الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: ولما كان الراوي قد تردد في كون الحديث عنه أو عن قزعة، لم يجز الحكم على الحديث بصحة لثقة قزعة، ولا بالضعف لجهالة أبي غالب، وإنما التوقف حتى يترجح لدينا أحد الوجهين. وهذا من الوجهة العملية معناه أن يعامل الحديث معاملة الضعيف ما دام أننا لم نصححه. فتأمل.
وقد صح الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم لا من قول لقمان، وقد خرجته في "الصحيحة"(2547) .
3192
- (إن لكل شيء نسبة، وإن نسبة الله عز وجل (قل هو الله أحد الله الصمد) ، وإن (الصمد) ليس بأجوف) .
ضعيف جداً
رواه السلفي في الثاني عشر من "المشيخة البغدادية"(49/ 1) عن عثمان بن عبد الرحمن: حدثنا الوازع - يعني: ابن نافع - عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد واه جداً؛ الوازع بن نافع متروك؛ كما قال النسائي وغيره.
وعثمان بن عبد الرحمن الظاهر انه الحراني المعروف بـ (الطرائفي)، قال الحافظ:
"صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضعفوه بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين".
قلت: وقد تابعه علي بن ثابت عن الوازع به، دون قوله: "وإن الصمد
…
".
أخرجه أبو بكر القطيعي في "قطعة من حديثه"(71/ 2) ، والطبراني في "الأوسط"(1/ 222/ 732) .
وعلي بن ثابت - وهو أبو أحمد الجزري - قال الحافظ:
"صدوق ربما أخطأ، وقد ضعفه الأزدي بلا حجة".
قلت: فالآفة من الوازع بن نافع؛ فالحديث ضعيف جداً. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 146) :
"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الوازع وهو متروك".
وقد روي الشطر الأخير منه بسند آخر أحسن حالاً من هذا، أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 58/ 1) من طريق أبي مسلم قائد الأعمش عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه رفعه قال:
"الصمد الذي لا جوف له".
ومن هذا الوجه أخرجه أبو الشيخ في "أحاديثه"(14/ 2) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة"(10/ 14/ 1) ، والروياني في "مسنده"(6/ 8/ 2) ، وابن عدي (198/ 2)، والسلفي في "الثاني عشر من المشيخة البغدادية" (50/ 1) كلهم من طريق محمد بن عمر الرومي عن أبي مسلم به. وقال ابن عدي:
"لا أعرفه عن صالح إلا من رواية قائد الأعمش عنه، وعنه محمد بن عمر الرومي، وصالح بن حيان، عامة ما يرويه غير محفوظ".
قلت: هو ضعيف كما جزم به الحافظ في "التقريب". ومثله قائد الأعمش، والرومي لين الحديث.
ومن هذا نعلم أن اقتصار الهيثمي (7/ 144) في إعلاله إياه بصالح بن حيان فقط فيه تقتصر واضح. وأقبح منه تصحيح الأخ الشيخ نسيب الرفاعي إياه في