الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في أن قصر الصلاة في السفر سُنَّة
428 -
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أَوَّلُ ما فُرِضَتِ الصلاةُ رَكعتَينِ فأُقِرَّت صلاةُ السَّفرِ وأُتِمَّت صلاةُ الحَضَرِ. متفق عليه. وللبخاري: ثم هاجَر فَفُرِضَت أربعًا، وأُقِرَّت صلاةُ السَّفَرِ على الأوَّلِ. زاد أحمد:"إلا المَغربَ فإنَّها وترُ النَّهارِ، وإلا الصُّبحَ، فإنها تُطَوَّلُ فيها القراءةُ".
رواه مالك في "الموطأ" 1/ 146 وعنه البخاري (350) ومسلم 1/ 478 وأبو داود (1198) كلهم من طريق مالك عن صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة به.
ورواه البخاري (1090) ومسلم 1/ 478 كلاهما من طريق الزهري عن عروة به، ورواه أيضًا البخاري (3935) من طريق معمر عن الزُّهري عن عروة به بلفظ: فُرِضت الصلاة ركعتين ثُمَّ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ففرضت أربعًا وتُرِكت صلاة السفر على الأولى.
ورواه أحمد 6/ 241 قال: حدثنا محمد بن أبي عدي عن داود عن الشعبي عن عائشة قالت: قد فرضت الصلاة ركعتين ركعتين بمكة. فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة زاد مع كل ركعتين ركعتين إلا المغرب فإنها وتر النهار. وصلاة الفجر لطول قراءتهما. قال: وكان إذا سافر صلى الصلاة الأولى.
قلت: رجاله ثقات أخرج لهم مسلم.
ولما ذكر الهيثمي الحديث في "مجمع الزوائد" 2/ 154 قال: رجاله ثقات. اهـ.
لكن في إسناده انقطاع. فإن الشعبي لم يسمع من عائشة.
قال ابن معين كما في "تاريخ الدوري" 2/ 286: ما روى الشعبي عن عائشة فهو مرسل. اهـ.
وقال العلائي في "جامع التحصيل" عن 254: أرسل عن عائشة وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم قال ابن معين: ما روى الشعبي عن عائشة مرسل، وكذلك قال أبو حاتم. اهـ.
وقد رواه ابن خزيمة 1/ 157 من طريق محبوب بن الحسن نا داود -يعني ابن أبي هند- عن الشعبي عن مسروق عن عائشة به.
قلت: هذه المتابعة لا يفرح بها بل الذي يظهر أن هذا الطريق يعتبر مخالفًا لا متابعًا؛ لأن أصحاب داود بن أبي هند لم يذكروا مسروقا.
لهذا قال ابن خزيمة 1/ 157: هذا حديث غريب لم يسنده أحد أعلمه غير محبوب بن الحسن. ورواه أصحاب داود، فقالوا: عن الشعبي عن عائشة خلا محبوب بن الحسن. اهـ.
فلا يبعد أن محبوبًا أخطأ في هذا الحديث لأن محبوبا واسمه محمد وإن وثقه ابن معين فقد قال أبو حاتم: ليس بقوي. اهـ.
وقال النسائي: ضعيف. اهـ
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 415 قال: حدثنا أبو عمر الحوضي قال: ثنا مرجى بن رجاء قال: ثنا داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة بنحوه.
قلت: رجاله ثقات غير مرجَّى بن رجاء اليشكري اختلف فيه فهو إلى الضعف أقرب لكن لعل حديثه يتقوى بالمتابعات فقد وثقه أبو زرعة. والدارقطني.
وقال ابن معين: ضعيف. اهـ.
وقال مرة: ليس حديثه بشيء اهـ.
وقال الآجري عن أبي داود: ضعيف. اهـ.
وقال في موضع آخر: صالح. اهـ.
وقال ابن عدي: له أحاديث وفي بعضها ما لا يتابع عليه اهـ.
وذكره العقيلي في "الضعفاء".
ولما ذكر البيهقي الحديث 3/ 145 قال: وقد رويناه في أول كتاب الصلاة من حديث بكار بن عبد الله عن داود عن عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة وضي الله عنها ببعض معناه. وكذلك قاله محبوب بن الحسن عن داود بن أبي هند. اهـ.
* * *
429 -
وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقصُر في السَّفَرِ ويُتِمُّ، ويصومُ ويُفطِرُ. رواه الدارقطني. رواته ثِقات
إلا أنه مَعلولٌ. والمحفوظُ عن عائشةَ مِن فِعلِها، وقالت: إنَّه لا يَشُقُّ عليَّ. أخرجه البيهقي.
رواه الدارقطني 2/ 189 قال: حدثنا المحاملي ثنا سعيد بن محمد بن ثواب ثنا أبو عاصم ثنا عمرو بن سعيد عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة به.
قلت: سعيد بن محمد بن ثواب لم أجد من وثقه غير ابن حبان 8/ 272 وقال: مستقيم الحديث. اهـ.
وقال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 3/ 7: رجاله كلهم ثقات غير ابن ثواب فإني لم أجد له ترجمه في غير "تاريخ بغداد" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو مجهول الحال. اهـ.
وقد اختلف في إسناده فقد رواه عن عطاء ثلاثة من الضعفاء:
1 -
طلحة بن عمرو كما عند الدارقطني 1/ 242 والبيهقي 3/ 142.
2 -
دلهم كما عند البيهقي 3/ 141.
3 -
المغيرة بن زياد كما عند الدارقطني 2/ 188 والبيهقي 3/ 141 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 241.
ولهذا قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 1162: قد رواه البيهقي من رواية دلهم بن صالح والمغيرة بن زياد وطلحة بن عمرو ثلاثتهم ضعفاء عن عطاء عن عائشة، والصحيح عن عائشة أنها كانت تتم موقوفًا. اهـ.
وقال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 3/ 6 - 7: وقد خالفهما عمر بن ذر المرهبي.
فقال: أخبرنا عطاء بن أبي رباح: أن عائشة كانت تصلي في السفر المكتوبة أربعًا. أخرجه البيهقي 3/ 142 وقال: عمر بن ذر كوفي ثقة. قلت: فروايته أولى، وهي تدل على أن الإتمام. إنما هو عن عائشة موقوفًا عليها، وهذا ثابت عنها من غير طريق في "الصحيحين" وغيرهما كما يأتي، وأما الرفع فلم يثبت عنها من وجه يصح. اهـ.
وقال الدارقطني 1/ 189: هذا إسناد صحيح. اهـ.
وقد أعله بعض الأئمة لأن هذا الحديث من طريق المغيرة بن زياد أشهر كما قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 1162، وقال أيضًا. قال عبد الله بن الإمام أحمد في "مسائله": سألت أبي عن حديث المغيرة بن زياد عن عطاء عن عائشة قالت: قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأتم وصام وأفطر، فأنكره وقال: المغيرة: ضعيف وسألت يحيى عنه فقال: ليس به بأس. اهـ.
وقال أيضًا كما في كتاب "العلل ومعرفة الرجال" للإمام أحمد 1/ 405: وروى عن عطاء عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر قصر وأتم، والناس يروونه عن عطاء مرسل. اهـ.
وأعله عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 40 فقال: مغيرة بن زياد ضعفه البخاري
…
اهـ.
وقال النسائي: ليس بالقوي. اهـ.
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 157.
وبه أعله أيضًا ابن الجوزي في "التحقيق"(827).
ورواه النسائي 3/ 122، والدارقطني 2/ 189 من طريق العلاء بن زهير عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة بنحوه، وفيه خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة في رمضان ....
قال الدارقطني: هذا إسناد حسن. اهـ.
وذكره ابن الجوزي في "التحقيق"(828) وسكت عنه.
وتعقبه ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 48 فقال: هذا حديث منكر، وقوله:"في عمرة في رمضان" باطل فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رمضان قط، والعلاء بن زهير قال فيه ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات فبطل الاحتجاج به. فيما لم يوافق الثقات. كذا قال في كتاب "الضعفاء" وذكره أيضًا في كتاب "الثقات" فتناقض، وقد وثقه يحيى بن معين في رواية إسحاق بن منصور
…
اهـ.
تم ذكر ابن عبد الهادي الاختلاف في إسناده.
قلت: فالحديث في رفعه نظر كما سبق؛ لهذا قال ابن القيم في "زاد المعاد" 1/ 464: أما حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر في السفر ويتمّ، ويفطر ويصوم، لا يصح، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وقال ابن عبد الهادي في "المحرر" ص 255. والصحيح. أن عائشة هي التي كانت تتم، كما رواه البيهقي بإسناد صحيح عن شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أنها كانت تصلي في السفر أربعًا، فقلت: لو صليت ركعتين؟ فقالت: يا ابن أختي إنه لا يشق عليَّ. اهـ
وقال النووي في "المجموع" 4/ 334 - 335 لما ذكر الحديث من فعلها، وفيه قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم:"أحسنت يا عائشة". قال النووي: رواه النسائي والدارقطني والبيهقي بإسناد حسن أو صحيح.
ثم قال أيضًا: قال البيهقي في "السنن الكبير" قال الدارقطني: إسناد حسن. وقال في "معرفة السنن والآثار": هو إسناد صحيح، لكن لم يقع في رواية النسائي "عمرة رمضان" والمشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر إلا أربع عمر ليس منهن شيء في رمضان؛ بل كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته فكان إحرامها في ذي القعدة وفعلها في ذي الحجة هذا هو المعروف في "الصحيحين" وغيرهما والله أعلم. اهـ.
وفي الباب عن ابن عمر وأنس بن مالك وابن مسعود وحارثة بن وهب وابن عباس وعائشة.
أولًا: حديث ابن عمر رواه البخاري (1582) ومسلم 1/ 482 كلاهما من طريق عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين وأبو بكر بعده، وعمر بعد أبي بكر، وعثمان صدرًا من خلافته ثم إن عثمان صَلَّى بعدُ أربعًا.
ثانيًا: حديث أنس بن مالك رواه البخاري (1581) ومسلم 1/ 481 - 482 كلاهما من طريق يحيى بن أبي إسحاق قال: سمعت أنسًا يقول: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة؛ فكان يصلّي ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة. قلت: كم أقام بمكة؟ قال: عشرًا.
ثالثًا: حديث ابن مسعود رواه البخاري (1084) ومسلم 1/ 483 كلاهما من طريق الأعمش حدثنا إبراهيم قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول: صلى بنا عثمان بمنى أربع ركعات فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود؛ فاسترجع. ثم قال: صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين، وصليت مع أبي بكر الصديق بمنى ركعتين، وصليت مع عمر بن الخطاب بمنى ركعتين؛ فليت حظي من أربع ركعات. ركعتان متقبلتان.
رابعًا: حديث حارثة بن وهب الخزاعي رواه البخاري (1083) ومسلم 1/ 483 - 484 كلاهما من طريق أبي إسحاق قال: سمعت حارثة بن وهب قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم بمنى والناس أكثر ما كانوا؛ فصلى ركعتين في حجّة الوداع.
خامسًا: حديث ابن عباس رواه البخاري (1080) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة عن عاصم وحُصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: أقام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يقصر فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا، وإن زدنا أتممنا.
سادسًا: حديث عائشة رواه أحمد 6/ 265 وابن حبان في "صحيحه" 4/ 181 والبيهقي 3/ 145 كلهم من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة قالت: فرضت الصلاة ركعتين ركعتين إلا المغرب فرضت ثلاثًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر صلى الصلاة الأولى وإذا أقام زاد كل ركعتين ركعتين إلا المغرب لأنها وتر، والصبح تطول فيها القراءة.
قلت: إسناده قوي ظاهره الصحة.
* * *