الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3234
- (إياكم ولباس الرهبان؛ فإنه من ترهب أو تشبه فليس مني) .
ضعيف
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2/ 231/ 2/ 4066) : حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: أخبرنا محمد بن صالح بن مهران قال: حدثنا أرطاة أبو حاتم قال: أخبرنا جعفر بن محمد عنأبيه عن أبي كريمة قال: سمعت علي بن أبي طالب - وهو يخطب على منبر الكوفة - وهو يقول: يا أيها الناس! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
…
فذكره. وقال:
"لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن صالح بن مهران".
قلت: محمد هذا صدوق؛ كما في "التقريب"، لكن شيخه أرطاة - وهو ابن المنذر أبو حاتم - شبه مجهول؛ فقد أورده ابن عدي في "الكامل"(1/ 421) وساق له حديثين آخرين من رواية ابن مهران هذا، خطأه في إسناد أحدهما، ثم قال:
"ولأرطاة أحاديث كثيرة غير ما ذكرته؛ في بعضها خطأ وغلط".
وأقره الحافظ الذهبي في "الميزان"، والعسقلاني في "اللسان"، ولذا أورده الأول في ضعفائه:"المغني"(64/ 508-تحقيق الدكتور العتر)، لكن وقع فيه زيادة ما بين معكوفتين؛ نصها:
"ووثقه أحمد وابن معين وابن حبان"!
وهي زيادة من النسخة الأزهرية؛ كما نبه عليه في مقدمته (ص: ص)، وهي زيادة باطلة لا أدري كيف انطلى أمرها على الدكتور؟! مع انه قد نبه في الحاشية على خطأ آخر وقع في النسخة المشار إليها. فقد ذكر أنه وقع فيها الرموز:
"بخ د س ق"، قال الدكتور:
"وليس بصواب، لأن الذي روى له هؤلاء أرطاة آخر حمصي: كنيته أبو عدي، وهذا بصري كنيته أبو حاتم".
قلت: فكان من تمام التحقيق أن يتنبه لهذه الزيادة الباطلة؛ لأن الأئمة الموثقين فيها إنما وثقوا أرطاة الحمصي؛ كما في "التهذيب" وليس البصري؛ فإن هذا ليس من الرجال الذين رمز إليهم في تلك النسخة!
ثم إن في إسناد علتين أخريين:
إحداهما: أبو كريمة؛ فإني لم أعرفه، ولم يذكروا في هذه الكنية غير الصحابي المعروف: المقدام بن معد يكرب الكندي، وغير الفرات، روى عنه أبو المليح الرقي: الحسن بن عمر، وهذا من الطبقة الوسطى منهم، وليس به - يقيناً -؛ لأنه قد صرح بسماعه من علي رضي الله عنه. فيمكن أن يكون الأول: المقدام رضي الله عنه؛ فإنه أدركه، ولكنهم لم يذكروه في الرواة عنه. والله أعلم.
والأخرى: شيخ الطبراني (علي بن سعيد الرازي)، وبه أعله الهيثمي فقال في "المجمع" (5/ 131) :
"وهوضعيف".
قلت: وبإعلاله به فقط قصور ظاهر مما تقدم، وبخاصة أن كلام الطبراني عقب الحديث يشعر بأن الرازي لم يتفرد به.
ومن هذا التحقيق يتبين خطأ الحافظ أو تساهله حين قال في "الفتح"(10/ 223) :
"أخرجه الطبراني بسند لا بأس به"!