المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: فيمن لا تلزمه الجمعة - التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام - جـ ٥

[خالد بن ضيف الله الشلاحي]

فهرس الكتاب

- ‌باب صلاة المسافر والمريض

- ‌باب: ما جاء في أن قصر الصلاة في السفر سُنَّة

- ‌باب: ما جاء في استحباب الأخذ بالرُّخص

- ‌باب: ما جاء في مسافة القصر

- ‌باب: مدة القصر

- ‌باب: ما جاء في جمع التقديم والتأخير

- ‌باب: ما جاء في صلاة المريض

- ‌باب صلاة الجمعة

- ‌باب: ما جاء في التغليظ في ترك صلاة الجمعة

- ‌باب: ما جاء في وقت صلاة الجمعة

- ‌باب: ما جاء في ذكر العدد في الجمعة

- ‌باب: ما جاء فيمن أدرك ركعة من الجمعة فليضف إليها أخرى

- ‌باب: ذكر الخطبتين وما فيهما من الجلسة

- ‌باب: ما جاء في تقصير الخطبة وقول بعد الثناء: أما بعد

- ‌باب: ما جاء في القراءة في خطبة الجمعة

- ‌باب: ما جاء في الإنصات لخطبة الجمعة

- ‌باب: جواز الكلام في الخطبة للحاجة

- ‌باب: ما يقرأ في صلاة الجمعة

- ‌باب: ما جاء فيما إذا وافق يوم الجمعة يوم عيدٍ

- ‌باب: ما جاء في التطوع بعد الجمعة

- ‌باب: ما جاء في الإنصات للخطبة

- ‌باب: ما جاء في الساعة التي ترجى يوم الجمعة

- ‌باب: جامع في سنن الخطبة

- ‌باب: فيمن لا تلزمه الجمعة

- ‌باب: ما جاء في استقبال الإمام وهو يخطب

- ‌باب: ما جاء في أن الخطيب يخطب عَلى قوس

- ‌باب صلاة الخوف

- ‌باب: ما جاء في ثبوت صلاة الخوف والصفات الواردة فيها

- ‌باب صلاة العيدين

- ‌باب: الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحي الناس

- ‌باب: ما جاء في الأكل يوم الفطر قبل أن يخرج إلى المصلى

- ‌باب: خروج النساء للعيد

- ‌باب: صلاة العيدين قبل الخطبة

- ‌باب: ما جاء في ترك الصلاة قبل صلاة العيد وبعدها

- ‌باب: ما جاء في ترك الأذان والإقامة في العيدين

- ‌باب: التكبير في صلاة العيدين

- ‌باب: ما يُقْرأ به في صلاة العيدين

- ‌باب: مخالفة الطريق إذا رجع يوم العيد

- ‌باب: إباحة اللعب يوم العيد

- ‌باب: ما جاء في أن المشي إلى العيد سُنة

- ‌باب: ما جاء في أن صلاة العيدين تكون في المصلى إلا لعذر

- ‌باب صلاة الكسوف

- ‌باب: الحث على صلاة الكسوف

- ‌باب: جامع في صفات صلاة الكسوف

- ‌باب: لا تشرع صلاة الكسوف إذا هاجت الريح وإنما يكتفى بالذكر

- ‌باب: ما جاء في الصلاة عند الزلزلة

- ‌باب صلاة الاستسقاء

- ‌باب: ما جاء في تقديم خطبة الاستسقاء على الصلاة

- ‌باب: تحويل الإمام الرداء عند الاستسقاء

- ‌باب: الاستسقاء بغير الصلاة

- ‌باب: الاستسقاء بدعاء أهل الصلاح الأحياء الحاضرين

- ‌باب: من سنن الاستسقاء

- ‌باب: من أدعية الاستسقاء

- ‌باب: رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء

- ‌باب اللِّباس

- ‌باب: ما جاء في تحريم لباس الحرير والذهب على الرجال وقدر ما يجوز منه

- ‌باب: إن الله يحب أن يرى أثر نعمه على عباده

- ‌باب: ما جاء في النهي عن لبس الثوب المعصفر بالحمرة

الفصل: ‌باب: فيمن لا تلزمه الجمعة

‌باب: فيمن لا تلزمه الجمعة

467 -

وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الجُمُعةُ حق واجِبٌ على كُلِّ مُسلِم في جماعةٍ إلا أربعةً: مملوكٌ وامرأةٌ وصَبِي ومريضٌ" رواه أبو داود، وقال: لم يسمع طارق من النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه الحاكم من رواية طارق المذكور عن أبي موسى.

رواه أبو داود (1067) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم حدثني إسحاق بن منصور ثنا هريم عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم به مرفوعًا.

قلت: إسناده قوي ورجاله ثقات غير أن أبا داود أعله فقال: طارق بن شهاب قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئًا. اهـ.

وطارق بن شهاب بن عبد شمس بن هلال بن عوف البجلي الأحمسي. رأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه. قيل: إن روايته مرسلة كذا قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 5/ 4 ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 485 عن أبيه أنه قال: طارق بن شهاب البجلي الأحمسي. أبو عبد الله أدرك الجاهلية رأى النبي صلى الله عليه وسلم وغزا في خلافة أبي بكر. اهـ.

وأسند ابن أبي حاتم عن ابن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: طارق بن شهاب ثقة. اهـ.

ص: 207

وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/ 281: طارق بن شهاب الأحمسي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو رجل ويقال: إنه لم يسمع منه شيئًا.

قال البغوي: نزل الكوفة.

قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ليست له صحبة والحديث الذي رواه مرسل.

قلت: قد أدخلته في الوحدان، قال: لقوله: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت -أي الحافظ ابن حجر-: إنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي على الراجح، وإذا ثبت أنه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح. انتهى ما نقله وقاله الحافظ ابن حجر.

ونقل الحافظ ابن حجر في "الإصابة" عن أبي داود الطيالسي أنه قال: حدثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر. ثم قال الحافظ ابن حجر: وهذا إسناد صحيح. اهـ.

قلت: وهذا تحقيق جيد.

قال البيهقي 3/ 183: هذا الحديث وإن كان فيه إرسال فهو مرسل جيد؛ فطارق من خيار التابعين وممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يسمع منه، ولحديثه هذا شواهد. اهـ.

وقال: النووي في "الخلاصة" 2/ 757: رواه أبو داود بإسناد على شرط "الصحيحين"؛ إلا أنه قال: قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئًا، وهذا الذي قاله أبو داود لا يقدح في صحة

ص: 208

الحديث؛ لأنه إن ثبت عدم سماعه يكون مرسل صحابي وهو حجة. اهـ.

ونقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 199 ونحوه قال في "المجموع" 4/ 483.

وقال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 3/ 55: وكأنه لذلك صححه غير واحد كما في "التلخيص"(137) ومنهم الحاكم

اهـ.

قلت: في قول النووي: على شرط "الصحيحين" فيه نظر فإن شيخ أبي داود عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة العنبري روى له مسلم ولم يخرج له البخاري في الأصول وإنما أخرج له في المتابعات ولعله تبع في ذلك الحاكم.

وقال الخطابي كما في "معالم السنن" 2/ 9 مع "المختصر". وليس إسناد هذا الحديث بذاك، وطارق بن شهاب لا يصح له سماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنه قد لقي النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ

ورواه البيهقي 3/ 183 من طريق محمد بن أحمد بن عبدان ثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الكوفي ثنا إسحاق بن منصور به.

ورواه الحاكم 1/ 425 والبيهقي في "المعرفة" 2/ 471 كلاهما من طريق عبيد بن محمد العجلي حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري حدثني إسحاق بن منصور ثنا هريم بن سفيان عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.

ص: 209

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين؛ فقد اتفقا جميعا على الاحتجاج بهريم بن سفيان، ولم يخرجاه.

ورواه ابن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ولم يذكر أبا موسى في إسناده وطارق بن شهاب ممن يعد في الصحابة. اهـ.

وقال الذهبي في "التلخيص": ورواه هريم بن سفيان عن إبراهيم فزاد في إسناده عن أبي موسى. اهـ.

وقال البيهقي في "المعرفة" 2/ 471: أسنده عبيد الله بن محمد وأرسله غيره. اهـ.

وأعل هذا الطريق الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/ 381 فقال: وقد أخرجه الحاكم من طريقه فقال عن طارق عن أبي موسى وخطَّؤوه فيه. اهـ.

تنبيه: وقع عند البيهقي عبيد الله بن محمد العجلي بدل عبيد، والذي يظهر أنه عبيد العجلي كما عند الحاكم، وقد ترجم له الذهبي في "تذكرة الحفاظ" 2/ 672 فقال: عبيد العجلي هو الحافظ أبو علي حسين بن محمد بن حاتم البغدادي

اهـ.

وللحديث شواهد وفيها ضعف وستأتي بعد قليل، ونذكر هنا حديث أبي هريرة رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 196 من طريق إبراهيم بن حماد بن أبي حازم المديني ثنا مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمسة لا جمعة عليهم: المرأة والمسافر والعبد والصبي وأهل البادية".

ص: 210

قال الطبراني عقبه: لم يروه عن مالك إلا إبراهيم. اهـ.

قلت: إبراهيم بن حماد ضعيف.

ولهذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 170: فيه إبراهيم بن حماد ضعفه الدارقطني. اهـ.

* * *

468 -

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليسَ على المُسافرِ جُمُعَةٌ". رواه الطبراني بإسناد ضعيف.

رواه الطبراني في "الأوسط" 2/ 197 قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر به مرفوعًا.

ورواه الدارقطني 3/ 4 من طريق عبد الله بن نافع به.

قال الطبراني عقبه: لم يروه عن نافع إلا ابنه تفرد به أبو بكر. اهـ

قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه عبد الله بن نافع تكلم فيه.

قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 20: منكر الحديث. كان ممن يخطئ ولا يعلم، ولا يجوز الاحتجاج بأخباره التي لم يوافق فيها الثقات ولا الاعتبار بما خالف الأثبات. اهـ.

وقد خالف الثقات في رفع هذا الحديث.

فقد رواه البيهقي 3/ 184 من طريق ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع به مرفوعًا.

ص: 211

قال البيهقي 3/ 184: الصحيح أنه موقوف على ابن عمر. اهـ.

وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 762: الرواية المرفوعة رواها الدارقطني والبيهقي من رواية عبد الله بن نافع وهو ضعيف. اهـ.

وله طريق أخرى عن ابن عمر كما سيأتي.

وفي الباب عن تميم الداري وابن عمر وجابر وأم عطية وابن عباس ومولى لآل الزبير وأثر عن ابن عمر وأسماء وابن مسعود:

أولًا: تميم الداري رواه البيهقي 3/ 183 قال: أخبرني علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفَّار ثنا علي بن الحسن بن بيان ثنا سعيد بن سليمان ثنا محمد بن طلحة بن مصرف (ح) وأخبرني أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد الحافظ يعني النيسابوري أنبأ أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثني إسماعيل بن أبان ثنا محمد بن طلحة عن الحكم بن عمرو عن ضرار بن عمرو عن أبي عبد الله الشامي عن تميم الدَّاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعة واجبة إلَّا على صبي أو مملوك أو مسافر".

وفي رواية عبدان: "أن الجمعة واجبة إلا على صبي أو مملوك أو مسافر".

قلت: الحكم بن عمرو يظهر أنه هو الرُّعيني فإن كان هو فإنه ضعيف.

قال يحيى: لا يكتب حديثه. اهـ.

وقال النسائي: ضعيف. اهـ.

ص: 212

وقال يعقوب بن سفيان: شامي ضعيف. اهـ.

وقال أبو حاتم: ضعيف. اهـ.

وضرار بن عمرو الملطي ضعيف جدًّا.

قال يحيى بن معين: لا شيء. اهـ.

وقال الدُّولابي فيه نظر. اهـ. وكذا قال البخاري.

وقال عبد الحق في "الأحكام الوسطى" 2/ 101: لم يتابع ضرار على هذا الحديث. اهـ.

وأما أبو عبد الله الشامي فقال الذهبي عنه في "الميزان" 4/ 544 أبو عبد الله الشامي عن تميم الداري، وعنه ضرار بن عمر الملطي لا يعرف. اهـ.

فالحديث بهذا الإسناد لا يصح.

قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 212 (613). قال أبو زرعة: هذا حديث منكر. اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 65: إسناده ضعيف فيه أربعة أنفس ضعفاء على الولاء قاله ابن القطان. اهـ.

وقال أبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 212 هذا حديث منكر. اهـ.

ولهذا قال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 3/ 56: الإسناد واهٍ جدًّا. اهـ.

ص: 213

ثانيًا: حديث ابن عمر رواه البيهقي 3/ 184 قال: أخبرنا أبو الحسن بن بشران ببغداد ثنا أبو جعفر الرازي ثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي ثنا أسيد بن زيد ثنا خلف بن السري عن أبي البلاد عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الجمعة واجبة إلا على ما ملكت أيمانكم أو ذي علة".

قلت: أسيد بن زيد بن نجيح الجمال متروك.

قال ابن معين: كذاب أتيته ببغداد فسمعته يحدث بأحاديث كذب. اهـ

وقال أبو حاتم: كانوا يتكلمون فيه. اهـ.

وقال النسائي: متروك. اهـ.

وقال الدارقطني: ضعيف الحديث. اهـ.

وأما خلف السري لم أجد له ترجمة ومثله أبو البلاد.

ثالثًا: حديث جابر رواه الدارقطني 2/ 3 والبيهقي 3/ 184 كلاهما من طريق ابن لهيعة قال حدثني معاذ بن محمد الأنصاري عن أبي الزبير عن جابر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فعليه الجمعة إلا مريض أو مسافر أو امرأة أو صبي أو مملوك؛ فمن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه، والله غني حميد".

قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه ابن لهيعة وقد سبق الكلام عليه (1).

(1) راجع باب: نجاسة دم الحيض.

ص: 214

وشيخه معاذ بن محمد الأنصاري ضعيف أيضًا.

قال العقيلي: في حديثه وهم. اهـ.

وقال ابن عدي: منكر الحديث. اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر في "اللسان" 6/ 64: وهو غير معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب الذي روى له ابن ماجه. اهـ.

فالحديث إسناده ضعيف.

وقد توبع معاذ بن محمد. فقد رواه الجرجاني في "تاريخ جرجان"(150) عن أحمد بن أبي ظبية حدثنا أبو ظبية عن أبي الزبير به.

قال الألباني حفظه الله في "الإرواء 3/ 57: أبو ظبية اسمه عيسى بن سليمان الجرجاني ضعيف وابنه أصلح حالًا منه، بقي في الإسناد علة أخرى وهي عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلسًا. اهـ.

والحديث ذكره عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 3/ 120 وتعقبه ابن القطان فقال في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 3/ 398: لم يبين موضع علته، وأنه ضعيف كما ذكر

ثم قال: أبو الزبير مدلس وابن لهيعة متروك ومعاذ بن محمد منكر الحديث غير معروف قاله أبو أحمد .. اهـ.

وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 2/ 69 هذا حديث لا يصح وابن لهيعة فيه ضعف. وقد رواه ابن عدي عن البغوي عن كامل بن طلحة عن ابن لهيعة وليس فيه: أو امرأة. اهـ.

ص: 215

وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 760: رواه الدارقطني بإسناد ضعيف. اهـ.

رابعًا: حديث أم عطية رواه أبو داود (1139) قال: حدثنا أبو الوليد يعني الطيالسي، ومسلم قالا: ثنا إسحاق بن عثمان حدثني إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية عن جدته أم عطية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت، فأرسل إلينا عمر بن الخطاب، فقام على الباب فسلم علينا فرددنا السلام، ثم قال: أنا رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إليكنَّ، وأمرنا بالعيدين أن نخرج فيهما الحُيَّضَ والعُتَّقَ ولا جمعةَ علينا، ونهانا عن اتباع الجنائز.

قلت: في إسناده إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ولهذا قال النووي في "الخلاصة" 2/ 761: رواه أبو داود ولم يضعفه، وفيه رجل سكتوا عنه. اهـ.

وأصل الحديث عند البخاري (974) بلفظ مختصر قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدثنا حمَّاد عن أيوب عن أُمّ عطية قالت: أمرنا أن نخرج العواتق وذوات الخدور.

خامسًا: حديث ابن عباس رواه البخاري (901) ومسلم 1/ 485 كلاهما من طريق عبد الحميد صاحب الزِّياديّ قال: حدثنا عبد الله بن الحارث ابن عم محمد بن سيرين: قال ابن عباس لمؤذنه يوم جمعة في يوم مطر إذا قلت: أشهد أنَّ محمدًا رسول الله فلا تقل:

ص: 216

حيَّ على الصلاة. قل: صلوا في بيوتكم، فكأن النَّاس استنكروا، قال: فعله من هو خير مني، إن يوم الجمعة عزمة وإني كرهت أن أخرجكم فتمشون في الطين والدُحض.

سادسًا: حديث مولى لآل الزبير رواه البيهقي 3/ 184 وابن أبي شيبة قال: نا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي كلاهما عن حسن -يعني ابن صالح- عن أبيه عن أبي حازم عن مولى لآل الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجمعة واجبة على كل حالم إلا أربعة: الصبي والعبد والمرأة والمريض".

قلت: رجاله ثقات غير مولى آل الزبير لم أظفر به؛ فإن كان صحابي فالإسناد صحيح.

لهذا قال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 3/ 56: هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات غير المولى فلم أعرفه، فإن كان من الصحابة فلا تضر جهالته وهو الأرجح؛ لأن راويه عنه أبو حازم هو سلمان الأشجعي الكوفي تابعي وإن كان غير صحابي فالسند ضعيف لجهالته. اهـ.

سابعًا: أثر ابن عمر رواه البخاري (3990) قال: حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن يحيى عن نافع: أن ابن عمر رضي الله عنهما ذكر له أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وكان بدريًّا ومرض في يوم الجمعة فركب إليه بعد أن تعالى النهار واقتربت الجمعة، وترك الجمعة.

ص: 217

ورواه الشافعي كما في "المسند"(436) قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب قال: دُعي عبد الله بن عمر لسعيد بن زيد وهو يموت

فذكره.

قلت: إسناده قوي.

وقد أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1742) من طريق يزيد بن هارون قال: نا يحيى عن نافع عن ابن عمر بنحوه.

ورواه عبد الرزاق (5497) عن ابن جريج قال: أخبرني يحيى بن سعيد به.

ثامنًا: أثر أنس بن مالك ذكره البخاري في "صحيحه" تعليقًا [2/ 285] في باب: من أين تؤتى الجمعة؟ وعلى من تجب؟ إلى أن قال: وكان أنس رضي الله عنه في قصره أحيانا يجمع وأحيانًا لا يجمع، وهو بالزاوية على فرسخين.

ووصله مسدد كما في "المطالب"(6791) فقال: حدثنا أبو عوانة عن حميد الطويل قال: كان أنس رضي الله عنه يكون في قصره فأحيانًا يجمع وأحيانًا لا يجمع.

قلت: وجاله ثقات، وإسناده ظاهره الصحة.

ورواه ابن أبي شيبة 2/ 102 قال: حدثنا وكيع عن أبي البختري. قال: رأيت أنسًا شهد الجمعة من الزاوية وهي فرسخان من البصرة.

تاسعًا: أثر ابن مسعود. رواه مسدد كما في "المطالب"(685) قال: حدثنا يحيى عن شعبة ثنا أبو إسحاق ثنا أبو عمرو الشيباني

ص: 218

قال: رأيت ابن مسعود رضي الله عنه يخرج النساء يوم الجمعة من المسجد.

قلت: رجاله ثقات، وإسناده صحيح.

وقد صححه الحافظ ابن حجر في تعليقه على "المطالب".

وروى عبد الرزاق 3/ 173 (5201) قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن أبي عمرو الشيباني أنه رأى ابن مسعود يخرج النساء من المسجد ويقول: اخرجن إلى بيوتكن خير لكن.

ورواه البيهقي 3/ 186 من طريق أبي بكر بن عياش ثنا أبو إسحاق عن سعد بر إياس به. بلفظ: رأيت عبد الله يخرج النساء من المسجد يوم الجمعة ويقول: اخرجن فإن هذا ليس لكن.

* * *

ص: 219