الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسائل سيف الإسلام
الرسالة الثانية
سيف الإسلام في أعناق أعدائه (2)
[هذه هي الكلمة الثانية نقذف بها في وجوه هؤلاء الذين يحسبون أنفسهم مجدِّدين، بعد أن داخلناهم وعرفنا طواياهم واكتشفنا دخائل أمورهم، فعلمنا أن ذلك الجمود الذي أنكرناه على بعض المشايخ خيرٌ بألف مرة من هذا الإلحاد وهذا الفسوق الذي ننكره اليوم على كثير من الشبان الناهضين.]
عرفنا هؤلاء «الناهضين» فعرفنا شراً على الأمة لا شرَّ وراءه! وأيُّ شر وراء قوم مسلمين بأسمائهم وألقابهم كافرين بأفعالهم وأعمالهم؛ لا يقيمون الصلاة، ولا يُؤتون الزكاة، ولا يصومون رمضان، ولا يَحُجّون البيت وإن استطاعوا إليه سبيلاً! يقولون إنهم مسلمون، وأنت ترى بيوتهم ونساءهم وأولادهم وأقرباءهم فترى تَفَرْنُجاً وسفوراً، وتراهم أبعدَ عن الإسلام من الحق عن الباطل والأرض عن السماء!
مسلم امرأته سافرة، تبدي للناس نَحْرها وسَحْرها وذراعيها
وساقيها! (1) مسلم أولاده باديةٌ عوراتُهم إفرنجيةٌ مدارسُهم، يعرفون عن المسيح أكثر مما يعرفون عن محمد عليه صلاة الله وسلامه! مسلم يدخل المسجد مرة في العام، ولا يلبث يوماً لا يدخل فيه مقهى أو مسرحاً!
مسلم تقول له: قم فَصَلِّ، فيقول لك: أهي بالصلاة؟ تقول له: صُمْ، فيقول لك: أهو بالصوم؟ تقول: اذكر الله وصلِّ على محمد، فيقول: أهي بالذكر والصلاة على محمد؟ فيا ابن اللَّخْناء، يا أحمق! إذا لم يكن الدين بالصلاة وإذا لم يكن بالصوم وإذا لم يكن بالسنن والأذكار، فهل يكون الدين بحضور حفلات الرقص والجلوس إلى موائد الخمر؟
لا، نحن لا نريد أن نَحْمل الناس كلهم على الإسلام، ولكننا نريد أن نبيّن للناس أن المسلم لا يستطيع أن يشرب الخمر وهو مسلم، ولا يستطيع أن يسمح لنسائه بالسفور وهو مسلم! نريد أن نعلن براءة الإسلام من هؤلاء «المسلمين الجغرافيين» ، الذين هم مسلمون في تذاكر النفوس وأسماء الآباء، وكافرون فيما وراء ذلك. نريد أن نعود إلى الدين.
نعم، إن الصحافة صاحبة الجلالة تسدّ بابها في وجه أنصار الدين لأنهم غير مجدِّدين كتجديدها، ولكن الدين لا يموت إذا
(1) السَّحْر هو أعلى البطن الذي يتصل بالمريء، ومنه قول عائشة في وصف وفاته عليه الصلاة والسلام:«مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سَحْري ونَحْري» ، والنحر هو أعلى الصدر أو موضع القلادة منه؛ أي أنه قُبض صلى الله عليه وسلم وهو مستند إلى صدرها رضي الله عنها (مجاهد).
لم تنصره الصحافة، لأن الله ينصره، والله أكبر. نعم، إن الجمهور من المتعلمين يسمّي الدفاع عن الدين تعصباً ورجعية، ولكننا نفخر بهذا التعصب وهذه الرجعية ونرفع بها رؤوسنا. نعم، إن الدين بدأ غريباً وسيعود غريباً.
* * *
ألا ليعلم الناس أننا مسلمون، لنا كتاب الله وسنة رسول الله، وسينصرنا الله، وسيؤيد بنا دينه ويؤيدنا بدينه:{وكانَ حَقّاً عَليْنَا نَصْرُ المُؤْمِنين} .
أيها المسلمون: اتحدوا، أزيلوا ما بينكم من ضغائن، ارفعوا ما في قلوبكم من أحقاد، فكلّكم مسلم وكلكم يشهد أن لا إله إلا الله. وقابلوا عدوكم صفاً واحداً كأنه البنيان المرصوص، كما يقابلكم صفاً واحداً. ثقوا بنصر الله وتأييده، فلقد آن للحق أن يعلو وللباطل أن يزهق، لقد آن للدين أن يظفر وينفذ حكمه وللشيطان أن يخنس ويُعصى، لقد آن لأنصار الدين أن تكون لهم العزة والجلال: ألا لله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
* * *