الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأقول: كلاهما مخطىء، أما الهيثمي؛ فلأن كلاً من عمر بن عامر وسالم بن نوح فيهما كلام، وبخاصة الأول منهما، وقد قال الحافظ فيهما:
"صدوق له أوهام".
وأما العراقي، فلا أرى في هذا الإسناد من لا يعرف، اللهم إلا أن يكون أراد النرسي شيخ الطبراني، فإني لم أجد له ترجمة، لكن ما أظن أنه يعنيه، فإنهم قلما يعلون الحديث بشيخ الطبراني، وإنما ينظرون إلى من فوقه، وهذا ما صنعه الهيثمي بقوله المتقدم في هذا الحديث، وإنما يعني - والله أعلم - خالد بن يزيد هذا، فإنه لم ينسب، يغلب على ظني أنه أبو هاشم الدمشقي القاضي؛ فإنه من هذه الطبقة، وهو ثقة.
وبالجملة: فهذا وجه آخر من الاختلاف على عدي بن عدي. والله أعلم.
3111
- (من فرق فليس منا. يعني: بين الولد وأمه وبين الإخوة) .
موضوع
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 228/ 535) : حدثنا المقدام بن داود: حدثنا أسد بن موسى: حدثنا نصر بن طريف
…
عن سليمان التيمي: حدثني طليق عن أبيه عن معقل بن يسار مرفوعاً به. قال أسد: يفرق بين الولد وأمه وبين الإخوة.
قلت: وهذا موضوع، آفته نصر بن طريف، وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (4/ 107) فقال:
"وهوكذاب".
قلت: ودونه المقدام بن داود، وفيه ضعف.
وفوقه طليق وهو ابن عمران بن حصين. ويقال: طليق بن محمد بن عمران الأنصاري، وفرق بينهما ابن حبان فأوردهما في "الثقات"، الأول في (أتباع التابعين)(6/ 494) ، والآخر في (التابعين)(4/ 397)، وقال الدارقطني - كما في "الميزان" للذهبي -:
"لا يحتج به".
وأشار الذهبي إلى أنه منقطع بينه وبين عمران، وصرح بذلك المنذري في "الترغيب"(3/ 32) .
وقد رواه أبو بكر بن عياش: أخبرنا سليمان عن طليق بن محمد عن عمران مرفوعاً بلفظ:
"ملعون من فرق
…
".
أخرجه الدارقطني في "سننه"(3/ 66 -67/ 253) ، والحاكم (2/ 55) وعنه البيهقي (9/ 128)، وقال الحاكم:
"وهذا إسناد صحيح"! ووافقه الذهبي!
كذا قالا، وقد عرفت ما ذكره الذهبي نفسه آنفاً في طليق، على أن الدارقطني ذكر عقبه اختلاف الرواة على طليق، فمنهم من يرويه عنه عن عمران كما رأيت، منهم من قال: عنه عن أبي بردة عن أبي موسى، ومنهم من يرويه عن طليق مرسلاً. قال عبد الحق:
"والمحفوظ عن التيمي مرسلاً".
وقال ابن القطان:
"وبالجملة فالحديث لا يصح؛ لأن طليقاً لا يعرف حاله".
نقلته من "التعليق المغني"(3/ 67) .
وهناك خلاف في المتن أيضاً:
1-
في هذه الرواية قال: "ملعون..".
2-
وفي رواية أبي موسى: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفرق بين الأخ وأخيه، والوالد وولده".
ولفظ ابن ماجه فيها (2250) : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فرق..".
نعم؛ قد جاء الحديث من طريق أخرى من حديث أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً بلفظ:
"من فرق بين الوالدة وولدها، فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة".
وهو مما حسنه الترمذي، وصححه الحاكم والذهبي، وقد خرجته في "أحاديث البيوع" و "المشكاة"(3361) .
(تنبيه) لقد خلط الغماري خلطاً عجيباً في تخريج حديث أبي أيوب هذا، فعزاه للحاكم أيضاً من حديث عمران! والدارقطني من حديث أبي موسى، وقد عرفت أن لفظهما يختلف تماماً عن لفظ أبي أيوب، كما عزاه لأبي داود والحاكم عن علي!
وهو حديث آخر ضعيف. انظر "المشكاة"(3362-3363) .