الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
مداخلة: مثل الأخوة اللبنانيين تحكمهم دولة كافرة.
الشيخ: أي نعم.
مداخلة: فتواجههم من المشاكل العديدة ما اضطرهم إلى أن يهاجروا فيجدوا العيش والحرية
…
هو لا يستطيع الهجرة إلى بلد إسلامي، فيسمح له بالهجرة والعيش في بلد الإسلام الآن إلى مثل هذه الهجرة إلى هذا البلد الذي يعد تعاون حكامه على كفرهم أحسن من تعاون كثير من الحكام في بلاد الإسلام
…
فمثلاً كيف يلامون وهذا منطقهم؟
الشيخ: أولاً بارك الله فيك يجب أن ننظر إلى مجموع الأمة وليس إلى أفراد منهم كالحكام مثلاً.
مداخلة: نعم.
الشيخ: ومن المؤسف فعلاً ما أشرت إليه آنفاً أن بعض الحكومات الكافرة يعيش فيها الفرد تحت نظامها بحياة مادية أسعد من حياته المادية في ظل دولة إسلامية كما يقولون.
ولكن لا يخفى على الجميع أنه ليس من الإسلام في شيء ما هو معروف اليوم أن الغاية تبرر الوسيلة، فكل مسلم يحيا حياة صعبة من الناحية المادية وعلى العكس من ذلك يحيا حياة سعيدة من هذه الناحية في بلاد الكفر هذا لا
يُبَرِّر له أن يُكَثِّر سواد الكفار ويقلل سواد المسلمين، والحكام المسلمين هم يمثلون أفراداً قليلة جداً جداً بالنسبة للمجتمع الإسلامي، ثم إن مهاجرة المسلمين إلى تلك البلاد ليست في حدود الضرورة التي أنت أشرت إليها آنفاً، فإننا نعرف منذ عشرات السنين أن أمريكا سميت ببلاد المهجر وأن الذين ذهبوا إليها غير مضطرين لاكتساب العيش الطيب الواسع سموا أنفسهم بأنهم مهاجرون، وبالنتيجة سمي مكان هجرتهم بالمهجر، هذا قلب للحقائق الإسلامية التي تقول بأن المسلم إذا كان كافراً قبل إسلامه يعيش مع قومه الكفار ثم هداه الله فأسلم فعليه أن يبادر إلى الهجرة إلى بلاد الإسلام، فكيف بنا نحن نعكس الآن النظام الإسلامي هذا فنرى أنه لا بأس للمسلمين أن يهاجروا من بلادهم مهما كان وضع بلادهم من حيث حكامهم، لا يجوز هذا إطلاقاً.
أما الضرورات فلها أحكامها، والضرورات تبيح المحظورات ولكني أرى شيئاً آخر في هذه المناسبة وهي لا تخفى فيما أظن أيضاً على إخواننا الحاضرين جميعاً أنهم قد يدخلون في مسمى الضرورة ما ليس منها، أي: لكي لا يقع فيما يضطر فيه هو يرتكب المخالفة، وهذا لا يخفاكم جميعاً ليس هي الضرورة، الضرورة هي التي وقع الإنسان بين شرين لا بد أن يختار أحدهما، فحينئذ يقال لهم: الضرورات تبيح المحظورات بناء على قوله تعالى: {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119].
أما أنا فخشية أن أُصَاب بالفقر وخشية أن أوذى فأنا أخالف الشريعة فأهاجر إلى بلاد الكفر، أو مثلاً أنا أجمع المال الحرام حتى ما أقع في ضيق من العيش هذا ليس من الضرورة في شيء إطلاقاً.
الذي ذكرتموه من اللبنانيين أو غيرهم أنا أعتقد أنهم ما وقعوا في الضرورة؛
لأننا نعلم أن اللبنانيين يعيشون في كثير من البلاد العربية، فما الفرق بين هؤلاء الذين اضطروا للهجرة من لبنان بسبب ما فيها من الفتن والقتال اضطروا إلى الهجرة إلى بلاد المسلمين وبين أولئك الذين هاجروا إلى بلاد الكفر والضلال لا فرق بين هؤلاء وهؤلاء، الفرق فقط هو أن الفريق الذي هاجر إلى بلاد الإسلام خالف الشرع، أما أولئك فلم يخالفوا الشرع، ونحن لا نبحث الآن عن النية ما الذي قصد هؤلاء الذين اضطروا للخروج إلى البلاد العربية، وما الذي قصد أولئك الذين اضطروا للخروج من بلاد لبنانية إلى البلاد الكافرة، هذا حسابهم عند الله عز وجل، لكن أنا نقول: الذين هاجروا إلى بلاد الإسلام وقعوا في المخالفة، على العكس من ذلك أولئك الذين هاجروا إلى بلاد الكفر فقد خالفوا.
قد يقال: بعضهم اضطر، نقول: الله يعلم به، فإن كان كذلك فالله عز وجل غفور رحيم، أما أن نفتح باب إجازة الهجرة إلى بلاد الكفر والضلال بحكم الضرورة أولاً وثانياً أن الناس ليسوا فقهاء وليسوا حريصين في تحديد معنى الضرورة حتى يكونوا حقيقة متجاوبين مع حكم الشرع في تمسكهم بالضرورات تبيح المحذورات. هذا ما عندي والله أعلم.
(الهدى والنور / 360/ 12: 17: 00)