الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفاجعة
نشرت سنة 1931 (1)
لقد وقعت الواقعة في طرابلس (2)
…
لقد داسوا على المصاحف، لقد شتموا الرسول، لقد قتلوا الرجال وهتكوا أعراض النساء ونصَّروا الأطفال. لقد سخروا من الموت وأتوا كل منكر وفظيع!
كل ذلك نزل بالمسلمين في طرابلس الغرب، وهم إخواننا يعبدون الله ربنا، ويصلّون إلى الكعبة قبلتنا، وينطقون بالعربية لغتنا، وما حل بهم يَحِلّ بنا، فماذا صنعنا من أجلهم؟ وبماذا ساعدناهم؟ هل بعثنا بالمال إلى منكوبيهم؟ هل قاطعنا بضائعَ ظالميهم؟ هل أرسلنا الاحتجاجات -وقلّما تنفع- على ما نزل بهم؟
(1) نشرت هذه المقالة في العدد الأول من كتاب «البعث» الذي صدر في غرة المحرم سنة 1350 (19/ 5/1931).
(2)
أي في ليبيا، وكانت تدعى طرابلس الغرب في أيام العثمانيين، واسمها القديم هو لوبيا، أو لوبيَّة (بتشديد الياء) كما في معجم ياقوت. وكانت يومئذ تحت الاحتلال الإيطالي الذي سام أهلَها ألوانَ الخسف والعذاب (مجاهد).
لا، ولكنّا قمنا بأعظم منه: خطبنا خطبتين، وسرنا في مظاهرة خطوتين، ثم نسينا كل شيء!
إلا إن فاجعتنا بنسياننا أمرَ إخواننا أَجَلُّ من فاجعتهم بما وقع عليهم.
اللهمّ ردّنا إلى دينك وقوِّنا به، آمين.
* * *