الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
مداخلة: الآن في
…
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «من تشبه بقوم فهو منهم» ونحن الآن ما نقول يعني: في بقعة معينة لكن في أكثر البلدان الإسلامية في تشبه، اللي أثار هذا السؤال في يوم من الأيام أخ لنا من المسلمين لبس هو الكوت، يعني: لبس كوت قصير على ثوب قال: يا أخي المسلمين أنت تشبهت بأعداء الإسلام وقال: سبحان الله أنا لبست ثوب ولبست عليه هذا الجكت فما بالك بالذي يلبس البنطلون والجاكت والكرفت؟ قال: هذا متشبه كلياً لكن أنت قاربت من التشبه، فنريد هل هذا المتشبه هذا اللباس الذي يلبس الآن هل هو معناته: أنهم خرجوا من ملة الإسلام أو تشبهوا بالأعداء فهم من الأعداء وضح لنا هذا الحديث: مع العلم أن المسلمين واقعين في هذه المشكلة؟
الشيخ: نعم. بارك الله فيك «من تشبه بقوم فهو منهم» لا يعني: أنه خرج من دائرة الإسلام.
مداخلة: الحمد لله.
الشيخ: وهناك أحاديث كثيرة جاءت على هذه الوسيلة وعلى هذه الطريقة مثلاً: «ليس منا من غش» أو «من غش فليس منا» .
«ليس منا من رمانا في الليل» كثير من الأحاديث أوردها الإمام أبو جعفر الطحاوي في كتابه مشكل الآثار ثم فسرها على أن المقصود: بمثل هذا التعبير أنه ليس على هدينا، وعلى طريقتنا، ولا يعني أنه كفر وارتد عن دينه والعياذ بالله
تعالى، هذا أولاً.
التشبه درجات: من حيث قوة ظاهرة التشبه، فكلما كانت ظاهرة التشبه قوية جلية، كان محرماً، وكلما ضعفت هذه الظاهرة كان بعيداً التحريم يدور بين الإباحة والكراهة، لنضرب على ذلك بعض الأمثلة:
المسلم الذي يتقبع يلبس البرنيطة القبعة، هذا وضع شعار الكفر وغطاء الكفر على رأسه، فهذا التشبه المحرم على رأسه، هذه لكنه يعقد الطوق يضع الطوق على صدره، وهو ما يسمى بـ ....
مداخلة: الكرفتة.
الشيخ: الكرفتة، هذا في التشبه قريب من البرنيطة، لكن ليس كالبرنيطة؛ لأن البرنيطة غطاء يعني: من يراه يقول: هذا جورج أو أنطنيوس أو ما شابه ذلك، فهو لا يخطر في باله أن يلقاه بالسلام سلام المسلمين.
الثاني: قريب منه، وهكذا الذي يلبس البنطلون، هو كالذي يضع الجرافيت هنا في العنق وأسوأ من ناحية لا من ناحية التشبه فقط، وإنما من ناحية أنه يحجم العورة خاصة حينما يركع ويسجد، وهذا لا يجوز بطبيعة الحال، لكن نأتي الآن إلى الجاكت، الجاكت هذا وحده لا يلقي في بال من يلبسه إنه هذا متشبه بالكفار؛ لأنا كما قلت أنت عن ذاك الرجل هو لابس القميص هذا، وفوقه الجاكت، الجاكت فيما يبدوا لي هو كالحذاء كالنعل الذي يلبسه اليوم كثير من الناس غير الشاروخ أو الصندل ما أدري ماذا تسمونه.
مداخلة:
…
الشيخ: هذا الذي لا أدري.
مداخلة: هذا الشبشب هذا.
الشيخ: الشبشب، نعم.
الحذاء هذا الأوروبي ماذا تسمونه؟ الذي أعلاه الرباط؟
مداخلة: نقول:
…
الشيخ: ماذا؟
مداخلة: الأول حذاء وهذا
…
الشيخ: الكندرة.
مداخلة: جزمة يعني.
الشيخ: نحن الجزمة نسميها لما تكون طويلة إلى هنا، أن هذا الحذاء الذي إلى هنا غير المربط هنا.
مداخلة: نعم هذا الحذاء، هذا
…
يا شيخ أليس هو المدرسة الآن يدرسون
…
الشيخ: الكندرة هذه لباس أوروبي، لكن لما يلبسه أحدنا اليوم، ما يظهر عليه أنه متشبه بالأروبيين، ومن هنا: يستقيم فهم حديث المغيرة بن شعبة في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في سفر فلما أصبح الصباح خرج معه لقضاء الحاجة، وكان قد لبس جبة رومية ضيقة الكمين، فلما أراد أن يتوضأ وأن يشمر ما استطاع لضيقها فأخرج يده عليه السلام من صلبه، وصب الماء عليه المغيرة بن شعبة وتوضأ، وكان لابساً الخفين، فهم المغيرة بأن ينزعهما فقال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين.
قال العلماء: أن الرسول عليه السلام في لبسه الجبة هذه الرومية ذلك؛ لأنه
كان لباساً عاماً، ولم يكن زياً خاصاً بالروم يومئذ، ولذلك لبس الرسول عليه السلام هذه الجبة، ولابد من هذا التفصيل، وهذا مشهور التفصيل جيد جداً في كتب الحنفية حيث يقولون: الثوب إذا كان من خصوصات الكفار، فلبس المسلمين له حرام، وإذا بدأ ينتشر ويلبسه المسلمون فحينئذ يصبح مكروهاً، فإذا صار شيئاً عاماً لا فرق بين مسلم وبين كافر، فيصبح شيئاً مباحاً كالجبة التي لبسها الرسول عليه السلام.
مداخلة: نعم يا شيخ.
الشيخ: فيجب أن نلاحظ هذا التفريق، كلما كان ظاهرة التشبه في المسلم قوية كلما كان الحكم قريباً من الحرمة، أو هو في الحرمة واقع لا مناط، كلما خط التشبه خط في الحرمة.
مداخلة: إذا عم مثلاً التشبه؟
الشيخ: إذا عم بحيث أنه صار بالنسبة للصالحين والطالحين حينئذ يأخذ حكم الإباحة، وهذا مثال تعرفون ما يسمى في بلد دمشق وغيرها طربوش؟
مداخلة: أي نعم. معروف نعم.
الشيخ: الطربوش الأحمر هذا.
مداخلة: نعم نعم الذي كذا
…
الشيخ: هذا لباس أصله: روماني لما غزوا الأتراك تلك البلاد وافتتحوها فعاشوا معهم تأثروا بلباش الطربوش فانتقل الطربوش إلى الأتراك إلى العرب إلى آخره، وعم إلى الآن النصارى في لبنان يتطربشون يلبسون الطربوش، وهو في الأصل: أخذوه من أتراك المسلمين حيث كانوا يحكمون لبنان، والأتراك
الأصل أخذوه من الرومان كان هم كفار النصارى كما تعلمون، والعلماء يقولون ماذا يقولون؟ الأمر إذا عم ....
مداخلة:
…
الشيخ: نعم الشاهد مثال من واقع المسلمين اليوم إذا رأيت مسلماً متطربشاً لا يخطر في بالك أن هذا متشبه بالرومان؛ لأن الرومان لم يعودوا يلبسون هذا اللباس، لذلك هذا التفصيل هو تفصيل فقهي دقيق، ويؤدي إلى فهم الحكم الشرعي بدون تطرف لا إفراط ولا تفريط وإلا سيقول الجاهل: أن هذا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تشبه بالروم؛ لأنه لما لبس الجبة الرومية حاشا، لكن هذا لباس عام كان يشمل العرب، ويشمل الروم أيضاً في ذلك الزمان، فلبس الرسول عليه السلام هذا اللباس، وليس فيه ظاهرة التشبه.
مداخلة: أحسن الله إليك.
(الهدى والنور / 85/ 14: 45: .. )