الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في وقت صلاة الجمعة
444 -
وعن سَلَمَةَ بن الأكوَعِ رضي الله عنه قال: كُنّا نُصَلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم نَنصَرِفُ وليس للحيطانِ ظِلٌّ نَستظِلُّ به. متفق عليه واللفظ للبخاري، وفي لفظ لمسلم: كُنّا نُجَمِّعُ معه إذا زالتِ الشمسُ ثم نَرجِعُ نَتَّبعُ الفَيءَ.
رواه البخاري (4168) ومسلم 2/ 589 وأَبو داود (1085) والنسائي 3/ 100 وأحمد 4/ 46 - 54 والدارمي 1/ 363 والبيهقي 3/ 190 - 191 كلهم من طريق يعلى بن الحارث المحاربي عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كُنّا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثُمَّ ننصرف وليس للحيطان ظلّ نستظل به.
هذا لفظ البخاري والنسائي وأبي داود وعند ابن ماجة فلا نرى للحيطان.
وعند مسلم بلفظ: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة. فنرجع وما نجد للحيطان فيئًا نستظل به.
وفي لفظ آخر له: كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفيء.
* * *
445 -
وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال: ما كنّا نَقِيلُ ولا نَتغَدَّى إلا بعدَ الجُمُعةِ متفق عليه واللفظ لمسلم. وفي رواية: في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه البخاري (939) ومسلم 2/ 588 وأَبو داود (1586) والترمذي (525) والبيهقي 3/ 241 كلهم من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد به واللفظ للبخاري ومسلم. ولا حاجة لقول الحافظ: في "البلوغ": واللفظ لمسلم.
ورواه مسلم 1/ 588 من طريق علي بن حجر حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه به زاد: في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الباب عن أَنس وجابر وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأثر عن عبد الله بن سيدان ومعاذ وعلي بن أبي طالب ومرسل المطلب بن حنطب.
أولًا: حديث أَنس بن مالك رواه البخاري (904) وأَبو داود (1084) الترمذي (503 - 504) كلهم من طريق فليح بن سليمان عن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن أَنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس.
وروى البخاري (905) قال: حدثنا عبدان قال: أخبرنا حميد عن أَنس قال: كنا نبكر بالجمعة، ونقيل بعد الجمعة.
ثانيًا: حديث جابر رواه مسلم 1/ 588 والنسائي 3/ 100 وأحمد 3/ 331 كلهم من طريق يحيى بن آدم حدثنا حسن بن عياش عن
جعفر محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله؛ قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ نرجع فنريح نواضحنا. قال حسن فقلت لجعفر؛ في أي ساعة تلك؟ قال: زوال الشمس.
ورواه مسلم 1/ 588 من طريق عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه أنه سأل جابر بن عبد الله متى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلي الجمعة؟ قال: كان يصلي. ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها زاد عبد الله في حديثه: حين تزول الشمس، يعني النواضح.
ورواه أحمد 3/ 331 والنسائي والبيهقي 3/ 190 من طريق جعفر بن محمد به.
ثالثًا: حديث سعد بن أبي وقاص رواه الحارث كما في "المطالب"(697) قال: حدثنا محمد بن عمر ثنا أَبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة حين تزول الشمس.
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه محمد بن عمر الواقدي وهو متروك كما سبق (1).
رابعًا: حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو أَبو جحيفة رواه أَبو يعلى 2/ 187 (886) وفي "المطالب"(698) قال: حدثنا زهير ثنا يزيد بن هارون ثنا سفيان بن حسين عن الحكم بن عتيبة قال:
(1) راجع باب: ما جاء في الأكل يوم الفطر.
إن رجلًا أخَّر الصلاةَ يوم الجمعة فقال له شيخ: والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فما رأيته يصنع كما تصنع أنت! قال: فلما رأيته ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت له: كيف رأيته صنع؟ قال: رأيته صلى الله عليه وسلم خرج حين زالت الشمس. إذا الرجل أَبو جحيفة رضي الله عنه.
قلت: إسناده ظاهره الصحة.
ورواه ابن أبي شيبة 2/ 146 من طريق الزهري بنحوه.
خامسًا: أثر عبد الله بن سِيدان بكسر المهملة السلمي، رواه الدارقطني 2/ 17 قال: حدثنا يزيد بن الحسن بن يزيد البزاز أَبو الطيب ثنا محمد بن إسماعيل الحساني ثنا وكيع ثنا جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج الكلابي عن عبد الله بن سيدان السلمي قال: شهدت يوم الجمعة مع أبي بكر، فكانت صلاته وخطبته قبل نصف النهار، ثم شهدتها مع عمر، فكان صلاته وخطبته إلى أن أقول: انتصف النهار، ثم شهدتها مع عثمان، فكانت صلاته وخطبته إلى أن أقول: زال النهار، فما رأيت أحدًا عاب ذلك ولا أنكره.
قلت: عبد الله بن سيدان السلمي المطرودي تكلم فيه. قال البخاري: لا يتابع على حديثه. اهـ.
وقال اللالكائي: مجهول، لا حجة فيه. اهـ.
وقال ابن عدي: هو شبه المجهول. اهـ.
ولما ذكر الحافظ ابن حجر الحديث في "فتح الباري" 2/ 387 قال: رجاله ثقات إلا عبد الله بن سِيدان وهو بكسر المهملة بعدها
تحتانية ساكنة فإنه تابعي كبير إلا أنه غير معروف العدالة
…
ولما ذكر قول البخاري قال الحافظ: بل عارضه ما هو أقوى منه فروى ابن أبي شيبة من طريق سويد بن غفلة أنه صلى مع أبي بكر وعمر حين زالت الشمس. إسناده قوي، وفي "الموطأ" عن مالك بن أبي عامر قال: كنت أرى طنفسة لعقيل بن أبي طالب تطرح يوم الجمعة إلى جدار المسجد الغربي، فإذا غشيها ظل الجدار خرج عمر. إسناده صحيح، وهو ظاهر في أن عمر كان يخرج بعد زوال الشمس. اهـ.
ولما ذكر النووي حديث عبد الله بن سيدان في "الخلاصة" 2/ 773 قال: رواه الدارقطني وغيره، واتفقوا على ضعفه وضعف ابن سيدان. اهـ.
والأثر ضعفه الألباني في "الإرواء" 3/ 61 وصحح إسناده إلى عبد الله بن سيدان.
وروى أحمد بن منيع كما في "المطالب"(699) قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه راح إلى الجمعة فلما زالت الشمس خرج عليهم عمر رضي الله عنه فجلس على المنبر، فأخذ المؤذن في أذانه فلما سكت، قام فحمد الله تعالى وأثنى عليه.
قلت: هذا إسناد صحيح، وصححه الحافظ في تعليقه على "المطالب".
ورواه عبد الرزاق 3/ 174 (5209) عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس به بنحوه.
وروى مسدد كما في "المطالب"(701) قال: حدثنا يحيى عن شعبة قال: حدثني حبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة رضي الله عنها وكان قد حجت مع النبي صلى الله عليه وسلم. قالت: كان رجالنا يجمعون مع عمر رضي الله عنه ثم يرجعون وأرديتهم على رؤوسهم يتبعون في الحيطان يقيلون بعدها.
قلت: إسناده أيضًا صحيح، وصححه الحافظ في تعليقه على "المطالب".
سادسًا: أثر معاذ رواه الشافعي في "الأم" 1/ 194 وعبد الرزاق 3/ 176 وابن أبي شيبة 2/ 18 عن عمرو بن دينار عن يوسف بن ماهك قال: قدم معاذ بن جبل على أهل مكة وهم يصلون الجمعة والفيء في الحجر. فقال: لا تصلوا حتى تفيء الكعبة من وجهها.
قلت: رجاله ثقات، وفي إسناده انقطاع لهذا قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 1203: هذا مرسل، يوسف بن ماهك لم يدرك معاذ. اهـ.
سابعًا: أثر علي رواه ابن أبي شيبة 2/ 18 قال: حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل بن سميع عن أبي رزين قال: كنا نصلي مع علي الجمعة فأحيانًا نجد فيئًا وأحيانًا لا نجده.
قلت: رجاله لا بأس بهم، وإسماعيل بن سميع الحنفي قال أحمد: ثقة وتركه زائدة لمذهبه. وقال مرة: صالح. اهـ.
ووثقه بن معين.
وقال أَبو حاتم: صدوق صالح. اهـ.
وقال النسائي: ليس به بأس. اهـ.
وقال محمد بن حميد عن جرير: كان يرى رأى الخوارج كتبت عنه ثمّ تركته. اهـ.
وقال البخاري: أما في الحديث فلم يكن به بأس. اهـ.
ورواه عبد الرزاق 3/ 176 من طريق قيس بن الربيع عن إسماعيل به.
وروى ابن أبي شيبة 2/ 17 قال: حدثنا وكيع عن أبي القيس عمرو بن مروان عن أبيه قال: كنا نجمع مع على إذا زالت الشمس.
قلت: أَبو القيس عمرو بن مروان أخشى أنه وقع خطأ فإن كان هو أَبو العنبس فهو ثقة -واسمه عمرو بن مروان كما في "الجرح والتعديل" 6/ 261 وهو من شيوخ وكيع، وإلا فلا أدري من هو.
وقد جعله الحافظ ابن حجر أبا إسحاق ولم يذكر اسمه فقد قال في "الفتح" 2/ 387: أما ما روى ابن أبي شيبة من طريق أبي إسحاق: أنه صلى خلف عليّ الجمعة بعد ما زالت الشمس. إسناده صحيح. اهـ.
ثامنًا: مرسل المطلب بن حنطب رواه الشافعي في "الأم" 1/ 194 قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: حدثني خالد بن رباح عن المطلب بن حنطب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة إذا فاء الفيء قدر ذراع أو نحوه.
قلت: هو مرسل لأن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب من الرابعة لم يدرك كثيرًا من الصحابة فكيف بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده ضعيف جدًّا فإن إبراهيم بن محمد شيخ الشافعي متروك وقد سبق الكلام عليها (1).
وخالد بن رباح هو الحجازي. ذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 112 - 113 ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
تاسعًا: حديث الزبير بن العوَّام رواه أحمد 1/ 164 و 167 قال: ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن أبي ذئب ثنا مسلم بن جندب حدثني من سمع الزبير بن العوّام رضي الله عنه يقول: كُنّا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم نبادر فما نجد من الظل إلا موضع أقدامنا أو قال: فما نجد من الظل موضع أقدامنا.
قلت: رجاله ثقات غير أن فيه رجلًا لم يسم.
وقد اختلف في إسناده فرواه الإمام أحمد 1/ 164 قال ثنا يزيد أنبأنا ابن أبي ذئب عن مسلم عن جندب عن الزبير به.
ومن هذا الوجه رواه الدارمي 1/ 363 وأَبو داود الطيالسي 1/ 141 من طريق مسلم به فيظهر أن هذا هو المحفوظ في الإسناد.
قال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 3/ 65: سنده صحيح وأدخل أحمد في رواية عنه رجلًا لم يسم بينه وبين الزبير وهي شاذة. اهـ.
(1) راجع باب: المني يصيب الثوب، وباب: الدعاء عند الفراغ من التلبية.