: نعم نعم، هناك هل كنت تسمع البحث في التوحيد وأنواعه توحيد الربوبية توحيد الألوهية توحيد الصفات، ما أعتقد هذا؟
مداخلة: نحن كانت جلستنا أنت تعرف يمكن نجلس في هذا المسجد يوم أو
يومين وننتقل، يعني: ممكن نسمع درس أو بيان نصف ساعة ساعة ساعتين بس ليس أكثر.
الشيخ: نعم، لكن أنا أقول كأصول الدعوة، كل دعوة لها أصولها، يعني مثلاً: هذه الدعوة السلفية ما أصولها؟ الرجوع إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، ثلاثة أشياء: الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، هذه أصولها كأساس، بعدين يأتي التفصيل بدأً من العقيدة إلى كيفية الطعام والشراب ونحو ذلك، كل هذا في السنة، فأصول دعوة التبليغ ما أظن فيها الاعتناء بالتوحيد بهذا التفصيل الذي شرحت لكم جانباً منه، والذي به ينجو المسلم عند الله تبارك وتعالى، ليس هذا من أصول دعوة التبليغ لا هنا ولا هناك، فالمشكلة ليست مشكلة أنه ما فيه عندنا هنا علماء كثيرين كما تقول أنت بينما هناك فيه علماء كثيرين، ليست هذه المشكلة، الآن لو فرض أضرب لك مثال: لو فرض كتاب صفة صلاة النبي أو غيره مما هو على منهجه، وجعل لزاماً على كل فرد من أفراد جماعة التبليغ أنه يتمثل صفة الصلاة من هذا الكتاب، ألا ترى معي أن جماعة التبليغ ما فيه فرق بين الهندي والباكستاني والبرتغالي المسلم .. إلخ، كلهم سيكونوا على صلاة واحدة، لماذا؟ لأنه فرض عليهم منهج أنهم يأخذوا مثلاً الصلاة من هذا الكتاب، أو كما هو واقع الآن مثلاً رياض الصالحين فرض على جماعة التبليغ أنهم يتبنوا كل أحاديث رياض الصالحين مع الفهم الصحيح ولو بإيجاز لها، راح يصير وحدة فكرية بين كل فرد من أفراد جماعة التبليغ، ليس موجود هذا الشيء، ولذلك هذا من الأشياء الذي ينصح جماعة التبليغ أن تدخل في برنامجهم.
مداخلة: هذا شيء طيب.
الشيخ: بارك الله فيك، وأنا أعلم أن هذا ليس فقط يعني ليس داخل في المنهج، بل هم لا يفعلون، أنا عشت ثلاث سنوات في المدينة المنورة، وكنت أرى أرى دعاتهم في المسجد النبوي، ما يدندنوا حول التوحيد، مع أنهم في عقر دار التوحيد هناك، هنا مثلاً ممكن الإنسان يَتَحَفَّظ قليلاً من الكلام حول بعض المسائل، مثلاً: أضرب لك مثال، التوسل بغير الله يؤدي مع كثير من العامة إلى الإشراك بالله تبارك وتعالى، هنا بسبب أن الجو ما هو جو توحيدي مثل ما هو مثلاً في السعودية، ربما الإنسان الداعي الواعظ المرشد يتحاشى أنه يتكلم في مثل هذا الموضوع، أما هناك
…
التوحيد تقريباً في الزمن الأخير كما هو في الزمن الأول زمن الرسول عليه السلام، مع ذلك لا يدندنون حول هذه البحوث إطلاقاً، لماذا؟
لأنه ليس داخل في منهجهم، فنحن نريد نضيف إلى منهاج دعوة جماعة التبليغ الاعتناء بما اعتنى به الرسول عليه السلام طيلة حياته المباركة في مكة {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، فعبادة الله واجتناب الطاغوت لتثبت هذه العقيدة في القلوب تحتاج إلى سنين، خاصة مع الأعاجم، خاصة مع العرب الذين استعجموا صاروا عجماً، وابتعدوا عن فهم الإسلام فهماً صحيحاً، فعدم اعتناؤهم بهذه الناحية في الواقع هو مما يجب أن يدندن حول نصحهم وتذكيرهم بذلك إن شاء الله.
أبو ليلى مداخلة: هو بين هو الكلام الست صفات التي يتبنونها ذكر لك اثنين، لو يبين لك، ويَذكًّرك بالباقي حتى إذا كان عندك تعليق عليهم؟
مداخلة أخرى: الأولى: كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، الثاني: الصلاة بالخشوع والخضوع، والصفة الثالثة: العلم مع الذكر، الذكر الذي ورد
عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والصفة الرابعة: إكرام المسلمين حتى تتولد به على غرار حياة الصحابة رضي الله عنه التي كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والصفة الخامسة هي الإخلاص، وهذا أهم شيء، أن تكون جميع هذه الأعمال تكون خالصة لله تعالى، الصفة السادسة هي: الدعوة إلى الله والخروج في سبيل الله، هذه الصفات الستة التي تقريباً تربوا عليها في أثناء الخروج.
الشيخ: ما المقصود بالعلم، أيش قلت العلم وماذا؟
مداخلة: العلم مع الذكر.
الشيخ: ما المقصود بالعلم؟
مداخلة: علم الدين، أن نعلم ما لله علينا خلال الأربعة والعشرين ساعة، ما المطلوب منا.
الشيخ: يعني: مش داخل في علم العقيدة؟
مداخلة: كل شيء، العقيدة هي الأساس الأصل، إذا كل موجودين العقيدة
…
الشيخ: بهذا الكلام صحيح لكن ليس نابع من منهج الدعوة، هذه المشكلة، هذا الكلام صحيح لكن ليس نابع من منهج الدعوة، يعني: الآن العلم يعلمون فهل يعلِّمون العقيدة، يعلمون التوحيد بأقسامه الثلاثة؟
مداخلة: لا، لا يعلِّمون، يعلمون [ما] فيه بيان عام للناس
الشيخ: لا يكفي البيان العام لا يكفي.
مداخلة: التعليم مثلاً في حلقات تعليم أو كذا، فهذا لا
…
مداخلة أخرى: إن التبليغ والدعوة إلى الله واجب على كل مسلم فيما يعلم،
وأما الخروج عن سبيل الدعوة لا ينبغي إلا للعالم الذي يتعلم يحضر نفسه جيداً حتى يؤهله أنه [يدعو الناس].
الشيخ: نعم أحسنت.
(الهدى والنور /22/ 3.: .. : .. )